رواية داليا بارت 7
بربطة شعرها علي شكل باقة وعندما عادت كانت الحركة قد بدأت تدب في المنزل ...
شيماء تستلقي علي الأريكة بدلال عروس .. وحماتها تعطى الاوامر للخادمة لتجهيز الفطور .. ولا اثر لخالد
وضعت باقتها في منتصف طاولة الفطور ونسقت الزهور بفن ... هواية تنسيق الزهور هى الهواية الوحيدة المفيدة التى ورثتها من والدتها وتشكرها علي ذلك .. أين أنت يا خالد سؤالها عنه سيبدو غريبا فكيف هى لا تعلم أين هو وبالتأكيد هو لا يريدها أن تثير الانتباه ..
قبلت وجنته بحب ... مبارك عليكما حبيبي عودة اموالك .. المال الحلال لا يضيع أبدا ثم أن قدم سارة كله خير
شعرت بالخجل الشديد من اطراء حماتها .. فرصة للتعبير للمسامحة للمصالحة .. للنسيان .. كما قررت من قبل من أول السطر ... قالت بحياء .. بل خالد هو قدم الخير علي الجميع ..
هل ستكون تطمع اذا ما تدللت عليه الآن .. ستغامر .. سألته بدلع ... ألن تتناول الفطور معنا...
ولدهشتها تراجع عن موقفه ويقول ... بالتأكيد سأفعل ..
وعيناه لمحتا باقة الزهور خاصتها فيتساءل بفضول.. أنت قطفتيهم بنفسك
هزت رأسها بخجل وانكمشت في مقعدها واستمتعت بلحظات الود .. أن يطلب منها اعطائه الملح نعمة وأن يناولها الخبز حياة .. نعم حياة زوجية طبيعية إلي حد ما .. خطوة في طريق الشفاء من ترسبات الماضى .. بعد الفطور مباشرة صعد إلي جناحهما حاملا باقه الزهور معه في لفتة اسعدتها للغاية .. يوم جيد أخر ..
رفع احدى حاجيبه بمكر وتذوق صحنه بتمعن .... بالتأكيد أنا اعلم هى مفاجأة لك أنت لكن أنا تذوقت طهوها في المزرعة من قبل .. ومع أنه كان رائعا يومها كمعجزة الحصول علي وجبة في الصحراء إلا أن طهيها اليوم مختلفا كالمحترفين إن جاز لي التعبير ... وارتشف الملوخية بصوت يدل على تمزجه ..
سيدة ارستقراطية بامتياز .. تتبع التعليمات والمبادىء .. هتفت باستنكار ... ولد!! هل جعلتها تطهو في شهر عسلها
اجاب بدون تفكير ... لا يا أمى هذا كان قبل زواجنا بفترة ..
تبادلا نظرات الصدمة ولكن لم تجروء احداهما علي التعليق ماذا ستقول والدته أو شقيقته في هكذا وضع محرج ..
وليصبح وجهها بلون أحمر قانى وعجزت عن التنفس ماذا سيظنان بها الآن .. توابع تلك الغلطة الغبية مازالت تعكر صفو حياتها أما خالد فادرك خطئه الفادح عندما شاهد ردة فعلهما ولكنه تجاهل الموضوع بجراءة يحسد عليها واكمل اكله باستمتاع وكأنه لم يلقي قنبلة شديدة الانفجار حتى أن بروده انتقل إليهما فتغاضيا عن الموضوع الملتهب الشائك بذكاء .. بعد انتهاء الوجبة لحقته عند باب مكتبه .. اختياره الانعزال ووضعه لحاجز بينهما مرة اخري بعد الحفلة اربكها فهى لاتدري ماذا اغضبه مجددا كى يتجنبها منذ عودتهما هل هو مصاپ بالفصام .. تعليقه اللطيف علي طهوها اثناء الغذاء اربكها بزيادة...واحتفاظه بباقة زهورها قلب كيانها أما استمتاعه بطهيها جعلها تشعرأنها زوجة حقيقية تراعى شؤن زوجها... بساطتها لا تستطيع الصمود أمام شخصيته المعقدة ..
همست... خالد ..
استدار ليواجهها ..حينما يكون الصمت ابلغ من الكلمات .. من القلب للقلب رسول ولغة العيون لا تحتاج إلي قاموس .. سارة ..
أمى وزجها سيرحلان غدا للعمرة وارغب بتوديعها .. عندما ذهبت أول امس لم تكن بالمنزل فهى لم تكن تعلم عن زيارتى.. أنت فاجئتنى ولم يكن هناك أي ترتيب ..
لاحظ احراجها وتوترها وارتباكها .. كتلة من المشاعر الخام التى تحتاج للدراسة لكن ما يثير العجب أنه لم يكن بها ذرة واحدة تشير إلي الكبر أو فساد الاخلاق .. صمت قليلا قبل أن يقول .. لا مانع لدى علي الاطلاق .. من الجيد أنك اقترحتى ذلك .. أمى وشيماء مدعوتان لزفاف كما تعلمين وبالتأكيد لن يعودا قبل منتصف الليل .. كنت ستملين من الجلوس بمفردك سأقلك الآن ثم سأمر عليك بعدما انتهى من اعمالي .. غدا سنعود إلي المزرعه باذن الله ..
مجددا يبدى اللين تجاهها ...مزاجى لدرجة غيرمعقولة تجعلها دائما في حالة ترقب ...فعليا لايمكن التنبؤ بتصرفاته أبدا
وفي سرعة قياسية جهزت نفسها وسبقته في طريق الخروج.. ولأول مرة لا يعيد تحذيراته القاسېة علي مسامعها بل والمدهش أنه عند باب فيلا والدتها سبقها بالنزول وفتح لها الباب أيضا.. لا .. لن تحتمل كل هذا اللطف .. يستطيع أن يعاملها كأميرة اذا اراد ذلك وانتظرها حتى غابت بداخل الفيلا ثم ركب سيارته وغادر ..
ارتاح أخيرا من كابوس النصاب التركى .. جزء معقول من امواله تم ايداعه في حسابه اليوم ويستطيع أن يبدأ به من جديد وبنفس مستواه السابق ... وهناك بعض الاموال التى ستعود بالتأكيد .. ملايين عدة في الواقع ستعود بعد شهر والباقي سيتفاوض عليه ... المفاوضات مع المحامين والشرطة انهكته ... اللقاء المؤجل مع حسام والذى سوف يبرر له زواجه من سارة سوف يكون في التاسعة في مقهى شهير من مقاهى المهندسيين .. اختاره بالتحديد ليكون بالقرب من منزل والدة سارة ليطير إليها فور انهائه لاحتفاله مع صديق عمره .. الأمور تسير نحو الأفضل يبدو أن والدته علي حق .. سارة قدم الخير
كان يضحك بقوة كلما كان يتخيل ردة فعله علي خبر زواجه عندما علم ...