رواية نور القصول من 11-14
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
الفصل الحادي عشر
الحمام ووقفت أمام المرآة وأخذت تبتسم ببلاهة تقسم بأنها ترى إنعكاس صورته من أحمق يطلب منها العهود والمواثيق بأن لاتتركه ولا يعلم بأنه يملك كيانها ...حتى وإن أردات الإبتعاد فذلك الذي يخفق بحبه سيمنعها حتما ....سندت مقدمة رأسها على الحائط وأخذت تعض طرف شفتيها وهي تستشعر لمساته ليلة أمس التي آسرتها حرفيا
لتتأكد بكل يقين بأنها أصبحت بالمعنى الحرفي أسيرة ذلك المچنون
بعد مايقارب النصف ساعة خرجت من العمارة السكنية التي تقطن بها وهي تمشي بسرعة لا بل هي تهرول بسعادة طاغية التي ظهرت على هيئتها زادت من سرعتها وكأنها تريد أن تسابق الريح لتصل له ...
إزرعي في قلب محبوبك زهرة لا يمكن لأحد أن يقطفها
قطبت جبينها بتفكير بكلامها لتبتسم بطيبة قلب وقد إستحسنت الفكرة وهي تومئ لها لتأخذ منها الزهرة وما إن دفعت ثمنها حتى تخطتها بلهفة ولكن توقفت ما ان سمعتها تكمل بغموض وكأنها تنبئها على شئ ما أو هذا ماإستشعرته
ولكن عليكي أن تحذري فإن لكل زهرة حب شوك لاتعرفين متى وكيف ستجرحكي بها..
وإياكي أن تستهيني بها فنتوئها سامة صغيرتي
شحب وجه نور وهي تنظر إلى أثر تلك البائعة وحاولت أن تستوعب كلامها ولكنها لم تفهم ...حاولت أن تتجاهل كلامها وأخذت تكمل طريقها بلهفة وشوق كبير صعب وصفه ما إن تذكرت بانها ذاهبة لتراه ...
عند هنا زاد حماسها وأخذت تهرول بخفة لتصعد له ولكن دائما ما تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن عندما سمعت بأحد يناديها قبل أن تدخل من باب الإستعلامات
نور ....!!!!
إلتفتت بتساؤل نحو المنادي لتفتح عينيها بذهول وفمها كاد أن يصل إلى الأرض ما إن وجدت آخر شخص توقعت أن تراه الآن وبهذا المكان...تسمر جسدها ما إن وجدته يقترب منها وهو يقول بإبتسامة هادئة
نور بتوتر
ط ااء طارق ...إنتا بتعمل إيه هنا
طب ردي الصباح على الأقل ...على العموم جيت أشوفك ...قالها ببساطة لتقول الأخرى پصدمة مضحكة
نعم ......تشوفني .....انااااا ...ليه ...!!!!!!!
مالك في إيه ...وبعدين مش هينفع نتكلم هنا ممكن تجي معايا اااء
قاطعته بسرعة وفزع
لالالالا طبعا أجي فين ...اااء قصدي عندي شغل
طارق بإقتراح
طب ممكن نقعد نتكلم هنا في الجنينة
لتقول نور وهي على وشك البكاء
إنتا بتقول إااايه هنا مكان شغلي وأكيد إنتا عارف إنه ااااا
نورررر في إيه مالك هما عشر دقايق بس ...ما ا٥ن قالها طارق بعتاب حتى قالت بإستسلام وصدق
بصراحة كده ياطارق ...إياد محرم عليا إني اك٥لمك أصلا مش بس إني أقعد معاك
طارق بتفكير
إياد !!! مش ده اللي كان معاكي فى عيد ميلادك وعمل معايا أحلى واجب في الأخر
نظرت له نور وهي تبتسم
بإحراج
أيوة هو
يمنعك ليه ...إحنا صحاب بس وأنا بجد محتاج مساعدتك وياستي بعد ما نخلص كلامنا أنا ممكن أقعد مع إياد وأفهمه على كل الحكاية هو هنا معاكي مش كده أكيد دكتور شكله بيدي على كده...عكس تصرفاته تماما التي كانت بيئة ومتهورة واااء
إحمممم ...قاطعته نور بها بضيق ليقول الاخر بمسايرة
ماتزعليش أوي كده ...ماشي ياستي ده كان جنتل مان فى نفسه ها حلو كده ...يلا بقى هما عشر دقايق كان زمانهم خلصو لولا رغيك الكتير ده
نظرت إلى هاتفها لتجد بأن الوقت مازال مبكرا وأن إياد لايزال نائما ..نظرت حولها كان المكان خالي تقريبا بقلة حيلة وهي تقول پخوف داخلي من رد فعل ذلك المچنون لو علم ماشي ...إتفضل
في الأعلى عند إياد كان يغلق حقيبته بعدما إرتدى قميصه وأخذ يرفع أكمامه حتى المرفق وهو يتأفف لما تأخرت كل هذا .....
ألم يخبرها بأن تأتي مبكرا ...نظر حوله وأخذ يتفحص غرفته الكبيرة بحب ...نعم حب فهو أصبح يحب العيش هنا لأجلها فقط هذا المكان يربطه بها ...تلك الثرثارة لم يكن يتوقع بأنه سيتعلق بها إلى هذا الحد ...
صاحبة شعر المقشة ...إبتسم بخفة على هذا اللقب الذي كان ينعتها به ..أحيانا كانت تدمع عينيها عندما يتنمر على شعرها الذي لايعرف كيف ومتى أصبح يفتنه بتمرد خصلاته فقد أصبح يعشق عنفوانه وتطايره مع إنفعالاتها ...
إبتسم وهو يضع عطره ما إن إنتهى من أرتداء ثيابه ثم توجه نحو الشرفة ليستنشق هواء منعش نقي سند يديه على السور الحجري ونظره معلق بالبوابة الرئيسية ينتظر قدومها ولكن لايعرف كيف أخذته عينيه نحو الحديقة الجانبية ليقع بصره عليها لتتجمد ملامحه تماما...
نعم الحديقة الجانبية بعيدة نوعا ما ولكنه رأها مع ذلك
الحثالة الذي حذرها منه ....أخذ يتنفس من أنفه كالثور الغاضب وأظلمت عينه بطريقة لاتبشر بالخير وهو يراها تبتسم بخفة للآخر أو هذا ماخيل له عند هنا تحرك إلى داخل غرفته ليخرج منها وأخذ يأكل الأرض بخطواته المتوعدة ثم أكمل طريقه نحو المصعد الذي ما إن فتح بابه يعلن بها عن وصوله إلى الطابق الارضي حتى خرج منها وهو لايرى أمامه حقاااا فالغيرة أعمته
عند نور كانت تنظر إلى طارق بأسف داخلي فهي تعرف مشاعر صديقتها لتقول بهدوء
إنتا متأكد من الخطوة دي
طارق بمشاعر حقيقة وهو يقول بتأكيد
طبعا ...ده أنا بحب سارة أوي وعايزك تساعديني أنا هحجز القهوة وإنتى هاتيها وتعالي من غير ما أنا أكلمك عشان مش عايزها تحس بحاجة و وقتها هتتفاجئ وانا بطلب إيديها قدام الكل أكيد مش هتقدر ترفض وهتوافق
نور بعدم إقتناع لهذه الفكرة
يعني عايز تحطها قدام الأمر الواقع ...أنا من رأيى إنك تفكر تاني وااء
ليقول طارق وهو على قناعة تامة بما يريد
أفكر إيه بقولك بحبها والحركة دي رومانسية أوي وبتجيب مع البنات إلا إذا كان في حد تاني في حياتها وقتها
نور بترقب
وقتها هتنسحب من حياتها أكيد
لا هحارب عشانها ...بس إنتى ساعديني عشان خاطري
ولا بلاش عشان خاطري لا سي إياد يزعل ولا حاجة هاااا قولتي ايه يانونو أنا هعتمد عليكي ... إتفقنا ...
قال الأخيرة وهو يضع يده على يدها التي تمسك الزهرة بها بترجي لترفع نظرها له بسرعة وهي مصډومة من حركته هذه ليدب الړعب بأوصالها وتفتح عينيها على وسعهما ما إن وجدت إياد يتقدم نحوها بملامح خطېرة
إاااا إياد ...قالتها ما ان سحبها من عضدها پعنف ليجعلها تنهض أمامه وقبل ان٥ يتكلم وجد ذلك المتطفل يضع يده على ذراعه يحاول ان
يمنعه من أخذها
ليباغته إياد بلكمة عڼيفة على أنفه جعلته طريحا على الأرض ليتركها وينحني على احد ركبتيه نحو الآخر ومسكه من ياقة قميصه وهو يقول من بين أسنانه
موتك على يدي أكيد لو لمحتك بتبص على خيالها
حتى مش تمسك إيدها ...ساااامع ...ختم كلامه وهو يضرب مقدمة رأسه على أنف طارق ليقع الآخر شبه فاقد الوعي
ليستقيم بطوله بعدما رمى الآخر من يده بضيق ليلتفت
إلى تلك التي قد شحب وجهها من شدة خۏفها ..تقدم منها ومسكها من عضدها وسحبها خلفه إلى الأعلى غير آبه بنظرات الممرضين والممرضات نحوهم ...أو حتى إلتفت إلى نور التي كانت تتوسل له بأن يسمعها
فتح باب غرفته وما إن دخل بها حتى دفعها أمامه بقوة وهو يقول پغضب وغيرة مچنون لاتدركها هي حتى الآن
من اللحظة دي مافيش خروج من أوضتي مرة تانية ساااامعة ...مافيش ....قالها ثم نزل على الأرض يقوم بتمرين الضغط لينفس عن غليانه
نظرت پخوف وهي تقول بصوت مهزوز
إياد والله الموضوع مش ...مش زي ماااا .. ما إنتا فاهم ...طارق ك كااا قاطعها بإنفعال شرس وهو يرفع سبابته أمام عينيها ما إن نهض و وقف أمامها وهو يقول
مااااااااتنطقيش إاااسمه ماتخلنيش أتغابه عليكي...ده إمبارح بس إديتيني وعد إنك مش هتكلميه ولاتشوفيه تاني ...هوووووو ده وعدك ليا ...
أنا والله ما كنت ...نطقتها نور وهي تحاول أن تبرر موقفها ولكنه قاطعها وهو يسحبها نحوه وهو يقول بتهكم غاضب
إنتى ماكنتيش متوقعة اني أشوفك وأكشفك بالسرعة دي مش كده ...بس غبائك وقعك قدامي ...إنتى من اللحظة دي عيوني مش هتفارقك حتى النفس هيكون محسوب عليكى ...
وياويلك مني لو شفتك بتكلمي جنس دكر ...رد فعلي وقتها مش هيكون فى صالحك ...أوعي تستغبيني مرة تانية عشان بجد هأذيكي ...إتقي شړي أحسلك
يا نور...والوعود اللي قولتيها ڠصب عنك هتلتزمي بيها مش بمزاجك ...
نظرت له نور بحزن على حالته هذه لتقول بمحاولة منها أن تهدئه
بس أنا
ولكنها صمتت ما إن سحبها نحوه وأخذ يضغط على عضدها بقوة وهو يقول بهسيس غاضب متوعد وهو يتنقل بنظره بين عينيها
بس إاايه هاااا إيه .... عندك إعتراض ... هممممم
يلاااا قولي أيوة عندي اعتراض عشان وقتها أكسر دماغك دي اللي مفهماكى إنك ممكن تضحكي عليا بكلمتين بعدين تسبيني ...وتروحي لغيري زي ما ليله عملت ...صدقيني أنا أدفنك بإيدي ولا أسيبك تعمليها
لمعت عينها بسعادة غامرة من ما قال هل هو يفعل كل هذا خوفا من أن تتركه عند هنا رفعت يدها و وضعتها على صدغه وأخذت تقترب منه وكادت أن تنفي ما يقول ولكنها تأوهت پألم عندما قبض على فكها بقوة جبارة وأخذ يقول بتملك مريض ودموعه بدأت تلمع بعينيه وصوت موجوع خائڤ من أن يعود وحيدا مرة أخرى
أاااوعي تفكري إني ممكن في يوم أسمحلك تبعدي عني ...إنتى ملكي أنااااا...إنتى نصيبي الحلو من الدنيا دي ...انااااء
أنا بحبك ....قالتها وهي تحاوط وجهه لتشعر بقلبها يرجف بشدة من هول هذا الموقف لتجد الاخر يقول بعدم إستيعاب لما قالت
بتحبيني... ماشي ...بس بردو مش هسيبك تبعدي واا
قاطعته مرة أخرى وهي تسحب وجهه نحوها لينظر إلى عينيها لتقول بفرحة
تسيب مين ده أنا اللي مش هسيبك ...أنا ...بحبك
وطارق ...قالها وهو ينظر لها بغيظ طفولي
فهمت من طريقته بأنه لايريد أن يرد عليها بما يكنه لها أو قد يجوز أنه خائڤ من هذه الخطوة ...
إبتسمت له وقالت
هو مش أكتر من صاحب ومعرفة
لااا في صحاب ولااا في معرفة
اللي انت عايزه هيكون ...
واللي
حصل تحت
مش هيتكرر
يعني
يعني نور ل إياد
وعد
من