رواية ادم من 21-26
فى شروده .. لكن عيني أحمد سلطت على آيات بنظرات اعجاب مفضوحه .. أول من قطع الصمت هو فؤاد الذى قال
بصراحة أنا مندهش من الأفكار اللى طرحتيها .. كبيزنس مان أقدر أقول ان كلامك عقلانى جدا ومنطقى جدا .. وفعلا لو اتنفذ هيبقى قنبلة الموسم
قال أحد الرجلين
بس محتاجين نفكر كويس لانها خطوة مش سهلة
أنا كمان محتاج وقت للتفكير
قال فؤاد بحماس
تمام يبقى نجتمع هنا بعد اسبوع يكون كل واحد فكر كويس فى الكلام اللى اتقال
ابتسمت آيات والحماس والأمل يداعب أحلامها .. كانت عازمة على النجاح فى هذا الأمر .. تمنت من الله أن تكون إجابة الرجلين أو أحدهما .. هى الموافقة
أخذت آيات تتمشى بغير هدى سابحة فى أفكارها وأحلامها وطموحاتها .. أخذتها قدماها الى الفيلا .. التى شهدت كل ذكريات طفولتها وصباها .. نظرت الى الفيلا من البوابة الحديدية بنظرة اشتياق ممزوج بالحزن .. تنهدت وهى تتحسر على تلك الأيام التى ولت ولن تعود .. ترقرقت دموع الشوق فى عينيها .. الشوق لبيتها القديم .. لوالدها .. ل حليمة .. لحياتها السابقة .. ثم ما لبثت أن نفضت تلك الذكريات عنها والټفت لتعود أدراجها .. لكنها فجأة وجدت من يمسك بذراعها من الخلف .. التفتت پحده .. فإصطدمت عيناها برجل سمح الوجه ذو لحية سوادء أنيق الملبس ارتسمت على ثغره ابتسامه عذبه وفى عينيه نظره سعادة ومرح .. نظرت اليه لبرهه ثم ما لبثت أن رسمت ابتسامة واسعة على شفتيها ونظرت اليه بشوق ولهفة وعدم تصديق وهتفت بسعادة بالغة
حلقة 22
أخذت آيات تتمشى بغير هدى سابحة فى أفكارها وأحلامها وطموحاتها .. أخذتها قدماها الى الفيلا .. التى شهدت كل ذكريات طفولتها وصباها .. نظرت الى الفيلا من البوابة الحديدية بنظرة اشتياق ممزوج بالحزن .. تنهدت وهى تتحسر على تلك الأيام التى ولت ولن تعود .. ترقرقت دموع الشوق فى عينيها .. الشوق لبيتها القديم .. لوالدها .. ل حليمة .. لحياتها السابقة .. ثم ما لبثت أن نفضت تلك الذكريات عنها والټفت لتعود أدراجها .. لكنها فجأة وجدت من يمسك بذراعها من الخلف .. التفتت پحده .. فإصطدمت عيناها برجل سمح الوجه ذو لحية سوادء أنيق الملبس ارتسمت على ثغره ابتسامه عذبه وفى عينيه نظره سعادة ومرح .. نظرت اليه لبرهه ثم ما لبثت أن رسمت ابتسامة واسعة على شفتيها ونظرت اليه بشوق ولهفة وعدم تصديق وهتفت بسعادة بالغة
اتسعت ابتسامته وهو يقول اليها
آيات .. مش مصدق .. كبرتى يا بنت انتى
أطلت الفرحة من عينيها وهى تقول بسعادة
أنا اللى مش مصدقه .. كريم انت جيت امتى .. وطنط و عمو جم معاك ولا لأ
قال لها مبتسما
لا محدش جه غيري .. هما لسه فى النمسا
ثم اخذ نفسا عميقا وقال
قالت آيات بفرحة كالأطفال
أنا فرحانه أوى انك جيت .. بجد فرحانة أوى
ثم قالت بعتاب
رغم انك مبتسألش عليا
قال معتذرا
معلش أنا عارف ان أنا قصرت معاكى .. بس بجد من يوم ما سافرت وأنا مطحون شغل .. لحد ما قولت ستوب كفاية أوى كده الواحد بأه ينزل بلده يعمله فيها مشروع صغير على أده ويتجوز ويستقر بأه
ايه ده انت لسه عانس .. مش عيب عليك ده انتى دلوقتى عندك يجي 33 سنة
أطلق كريم ضحكة عالية ثم قال
هو فى راجل بيعنس يا تحفه انتى
قالت آيات مازحه
أنا قولت بأه هترجع وفى ايدك واحده نمساوية مستوردة
ضحك قائلا بمرح
لا مليش أنا فى المستورد .. البلدى يوكل برده
بجد لسه مش قادرة أصدق انى شوفتك
نظر اليها بسعادة وهو يقول
أنا اللى مبسوط أوى انى شوفتك .. ونفسى أشوف عمو عبد العزيز أوى .. هو فى الفيلا ولا فى الشركة
ألقت آيات نظرة حزينة على الفيلا .. ثم ترقرقت عيناها بالعبارت وهى تقول
بابا اتوفى يا كريم
اختفت ابتسامة كريم لتحمل محلها تقطيبة جبينه وهو يهتف
لا حول ولا قوة الا بالله .. لا حول ولا قوة الا بالله
نظر اليها يتأمل عبراتها المتساقطة وشهقات بكائها قائلا بأسى
طيب ادخلى دلوقتى ونتكلم بعدين عشان مينفعش تعيطى كده فى الشارع
مسحت عبراتها لتقول بمرارة
الفيلا اتابعت .. أنا مبقتش عايشة هنا
نظر اليها بدهشة .. ثم قال
ازاى يعني
صمتت وهى تطرق برأسها أرضا لتتساقط عبراتها من جديد .. جذبها من ذراعها وفتح باب احدى السيارات الواقفة أمام الفيلا المواجهة لفيلا آيات القديمة وقال
اركبي يا آيات
ركب خلف المقود وانطلق بها الى أحد المطاعم .. نظرت الى النيل بجوارها وهى شارده .. تأملها قائلا
فاكرة لما كنت بفسحك وأجيبك هنا
التفتت تنظر اليه وهى تقول بإبتسامه حزينه
أيوة فاكرة
انحنى كريم على الطاولة واضعا ذراعيه فوقها وهو ينظر اليها قائلا
احكيلي يا آيات .. شكلك متغير كتير .. حسك بقيتي أكبر من سنك .. اتكلمى امتى عمو اتوفى وليه بعتى الفيلا وعايشه فين دلوقتى
قالت بأسى
أنا فعلا حسه أكنى عندى 50 سنة يا كريم .. موجوعه أوى .. من كل حاجة
نظر اليها بإشفاق قائلا
طيب اتكلمى .. ولا خلاص معدتيش بتعتبريني أخوكى الكبير
مسحت عبرة متساقطة وهى تقول
لأ طبعا ازاى .. انت فعلا أخويا يا كريم .. وطول عمرى بحب أحكيلك مشاكلى وبحب انك تنصحنى
طيب اتكلمى أنا سمعك
أخذت نفسا عميقا ..ثم .. روت عن ۏفاة والدها وعما قاسته من بعده من الديون والافلاس والبقاء بلا مأوى .. كان يعقد حاجبيه بقوة وهو يستمع اليها وينظر اليها بأسى .. انتهت من كلماتها فأعطاها منديلا تكفكف به دمعها وهو يقول بحنان
مش عايزك تخافى طول ما أنا موجود يا آيات
نظرت اليه بإمتنان لما بثته كلماته القليلة .. الكثير من الأمان بداخلها .. فأكمل قائلا بحزم
أول حاجة لازم تحصل انك تسيبي شقة زميلك دى .. ميصحش تعدى فى شقة واحد غريب وأخوكى موجود
ابتسمت ولم تعقب فأكمل بحيرة
وصحبتك دى اللى حكايتها حكاية .. كده مش هينفع تعدى معايا فى الفيلا .. بس مفيش مشكلة هسيبهالكوا وانزل أنا فى أى فندق مؤقتا لحد ما نشوف الأمور هترسى على ايه
قالت آيات على الفور
لا يا كريم مش معقول نخرجك من بيتك .. وبعدين أنا خلاص هشتغل وهيبقى لى مرتب
قال كريم بجدية
ولحد ما تشتغلى ويبقى لك مرتب ازاى تفضلى عايشه فى شقة زميلك يا آيات
قالت بحرج
أنا اضطريت أعمل كده مكنش قدامى غير كده
تنهد قائلا
عارف بس طالما فى بديل يبقى خلاص الوضع ده ميصحش يستمر أكتر من كده .. هتيجي تعدى انتى وصحبتك فى الفيلا .. لحد ما الأمور تتظبط
فكر قليلا ثم نظر اليها وقال
شركة ايه اللى هتشتغلى فيها .. انتى بتقولى شركة والد زميلك .. طيب هتشتغلى ايه يعني
هشتغل فى مكتب سياحى
رفع حاجبيه فى دهشة ثم قال
مكتب سياحى
صمت وعلامات الضيق على وجهه ثم قال
طيب مش وقت كلام فى الموضوع ده دلوقتى .. أهم حاجة دلوقتى انك تنقلى من الشقة دى النهاردة
أوصلها كريم الى بيت أحمد .. والټفت اليها قائلا وهو ينظر الى العمارة والى المنطقة حولها
تحبي أستناكى
التفتت اليه وقالت
لا هناخد وقت على ما نرتب حاجتنا .. هتصل بيك لما أخلص
أخرجت هاتفها وقالت
قولى رقمك يا كريم
أمسك منها الهاتف ودون رقمه ثم اتصل به .. ثم قال
قوليلى رقم زميلك عشان أتصل بيه أشكره
قالت له آيات
مش معايا رقمه .. هو مع أسماء صحبتى
طيب خلاص ابعتيهولى فى رسالة عشان أعرفه انكوا هتسيبوا الشقة و أشكره على اللى عمله معاكى
أومأت برأسها وتوجهت الى البناية .. استقبلتها أسماء قائله
كنتى فين يا بنتى
أغلقت آيات الباب وعلامات الفرح على وجهها وقالت
كريم رجع من السفر
نزرت اليها أسماء بإسغراب وهى تقول
كريم مين
قالت آيات بحماس وهى تضع حقيبة يدها فوق المقعد
كريم جارنا .. أخويا فى الرضاعة اللى حكتلك عنه
قالت أسماء وهى تمط شفتيها
مش فاكرة .. أنا فاكرة انك قولتيلى ليكى أخ بس مش فاكرة انتى قولتيلى ايه عنه
قالت آيات وهى تجلس على أحد المقاعد
ده ابن جيرانا اللى فى الفيلا اللى أصادنا .. مامته كانت صاحبة ماما الله يرحمها .. ولما ماما اټوفت بعد ولادتى طنط دى رضعتنى عشان كانت لسه والده جديد .. ومن كام سنة سافروا كلهم النمسا عشان عمو باباه جاله شغل هناك وكريم اشتغل هو كمان هناك
ثم أضافت بسعادة
بس هو دلوقتى رجع مصر لوحده .. فرحت أوى لما شوفته تانى .. بجد كنت مفتقداه جدا .. كريم ده يا بنتى أنا كنت بعتبره بابا التانى مش بس أخويا
ضحكت أسماء بتهكم وقالت
بابا !
قالت آيات بحما وهى تقف فى مواجهتها
تعرفى انه قالى اننا نسيب الشقة ونروح نعد عنده فى الفيلا
نظرت اليها أسماء بدهشة .. وبدت شاردة .. قالت لها آيات بقلق
ايه فى ايه مفرحتيش ليه افتكرتك هتفرحى
قطبت جبينها قائله
مش عارفه .. أنا طبعا واثقة فيه لانك واثقة فيه .. بس أنا بقيت أخاف من الناس كلها .. وانتى بتقولى انه رجع لوحده يعني عايش لوحده
ثم استدركت
ولا هو متجوز
لا مش متجوز .. بس متقلقيش هو أصلا قالى انه مش هيعد فى الفيلا وهيسبنى أعده فيها أنا اونتى لوحدنا لانه بدره شاف انه ميصحش انك تعدى فى الفيلا وهو موجود فيها
رفعت أسماء حاجبيها بدهشة وقالت مبتسمه
ده شكله طيب أوى
قالت آيات بحماس
طيب موووت ..بجد أكتر حد محترم ممكن تقاليه فى حياتك
ضحكت أسماء قائله
يا خسارة مامته دى عملت فيكي فصل بايخ أوى كان لازم ترضعك يعني حبكت
قالت آيات بمراره وفى عينها نظرة حزينه
لا كدة أحسن لان علاقة الأخوة هى اللى بتدوم .. لكن الحب بيخلص بسرعة
اختفت ابتسامة أسماء وهى تنظر الى آيات .. بدت على وشك البكاء لكنها تداركت نفسها بسرعة وهى تقول بمرح زائف
يلا بأه عشان نلم حاجتها هو مستنى اتصال منى
عكفت الفتاتان على تعبئة أغراضهما .. حانت من أسماء التفاته قائله
شكلة ايه كريم ده
قالت آيات وهى تضع ملابسها فى حقيبتها
ريحى نفسك مش استايلك
مش ستايلى ازاى يعني
التفتت اليها آيات قائله
ملتحى وبيدقق فى