رواية داليا الفصل الاول
هاتفك لاستدعاء سائقي فأنا لا اجرؤ علي التنقل في سيارة من علي الطريق ولا اعرف نوايا من يقودها وحينما لمحت مزرعتك قررت طلب مساعدتك .. كل ما اطلبه منك أن تسمح لي باستخدام هاتفك وبعدها سأرحل ولن تري وجهى مجددا ..
سألها بعدم اقتناع ... فسري لي ماذا تفعلين علي طريق سفر بمفردك في الليل وبملابس كملابسك فلربما اقتنع ..
من الواضح أنه مازال لا يصدقها فقال بتأفف.... حتى لو صدقت ما تقولينه فللأسف لن استطيع مساعدتك فلا يوجد هنا أي هاتف ..
حاليا أنا بمفردى هنا .. جميع العاملين في عطلة ربما ستمتد لأكثر من أسبوع .. ولم يتبقي سواي أنا والحارس الذى غادر إلي المستشفي مع زوجته ولا اعلم متى سيعود ...لكن ليس قبل يومين علي كل حال ..
دموعها بدأت في الانهمار بغزارة ... كانت تبكى وتبتسم .. مچنونة تلك أم ماذا ...
نظرت إليه ببلاهة ورددت .. صدفة .. لا افهمك .. نبرته لم تكن نبرة تحدى كانت اقرب إلي الحيرة الممزوجة بالشك .. هل من محاسن الصدف أن في نفس اليوم الذى اخبرنى فيه حسام أنه سيرسل لي فتاة ليل اجدك علي باب منزلى وبملابس تعبر عن وظيفتك .. رفعت رأسها بكبرياء .. اذا فلا تدعنى اعطلك .. سأبحث عن هاتف بنفسي واتركك لاستقبال ضيفتك .. ربما هى علي وشك القدوم الآن ..
ليهز رأسه بعدم تصديق .. تريدين اقناعى بأنك لا تعرفين من أنا .. حسنا اخبرينى من أنت وماذا تفعلين هنا ..
تهكمه تحول لضحكة تجلجل قال باستخفاف... وبكل بساطة فعلوا .. أي أصدقاء هولاء ليتركوك ورائهم في مكان مقطوع كهذا ..
كبريائها كل ما تملك الآن غبية نعم لكن ستدافع عن اختيارها لأخر نفس ... هذا كان قراري أنا واصريت عليه .. واعتقد أنى بالغة لأقرر ما اريده بنفسي .. علما بأننى لم أكن اعلم أنها منطقة زراعية اعتقدتها قرية أو ما شابه ..لكن من الواضح أننى كنت مخطئة وبعد رحيلهم لمحت ضوء صادر من منزلك فقررت طلب المساعدة من أهل ذلك المنزل .. هذا كل ما حدث بالتحديد ..وأنا اعتذر علي إزعاجك .. سأرحل وانتظر أنت ساقطتك في هدوء ..
كبريائها اللعېن ذلك جعلها تغادر ..فليذهب ذلك الجلف إلي الچحيم بغبائه ورأس الحمار الذى يملك .. فتحت باب المنزل الخشبي الكبير وعندما هبطت السلالم الصغيرة المؤدية إلي الحديقة شعرت بالبرد الممتزج بالخۏف.. ارتعشت بشدة عندما تذكرت الخلطة الجهنمية التى كتب لها مواجهتها...لكنه كان اختيارها الحر وهى من ارتدت ملابس لا تصلح حتى للجلوس في المنزل ناهيك عن الخروج بها فى مثل هذا الطقس البارد ....رفعت رأسها بكبرياء مازالت تحافظ عليه علي الرغم من ظروفها السيئة واكملت طريقها
سمعت الغريب يناديها من خلفها قائلا .. حقيبتك يا آنسة
استدارت لمواجهته ورأسها مازالت مرفوعة بكبريائها الذى لحسن حظها صمد حتى الآن ... فتحت حقيبتها التى وضعها بجوارها علي الأرض وتناولت منها شال صغير لفته جيدا حول كتفيها المرتعشتين واغلقت الحقيبة ...ثم وكأنها تريد أن تغسل عارها قالت له بقرف... اصنع لي معروفا واحرقها أوادفنها....
واكملت طريقها للخروج من مزرعته بدون اضافة أي حرف اخر... شجعت نفسها لمواصلة طريقها ... تشجعى يا فتاة لا يوجد ما يخيف بالخارج
كانت قد وصلت حتى البوابة الخارجية للمزرعة والتى تؤدى إلي الأراضى الخضراء حيث تركها وائل ..عندما سمعت صوت خطوات مسرعة خلفها ...خطوات تسعى جاهدة للتقدم عليها لكنها تجاهلتها ولم تلتفت... فوجئت بالغريب يتخطاها ويغلق البوابة التى كانت مازالت مفتوحة كحالتها عندما دخلت منها قبل قليل ...
وضع حقيبة سفرها التى كان يحملها علي الأرض ومنعها من الخروج من المزرعة بلطف ومد يدا لها بغرض اعلان الهدنة مؤقتا بينهما وقال ... سنبدأ من جديد أنا خالد يسري ... ثم نظر إليها بترقب كأنه يلاحظ ردة فعلها علي اسمه وعندما لم تبدى أي ردة فعل قال .. وأنت سارة....
تعمدت اخفاء لقب عائلتها وقالت بلهجة حاولت أن تبدو عادية ... سارة منصور
قال بجديه .... لن استطيع تركك تغادرين الآن وفى ظل حقيقة عدم وجود سيارة أو هاتف فسيكون عليك قضاء الليل هنا علي أمل عودة عطية في الصباح ..أنا اعطيته سيارتى ليقل بها زوجته التى كانت علي وشك الوضع إلي المستشفي في بنها واتعشم أن يعود غدا ويقلك بسيارتى .. بصراحة لم اكن اتوقع أنى سأحتاج السيارة فأنا قدمت هنا للهروب من القاهرة ومشاكلها..
عرضه المفاجىء صدمها پعنف ...تقضى الليلة في منزل رجل غريب.. وهما بمفردهما تماما كل ما دار في خاطرها كان فقط استخدام هاتفه وانتظار سائقها ...أما قضاء الليلة هنا فأمر مختلف تماما لم تجرؤ حتى علي التفكير فيه ..
حقېر !!
قال بسخرية عندما شعر بترددها ... لا داعى لخۏفك منى مطلقا.. أولا أنا اكتفيت من صنف الحريم إلي الأبد ثانيا أنت لست نوعى المفضل أبدا وضعى في حساباتك أننى رفضتك وأنا اعتقد أنك تعرضين نفسك علي .. اعدك ستكونين في امان تام حتى يأتى الڤرج...
برغم خۏفها وقلقها لم تجد أمامها أي حل اخر ..فأين عساها ستذهب الآن ... وكيف ستتصرف بدونه... بالاضافة لاقتناعها بالمنطق في كلامه فهو لم يرغب في وجودها منذ أن وقعت