رواية ادم من 21-26
انت في الصفحة 1 من 21 صفحات
الحلقة 21
شعرت آيات بالتوتر الشديد وهى تدلف الى مكتب فؤاد والد أحمد .. حانت منها التفاته الى أسماء فوجدتها بنفس توترها .. تبادلت الفتاتان النظرات قبل أن يقدمها أحمد الى والده قائلا
بابا أحب أعرفك على آيات و أسماء .. زمايلى فى الكلية
ابتسم فؤاد ووقف يمد يده ليسلم على الفتاتان قائلا
سلمت عليه أسماء .. أما آيات فتوترت رفعت يدها قليلا ثم تراجعت وقالت بإرتباك شديد
معلش يا عمو مش بسلم بإيدي
أعاد فؤاد يده بجواره ثم أشار لهما بالجلوس قائلا
اتفضلوا
جلست الفتاتان فى مقعدين متواجهين .. أما أحمد فجذب مقعدا وجلس بالقرب من آيات .. عقد فؤاد كفيه فوق المكتب وقال
ضغط زرا بجواره فحضرت السكرتيرة على الفور ثم انصرفت تحضر ما طلبوه .. بدأ فؤاد حديثه قائلا
أحمد كلمكوا عن طبيعة الشغل اللى محتاجكوا فيه
قبل أن تجيب الفتاتات أسرع أحمد بالإجابة قائلا
لا يا بابا ما قولتلهمش حاجة .. قولت حضرتك تشرحلهم أفضل
رجع فؤاد بظهره الى الخلف ثم قال
نظرت الفتاتان الى بعضهما البعض فى دهشة .. فلاحظ فؤاد دهشتهما فضاقت عينيه قائلا
فى حاجة
التفتت آيات اليه وتنحنحت ثم قالت
لا أبدا .. بس ابن عمى برده عامل مشروع سياحي فى العين السخنة وكان عارض علينا نشتغل معاه
اسمه ايه ابن عمك
عاصى سراج اليمانى
رفع فؤاد حابيه بدهشة وهتف
انتى بنت أخو سراج اليمانى
حانت منها التفاته الى أسماء ثم نظرت اليه قائله بتوتر
أيوة
صمت فؤاد وقد بدا عليه التفكير .. سأله أحمد بإهتمام
ليه فى حاجة يا بابا .. حضرتك تعرفه
قرية سراج اليمانى اسمها قرية الفيروز ودى جمب قريتنا بالظبط
أومأت آيات برأسها وقد ڠرقت فى التفكير .. نظر اليها فؤاد نظرة ثاقبه وقال
وقرية شكرى ....... اسمها جولدن بيتش ودى كمان جمب قريتها
فجأة تجمدت الډماء فى عروقها عندما سمعته يقول
بدا على أسماء الدهشة وهى تستمع الى فؤاد .. أما آيات فقد بدا عليها الضيق .. رمق أحمد والده بنظرات عتاب وكأنه يقول لماذا أخبرتها .. خشى أحمد أن تتراجع آيات عن العمل فى القرية بعدما عملت بأنها ستعمل فى قرية منافسة ل سراج عمها .. و آدم خطيبها السابق .. نظرت أسماء اليها ترقب تعبيرات وجهها علها تستشف ما تفكر فيه وما تنوى فعله .. ظلت آيات صامتة ترمق السجادة فى شرود .. أكمل فؤاد حديثه قائلا
شغلك انتى و أسماء لو وافقتوا تشتغلوا عندى .. مش هيكون فى القرية فمتقلقيش مش هتحتكى بحد منهم .. شغلك هيكون هنا فى المكتب السياحى اللى هنستقبل فيه الحجوزات واللى هنعمل منه الدعاية للقرية
التفتت آيات تنظر الى فؤاد وهى تسأله بإهتمام
هنشتغل ايه بالظبط
أنا محتاج ناس بتحب شغلها وناس متفرغة لان الشغل الفترة الجاية هيكون متعب .. انا مش داخل منافسة زى دى عشان أخسرها .. وداخل وأنا عارف كويس حجم منافسيني .. ولازم أتفوق عليهم .. عشان كده محتاج معايا ناس بتعشق النجاح .. وتكره الفشل
ثم قال
وعلى أد ما هتدوا لشغلكوا على أد ما شغلكوا هيديكوا .. يعنى اللى بيتعب معايا بيلاقى نتيجة لتعبه
صمتت آيات تزن كلماته فى عقلها ثم قالت
طيب هل فى ملف خاص بالمشروع أو ملخص عنه
أكيد فى
طيب أحب أشوفه وأدرس الموضوع الأول قبل ما أوافق
ضحك فؤاد قائلا
محسسانى انى بتكلم مع سيدة أعمال من الدرجة الأولى
شعرت آيات بالچرح وقالت
أنا بس حبه انى أتأكد ان كل حاجة هتكون مظبوطة .. أقصد ان مش هيبقى فيه حاجات تغضب ربنا .. أنا كنت فى الجامعة وفى ثانوى بعشق الرحلات .. وزرت العين السخنة كتير أوى وأعرفها كويس جدا .. وروحت قرى كتير بصراحة كان فى حاجات كنت بضايق منها بس مكنتش بهتم .. لكن دلوقتى يهمنى انى لما أشتغل فى مكان ميكنش فيه حاجت غلط بتحصل .. عشان مشلش ذنبها
ابتسم فؤاد وهو يخرج احدى الملفات من درج مكتبه ويضع فوقها سي دي ويضعهم أمام آيات قائلا
دى نسخة من البريزنتيشن اللى بقدمه للعملا .. وده سي دى فيه صور القرية والمناطق اللى حوليها
أخذتهم آيات قائله
ان شاء الله هرد على حضرتك خلال يومين بالكتير
الټفت فؤاد الى اسماء قائلا
وانتى يا أسماء
ابتسمت أسماء وقالت فى كياسة
طبعا أنا يشرفنى جدا انى أتشغل عند حضرتك يا أستاذ فؤاد
خلاص يبقى اتفقنا .. ادرسوا الموضوع كويس ومنتظر ردكوا عليا .. خلاص المكتب انتهينا من تشطيباته وبكرة بالكتير يكون اتفرش .. فمحتاج رد فى أقرب وقت
جلس مدحت والد أسماء أمام التلفاز وهو لا يعى ما يدور .. سمع المفتاح يدور فى الباب فهب واقفا وعلامات الڠضب على وجهه .. نظرت اليه زوجته الجديدة قائله
انت هنا يا بيبي
عقد ذراعيه أمام صدره قائلا
أيوة هنا .. كنتى فين
قالت فى تبرم
كنت مع صحابى
زمجر فى ڠضب
طبعا بتصرفى فى الفلوس اللى سحبتيها امبارح
ارتبكت وقالت
انا كنت محتاجة مبلغ وخدته .. وبعدين انت ادتنى الكريدت عشان لو احتجت حاجة أسحبها
صاح پغضب هادر
ممكن أفهم كنتى بتعملى ايه ب 15 ألف جنية
زفرت بحنق وقالت وهى تلوح بيديها
اشتريت شوية حاجات
أيوة ايه هى الحاجات اللى اشتريتيها دى
هتفت پغضب وهى تتوجه الى غرفة النوم
حاجات وخلاص
انقض عليها جاذبا اياها من ذراعها وهو ينظر اليها بشراسة قائلا
اوعى تكونى فكرانى نايم على ودانى .. انا عارف كويس انتى عملتى ايه بالفلوس دى
بلعت ريقها بصعوبة وقالت وهى تخفى خۏفها
ايه الكلام ده
قال پعنف
أنا عارف كويس انك لسه بتقابلى التيييييييييييت خطيبك .. وانك ادتيله الفلوس دى
شعرت بالصدمة لكنها تمالكت أعصابها وقالت
ايه الكلام الأهبل ده
لطمھا على وجهها فتأوهت پألم .. قال بحزم
أنا اللى غلطان من الأول انى اتجوزت عيله زيك متعرفش يعني ايه مسؤلية
صاحت وهى تمسح بكفها على وجنتها المتألمه
احمد ربنا انى رضيت بواحد زيك شايب وعايب
لطمھا مرة أخرى صارخا فيها
لمى هدومك وامشى اطلعى بره .. انتى طالق
ضحكت بسخرية قائله
قال يعني طردتنى من الجنة .. بلا أرف
ألقى بجسده فوق أحد المقاعد وهو يدفن وجهه بين كفيه ويشعر بأن عالمه ينهار من حوله
فى المساء وقف آدم أمام البحر الهادر يراقب موجاته الغاضبه التى ترسل الزبد تحت قدميه .. اقترب منه زياد قائلا وهو يلهث
ايه يا ابنى انت فين دوختنى عليك
الټفت اليه آدم بصمت .. وقف زياد أمامه يتفرس فيه قائلا
انت كويس
أومأ آدم برأسه .. فقال زياد
أنا رجعت النهاردة من شرم لقيت كل اللى فى القرية بيتكلموا عن اللى حصل النهاردة
عاد آدم ينظر الى البحر مرة أخرى وهو لايزال محتفظا بصمته .. سأله زياد
انت بجد منعت الخمور من القرية .. وشلت من المنيو الأكلات الى بتتعمل بيها
أومأ آدم برأسه دون أن ينظر اليه .. فأكمل زياد مبتسما
وعرفت كمان انك قلبت الملهى الليلى لقاعة بلياردو وبولينج .. وان المهندس هييجى من بكرة يعاين المكان
الټفت زياد ينظر الى البحر لبرهة .. ثم نظر الى آدم قائلا
هو ده اللى كان لازم يحصل .. أنا كمان مكنتش مرتاح للحاجات دى .. كنت حاسس ان بركة فلوسنا كانت ناقصه
تحدث آدم قائلا بحزم
قول فلوسنا كانت حرام أصلا
ركل زياد الرمل بطرف حذائه ثم قال
معاك حق
ثم تنهد فى ضيق قائلا
رغم ان الواحد عارف كده بس للأسف ساعات بنضعف أدام المغريات المادية
ثم وضع كفه على كتف آدم وقال مبتسما
بس برافو عليك
ران الصمت بينهما الى أن قطعه زياد قائلا
بس يا ترى ايه هيكون رد فعل شكرى لما يعرف .. تفتكر ممكن يعترض
قال آدم بحزم وهو يراقب موجة عالية تبتلع أخرى
يتفلق .. لو مش عاجبه يخبط دماغه فى الحيطه
الټفت آدم ليغادر المكان .. جلس زياد على الرمل وهو يرقب الأمواج بدوره .. ثم أراح ظهره فوق الرمال ينظر الى النجمات القليلة التى تتلألأ فى السماء وهو يقول لنفسه
ايه يا زياد مش ناوى تلاقى نصك التانى بأه
ثم رفع ذراعيه الى السماء قائلا بمرح
ابعتها يارب
جلست آيات على الأرض فى حجرة المعيشة تفترش أمامها الصور والأوراق التى كانت موجودة فى الملف الذى أعطاها اياها فؤاد .. أقبلت عليها أسماء حاملة كوبين من الشاى الساخن وضعت أحدهما بجوار آيات ثم جلست على أحد المقاعد تنظر الى صديقتها المنهمكة فى مطالعة الأورق والصور ثم قالت
ها ايه الأخبار
حكت آيات رأسها ثم قالت وهى تنظر الى احدى الأوراق فى يدها
بصراحة مشروع جبار .. ولو اتعمله دراسة جدوى صح مكاسبه هتكون رهيبة .. الموقع فعلا خرافى .. رغم انى حافظه العين السخنة بس عمرى ما شوفت فيها مكان بالروعة دى
قالت أسماء بإهتمام
هتوافقى يعني
نظرت اليها آيات قائله بشرود
لسه مقررتش .. فى حاجات قلقانى
ايه اللى قالقك مش بتقولى مشروع كويس
ثم هتفت أسماء بتهكم
وبعدين يا آيات ملف ايه اللى بتدرسيه .. محسسانى انك هتدخلى شريكه فى المشروع .. يا بنتى ده انتى يدوبك شغاله فى المكتب السياحى .. ده ايه الهم ده يارب
قالت آيات بحزم
لازم أعرف كل حاجة عن المكان اللى هشتغل فيه .. افرضى اشتغلت فى المكتب السياحى وفى الآخر اكتشفت ان فى حاجات حرام بتحصل فى القرية دى .. أشيل ذنبهم يعني
قالت أسماء پحده
حاجات حرام ايه يا بنتى متنرفزينيش .. دى قرية محترمة هيحصل فيها ايه يعني
قالت آيات بهدوء
يحصل فيها اللى كنا بنشوفه فى القرى اللى بنروحها يا أسماء .. ستات عريانه ماشية يمين وشمال .. بيسين مينفعش تنزليه الا وانتى لابسه بيكيني والرجاله راحه جايه عينهم تندب فيها رصاصة .. و البيرة اللى كانت بتتشرب زى البيبسي بالظبط .. ده غير المناظر اللى كنا بنشوفها عيني عينك كدة من غير أى كسوف ولا خجل .. ويا سلام بأه على الأجانب اللى كنا بنتكعبل فيهم على الشط والواحده من دول قالعه كل هدومها ونايمة على الأرض تعمل حمام شمس .. مش ده اللى كان بيحصل فى القرى اللى بنروحها يا أسماء
قالت أسماء بتبرم
يعني نعمل ايه .. نقول للرجاله