الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية داليا الفصل الثاني

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

لفصل الثانى والثالث 
ارادة الله غالبة ومهما قرر العبد وخطط واعد العدة ودبر في النهاية مصيره مكتوب وقدره محتوم خطوات نخطوها خطوة تلو الاخري 
لأول مرة في حياتها كانت تتولي اعداد الطعام حتى لنفسها وهاهى الآن تشعر بلذة لا تعرف سببها وهى تطهو لغريب وقح وبذىء 
وقلبها كاد يتوقف من السعادة الخالصة عندما شمت رائحة الطعام فهى لم تكن تتوقع أبدا أنها تستطيع اعداد وجبة حقيقية هنئت نفسها رائعة أنت يا فتاة العشاء يبدو مثل الطعام الحقيقي  

بامكانيات بسيطة جدا كانت هى كل ما استاطعت ايجاده وسط خزائن المطبخ الشبه خاوية تمكنت من تحضير وجبة مقبولة افرغت فيها كل قلقها وتوترها أين أنت يا داده عزيزه لن تصدقينى حينما اخبرك أننى طهوت عشاء لفردين علي طاولة صغيرة في المطبخ بدأت تنظم الصحون وتضع فيها الطعام الذى اعدته بكل فخر 
تفضل العشاء جاهز  
كان مغمض العينين ويداه متشابكتين خلف رأسه في استرخاء عندما سمع صوتها فتح عينيه ونظر إليها بكسل ليقول أخيرا اصبحتى مفيدة بالنسبة إلي اكمل بخبث لكن بالطبع ليس علي طريقة حسام
لا تدري لماذا لكنها ابتلعت اهانته في صمت تام وعاودت التفكير تدريجيا اعتادت علي تهكمه خصوصا انها روادها شك قوى وتظن أنه يلاعبها يلعب معها لعبة غامضة وتبدو مسلية في نفس الوقت  
ولا تدري لماذا أيضا لكن قلبها يخبرها أنه غير نظرته لها وفقط يستفزها ليتسلي ڠضبها يسليه في منفاه مزاجها المتفجر عندما صړخت فيه كهرة متشردة ربما اعجبه  
ليس أمرا واردا كل يوم أن تجد أمامك فتاة تشعر باليأس لأنها لم تتعلم الردح في المدارس الأجنبية التى كانت تذهب إليها ربما كانت اسعفتها اللغة الانجليزية وقتها وردحته بشكل أفضل 
كان يصفر بلحن مشهور عندما نهض وتبعها هل النظرات تكون محسوسة أحيانا كانت تعلم أنه يتفحصها من الخلف شعرت بنظراته تخترق ظهرها وسببت لها القشعريرة بارد وقح لكنه يعجبها علي الرغم من ذلك 
فجأة جذب شعرها بلطف وحينما استدارت وهى تنظر إليه بذهول جعلها فاغرة لفاها ببلاهة هل حقا شد شعرها !! قال بخبث اتأكد من أنك من لحم ودم ولست من صنع خيالي وأتأكد أيضا من أن شعرك حقيقي وليس شعر مستعار كثافته المذهلة لا تتماشي مع حجمك مطلقا اكمل وهو يهز رأسه لكن تلك الرائحة تبدو حقيقية فعلا في الحقيقة لم أكن اعتقد أنك ستجدين ما يصلح للطهو لذلك لم اصدق نفسي حينما تسللت رائحة الطعام إلي أنفي اعتقدت أنى اهلوس من شدة الجوع 
لم تستطع منع نفسها من الضحك بصراحة تفوق صراحتك وجدت بصعوبة المطبخ ممسوح وكأنك تعيش في مجاعة استخدمت كل تموينك تقريبا ومجاعتك اضطرتنى للاستغناء عن مكونات كثيرة فقط وجدت وفرة من الخضروات لذلك أعتقد انك تنتمى لفصيلة الأرانب ولست من البشر نظرا لطبيعة أكلك 
أرنب!! خالد يسري شخصيا تلك الجنية تشبهه بالأرنب مميزة لطيفة متوهجة ضعيفة وثائرة مزيج عجيب كيف يجتمع في أنثى واحدة 
نظر إليها مطولا كان يتفحصها بدهشة وكأنه يعيد اكتشافها من جديد الأكل اخر اهتماماتى هذه الأيام لكن هل تعلمين أنت مٹيرة للاهتمام هناك مثل شعبي ينطبق عليك تماما الشاطرة تغزل برجل حمار  
ابتسامتها تحولت لقهقهة علي الرغم من أنها لأول مرة تسمع ذلك المثل بحكم تربيتها الارستقراطية لكنها فهمته علي الفور كيف تستطيع الضحك في مثل تلك الظروف 
تفادت نظراته المتفحصة وتظاهرت بالانشغال في تقديم الطعام له قدمت طبق البيكاتا مع حساء فورية وجدتها في الخزانة وسلطة سيزر اعدتها ببراعة لأنها تقريبا لا تأكل غيرهاعلي العشاء يوميا ومرارا شاهدت عزيزه وهى تحضرها  
ولحسن حظها وجدت بعد البحث المضنى بعض شرائح الدجاج وبعض شرائح اللحم في طرف خفي من المجمد الضخم الذى يتسع لذبيحة كاملة وربما تعديا فترة الصلاحية لكن الجوع كافر 
راقبته باهتمام وهو يأكل بنهم حقيقي يثبت لها نظرية المجاعة لكن جسده القوى يخالف تلك النظرية تماما الخضروات لا تبنى مثل تلك العضلات ربما يأكل في الخارج أو يأكل الاسمنت لا اختيار ثالث 
التهم الطعام بشهية شديدة كان يبدوعليه الاستمتاع والرضا وهو يأكل أكبر فاتح للشهية أن تأكل مع شخص يتلذذ بما يأكله 
اجهزعلي طبقه بالكامل وطلب المزيد سلمت يداك في الواقع لم أتذوق الطعام لأكثر من اسبوع الآن كنت فاقد للشهية بالكامل واستعدتها اليوم أنت طباخة ماهرة  
بالطبع لن تخبره أنها لأول مره تطبخ في حياتها فهزت رأسها واكملت اكلها هى أيضا لم تأكل منذ أكثر من ست وثلاثين ساعة منذ 
سألها بفضول هل تدرسين 
اجابته وهى تتجنب النظر إليه الأكل الهاء جيدا يبعدها عن سحر عينيه همست نعم
ماذا تدرسين 
علم النفس
ردد في دهشة علم نفس  
نعم أنا طالبة في الفرقة الثالثة بكلية الاداب 
هى تبدو هشة للغاية لاختيار ذلك التخصص الصعب ولماذا اختارتى دراسة علم النفس 
اجابته بصدق دائما احببته واردت فهم أسباب اضطرابات السلوك لدى البعض اكملت لنفسها سلوكى وسلوك كل عائلتى الكريمة المضطرب
سأل بالحاح ولماذاغيرت رأيك في سفر الأسكندرية 
انها لا ترغب في سماع ذلك السؤال البشع الذى يعيدها بقسۏة إلي لحظات تهورها التى كادت أن تدمرها تماما لولا تدخل القدر الحليم لانقاذها من نفسها الله سبحانه وتعالي يعلم جيدا انها لا ترغب أبدا في اغضابه لكن ملعۏن التمرد الذى سيطر عليها وجعلها تنوي 
لا اريد التحدث عن هذا من فضلك  
حسنا لن أسألك عن سبب سفرك أو سبب الغائك له لكن بالتأكيد ستقلق عائلتك عندما يكتشفون غيابك 
اجابته باقتضاب لا لن يقلقوا 
ردد بسخرية لا يبدو أنهم معتادون علي تغيبك في الليالي 
يفسر كلامها كما يحلو له الانطباع الأول الذى غرس في عقله لن يغيره أبدا مهما فعلت أو قالت استسلمت بيأس أي محاولة للدفاع عن نفسي غير مجدية أليس كذلك أنت حكمت علي وانتهى الأمر 
سامحينى لشكى لكن فسري لي معنى أنهم لن يقلقوا عندما تتغيبين لليلة كاملة بدون علمهم 
لتجيبه بطريقة صډمته معناه أننى بدون عائلة
صدم وشعر بالحرج من تعليقه القاسې أنه حقېر فعلا قال باشفاق أنت يتيمة هل تقيمين بمفردك 
قالت في مرارة تقريبا وجودهم مثل عدمه لا يكلف أحد منهم نفسه بتفحص غرفتى ليعلم ان كنت متواجدة أم لا 
مسكينة مهملة أم بنت ليل قديرة لكن في النهاية تشعر بالمرارة غيرالموضوع بذكاء فالمرارة في صوتها لها صدى شعر به في حلقه هو ألم يقرراعلان الهدنة من قبل فلماذا اذا يصرعلي اهانتها الأرانب لا تأكل البيكاتا وخصوصا الممتازة منها  
محير يتقلب بين اللطف والوقاحة حتى قبل أن ترمش انتهزت الفرصة وهو مشغول في الاكل وبنظرة غلب عليها حيائها حاولت أن تتفحص ملامحه قدرت سنوات عمره بين الثلاثين والثلاثة والثلاثين شعره استطال وكأنه لم يزر حلاقه الخاص منذ اشهر وجهه تقريبا مغطى بلحية سوداء كثيفة تماثل سواد شعره 
وجينز مقطع بوهيمى مثالي لكن علي الرغم من الاهمال الواضح في مظهره توجد

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات