الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية داليا الفصل الاول

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

مطلقا... حازم تافه ولن اتعلق بتافه مثله .. فقط كانت مشاعر مراهقة غبية وانتهت في اليوم الذى فضل فيه تالا عنى .. أنت أفضل من يعلم .. فعليا لم تكن لى علاقة به مطلقا ومن الجيد أن تالا استمالته عندما لاحظت اهتمامه بي حتى اعلم حقيقته .. فما هو إلا تافه لا يهتم بي أو بها 
طفلتها البريئة علي وشك الضياع التام .. استمرت في البكاء ... لأجلي سارة .. تراجعى عن ما تنويه .. أنت ستدمرين نفسك حبيبتى ..
الطريق الذى اختارته لا عودة منه وهى تعلم ذلك جيدا .. فقدان حازم اشعل بداخلها ڼارا احرقتها وزواج والدتها الأخير توج شعورها بالمرارة ..ستدمر نفسها بنفسها ... للأسف لم يعد هناك مفر ... وائل ينتظرنى بالخارج ..إلي اللقاء حبيبتى ولا تحاولي الاتصال بى لأننى سأترك هاتفي النقال هنا ...
وبقدمين مرتعشتين خطت خطوات قليلة في اتجاه المجهول ثم عادت لتقول بحزن مزق قلب الداده .. سامحينى حبيبتى أنا لم أعرف سواك أم ولا اريدك أن تغضبي منى .. ثم لتكمل طريقها وتندس في سيارة وائل الرياضية التى قادها بسرعة چنونية فور ركوبها بجواره كأنه يجبرها علي عدم التراجع... 
في الطريق ادار مشغل الاسطوانات في سيارته علي أعلي درجه لدرجة انها شعرت بالغثيان... الصدى المميز للسماعات تشعر به في احشائها ...
وائل... اخفض الصوت قليلا..  
ها قد بدأت... تذمر ... هل بدأتى المواعظ سارة .. ألم نتفق .. لا مواعظ من اليوم ..ثم أننى احتفل .. كيف لا احتفل واجمل فتاة اعرفها ستكون ملكي من اليوم .. ولتأكيد كلامه شغل مثبت السرعة ووضع ذراعه حولها ورفع هاتفه النقال ليلتقط لهما صورة سيلفي لتخلد فرحته 
كلمته ملكى ولمسته اثارتا رعشة اشمئزاز في كل جسدها النحيل ...شغلت نفسها بمراقبة الطريق من نافذتها... 
أشجارخضراء تقف كالحرس علي جانبي الطريق ..أراضي زراعية ممتدة علي مرمى البصر ...منازل الفلاحين صممت ببساطة جعلتها تحسد ساكنيها علي خلوهم من تعقيدات الحياة التى تواجهها هى نفسها ...كلها اماكن نظيفة جميلة ..... هواء نظيف ملىء رئتيها ...غسلهما داخليا من أي مرارة ...الشمس الغاربة كانت تلقي بظلال الرهبة علي المكان ...
ربطها شيئا غامضا بهذه الأرض الساحرة وسيطرعليها بدرجة كبيرة ...قلب كيانها... برحيل اخر ضوء للنهار شعرت بالاختناق فجأة .. فالهواء الذى دخل رئتيها ليغسلها عجزعن الخروج مجددا واحتبس بالداخل ... حاولت اخراجه ولكنها فشلت واصبحت تشعربضيق شديد في تنفسها السريع الضحل.. صړخت فيه بحدة ارعبته ...
وائل .. أوقف السيارة فورا ...
مع جملتها اوقف السيارة فجأة بفرملة رهيبة كادت معها رأسها تصطدم بزجاج السيارة الأمامى
سارة .. ماذا حدث  
التقطت حقيبة يدها الجلدية وفتحت باب السيارة وشقت طريقها في وسط المروج الخضراءالتى سحرتها كليا بجمالها الطبيعى النقي .. 
إلي الآن لا يفهم ماذا تفعل .. لحقها بسرعة وامسك بذراعها بقوة... إلي أين تذهبين أيتها المچنونة  
حاولت سحب ذراعها من قبضته وامرته بلهجة واضحة ... اكمل أنت طريقك ودعنى هنا 
رد ببلاهة وهو لازال يمسكها بقوة المتها ... ماذا تقولين يا معتوهة تريدين منى أن اتركك هنا في الظلام وسط اللامكان ..
نعم أكدت بصرامة لا تقبل الجدال ... نعم ...أنا غيرت رأيي لن ارافقك إلي الأسكندرية .. سأعود إلي القاهرة
جن تماما عندما اخبرته بتغيير رأيها ... حاول اجبارها علي ركوب سيارته بالقوة وهو يقول بلهجة غاضبة ... هذا ليس واردا جميلتى .. كل الشلة علمت أنك سترافقينى .. سينعتونى بالكاذب .. من الأساس لم يصدقوا أنك ستأتين معى والآن سيسخرون منى .. ستأتى معى شئت أم أبيت ... 
رفعت يدها الحرة وصڤعته علي وجهه بقوة شديدة شعرت معها بالألم في يدها وصړخت قائله ... ارفع يدك عنى يا حيوان إلا سأصرخ ..
صڤعتها اعادت إليه صوابه فترك يدها التى كان يمسكها پعنف وقال باستسلام .. 
إلي اللقاء سارة .. منذ البداية وأنا اخبرتك أنك لا تشبهينا مطلقا والانحراف لا يليق ببرائتك ..  
وبدون اضافة المزيد عاد لسيارته ورحل فورا وتركها لتحتفل بانتصارها عليه في وسط المجهول... وعلي الرغم من الظلام الذى يحيط بها من كل جانب لكنها كانت بالفعل تحتفل..

بعد رحيله طمئنت نفسها فهذا كان اختيارها الخالص ... رفعت حقيبة يدها علي كتفها وضغطت حقيبة ملابسها التى القاها لها وائل من السيارة قبل رحيله إلي حضنها بقوة وبحثت لنفسها عن طريق لا تنغرز فيه قدميها في وسط الأراضى الزراعية المروية حديثا والتى لا تستطيع تحديد نهايتها ..الظلام المحيط بها كان من المفترض أن يخيفها إلي درجة المۏت..لكنها كانت تشعر باطمئنان غريب يغزوها كلما ركزت نظرها في الزرع بالتأكيد وضعها أفضل الآن ...حمدت الله أنه الهمها الصواب واعطاها القدرة علي اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب ...اطمئنان لا تدري لماذا يحتلها علي الرغم من وضعها الغير اعتيادى..
هذا جنون مطلق يا فتاة .. لماذا لم تكملي معه حتى الأسكندرية علي الأقل ثم تتركيه هناك في مكان مأهول..والنذل تركنى بمفردى وغادر كالجبان ...
كانت تحدث نفسها .. ربما لتتسلي بصوتها وربما لتغطى علي أي أصوات ترعبها .. كانت حتى تعجز عن تحديد مكانها .. هما غادرا القاهرة منذ ساعة تقريبا ولا فكرة لديها عن اسم تلك المنطقة التى ساقها قدرها إليها ..كانت منخرطة في افكارها الخاصة فلم تلمح أيا من اللافتات الارشادية التى تتواجد علي الطريق عادة ..
بصعوبة شديدة لمحت ضوء خاڤت صادر من مكان ما في وسط الأراضى ..روادها بعض الأمل ...فلربما تجد المساعدة هناك الحمد لله ... 
قررت استكشاف الضوء المجهول ... عندما اقتربت أكثرلاحظت وجود منزل كبير مكون من طابقين محاط بالأشجارالكثيفة العالية... ربما يوجد لديهم هاتف تستعمله وتتصل بسائق والداتها وتطلب منه الحضورلاصطحابها فمن المؤكد أنه عاد من المطار الآن...
لا حل أخر لديها لذلك نفذت قرارها الجريء... واتجهت بخطوات مترددة تطارد مصدر الضوء المجهول...
عند اقترابها من المكان بدرجة معقولة لاحظت انها مزرعة كبيرة وليست مجرد منزل كما كانت تعتقد .. الحمد الله تلك تبدو مزرعة كبيرة وبالتأكيد بها موظفين وعمال .. النجدة اتتها من السماء ورحمة الله شملتها ..
مزرعة السعادة لمحت الاسم من بعيد .. أنها بالفعل سبب سعادتها منذ الآن وحتى من قبل أن تخطوها بقدميها .. وقبل وصولها للبوابة الخارجية للمزرعة بأمتار قليل شاهدت ممرممهد باتقان ينتهى عند البوابة ...تلك البوابة كانت طاقة الأمل الوحيدة لها حاليا ... المنزل المحاط بالأشجارالعالية والتى صممت علي شكل سياج يمنع المتطفلين من دخوله كان يقف شامخا في الظلام .. مازالت تشعر بالرهبة تهزها ... تتبعت الطريق الممهد ووصلت للبوابة التى وجدتها غير موصده ولايوجد حارس بجوارها... من يتوكل علي الله فهو حسبه توكلت علي الله ودخلت من البوابة المفتوحة وسارت پخوف في حدائق لها رائحة مميزة كانت تحيط بالمنزل الصادر منه الضوء والذى رأته من الخارج منذ قليل ... جوافة ربما نعم تلك رائحة الجوافة النفاذة ..
المنزل كان يبدو عليه الفخامة

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات