رواية تقي الفصول من 6-10
إن شاء الله أنا كلمت مكتب السفريات وخلصت كل حاجة
-عدي بنبرة إعجاب برافو عليكي يا راندا طول عمرك متمكنة من شغلك
-راندا بنبرة ممتنة العفو يا فندم ده واجبي يا فندم !
-عدي لنفسه بفضول أما أشوف الباشا أوس خلص حواراته مع البت البيئة دي ولا ايه النظام !
بداخل مكتب أوس
حاولت تقى أن تتحرر من قبضتي أوس المحكمتين حولها وظلت ټقاومه بحدة رغم ضعفها أمامه
-تقى وهي تصر على أسنانها في قوة مصطنعة ابعد وإلا قسما بالله هصوت وأفضحك وألم عليك الناس
ضحك هو بضحكات عالية مستهينة بما قالته مما زاد من حنقها أكثر ثم شد قبضته عليها أكثر ونظر مباشرة في عينيها بعينية القويتين و
-أوس بنبرة متحدية صوتي اضربي اعملي كل اللي انتي عاوزاه محدش هايقدر يعملك حاجة ولا هاينجيكي مني
في نفس اللحظة قام عدي بفتح باب الغرفة وتسمر مكانه حينما رأى كلاهما على تلك الوضعية
حاولت تقى أن تستغيث مجددا ولكن كان أوس الأسرع في تكميم فمها بكف يده بعد أن أرخاه عن معصمها و
-أوس بصوت آمر وهو يشير بعينيه اقفل الباب
-عدي متسائلا بتوجس في ايه اللي بيحصل هنا !!
-عدي على مضض طيب
أوصد عدي الباب بالمفتاح بينما ظلت تقى تتلوى بجسدها مقاومة ذراعي أوس ومحاولة تخليص نفسها ولكن دون جدوى
اقترب عدي من أوس ثم رمقه بنظرات حادة قبل أن يردف ب
-عدي بنبرة منزعجة انت اټجننت يا أوس ايه اللي بتعمله ده
-عدي بقلق واضح بس كده غلط
-أوس بنفاذ صبر يووووه وإهدي انتي كمان
كانت كل ذرة في كيان تقى ترتجف پذعر جلي خاصة وأنها تجهل ما قد يحدث لها هي لم تتوقع أن تكون في أحضان هذا المتوحش وعلى مرآى ومسمع من رفيقه الذي ربما يعاونه في الإعتداء عليها
إنزعج عدي من تهور أوس والذي قد يؤدي إلى کاړثة ما إن لم يتدخل فورا لذا بدون تفكير قام بإمساك قبضتي أوس وأبعدهما عن تقى مما جعله يثور غاضبا و
استغل عدي جسده في الحول بينه وبين تقى وقام بدفعه نوعا ما إلى الخلف بعيدا عنها و
-عدي بنبرة قوية فوق يا أوس اللي بتعمله ده مايصحش هنا انت عارف كويس احنا فين
تلاحقت أنفاس تقى وشحب لون وجهها بعد الذي عانته للحظات ووضعت يدها على صدرها تتحسس نبضات قلبها المتسارعة
كادت أن تسقط بعد أن شعرت بأن ساقيها لا تقويان على حملها ولكنها قاومت هذا الشعور بالإنهيار وأجبرت نفسها على التماسك حتى تهرب من هذا المكان
استغلت هي الفرصة وركضت في اتجاه الباب ثم أدارت المفتاح وفتحه وهرولت للخارج ووجهها يكاد يوحي بأنها رأت شبحا للتو
تعجبت السكرتيرة من هيئة تلك الفتاة شعبية المظهر ونادت عليها بعد أن نهضت من على مقعدها ب
-راندا بنبرة عالية وهي تشير بيدها انتي يا يا آآ استني هنا
لم تستمع إليها تقى بل ركضت بأقصى سرعتها إلى الخارج فأشارت راندا إلى حارس الأمن بإصبعها و
-راندا بلهجة آمرة روح وراها واتأكد إنها طلعت برا الشركة
-حارس الأمن بنبرة متشفية أوامرك يا استاذة
كانت تقى ترتطم بكتفها بكل من تقابله في طريقها ورغم نظرات الاشمئزاز والاحتقار لها وكذلك بعض التوبيخات الحادة لتصرفها إلا أنها لم تهتم فشاغلها الأكبر هو الهروب من ذلك المكان والإبتعاد عن ذلك المتوحش الھمجي
نجحت تقى في الوصول إلى بوابة الشركة وهناك تنفست الصعداء وشعرت إلى حد ما بأن روحها قد ردت إليها نظرت إلى هيئتها وتفحصت جسدها وتأكدت أن ملابسها لاتزال كما هي غير ممزقة و تغطي جسدها وأن حجابها رغم ما حدث مازال يخفي شعرها نظرت إلى معصميها فوجدت أصابع ذلك البغيض تاركة أثارها عليهما فظلت تفركهما بتشنج لكي تمحي تلك الآثار
بداخل مكتب أوس
استشاط أوس ڠضبا بسبب ما فعله عدي وكاد يلكمه في وجهه ولكن نجح الأخير في تفاديه والسيطرة على غضبه و
-عدي بحدة أنا عاوز مصلحتك
-أوس بزمجرة غاضبة وانت مالك باللي بأعمله انت بعمايلك خليت الزفتة دي تفلت مني وأنا كنت عاوز أكسرها
-عدي بضيق الكلام ده احنا بنعمله برا مش هنا في الشركة
-أوس بصوت هادر يوووه أنا حر محدش يقدر يراجعني في اللي بأعمله
تنهد عدي في إرهاق ثم أحنى رأسه للأسفل و
-عدي بهدوء حذر خلاص اهدى ماحصلش حاجة لكل ده
-أوس بضيق جلي غبي
ظل أوس يزفر في ڠضب وجاب غرفته ذهابا وإيابا وهو يحك رأسه المشتعل ثم توقف عن الحركة حينما لمح حافظة نقود بجوار الباب فسار في اتجاهها ثم انحنى بجذعه للأسفل وأمسك بها وظل يتفحصها بنظرات دقيقة و
-أوس بخفوت لنفسه أكيد دي بتاعتها
سلط عدي بصره على أوس وأخذ يراقب أفعاله و
-عدي متسائلا بفضول في حاجة
استدار أوس بجسده ورمق عدي بنظرات ڼارية و
-أوس بإقتضاب مافيش أنا ماشي
ثم اتجه ناحية الأريكة وجذب سترته من عليها و مشى بخطوات أقرب للركض خارج غرفة مكتبه
لم تعرف تقى كيف ستعود إلى حارتها مجددا فقد تخبطت في الطرقات وضلت الطريق فجلست على أحد الأرصفة ودفنت وجهها بين راحتي يدها وأخذت تجهش بالبكاء المرير
رأتها إحدى السيدات الوقورات فاقتربت منها و
-سيدة ما بنبرة رقيقة مالك يا بنتي
رفعت هي رأسها ونظرت إلى تلك السيدة بعينيها المنتفختين و
-تقى پبكاء حار ماليش ماليش
ثم دفنت رأسها مجددا واستمرت في البكاء فربتت السيدة على كتفها و
-سيدة ما بهدوء اهدي يا بنتي كل مشكلة وليها حل
-تقى بتشنج إلا مشكلتي مالهاش حل خلاص كل حاجة راحت كل حاجة ضاعت أمي والبيت وحتى أنا
-سيدة ما بنبرة إشفاق لا حول ولا قوة إلا بالله يا بنتي خلي إيمانك بربنا كبير ربنا دايما بيحب يختبر عبده عشان يشوف إن كان هيرضى ويحمده ولا هيغضب ويسخط
-تقى بنبرة منتحبة بس بس احنا معملناش حاجة لحد إحنا غلابة أوي وراضين بحالنا بس آآ
-سيدة ما مقاطعة بنبرة صافية معلش يا بنتي اصبري واحتسبي عند الله وإن شاء الله كل حاجة هتتحل
حاولت تلك السيدة أن تخرج تقى من تلك الحالة البائسة ثم عرضت عليها مبلغا من المال ولكنها آبت أن تأخذه و
-سيدة ما بإصرار يا بنتي ده مال الله طالع لله
-تقى بنبرة عنيدة أنا مش عاوزة فلوس أنا عاوزة أمي تطلع من الضيقة اللي هي فيها
-سيدة ما بنبرة متفائلة إن شاء الله هاتطلع ادعي انتي ربنا واكيد هايستجيب ماهو