رواية داليا الفصل الثاني
وسامة واضحة في ملامحه وقوة عضلات ظاهرة تحت تى شيرته الضيق الذى يحدد عضلاته كأنه عارض وبنظره متفحصة لملابسه علمت أنها باهظة الثمن وتنتمى لماركات مشهورة هى نفسها تستخدمها لكنها استعملت بقسۏة لفترات طويلة ومع ذلك كانت مازالت تحمل طابع مصممها المشهور ربما كان يعمل بيديه في الأرض فالأرض في الخارج عوملت بحب واهتمام واضحين
سألها بجراءة احرجتها هل أشبه أحدهم
وجهها اصبح بلون الطماطم الناضجة من خجلها
لا
هل حقا لا تعرف من هو سألها بعد تصديق هل حقا لا تعلمين من أنا
تكراره لسؤالها عما اذا كانت تعرفت عليه جعلها تسأله بفضول حقيقى أنت تكرر هذه الجملة كثيرا هل من المفترض أنك شهيرومن المفترض أيضا أن أكون اعرفك
فكرت باستنكار شهير أنه معتوه كليا هل هذه هيئة شخص شهير
لكنها اخفت افكارها واكملت في الواقع لم اتعرف عليك اكملت في مكر واضح هل أنت مطرب
ضحك بصوت عالي ضحكته العفوية انبئتها انه مستمتع فعلا بحديثها لا لا أغنى حسنا لا تشغلي بالك ربما هى تخاريف آخر الليل
نهضت وهى تخفي ابتسامة تجاهد للارتسام علي وجهها جمعت الصحون الفارغة لاحظت أنه التهم طبقه الثانى أيضا بالكامل ولدهشتها هى أيضا اكلت بشهية علي الرغم من وضعها الغير عادى وعندما همت بسحب صحنه تمسك به ومنعها من جمعه مع الصحون الأخري
ثم لينهض في حركة مفاجئة ويقول سأخلد إلي النوم الآن ليلة سعيدة وتصرفي بحريتك وكأنك في منزلك
وبدون اضافة المزيد غادر المطبخ ولتسمع صوت خطواته وهى تهز الدرج اذا غرفته في الطابق العلوى كيف تبدو يا تري نهرت نفسها فضولك زائد اليوم يا فتاة لماذا تهتمين به هكذا
كم كانت تحتاج لفنجان من الشاي الثقيل يعدل مزاجها فلأيام ومعدتها لم تكن تتقبل أي طعام وامتنعت حتى عن الشاي الذى كان يعتبر اكسير الحياة بالنسبة إليها لكنها اليوم اكلت حتى وانها اشتهت الشاي الذى رفضتة منذ ايام صنعت لنفسها فنجان كبير وحملته معها إلي الغرفة التي اشار اليها الشاي سوف يجعلها تشعر بحال أفضل وربما يهدىء من ثورة اعصابها
تسللت بحذر حتى لا تصدر صوتا يلفت انتباهه إليها مجددا ربما سوف يتناسي وجودها ويغرق في النوم بعد الوجبة الثقيلة التى اعدتها وبنفس الحرص علي الهدوء فتحت باب الغرفة لتشاهد حقيبتها علي الأرض بجوار الفراش وكما نصحها اغلقت الباب خلفها بالمفتاح
النوم جافانى والحيرة قاټلة لعدة ساعات وهى تتقلب في فراشها ودخل وقت الفجر وهى مازالت لا تستطيع النوم الشيء المثير للدهشة انها لم تشعر بالخۏف علي الرغم من وضعها شيء مجهول طمئنها وجذبها للغريب الغامض لكن علي الرغم من ذلك لم تستطع النوم ربما من التفكير تذكرت كلمته وهو يحاول اخافتها عن تحوله لذئب في الليل فعادت الابتسامة لشفتيها كل حديثهما كان مسلي لديه حضور طاغي يسحرها
هل تجرأت فعلا وشبهته بالأرنب !!! وجوده يجعلها تتصرف بغرابة وكأنها ليست هى
عندما يئست من النوم نهضت لتتأمل المزرعة من نافذة غرفتها هواء الفجر النقى وسع صدرها أخيرا الهواء المحبوس في صدرها تحرر مع أول نور للصباح شاهدت الزرع من نافذتها براءة ونقاء الارض وضعاها في حالة من راحة البال والطمئنينة كانت تفتقدهما طوال عمرها نخيل المزرعة العالي كان الآن طارح لثماره والوانه بديعة زاهية
مزرعته جميلة جدا والأراضى المحيطة بها اجمل واجمل في احلامها السابقة تمنت العيش في مزرعة تزرع فيها وتربي الطيور بنفسها كانت تتمنى أن تكون حياتها بسيطة بلا تعقيد ليتها كانت نشئت كفلاحة بسيطة وغير متعلمة فوقتها لم تكن لتكتف باتيكيت فارغ من المضمون ومظاهر تحضر زائفة تعكر صفو حياتها وبراءة عقلها
ضحكت بسخرية كيف لها الآن وهى اسيرة الغريب أن تشعر بالاطمئنان المفقود منها منذ سنوات بل ولديها المقدرة علي الاستمتاع وتذكر احلامها
ربما هى تعانى من متلازمة ستوكهولم ولكن مع الاختلاف فآسرها لم يكن شخص بل أرض ذابت فيها عشقا اكملت عيناها جولتها المتفحصة لتشاهد حظيرة ضخمة تحتل جزء كبير من المزرعة رائحة الريف المميزة تسللت لانفها بقوة ليتها تعيش هنا للأبد الجولة الاستكشافية انتهت بوصولها للبوابة التى دخلت منها ليلا كم تتغير الأشياء في النور
وقبل أن تعود نظراتها من رحلتها لمحت سيارة سوداء من سيارات الدفع الرباعى الضخمة والغير معتاد تواجدها في مصر وهى تدخل إلي المزرعه بهدوء شديد كأنها حريصة علي التسلل ثم لتتوقف بنفس هدوئها بجوار البوابة من الداخل وعندما دققت النظر في قائدها شاهدت رجل في حدود الخمسين من عمره يترجل من السيارة ويرتدى جلباب فلاحى بنى
لم تكن بحاجة إلي الكثير من الذكاء لتستنتج أنه الحارس العائد من المستشفي عطية فخالد اخبرها باسمه امس وهى تتذكر جيدا كل كلمه قالها لها بل وحفرت في ذاكرتها وصوته العميق سيترك أنفاقا داخل عقلها ربما ستدوم إلي الأبد
فكرت بسرعة هذه هى فرصتها فلو استاطعت الوصول إليه وطلبت منه توصيلها إلي القاهرة مقابل مبلغ مالي ستتخطى ورطتها بالكامل فبرحيلها سوف تتخلص من وضعها المشين حاليا ولكن الأهم انها سوف تتخلص أيضا من قلقها البالغ علي داده عزيزة فلربما اتصلت بتالا كى تطمئن عليها وعلمت منها انها لم تصل أبدا للأسكندرية
حبيبتى يا داده من المؤكد أنك ستفقدين عقلك من القلق علي
يكفيها أنها لأول مرة في حياتها لا تصلي العشاء قبل النوم لكن كيف كانت ستعرف اتجاه القبلة ولم تكن تتجرأ علي سؤال خالد لكن الآن محلولة استعانت بشروق الشمس واجتهدت لتحديد مكان القبلة وصلت الصبح وهى تشعر بالفخر من تمكنها للصلاة علي الرغم من جهلها بمكان القبلة لكن القراءة تفيد دائما وهى قارئة نهمة
فعليا عانت لستر نفسها كى تتمكن من الصلاة وتذكرت كلماته القاسېة التى كانت تتهمها بالفجور حينما لم