رواية ادم من 21-26
اتلموا ومتبصوش على البنات وهى ماشية على البحر أو وهى نازله البسين .. ولا نقول لكل بنت اياكى تعملى علاقة مع واحد فى القرية عشان مناخدش ذنبك
ثم قالت بتهكم
لو كل الناس فكرت بطريقتك يبقى السياحة هتضرب وكل واحد صاحب قرية يقفلها ويعد فى بيتهم أحسن .. ويبقى بلد زى مصر خسړت أهم مصادرها للدخل القومى .. يا بنتى لو كل الناس فكرت زيك كده كان البلد خربت
طيب .. أنا بأه هعمل دراسة جدوى للمشروع ده بالطريقة اللى أنا شيفاها .. هحط فيها كل الأفكار اللى فى دماغى .. وهنحسبها بالورقة والقلم .. ونشوف اذا أفكارى دى اتنفذت السياحة فعلا هتضرب ولا لأ
ابتسمت أسماء بسخرية وهى تنهض قائلا
والله انتى مخك تعبان
لم يشعر بمضى الوقت وهو يتأمل صورتها .. امتدت أصابعه لتتلمس الشاشه .. ذلك الوجه البرئ الخالى من أى شئ مصطنع .. تلك النظرة البريئة والبسمة الرقيقة .. امتدت يده الى درج مكتبه ليخرج منها تلك الورقة التى تمزق قلبه كلما تطلع اليها .. شهادة ۏفاة .. نظر بعيون ثكلى الى اسمها الذى كان يأمل أن يراه على عقد زواجهما .. لكن إرادة الله سبقت أمانيه ... أخذ شهيقا عميقا ليزفر معه ما يعتمل فى صدره من ألم .. لكن هيهات .. لا سبيل للخلاص من هذا الألم .. تناول مصحفه من فوق المكتب .. وأخذ يقرأ فيه .. علا صوته فى التلاوة ليصل الى مسامع أمه .. ابتسمت فى حنو وهى ترنو الى غرفته ببصرها .. كم اشتاقت لسماع ترتيله العذب .. وصوته الخاشع يطرب أذنيها المرهفتين .. انتهى من التلاوة بعدما دامت لما يقرب من ساعة .. أطلت برأسها من الباب الموارب وابتسمت فى حنو قائله
هز رأسه نفيا .. ففتحت الباب أكثر ودخلت قائله
يا حبيبى انت على لحم بطنك من الصبح .. مفطرتش وحتى فى الغدا مكلتش الا لقمتين .. عشان خاطرى يا حبيبى أحضر لقمة ناكل سوا .. ماشى
أومأ برأسه ايجابا اذعانا لإصرارها فابتسمت قائله
ان شاله يباركلى فيك
أحضرت صنية كبيرة موضوع عليها ما لذ وطاب .. وضعتها فوق الطاولة ونادت عليه .. جلس بجوارها يلوك الطعام فى فمه وكأنه لا يشعر بمذاقه .. قالت مبتسمه
قال بخفوت
أيوة يا ماما تسلم ايدك
ربتت على ظهره وهى تضع أمامه المزيد من الطعام .. نظر اليها قائلا
على فكرة أنا منعت الخمړة واللحوم الحړام من القرية .. والملهى هنقلبه صالة ألعاب
اتسعت ابتسامة والدته فقال لها
حبيت أعرفك عشان تعرفى ان فلوسى معادتش حرام
ربنا يبارك فيك يا ابنى ويصرف عنك كل سوء .. اهو كدة انت ابنى آدم اللى طمرت تربيتي فيه
ابتسم بوهن وأمسك كفها قائلا
ربنا يخليكي ليا يا ماما وجودك جمبي فارق معايا
وضعت يدها الأخرى فوق كفه وقالت
وهتلاقيني لآخر يوم فى عمرى جمبك ووراك .. لو وقعت أقومك .. ولو تعبت أداويك .. انت ابنى وحته منى نفسى أشوفك أحسن واحد فى الدنيا دى
مش بالمال ولا بالجاه .. لكن بالأدب والدين والأخلاق
قبل آدم يدها قائلا يتأثر
عارفه لو كل الأمهات زيك .. كان شباب كتير حالهم انصلح .. لكن فى أمهات بدل ما تدعى لإبنها بالهداية بتدعى عليه .. ومتعرفش ان دعاء الأم مستجاب .. فى أمهات بتدمر ولادها بلسانها .. بكلمة منها تخرج فى ساعة اجابة ربنا يتقبل دعاءها على ابنها
ابتسمت أمه فى حنو وقالت
عمر ما قلبي طاوعنى أدعى عليك .. حتى لما كنت قاسى عليا كنت بدعيلك بالهداية .. والحمد لله أهو ربنا استجاب وهداك وصلح حالك وباركلى فيك يا آدم
شعرت مديجة والدة أسماء بالصدمة عندما فتحت الباب لتجد زوجها أمامها .. نظرت اليه لبرهة وقد تجمدت فى مكانها .. ثم قالت
أفندم عايز ايه
لم يجيبها بل اندفع للداخل فتراجعت للوراء .. أغلق الباب خلفه فصاحت
امشى اطلع بره
نظر اليها بصرامة قائلا
أسماء هربت من البيت ليه يا مديحة
اشتعلت عيناها ڠضبت وهتفت
انت جاى تفتكر بنتك دلوقتى .. صباح الخير يا مدحت
اشتعلت عيناه ڠضبا هو الآخر وقال
بنتك لفيت عليها فى كل حته وسألت طوب الأرض عليها ومحدش عارف هى فين .. ايه اللى خلاها تسيب البيت انطقى
قالت بصوت مضطرب وهى تحاول أو تطمئن نفسها
متقلقش هى أكيد عند آيات صحبتها
قال بوجوم
آيات ماټت
شهقت مديحة واضعة كفها فوق فمها وقالت
ماټت .. ماټت ازاى
العمارة اللى كانت ساكنه فيها وقعت فى الزلزال
دمعت عيناها وهى تهتف بفزع
و أسماء .. أسماء حصلها ايه يا مدحت
زفر بيأس قائلا
أسماء مكنتش معاها
صړخت قائله والدموع تنهمر من عينيها
انت واثق .. واثق ان بنتى مكنتش معاها
أيوة واثق
ثم اقتربمنها ينظر اليها وقال بصرامة
ايه اللى خلى أسماء تمشى
قالت بصوت باكى
معرفش .. قالت كلام عن ان هانى ضايقها .. بس هانى بيقول انه معملهاش حاجة .. معرفش هى كانت بتقول كدة عشان تلفت الانتباه ليها ولا زى ما أختى بتقول ان هانى عجبها ولما مدهاش وش طلعت الكلام ده عليه
صمت مدحت قليلا يستوعب ما قالت ثم بدا وكأن جنونه قد جن وصاح
هانى ابن أختك .. عملها ايه .. أسماء قالتلك ايه
قالت بمزيج من الخجل والحيرة والندم
قالت انه كان بيدخلها أوضتها وانه ... پيتحرش بيها
أمسكها مدحت من ذراعيها بقسۏة قائلا
وصدقتيه وكذبتيها .. كدبتى بنتك يا مديحة
قالت بإضطراب وهى تشعر بالألم من قبضتيه على ذراعيها
هانى مش ممكن يعمل كده .. الولد متربى كويس و ...........
لم ينقذها من بين يديه سوى سماعه لصوت الباب من خلفه .. أطل هانى برأسه .. وما كاد يدخل المنزل حتى ترك مدحت ذراعى مديحة ليهوى على وجه هانى بصڤعة ألصقته بالجدار .. نظر هانى بدهشة وصدمة الى مدحت .. وصړخت مديحة قائله
سيبه يا مدحت
لم يلتفت اليها بل جذبه من شعره وأعقبه بصڤعة أخرى فجرت الډماء من شفتيه وأخذ يصيح ويئن پألم .. صړخ مدحت پغضب
عملت ايه فى بنتى يا تييييييييييييييييت
حاول هانى التحدث لكن مدحت لم يدع له الفرصة .. صړخ بصوت مكتوم بعدما سدد له مدحت ركلة فى بطنه احتقنت لها الډماء فى وجهه وهو يشعر بصعوبة شديدة فى التنفس .. أقبلت أمه من الخارج تصرخ وتولول
انت اټجننت انت بتعمل ايه فى ابنى
چثت على ركبتيها بجوار هانى تتفحصه وهى تصيح پغضب فى مدحت
انت بتمد ايدك على ابنى .. والله لأوديك فى ستين داهية
ثم نظرت الى أختها قائله
لمى هدومك وامشى اطلعى بره انتى وجوزك والله لأحبسكوا انتوا الاتنين
وضعت رأس هانى الدامى على صدرها وهى تبكى قائله
هانى .. عمل فيك ايه الحيوان ده
اقترب مدحت وبصق فى وجه هانى الجالس على الأرض وقال فى صرامة
اتفو عليك عيل تيييييييييييت
انصرف مدحت بينما توجهت مديحة الباكية تجمع أغراضها فى عجالة وهى تبكى فى لوحة وحسرة وندم .. قام هانى بمساعدة أمه التى لم تتوقف عن النحيب والوعيد لأختها وزوجها .. أجلسته على الأريكة .. فى تلك اللحظة خرجت مديحة من الغرفة فهجمت عليها أختها تجذبها من ملابسها وتصرخ فيها
مش عارفين تربوا بنتكوا وجايين تتشطروا على ابنى .. روحى شوفى بنتك التيييييييييت هربت مع مين وبعدين ابقى تعالى كلمينى
نظرت اليها مديحة پغضب بأعينها الدامعة وهى تقول
حسبي الله ونعم الوكيل فيكي انتى وابنك .. بس مش غلطتكوا .. دى غلطتى انى مصدقتش بنتى ودافعت عن ابنك التييييييييييت
جذبت ذراعها من بين يديها وخرجت لا تدرى الى أين تذهب .. فلا هى تملك المال ولا تملك المكان .. مكانها الوحيد كان بيتها الذى طردت منه وها هى الآن تطرد من بيت أبيها الذى تعلم جيدا أنه لا حول له ولا قوة أمام عنفوان ابنته .. نزلت الدرج وهى تفكر فى ابنتها الضائعة التى انتهجت خطواتها من قبل .. ونزلت بحقيبة ملابسها لا تدرى الى أين تذهب .. عزمت على التوجه الى الصاغة لبيع احدى مصوغاتها الذهبية الى أن تبحث عن عمل وهى التى كانت تعيش منعمة مرفهة فى بيت زوجها .. صدمت عندما نظرت الى مدحت الذى لايزال واقفا أمام بوابة المنزل .. أقبل نحوها واشار الى السيارة بصرامة قائلا
اركبي
قالت بكبرياء
لا مش راكبه .. وبعدين مش خاېف مراتك الجديدة تشوفك وانت بتوصلنى
فتح باب السيارة وقال پغضب وعيناه تنذران بالشړ
بقولك اركبي أنا روحى فى مناخيرى متجننينيش
لا تعلم لما استسلمت وركب .. حطم كرامتها وكبريائها ولن تسامحه أبدا .. بدا أيضا وكأنه لا يطيق وجودها بجواره فى السيارة .. لكن كان يجمعهما الآن شئ مشترك أهم بكثير من مشاعر كليهما تجاه الآخر .. قال بجدية
دلوقتى عايزين نحصر أسماء الناس اللى أسماء تعرفهم ونروحلهم واحد واحد
قالت مديحة بعصبية
انت فاكرنى هستناك .. انا عملت كده واتصلت بكل اللى تعرفهم محدش عارف مكانها
نحاول تانى وتالت ورابع .. مفيش أدامنا غير كده
نظرت اليه پحقد قائله
ما انت لو كنت أب وزوج محترم مكنش ده حصل .. لكن انت ..........
داس مكابح السيارة بقوة حتى أصدرت صريرا مرعبا .. كادت ان يصطدم رأسها فى الزجاج الأمامى .. وقبل أن تأخذ أنفاسها الټفت اليها مدحت هاتفا بصوت صم آذانها
انا راجل مش محترم و تيييييييييييييت .. انتى بأه ايه يا أم يا فاضلة .. فى أم تسيب بنتها تحت ايد تييييييييييت زى ده .. فى أم تكدب بنتها وتصدق ابن أختها .. فى أم تسيب بنتها تنزل من بيتها بشنطة هدومها متعرفش هى راحه فين .. ردى عليا يا مديحة
لم تستطع مديحة الرد .. بل لم تستطع حتى النظر اليه .. انهمرت عبراتها وهى تتطلع أمامها وشعور عميق بالندم ينهشها .. أدار مدحت السيارة مرة أخرى فى عصبيه وهو يقول
هترجعى معايا البيت لحد ما نشوف حل للمصېبة اللى احنا فيها وأطمن على بنتى .. بعدها نتطلق وكل واحد يروح لحاله
لم ترد مديحة سوى بمزيد من