رواية ادم من 21-26
العبرات المنهمرة .. ومزيد من الشعور بالندم
أيوة أسمع عنه .. ابنه كان عندى فى الكلية
قال آدم ذلك موجها حديثه الى زياد بعدما عرف منه بان فؤاد هو الذى استأجر القرية الثالثة .. تذكر آدم يوم أن هتف أحمد وسط الجامعة معلنا حبه ل آيات .. تذكر يومها كيف هرعت الى مكتبه لتخبره بأنها لا تبادله مشاعره .. علم وقتها بأنها تحمل له هو مشاعر خاصة دفعتها الى التصرف بتهور والإقدام الى مكتبه لشرح الأمر .. تنهد وهو يتذكر مدى طيبتها ووضوحها وبرائتها .. اخرجه زياد من شروده قائلا
أومأ آدم برأسه وهو يقول
فؤاد رجل أعمال محترم بس ملوش فى شغل السياحة .. يعني ميعتبرش منافس قوى بالنسبة لنا .. تلاقيه حب يجرب حظه .. بس أنا واثق انه مش هيستمر .. ده اذا لقى حد يشاركه أصلا
أنا كمان شايف كده .. مفيش داعى للقلق
سمعا صوت طرقات على باب الشاليه فهب آدم واقفا ليرى القادم .. شعر بالإمتعاض وهو يرى ساندى أمامه .. ابتسمت قائله
هاى ازيك يا آدم
قال آدم وعلامات الجدية على وجهه
كويس الحمد لله
هتفت بمرح
حسيت انى ھموت من الملل قولت آجى أعد معاك انت وطنط .. بصراحة حبيتها أوى وأنا وهى بقينا صحاب خلاص
ازيك طنط عامله ايه دلوقتى
ابتسمت والدة آدم قائله
بخير يا بنتى تسلمى
تركهما آدم وتوجه الى غرفة المعيشة حيث زياد وأشار له قائلا
قوم نخرج
قال زياد وهو يتلفت حوله
قال آدم بتأفف
ساندى
نظرت ساندى الى آدم الذى مر بجوارها متوجها الى باب الشاليه وهتفت
انت خارج
الټفت اليها قائلا بتهكم
ده بعد اذنك
شعرت بالغيظ .. قال لها زياد وهو يلحق بصديقه
ازيك يا ساندى
قالت وهى شاردة وعلامات الضيق على وجهها
أغلق زياد الباب خلفه .. رسمت ساندى على شفتيها ابتسامه مصطنعة عندما قالت لها والدة آدم
اتفضلى يا ابنتى اعدى
جلست فى تبرم .. فآخر ما كانت تريده عندما قدمت الى الشاليه هو مجالسه والدة آدم
وقف عاصى فى شرفة الشاليه الخاص به يمسك بيده كأسا من الخمر وفى اليد الأخرى الهاتف .. أرجع رأه للوراء واڼفجر ضاحكا وهو يقول
اڼفجر فى الضحك مرة أخرى وهو يقول
احترس السيارة ترجع الى الخلف
قال سراج على الطرف الآخر
أنا مش عارف هو بيخطط لايه بالظبط
قال عاصى پحقد
هيكون بيخطط لايه يعني ده عيل تييييييييت ميتخفش منه
رشف رشفه من كأسه ثم قال
لا والتانى اللى اسمه فؤاد اللى رايح يأجر قرية جمب حيتان زينا .. أهو ده بأه غباؤه ملوش وصف .. واحد لسه بيقول يا هادى فى شغل السياحة مش يختار مكان مفيهوش منافسين كبار زينا .. لا جاى راشق فى النص .. يشرب بأه
ثم قال
ده حتى مش عارف يشيل الليلة لوحدة وبيدور على شريك
هو لقى شرك ولا لسه
قال عاصى بثقه
لا لسه .. متقلقش أنا بعرف الأخبار أول بأول .. واول ما هعرف حاجة هبلغك .. بس اطمن فؤاد هو آخر شخص نخاف منه
قال سراج وهو يوافقه الرأى
معاك حق
جلست آيات فى مكتب سكرتيرة فؤاد وهى تتذكر بضيق قدوم أحمد ذالك اليوم ودسه لرزمة مالية فى يدها وأخبرها أنها ستخصم من مرتبها الأول .. حاولت بحرج وضيق رفض هذا المال لكنه أصر بشدة وتركها وانصرف .. التفتت اليها أسماء الجاله بجوارها وهى تقول
افرضى معجبوش الدراسة اللى عملتيها .. هنتصرف ازاى
قالت آيات بحزم
مش هقبل الشغل طبعا
بثت كلماتها الغيظ فى نفس أسماء التى قالت بتهكم
أول مرة أشوف واحدة رايحه تشتغل فى شركة وتفرض عليهم طريقتها فى الشغل .. وكمان مقرره انهم لو معجبهمش دراسة الجدوى بتاعتها ترفض الشغل معاهم
قالت آيات وقد تعبت من مناقشة أسماء فى هذا الأمر
قولتلك مليون مرة مش هعمل حاجة حرام .. ولو الموضوع متظبطش زى ما أنا عايزه مش هشتغل معاهم
سالتها أسماء پحده
ولما ترفضى الشغل هنعمل ايه ساعتها .. وهنرد ل أحمد السلفة اللى ادهالنا من المرتب ازاى
شعرت بالضيق وهى تفكر فى ورطتهما .. قطع عودة السكرتيرة حبل أفكارها لتشير لهما الى مكتب فؤاد قائله
اتفضلوا بس خلوا بالكوا ان الأستاذ فؤاد عنده اجتماع بعد 10 دقايق بالظبط
لم تكن آيات فى حاجة الا لهذه الدقايق لعرض الدراسة التى عكفت على كتابتها لمشروع القرية السياحية .. قام فؤاد وسلم على أسماء ثم الټفت ل آيات دون ان يمد يده قائلا
ازيك يا أسماء .. ازيك يا آيات
الحمد لله
الحمد لله
أشار لهما بالجلوس وعقد كفيه فوق المكتب وقال
خير كنتوا عايزنى فى حاجة
تنحنحت آيات قائله
أيوة .. انا عملت دراسة جدوى لمشروع القرية السياحية
كانت نظرات فؤاد تنم عن دهشته مدت يدها بالملف فأخذه منها وارتدى عويناته الموضوعه فوق المكتب وأخذ يتفحصه .. مرت الدقائق تشعرها بالتوتر أكثر .. قبل أن ينتهى فؤاد من مطالعة الملف كاملا دخلت سكرتيرته معلنة عن بدء الإجتماع .. تسرب شعور بالضيق فى نفس آيات التى كانت تتمنى أن تتاح لها الفرصة لمعرفة رأيه فى الحال .. قامت بحرج وقالت
معلش أنا أصلا اللى غلطانه انى جيت من غير معاد .. ان شاء الله هحدد معاد مع السكرتيرة ونبقى نيجي مرة تانية
نزع فؤاد عويناته ونظر اليها قائلا
تقدرى تشرحى الدراسة اللى علمتيها أدام ضيوفى اللى عامل معاهم الاجتماع
تبادلت آيات نظرة دهشة مع أسماء ثم التفتت الى فؤاد قائله بإرتباك
مش عارفه
نهض فؤاد قائلا
تعالوا معايا
تبعته الفتاتان فى استسلام .. كاد قلب آيات أن يتوقف من شدة التوتر والإرتباك .. دخل فؤاد قاعة اجتماعات صغيرة تضم طاولة كبيرة جلس عليها ثلاثة رجال بالإضافة الى أحمد الذى رفع حاجبيه فى دهشة لمرآى الفتاتين برفقة والده .. قدم فؤاد كل منهم للآخرين .. علمت بأن أحد هؤلاء الرجال هو محامى فؤاد أما الرجلال الآخران هما رجلى الأعمال المرشح أن يشارك أحدهما فؤاد فى مشروع القرية السياحية .. جلس فؤاد وظلت الفتاتان واقفتان .. قال فؤاد وهو يلوح بملف آيات فى يده
الآنسة آيات عملت دراسة جدوى لمشروع القرية وحابب انها تعرضه عليكوا بنفسها
طلب فؤاد من السكرتيرة ادارة البروجيكتور .. وقفت آيات بجوار الشاشة البيضاء تشعر بتوتر بالغ وقد أصبحت تحت محط أنظار الجميع .. كانت تثق بفكرتها وبمشروعها لكنها لم تسبق أن قدمت بريزينتيشن من قبل .. وأمام رجال أعمال ذو أهمية !
استعانت بالله وقامت بعرض الصورة الأولى التى كانت تمثل صورة لدائرة صفراء فى منتصفها دائرة صغيرة خضراء وتحدثت قائله
زى ما حضراتكوا عارفين المنطقة اللى فى الصورة ملك لمجموعة شركات مصرية وأجنبية ومتقسمة ل 3 قرى جمب بعض على شكل دايره .. ال 3 قرى بيشتركوا فى المنطقة الخضرا اللى فى النص ودى متقسمة لملعب جولف و اسطبل خيول لممارسة رياضة ركوب الخيل ولل 3 قرى حق الانتفاع المشترك بيها بحسب تقسم معين بيكون منصوص فى العقد
تقدمت من البروجيكتور لعرض الصورة التالية والتى كانت تمثل مثلث أصفر ثم التفتت اليهم تتحاشى النظر الى وجوههم حتى لا تتوتر أكثر وقالت
القرية الأولى هى قرية الفيروز .. رجل الأعمال اللى أجرها سراج اليمانى ومدير القرية هو ابنه عاصى .. ممبزات القرية دى هى انها أكبر ال 3 قرى فى المساحة وتقسيم الغرف والشاليهات ممتاز .. القرية التانية هى قرية جولدن بيتش رجل الأعمال اللى أجرها هو شكرى ..... .. ومديرها ...
صمتت برهة وهى تشعر بالتوتر لذكر اسمه .. ثم قالت
مديرها دكتور آدم خطاب .. هى أصغر فى الحجم من قرية الفيروز لكن ميزتها الطابع المعمارى الأثرى اللى فيها .. القرية التالتة وهى قريتنا وهى أصغرهم مساحة لكن ميزتها وجود 2 بيسين بعكس القريتين التانيية اللى فيهم بيسين واحد
قال أحد الرجلين وهو يمط شفتيه
وايه الميزة فى كده
قالت آيات بهدوء
هشرح دلوقتى .. قرية الفيروز وقرية جولدن بيتش بدأوا منافسة قوية بينهم .. القريتين بيسمحوا بوجود الخمور وكافة أنواع اللحوم .. وقرية جولدن بيتش فيها ملهى ليلي .. وفى المقابل قرية الفيروز فيها مساج للرجال والنساء والقائم عليه بيكون رجال فقط
قالت الجملة الأخيرة بشئ من التقزز .. ثم أردفت
زى ما حضراتكوا شايفين هما قريتين سياحيتين كبار بس زيهم زى أى قرية تانية مفيش حاجة بتميزهم غير فروقات بسيطة مبتأثرش كتير .. لو احنا فتحنا القرية التالتة وخدت نفس الطابع بتاع القريتين دول يبأه مستفدناش أى حاجة ومقدمناش أى حاجة جديدة .. وهتبقى منافسة روتينية مش أكتر
سألتهم فجأة
عارفين البطاطس الشيبسى
ابتسم الجميع .. قال أحمد بمرح
أكيد عارفينها
قالت آيات بحماس
نتخيل ان اللى بياكل شيبسى فى مصر هما 3 مليون فرد .. اتعودوا على منتج بشكل ومواصفات ونكهات معينة .. وبعد فترة جت شركة جديدة نزلت منتج تانى بس المنتج ده بنفس مواصفات ونكهات وطعم المنتج الأول مجرد بس انهم سموه اسم جديد .. اللى هيحصل ان ال 3 مليون هيتقسموا نصين نص هيشترى المنتج الأول ونص هيشترى المنتج التانى .. لأن المنتجين زى بعض فمش فارقه كتير .. لو أنا جيت ونزلت منتج بنفس شكل ومواصفات المنتجين التانيين كل اللى هيحصل هو ان ال 3 مليون هيتقسموا على 3 .. لكن لو أنا جيت وقدمت منتج بإسم جديد .. وشكل جديد ونكهة جديدة وجودة أعلى وكمان عملت عليه تخفيض .. تفتكروا هيفضل عدد اللى بيشتروا الشيبسى هما هماهم ال 3 مليون
أجابت على نفسها قائله
أكيد لأ .. لان فى ناس بتحب نكهات تانية ملقتهاش فى المنتجين الأول والتانى .. واللى أنا عملته هو انى وفرت للناس دى النكهة الجديدة اللى تجذبهم .. ده بالإضافة ان ال 3 مليون اللى اتعودوا على المنتج القديم أكيد الفضول هيدفعهم انهم يغيروا ويجربوا الجديد .. ولما