الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية داليا بارت 8

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

قدم الرضيع اخيرا اشار لها باهتمام بالاقتراب .. اقتربت بحرص فوضع يدها علي العجل الصغير ويقول .. ماذا ستسمينه  
شهقت بانبهار وهى تتأمل الرضيع .. أنا 
نعم أنت هذا طفل صديقك عڼيف .. ثم انك حضرتى ولادته فاصبح ملكك ..
حرارة ابن صفية الصغير ارتفعت بشكل مفاجىء اليوم لتمنحها سارة كامل اليوم عطلة للاهتمام به واخذه للطبيب .. وهذا معناه بالتبعية تحملها هى والداده لكل اعمال المنزل بما فيها اعداد الطعام .. من المريح أن يترك لها خالد حرية التصرف في المنزل وفي الخدم وكأنها سيدة المنزل الحقيقية .. لا تقلقي صفية بخصوص العمل .. فقط اهتمى بصغيرك ونحن سنتدبر الامر .. 
الطقس اليوم رائع وسبتمبر هذا العام لطيف للغاية ..غمغمت باستمتاع .. لن تفوته أبدا وستدلل نفسها بنزهة طويلة .. هذا الجمال ينبغى تقديره والتمتع به ..
وجهزت عزيزة لهما شاي وفطائر ربما تلك النزهة ستفتح شهية سارة للاكل .. لاحظت انها منذ ثلاثة ايام وهى ترفض الطعام وشهيتها تصبح اختيارية لاطعمة معينة كالفطائر هل من الممكن أن .. فكرت بخبث.. 
وكعادته خرج باكرا بنشاط يوميا يخرج من الصباح ولا يعود إلي مع المغرب.. هل ليتجنبها ويمنحها المزيد من الحرية أم فعلا العمل يستهلك كل وقته اذا لديهما وقت كافي للاهتمام بطعام خالد بعد عودتهما من نزهتها في العصرية الجميلة تلك...المنزل فارغ الآن ولا يوجد لديهما عمل عاجل يتطب وجودهما..
أوه .. شهادة التطعيمات في المنزل .. انتبه فجأة إلي أنه نسي شهادة التطعيمات في المنزل ومفتش الصحة سيمر بعد العصر للتأكد من تطعيمات ابقاره .. تلك الاوراق علي مكتبه سيعود لاحضارها وربما يلمح سارة فيمتع نظره بها لدقائق تروى جفاف يومه الطويل بدونها ..
للأسف خاب امله والمنزل هادىء بلا أي صوت بلا روح ... سارة روح المنزل يا الله كم افتقد ضحكتها التى كانت تملىء المنزل قبل سفرهما إلي القاهرة .. ضحكتها وهى تشبهه بالأرنب وضحكتها وهى تراقبه يأكل كالمفجوع ..
لاحاجة لاغلاق باب المنزل.. ففقط سيجلب الشهادات ويعود من فوره لكن المنظر الذي شاهده بالصدفة من نافذة غرفة مكتبه اخذ عقله ... 
لطالما احب مراقبة ارضه لكن رؤية سارة تجلس باسترخاء فوق بساط صغير مرتدية لفستان صيفى اسود وتجمع شعرها بمنديل احمر كان فوق احتماله .. اسمحي لي بالانضمام لك فاتنتى نظاراتها الشمسية كانت تخفي عينيها لكنه وكأنه يراها ..ذهبيتان ناعستان تسلبان عقله.. لكن اهم ما لفت انتباهه انها كانت تضحك مع داده عزيزه بدون هموم... 
آه.. زفر پألم يدفع نصف عمره وتضحك له ... يدفع عمره كله و تنسي خۏفها منه وتعود لحضنه .. لن يطمع في مسامحتها اكثر من ذلك بالتأكيد الوضع افضل ولم يكن يحلم أن يصل لتلك المرحلة لكنها مازالت متحفظة .. ليست تلك التى عرفها من قبل .. 
پألم ترك النافذة وحشر الاوراق التى عاد من اجلها في حقيبة يده الجلدية بدون اهتمام .. سيهرب للعمل فربما تحدث المعجزة يوما ما .. والأمل في الله لا ينقطع أبدا ..لا لا أنا بالتأكيد اهذى .. لف رقبته كالمخبول عدة مرات في اتجاه مكتب وعاد بها مجددا لباب منزله .. كيف يحدث ذلك  
هناك علي باب منزله تقف نسخة اخري من ساره .. نسخة بالكربون منها في الشكل الخارجى والملامح حتى نفس درجة لون الشعر التى تعذبه .. نسخة اخري غير تلك النسخة البريئة التى تجلس في باحته الخلفية باستمتاع

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات