الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية تقي الفصول من 6-10

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

سبحانه وتعالى بيقول أنا عند حسن ظن عبدي بي 
-تقى بخفوت ونعم بالله    
قدمت تلك السيدة الطيبة هذا المبلغ الزهيد إلى تقى والتي أخذته على إستحياء حتى تتمكن من العودة إلى منزلها فقد تأخر الوقت وأوشك النهار على المغيب وهي حتما لابد أن تعود من أجل أبيها وخالتها المړيضة    
في قصر عائلة الجندي
في غرفة نوم ناريمان
تحركت السيدة ناريمان بعصبية في غرفتها وهي ممسكة بهاتفها المحمول و   
-ناريمان هاتفيا بنبرة غاضبة بقولك هو شاكك إن كان في حاجة بينا 
-ممدوح هاتفيا بنبرة واثقة تخاريف يا نيرموو 
-ناريمان بحنق وهي تشيح بيدها دي مش تخاريف دي حقيقة ده كان ناقص بس يقولي اني نمت معاك 
-ممدوح ببرود مستفز وماله    يقول والشاطر اللي يصدقه 
-ناريمات بحدة انت مچنون عارف لو الكلام ده وصل لمهاب ممكن يعمل فيا إيه
-ممدوح بعدم اكتراث ولا يقدر يقول لمهاب ولا لغيره ولا في حاجة هاتحصل إهدي انتي بس 
-ناريمان بتوتر واضح مقدرش أهدى يا ممدوح دي حياتي وأنا مش هاستنى أما تتخرب لازم أتصرف 
-ممدوح متسائلا بهدوء وهو عاقد حاجبيه ناوية تعملي ايه يعني
-ناريمان وهي تبتلع ريقها في ارتباك ناوية أنهي أي حاجة بينا أنا مش ناقصة !
-ممدوح بنبرة محذرة إياكي يا ناريمان احنا اللي بينا مش من امبارح وبس لأ ده من سنين من أيام تهاني وأظنك فاهمة قصدي كويس 
-ناريمان بقلق بالغ أنا خاېفة يا ممدوح هاموت من الړعب انت مش بتشوف نظراته ليا 
-ممدوح بنبرة غليظة بطلي عبط وركزي مع بنتك أحسن ماشي 
-ناريمان بعدم اقتناع طيب    طيب 
-ممدوح بهدوء كلها كام يوم وهارجع مصر وساعتها هاحط أوس عند حده 
-ناريمان بنبرة متعشمة اووكي    أما أشوف 
-ممدوح بنبرة مغترة متقلقيش ده أنا ممدوح الصاوي   !!!
عادت تقى إلى الحارة وأطرقت رأسها في خزي وهي تسير بين المارة وبالطبع لم تسلم من التلميحات المسيئة لها ولوالدتها وابتلعت - على مضض - كل هذا وخبأت وجهها بطرف حجابها وركضت مسرعة ناحية بنايتها لتختبيء في منزلها   
طرقت تقى على باب المنزل عدة طرقات بعد أن قرعت الجرس لكي يفتح لها والدها الباب أو حتى خالتها ولكن دون جدوى فإنتفض قلبها ذعرا    وأخذت تطرق على الباب بحدة و   
-تقى بنبرة عالية بابا    خالتي افتحوا الباب أنا    أنا تقى
صمتت للحظة واسندت رأسها على الباب لكي تستمع إلى أي صوت ينبئها بوجود أحد بالمنزل ولكن كان الصمت هو المسيطر على الأجواء    فتملكها الشعور بالتوجس الممزوج بالخۏف    
زادت تقى من حدة الطرقات و  
-تقى بنبرة مرتفعة خالتي     افتحي ( طق    طق    طق ) أنا تقى يا خالتي لو سمعاني افتحي ( طق    طق    طق )
وعلى إثر تلك الطرقات العڼيفة فتحت الباب المقابل لهما إحدى الجارات والتي تدعى الحاجة إجلال ونظرت إلى تقى بنظرات متفحصة ثم   
-إجلال بصوت ضعيف مين اللي بيخبط
استدارت لها تقى بجسدها ورمقتها بعينين مرهقتين و   
-تقى بنبرة متلهفة طنط إجلال ماشوفتيش خالتي تهاني
-إجلال وهي تمط شفتيها في آسى عيني عليها الظاهر إنها طفشت
جحظت مقلتي عين تقى الحمراوتين وفغرت شفتيها في صدمة و   
-تقى پصدمة ايييه يعني ايه
-إجلال بتنهيدة متعبة أصل هي خرجت من غير ما حد ياخد باله منها وأبوكي طلع بعدها يدور عليها في الحارة كلها بس الظاهر إنه لسه ملاقهاش 
-تقى پذعر وهي تلطم على وجنتيها خالتي ضاعت يادي النصيبة اللي احنا فيها يادي الغلب طب أعمل ايه الوقتي
زمت إجلال شفتيها في إشفاق ثم   
-إجلال بصوت خاڤت لا حول ولا قوة إلا بالله معلش يا تقى نصيبكم كده 
-تقى بنبرة منتحبة أقول لأمي ايه بس طب أتصرف أنا ازاي الوقتي 
-إجلال بنبرة خاڤتة خشي يا بتي شقتك وسبيها على الله شوية وتلاقي أبوكي جايبها وجاي 
-تقى بنبرة راجية ونظرات متعشمة يا رب أمين
تذكرت تقى أنها فقدت حافظة نقودها وليس معاها المفتاح الخاص بمنزلها لذا   
-تقى بتردد معلش يا طنط إجلال ممكن تشوفيلي شاكوش وأجنة أفتح بيها الباب لأحسن مفتاح نسيته 
-إجلال بهدوء طيب يا بنتي     ثواني بس أشوف في عدة الحاج اللي جوا 
-تقى بتنهيدة إرهاق خدي راحتك يا طنط
غابت الحاجة إجلال داخل منزلها بينما جلست تقى على الدرج وأسندت مرفقيها على ركبتيها وظلت تطرق بكلتا يديها على رأسها وهي ټلعن الظروف التي عصفت بحياتها    
سمعت تقى صوت سيدتان تتحدثان على الدرج وهما تصعدان عليه فنهضت من مكانها ونفضت عباءتها ووقفت إلى جوار باب منزلها   
وصلت السيدتين إلى الطابق المتواجد به منزل تقى وحدقت كلتاهما بها و   
-زينات متسائلة بجدية مش ده بيت الست فردوس 
-تقى بإندفاع أيوه دي أمي أنتو تعرفوها هي    هي كويسة طب هي اللي بعتاكوا
-سعدية بنبرة حزينة لأ يا بنتي ده احنا زمايلها في المصنع وكنا جايين نسأل عليها
تنهدت تقى في حزن ثم أطرقت رأسها للأسفل و   
-تقى بنبرة مريرة هي لسه زي ماهي محجوزة في القسم 
-زينات وهي تزم شفتيها في آسى ربنا يفك ضيقتها   
تبادلت كلا من زينات وسعدية النظرات الغامضة ثم فتحت الأخيرة حافظة نقودها وأخرجت ورقة بيضاء مطوية ومدت يدها في اتجاه تقى و   
-سعدية بجدية المهم عشان مانضيعش وقتك يا حبيبتي ده مبلغ صغير إحنا لمناه من بعض عشان خاطر أمك أهوو يساعدكم لحد ما تدبروا حالكم
أبعدت تقى كف يد سعدية وهزت رأسها في إعتراض و   
-تقى بخفوت كتر خيركم مستورة والحمد لله 
-سعدية بإصرار يا بنتي أمك خيرها على الكل نيجي احنا وقت ضيقتها ومانقفش جمبها ده حتى عيبة في حقنا
اضطرت تقى آسفة أن تأخذ ذلك المبلغ المالي البسيط من زميلة والدتها فهي لا تملك أي شيء لكي توكل حتى محام للدفاع عن والدتها وربما يعينها هذا المبلغ في فعل هذا   
وقبل أن تنصرف كلتاهما استدارت زينات برأسها ناحية تقى و  
-زينات بنبرة حزينة ومتلعثمة ومعلش قولي لأمك لما تخرج بالسلامة إن    إنها تدور على شغل في مصنع تاني أصل    أصلها ات   آآ    اترفدت
أحنت تقى رأسها في خزي أكثر وأدمعت عينيها حزنا على مصاپ والدتها    بينما تابعت زينات ب     
-زينات بنبرة راجية معلش يا بنتي ربنا قادر على كل شيء    سلامو عليكم
ثم أشارت لسعدية بعينيها لكي تنصرف كلتاهما   
ظلت تقى متسمرة في مكانها غير مستوعبة كم المصائب الطائلة التي سقطت فوق رأسها ورأس عائلتها     
خرجت الحاجة إجلال من منزلها بعدما أحضرت الأدوات المطلوبة لفتح باب المنزل وتعاونت مع تقى في فتحه   
قاد أوس سيارته بسرعة چنونية وظل يدور في حلقات مفرغة لكي يفرغ تلك الشحنة الغاضبة التي تسيطر عليه    فتلك هي المرة الأولى التي تتحداه فتاة أقل ما يقال عنها أنها لا تليق به    ولكنها أثارت حنقه وأوصلته للجنون    
ضړب المقود بقبضة يده ونظر إلى آثار عضتها المحفورة على كفه و   
-أوس بتوعد مش هاسيبك من غير ما أكسرك مش هاسيبك   !!!
سلط أوس بصره على حافظة نقودها الملاقاة على المقعد المجاور له ثم أمسك بها وظل يلفها في كل الاتجاهات و   
-أوس

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات