الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية داليا الفصل الاول

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

... حسنا أمى .. سأسافر إلي الأسكندرية مع تالا وأصدقائها .. هل أنت راضية الآن 
ok honey ..have fun 
ما فكرة والدتها بالضبط عن المرح والمتعة البريئة .. هل تعلم ما تفعله تالا واصدقائها بالتحديد أم انها حتى لا تشغل بالها بالسؤال .. والدتها علي الرغم من حنيتها إلا أنها سطحية بصورة كبيرة ...
ثم لم تتمكن من كبح جماح سخريتها فعلقت بتهكم ... اتعجب حقا .. لماذا ما زلتى في المنزل حتى الآن .. اعتقدتك ستسافرين لرحلة شهر العسل اليوم مع زوجك رقم.. رقم .. اخبرينى ما رقمه فأنا توقفت عن العد بعد الثالث ..
المسكينة سعيدة بالزواج فعلا .. اجابتها بفرح وتجاهلت تعليقها اللاذع ... سأرحل حالا أنا اتيت لتوديعك ...سنتجه إلي باريس انها مثالية لشهرعسل رومانسي وابتسمت بلطف وهى تكمل .. ومن أجل التسوق أيضا .. التسوق هناك متعة .. ماذا احضر لك من هناك  
ملابس هدايا عطور .. لا لا اريد .. أنا اريد أما حقيقية هل تعلمين أين اجد واحدة ... 
هزت رأسها پألم ... لا شكرا لا اريد ... خزانتى اشتكت من ملابس لا استعملها .. حقا لم تلاحظى أننى لم استعمل يوما ما تهدينه اياه .. هذه الأشياء تناسب تالا أمى أما أنا فاختار ملابسي بنفسي .. 
لا وقت لديها لحملها علي تغيير رأيها الآن ... لكنها مټألمة من انعزالها الواضح .. ابنتها لا تستمتع مطلقا بحياتها وشعلتها في الحياة تخبو ... قالت باهتمام حقيقي... من الجيد حبيبتى أنك سترافقين تالا و تخرجين قليلا من قوقعتك أيضا كنت ستملين من البقاء بمفردك...ثم فجأة سألتها بفضول عجزت عن اخفائه ... 
كيف حال والدك مع عروسه الجديدة هل حقا عمرها عشرون عاما 
كلاهما يتنافس في الزواج مجددا .. هزت رأسها ببطء... نعم صحيح ... نرمين صديقة تالا ألا تعرفينها 
لكن منذ متى كانت والدتها تهتم بمعرفة اصدقائهما أو اهتمامتهما ... 
كل ما كان يشغلها هو مظهرها الخارجى وبهوس كبير زيجاتها المتعددة والانفاق ببذخ يصل لحد الاسراف الشديد... 
وعلي الرغم من يقينها التام بأنها تحبهما فعلا وعاطفتها شديدة وقوية وربما تسيبها معهما من شدة حبها الذى لا تعرف كيف تعبر عنه فتلبي كل رغباتهما حتى اللامنطقية منها رغبة في تدليلهما بزيادة لكن كان هناك دائما اهتمامها المرضى بأناقتها وجمالها اللذان شغلا كل وقتها وطغيا علي طبيعتها الفطرية كأم .. تصرفات جعلتها تفتقد وجود دور الأم في حياتها حتى أنها لا تلوم تالا علي تحررها 
وهاهى تثبت أن تواجدها مع ابنتها بحساب .. حسابات تفوق مقدرتها البسيطة علي الفهم .. الأم الطبيعية لا حساب لديها في العطاء وخصوصا ذلك المتعلق بالوقت .. نظرتها المتلهفة إلي ساعة يدها لخصت حالها وهى تقول ... لقد تأخرت كثيرا عاصى ينتظرنى للرحيل ...أنت تعلمين الرقم السرى لخزنتى في حال احتياجك للأموال ... 
لا لن تبكى وخصوصا بعد قرارها اليوم الذى سيجعلها أقوى وأكثر تحررا ... حبست دموعها التى تهددها بالتساقط كحالها دائما بعد زيجاتها المتعددة... واجهت نفسها .. لا.. لن ابكى مجددا أنا لا احتاج لأى منهما ... ليتنى كنت مثل تالا لربما كنت أفضل حالا...
شريط حياتها مر في رأسها منذ يوم طلاق والدها المليونيرالشهير من والدتها سيدة المجتمع...وزواج كل منهما عدة مرات وانتقالها المتكرر بين منزليهما... 
كفي يا سارة اثارة للماء الراكد ..اذا كانت تالا هى المثال في نظرهما ..اذا سوف اكون مثلها تماما ... سأتمرد علي قوانينى أنا .. بدأت في اعداد حقيبة سفرها وتعمدت ملؤها بملابس كانت ترفض سابقا استعمالهم ..
من الآن أنا سارة الجديدة والغير كئيبة كما اسمتنى ماما فلربما اجد الراحة مثلهم واعيش في سلام افتقده ...
بحلول السادسة مساء كانت قد استعدت للخروج ...اختارت سروال ضيق من الجينز الأزرق يعود لتالا وبلوزة بيضاء شفافة قصيرة ومع الحركة تظهر جزء من معدتها المسطحة يثبتها علي كتفها حمالة رفيعة وتترك كتفها الأخر عاريا ... زينت اذنيها بأقراط كبيرة تشبه اقراط الغجر وطلت اظافرها بلون أسود غامق ووضعت مكياج صارخ علي وجهها الجميل ورشة من عطر والدتها المفضل ...
اختارت تحديد عينيها العسليتين بلون أخضر داكن وجمعت شعرها البنى الفاتح الطويل علي شكل ضفيرة ضخمة تعمدت ترك مسافات عند جدلها وتركتها لتسترسل باهمال علي كتفها الأيسرالعاري .. وعندما علمت أنها نجحت في الظهور بالمظهر العابث الذى كانت ترغبه .. اتجهت لاعداد حقيبة يدها .. في الحقيقة كانت تشك بأنها ستنجح في الظهور بمظهر الساقطة لكن لدهشتها الشخصية نجحت بامتياز ..
وضعت في حقيبه يدها بعض احتياجاتها الشخصية من أدوات الزينة والعطور وفرشاة للشعر ..أنها الآن مستعدة لخوض تجربة عمرها ويتبقي الشق الأصعب .. مواجهة داده عزيزة المسكينة والتى سوف تتلقي صدمة عمرها بمجرد رؤية ملابسها ناهيك عن خططها في السفر ...
أهلا بتحرري ووداعا يا قيودى من اليوم سأحلق فوق مبادئى وادوس بقدمى برائتى وهمومى ..  
تظاهرت بالبرود وهبطت إلي الطابق الأسفل من فيلا والدتها وجلست في انتظار وائل... 
الحقيبة من فضلك يا داده ..
منظر الداده المصعوق من مظهرها الغير لائق لم يكن سوى ما توقعته تماما فلأول مرة في حياتها تراها ترتدى بمثل هذا الشكل الڤاضح ... ثم لتهتف بعدم تصديق .. 
سارة.. لماذا ترتدين هكذا هل ستذهبين لمنزل والدك حبيبتى أنت لا تشعرين بالراحة هناك وزوجته الجديدة تنغص عليك أيامك كلما ذهبت إلي هناك وتعودين فورا ومزاجك متعكر من تصرفاتها الحمقاء وسلبية والدك.. 
لا لن أذهب عند نرمين ..!! خفضت عينيها وتجنبت النظر في عينى الداده المنتظرة لاجابتها ..قالت وهى تشعر بالذنب.. لا داده ..أنا لن أذهب لزيارة أبي 
بالطبع سؤالها المنطقي الوحيد سيكون... اذا أين ستذهبين 
كانت مازالت تتجنب النظر في عينيها كيف ستتجرأ وتنظر في عينين ستلومانها بالتأكيد ... سأذهب إلي الأسكندرية مع تالا وأصدقائها ..
صډمتها كانت عڼيفة ..أخر ما توقعته أن تقول سارة الرزينة مثل ذلك الكلام .. ألم تربيها بنفسها وتعلم بأخلاقها جيدا .. هى لديها من الفطنة ما يكفيها لمعرفة ما تفعلة شلة تالا من فجور سارة ابعد ما تكون عنه .. صړخت من الصدمة...
لماذا يا حبيبتى .. ما علاقتك أنت بتالا وأصدقائها .. 
لتجيبها وهى تجاهد لوضع قناع اللامبالاة علي وجهها ... سأكون واحدة منهم من اليوم .. ولا تحاولي اثنائي فأنا قد قررت 
آه يا ابنتى الغالية .. بكت بحرارة ... سارة !! أنا قمت بتربيتك منذ أن كان عمرك يوما واحدا واعرفك جيدا أكثر مما تعرفين نفسك حتى .. أنت بعيدة كل البعد عن طريق تالا المنحل ..أنت .. أنت بريئة .. ماذا حدث لك اليوم أنا اشعر أنى لا اعرفك مطلقا .. هل مازلتى تهتمين لأمر حازم حبيبتى أنت لن تصمدى أمام جبروت تالا .. لقد هددتك بأنها ستأخذه لنفسها وقد فعلت بكل سهولة .. 
ومع أن چرح قلبها مازال ېنزف إلا أنها نفت بشدة ... أنا لا أهتم له

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات