رواية حقي
إلي حضنها الدفئ ذلك الخيال الذي صنعه عقلها لم تتحمله حتي
!! مما جعلها تشهق پصرخة معبرة عن ذلك الخۏف الذي حمله قلبها الصغير منذ أعوامأنهدرت دموعها فوق جسد سعادفقد أرتمت برأسها فوق صدر والدتها تبكي بحصره علي ماعشاه وكم الظلم الذي تعرضا لهما. ووسط تلك المأسي شعرت بأطراف سعاد تداعب خصلات شعرها وتقول بصوتها المتبسم بلكنة مکسورة
متعيطيش العياط هيضعفك لزم تبقي قوية يا حياة الوقت اللي جاي بتاعك وخلاص مبقاش فيه مكان نهرب فيه لزم تروحي الفيوم وتاخدي حقك منهم واحد واحد وترديلي كرامتي وشرفي اللي سحبته مني نادية.
رفعت رأسها بهدؤ ناظرة بعيناها التي تشبة غروب الشمس من شدة البكاء إلي والدتها وتحمل داخل جوفها ذلك السؤال التي تتمني أن تسمع أجابته كما يتمني قلبها
حركت الأم رأسها بيأس وهي ترا نظرة الشفقة تنبع من عين صغيرتها كانت تعلم أن قلبها الصغير لم يتغير ولم يسود رغم كل ما قصته عليهالذلك قررت أخبرها بأخر شئ حفظته عنها أخذت تتنهد وردفت پألم
خالتك سعيدة يوميها كلمتني وقولتلها لو جه وسألك عني اديله رقمي وخليه يكلمنيوقتها حسيت أن جزء من كرامتي وشرفي رجعليوفضلت مستنيه أنه يتصل او يدور بس مجاشلدرجة أني روحت سألت عنه في البلد خۏفت لتكون نادية قټلته وضيعت دليل برئتي بس عرفت أنه عايش وسافر هو وهي الحجة يعمله عمرهيوميها عرفت أنه كدبني لتاني مرة ووقتها بس قررت مبصش للماضي وأعيش عشانك سالم فرد فينا لسنين طويلة أوي ومن حوالي سنة عرفت أنه ماټ بس وقتها كنتي لسه في أخر سنة ليكي في كلية الطب عشان كده مردتش أحكيلك علي أي حاجة غير لما تخلصي درستك وتشتغلي وأهو الوقت جه عشان تروحي الفيوم وتوجهي الكل ومتسبيش حقك مهما حصل يا حياة
أدركت هذان النوعان وخبئتهما داخل ضلوع قلبها
الذي مزقته الأسرار والحكايات التي سمعتها
كانت تشعر
بمخزون البكاء يتدفق من عيناها كلما تذكرت تلك الأيام التي عاشتها يتيمة الأب والمسكن المريح والقمة الهنية فقد تعرضت للكثير من التنمر عندما كانت صغيرة بسبب عدم حضور والدها معها إلي لجنات أولياء الأمور فقد كانت تذهب والدتها بالنيابة عنه مما كان يجعل حياة محط تنمر الطلاببكت علي تلك الأيام التي سهرتها تحت ضوء المضة بسبب عدم قدرة والدتها لدفع الكهرباء لأيام
سعاد لاء فوقي يا سعاد
أرتجف جسدها وتراجعت خطوة للوراء ترمش بجفونها محاوله السيطرة علي دموعها وبقلبها يد حديديه تعتصرة كانت تحرك رأسها بمعني لا كفئ للأحزان والظلم لم تكن علي أستعاد لتلك الحظة بداخلها كان يهوي بدقات الألم لم تكن تريد أن تحظئ والدتها بتلك النهاية البائسة كانت تود أن تظل علي قيد الحياة وتراها وهي ترد لها كرامتها وعفتها بين الجميع وضعت كفتيها علي وجهها تشهق بصړاخ وتدق الأرض بقدمها معلنه عن تلك العاصفة التي تمزقها أربأظلت علي تلك الحال لثواني ثم أنزلت يدها ببطئ ونظرت إلي والدتها پقهر لكنها لمحت أطراف يد والدتها اليمين تتحرك مما دفعها للتحرك إليها وتفقدت النبض وفور ان شعرت بنبض يد والدتها يداعب أبهمها وقعت أرضا تتنفس بعمق وتركع شكر لله بدموعها الطاهره داعية اللي أن يطيل من عمر والدتهاثم نهضت ونظرت إلي خاله في لهفه وقالت
حملوها سويا وأتجهوا بهي إلي المشفي التي تعمل حياة طبيبة بهي
وبعد مرور يومين كانت حالة سعاد باتت مستقرة قليلا اما حياة فقد اتفقت معا الطبيب المعالج علي معاد يوم لأجراء جراحة بالرأس لوالدتها لاستقصار ذلك السړطان من رأسهاوأصرط علي أن تكون من ضمن المجموعة التي ستجري تلك العملية بصفتها طبيبة جراحية رغم أنها مازالت في مرحلة النضوج كطبيبة.
ذهبت حياة تستريح بغرفة الطبيبات وأثناء جلوسها غلبها النوم لعدت ساعات وعندما فاقت نهضت وذهبت تتفقد حالة والدتها لكنها وجدت الطبيب وممرضتين بالحجرة ويبدو عليهم القلقأقتربت منهم محاوله فهم مايحدث ولكن قبل أن تتفوه با أي كلمة وجدت الطبيب يحدثها بوجه عابس
رغم ان العملية نجحت بس للأسف يا حياة والدتك دخلت في غيبوبه وممكن متقدرش تفوق تاني
حذف جملته كالقذيفة في وجهها لتفجر فرحتها إلي حزن وغادر الغرفة بينما هي تحركت إليها بقدم ترتجف حتي جلست امامها علي حافة الفراش ومسكت بكفتها وقبلتهاوأخذت نفس يرتجف بالبكاء لم تكن تدرك إلي متي عليها أن تتحمل تلك الصعابمما جعلها تبلع لعابها وتخرج ماتسجنه بجوفها الذي اخرج ذلك الصوت الضئيل
بقي كده ياست الكل عايزة تنامي كتير وتسبيني لوحدي ماشي ادلعي براحتك أنا عارفه أنك سامعني وكنت عايزة أقولك حاجة هتفرحك أنا بكرا مسافرة الفيوم ومش هرجع غير وأنا جايبة حقك ورافعه رأسك وسط الكل ياحبيبتي ومتخفيش عليا أنا قوية وهبقي قدهم كلهم ومهما طال بيا الوقت والزمن هاخدلك حقك مهما كان التمن
شهقت باخر كلمه وأرتمت فوق قلب والدتها ټحتضنها پبكاء وقلبها يشعر بخنجر يداعب أوتارة مشاعرها كانت ممزقة ومتفرقة بين اوجاعها لم تكن تعلم ماذا ستفعل وكيف ستبدء لكنها أخذت عهدا علي حالها أنها ستذهب لهم وتسترجع كرامتهما وشرفهما الذي مزقوه منذ أعوام!!
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
كل من ليها نبي تصلي عليه
مرت ثلاثة أيام علي أخر لقاء بين حياة ووالدتها وخلال الثلاث أيام جهزت حالها واستعدت للذهاب إلي الفيوم للقاء عائلة العزيزي وفي صباح اليوم الرابع فاقت في الصباح الباكر وارتدت ثوبها الأسود وحذئها ذات الكعب العالي وحملت حقيبة يدها وغادرت المنزل في تمام الساعه السابعه صباحا
وذهبت إلي محطة السيارات واستقلت سيارة لتنقلها إلي الفيوموظلت طوال الطريق تفكر فيما ستفعله
معهم وكيف سيكون لقائها الأول بهم
وبعد ثلاث ساعات في تمام العاشرة كانت وصلت حياة إلي قرية العزيزي التي سميت بأسم كبير عائلة العزيزي
ظلت حياة تنظر حولها تبحث عن احد يخبرها بمكان بيتهموبعد قليل وجدت رجلا بالخمسين من عمره يسير اتجاهها مما دفعها للوقوف أمامه والتحدث بجديه
لو سمحت متعرفش فين بيت رضوان العزيزي أنا وحدة قريبتهم بس مش فاكره مكان البيت فين ممكن لو تعرف تدلني!
تنهد الرجل باابتسامة وقال
طبعا أعرف هو في حد ميعرفش بيت رضوان بيه
تعالي معايا اوصلك الحد عندهم كمان
أكتفت بالتبسم بوجهه وصارت معه حتي اوقفها أمام قصر كبير يشبة كثيرا قصر مسلسل العصيانكانت بوابته حديديه خلفها ممر طويل علي جوانبه الأشجار نظرت حياة وشعرت برياح باردة تطوف حولها محملة بثقل القلق والخۏف من تلك المواجهه بينما الرجل فرمقها برسمية وقال
هو ده بيت رضوان بيه أسيبك أنا بقي و أروح اشوف حالي
غادر الرجل اما هي فتنهدت بعمق وزاغت عيناها بين الأشجار تتفقد المكان حتي لمحت ذلك الوسيم ذو الهيبة المفرطه يخرج من بوابة القصر الداخلية ويتحدث عبر الهاتف كان صفوان يتطلع حوله بعيناه العسليةولحيته السوداء معا شعره الأسود ذات القامة الطويلة والجسد الرياضي ببنطاله الأسود وقميصه الأسود ذات الأكمام المطوية حتي كوعية شعرت حياة لوهله أن عيناها قد سحرت بهي وبدقات قلبها تنبض بلهفه لم تدرك ما يحدث لها كانت مشتته لكنها حركت رأسها برفض لما يفعله عقلها بقلبها وأخذت نفسا عميق وظلت تفكر كيف ستدخل إلي ذلك البيت حتي وجدت صفوان يغلق الهاتف ويركب سيارته وبدء بقيادتها مما جعلا عقلها يرتب أول خطوة في ثواني معدوده
تحركت حياة إلي جانب البوابه تخبئ نفسها باتقان وفور أن شعرت بالسيارة تعبر البوابه الحديدية همت بالركض أمامها مما جعلا صفوان يشد مكابح القيادة وأوقف السيارة بفزع فور أن لمست خصر حياة التي وقعت امامها متقنه دور فاقدة الوعي
بينما صفوان فأسرع في النزول وركض إلي حياة وجلس علي عقبيه يتفقدها بعيناه ويداه تتفقد نبضهاوفور أن علم انها بخير وعلي قيد الحياة فرغ أنفاسه في الهواء براحه ثم حملها بين ذراعيه واتجها بهي إلي الأستراحه الخاصه بهي داخل البيت المكونه من غرفة كبيره ومندره
دلف بهي صفوان ووضعها فوق الأريكه ثم تحرك إلي دلو الماء وحمله وهم اليها من جديد وبدء بسكب بعض المياة علي يده ليوجهها بقوه إلي وجهها محاولا افاقتها بينما هي فشهقت حينما شعرت ببعض قطرات المياة قد غزت انفها مما جعلها تفزع من مكانها برهبة
طمنيني عليكي أنتي كويسه
هكذا كانت اول كلمة يلقيها صفوان علي سمع حياة التي رئة شذايا القلق تعبر في بؤبؤ عيناه بينما هي فشعرت بالكلمات قد سجنت داخل حلقها لم تعرف بعد من يكون لكن وجوده داخل القصر ياكد لها أنه فرد من تلك العائلةاما صفوان فلم يجد منها أجابة مما جعله يقترب خطوة إليها مضيق عيناه بأستفهام
مالك ما بتتكلميش لية أنتي مش بتسمعي والا بتتكلمي !
بلعت لعابها وحاولت كبت خۏفها وقالت بصوت يرتعش قليلا
أنت مين
عقد حاجبيه بغرابة عندما بدلت الاجابة بسؤال ليجيب عليها بثبات
أنا صفوان محمود العزيزي أنتي بقي مين وبتعملي ايه في البلد أنا أول مره أشوفك
سألها وعقد ذراعية ينتظر الأجابة وهو يمرر عيناه فوقها فهيئتها لم تمر علي بصره من قبل اما حياة فاستجمعت قوتها حينما تذكرت ماعنته والدتها مما جعلها تفرغ هواء الرهبة في الخلا وتخرج الكلمات من سجن جوفها لتلقيها عليه بثبات
أنا حياة بنت سالم العزيزي
عبرة الجمله بين اذنيه للهواء ظن أنها تمازحة مما جعله يردف ساخرا
بنت عمي سالم طب مش كنتي تيجي من زمان يابنت عمي ليكي واحشة
أدركت أنه يستهزء بهي مما أثار غيظها وتدفق دماء الأحراج بين عروقها لتحدثة برسمية
أنا مش جايه عشان أهزر معاك أنا بنت عمك وجاية من أسكندرية عشان أقابلكم كلكم واخد