رواية ادم الفصول من 8-11
العريس بره
شعرت إيمان بخفقات قلبها تتسارع پجنون ظلت تدعو الله فى سرها أن يبيض وجهها تلك المرة .. دخلت برأس منخفض وألقت السلام بصوت خاڤت .. ردوا السلام وجلست فى المقعد المواجه لهذا العريس .. استكملوا حديثهم مرة أخرى وكأنها غير موجودة ..شعرت بالحنق من هذا التجاهل وكادت أن تبكى أو تنهض لتغادر لولا أنها أجبرت نفسها على البقاء .. فجأة وجدته يوجه اليها الكلام قائلا
شعرت إيمان بالسعادة بالرغم من أنه سؤال عادى .. لكن كونها محور اهتمام رجل هو ما أسعدها .. ردت بصوت خاڤت
الحمد لله
لم تستطع أن ترفع رأسها لتنظر اليه ظلت غاضه بصرها تفكر كفيها فى ارتباك شديد .. قال هذا العريس
أنا عرفت انك فى التكليف مش كده
قالت بتوتر
أيوة
قال العريس
شعرت إيمان بالسعاة لأسئلته المتلاحقة عنها .. فقالت بشئ من الارتباك
بصراحة أنا كنت حابه أدخل صيدلة بس دخلت أسنان عشان مجموعى مجبش صيدلة بس بعد ما دخلتها حبيتها أوى
قال ضاحكا
يعنى طبقتى مقولة حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب
ابتسمت وهى تقول
تجرأت ورفعت رأسها لتنظر اليه .. كان شابا أسمر البشرة لا تخلو ملامحه من الوسامة .. خفق قلبها لمرآه فغضت بصرها مرة أخرى .. ابتسم العريس قائلا
طيب مش عايزه تسألينى عن حاجة
دار الحديث بينهما قرابة النصف ساعة بعدها استأذن للإنصراف .. دخلت إيمان غرفتها وتركته يتحدث مع أبوها وأخوها أمام الباب .. أخذت تستعيد فى رأسها الحوار الذى دار بينهما .. وأخذ يتردد فى أعماقها نفس السؤال الذى يتردد كل مرة .. ترى أسيوافق أم سيرفض
العريس قال ايه يا ماما
قالت أمها مستبشرة
ان شاء الله خير .. قال كمان كام يوم كده هيتصل يعرف ردك
قالت إيمان من قلبها
يارب تمها على خير يارب
وقف آدم فى منطقته المفضلة فوق المقطم ينظر أمامه شاردا عابسا .. ظل يسأل نفسه .. ماذا يحدث لك يا آدم .. لماذا هذا التردد الذى تشعر به بداخلك .. ألست أنت من وضع الخطة .. لماذا التردد الآن .. أخذ يتردد بداخله سؤال .. ما ذنبها ما ذنب آيات فيما حدث لك .. لكنه رد على هذا السؤال قائلا .. أنا لن أؤذيها .. أنا لا أريد سوى استرداد حقى فقط .. آيات لن تخسر شيئا وستجد يوما رجلا أفضل منى .. ما هى الا أسابيع قليله أو حتى أشهر وتنسى اسمى .. وتنسى أنها رأتنى يوما وستستمر فى حياتها .. مع رجل تحبه ويحبها .. عند تلك النقطة شعر بقشعريرة فى جسده .. تراءت أمام عيناه صورتها .. وابتسامتها العذبة .. ونظرات عينيها التى تشع حبا .. واهتمامها به .. ومشاعرها الصادقة النقية .. تبا لذلك .. لماذا يشعر بتلك النغزات فى قلبه .. لماذا لا تكف تلك المشاعر المثبطة عن التجوال بداخله .. شعر وكأنه بداخل فرن مشتعل بالرغم من النسمات الباردة التى كانت تلفح وجهه .. خلع الجاكت وفتح بعض من أزرار قميصه وهو يتنهد بعمق عله يتخلص من ذلك الشئ الذى يصر على الجثوم فوق صدره .. وبقوة
لو سمحتى متعرفيش دكتور آدم خطاب ألاقيه فين
قالت الطالبة
شوفيه فى مكتبه
قالت بوسى
روحت مكتبه ملقهتوش موجود
قالت طالبة أخرى
قالت الطالبة الأولى
ممكن يكون واخد أجازة لأن دكتور آدم كتب كتابه آخر الاسبوع
نظرت اليها بوسى وقد جحظت عيناها وقالت
ايه .. كتب كتابه
قالت الطالبه
أيوة .. خطب واحدة من دفعتنا .. وكتب كتابهم آخر الاسبوع
ثم ضحكت قائله
هى كمان غابت النهاردة
تمتمت بوسى بخفوت
ميرسي
خرجت بوسى من الكلية وعيناها تشعان ڠضبا وحقدا .. وقد امتلأتا بالعبرات وقالت فى نفسها ماشى يا عريس
فى اليوم التالى .. وقفت آيات أمام المرآة تقيس الفتسات الذى ستقوم بإرتدائه فى كتب كتابها .. ثم التفتت الى أسماء قائله
أسماء ايه رأيك فى الفستان
ابتسمت أسماء قائله
تحفة يا آيات
قالت آيات وهى تنظر الى نفسها فى المرآة بسعادة
واحد صاحب بابا عنده مصنع ملابس سواريه هو اللى صمم ان فستان كتب كتابى يبقى هديه منه
ضحكت أسماء قائله
أيوة يا عم محدش قدم وتصميم محدش لبسه غيرك .. ربنا يتمملك على خيري ا يويو
قالت آيات بلهفه وهى تنظر الى نفسها فى المرآة
يارب يعجب آدم
حاولت آيات كثيرا الاتصال ب آدم دون جدوى .. ظلت والدة آدم تستمع الى رنين هاتف ابنها كل فترة .. فأصابها القلق لعدم رده .. دخلت غرفته لتجده فوق فراشه بملابس خروجه .. اقتربت منه لتجد العرق متصبب من وجهه وجسده وضعت كفها فوق جبينه لتجده مشټعلا .. أصابها القلق فارتدت ملابسها وصعدت للطابق العلوى حيث جارهم الطبيب وطلبت منه النزول لفحص ابنها .. أخبرها الطبيب بأنه أصيب بالبرد وكتب على بعض الأدوية .. نزلت والدته مسرعة لشراء الأدوية التى وصفها الطبيب عادت وجلست بجواره وبجانبها الكمادات تضعها على جبينه ووجهه .. فتح آدم عينيه بصعوبة ليجدها جالسه بجواره تضع هذا الشئ البارد فوق وجهه .. نظر اليها ونظر اليه .. قالت بقلق
انت كويس يا آدم
أومأ برأسه فوجد رأسه يتألم من مجرد تلك الإيماءه البسيطة .. قالت أمه بحنان
طيب نام أنا حطالك فرخة على الڼار أول ما تخلص هجبلك تاكل
نظر آدم اليها ثم أغمض عينيه وراح فى سبات عميق من فرط التعب .. رن هاتفه مرة أخرى فنظرت والدته الى الهاتف الملقى بجواره على الأرض .. نظرت لتجد اسم آيات .. نظرت الى آدم النائم .. ثم .. توجهت الى الخارج ببطء .. دفعها الفضول لتعرف من تلك ال آيات التى تتصل بإبنها فى الحاح .. ردت قائله بتوجس
أيوة
شعرت آيات بالدهشة عندما استمعت لصوت امرأة .. فقالت
ألو .. مين معايا
قالت والدة آدم
أنا مامة آدم انتى مين
ابتسمت آيات قائله بحماس
ازى حضرتك يا طنط .. أنا آيات .. خطيبته
وقع الخبر على رأس والدته كالصاعقة .. فرددت
خطيبته !
فقالت آيات
أيوة يا طنط .. معلش سامحيني أنا عرفت فى الخطوبة ان حضرتك كنتى مسافرة وتعبانه .. معلش كان لازم أكلمك بس أنا طلبت كتير الرقم من آدم وهو كان بيقولى ان الظروف مش سامحه انى أكلم حضرتك
صمتت والدة آدم وقد تساقطت العبرات فوق عينيها وهى تقطب جبينها فى حزن وألم .. فقالت آيات
طنط حضرتك معايا
قالت والدة آدم
أيوة
قالت آيات بقلق
هو آدم موجود أنا بكلمه من الصبح مبيردش
قالت أمه ببرود
تعبان شوية
قالت آيات بجزع
تعبان ازاى يا طنط .. ماله آدم
قالت أمه
عنده برد وسخن أوى والدكتور كان لسه عنده من شوية
قالت آيات وهى تشعر بالحزن والألم
طيب يا طنط اديني العنوان
صمتت أمه قليلا .. ثم ألقت نظرة على ابنها وهى تتسائل فى نفسها .. ماذا تفعل من خلف ظهرى يا آدم .. بالتأكيد تلك الخطوبة ليست طبيعية والا لكنت أخبرتنى بأمرها .. اذا كنت تلعب فسأفسدك لعبتك يا بنى .. قالت والدته بجزم
خدى العنوان يا بنتى ..........
أسرعت آيات بإرتداء ملابسها فى عجالة وانطلقت بسيارتها الى العنوان الذى أخذته من والدته .. شعرت آيات بالدهشة وهى تدخل تلك المنطقة الشعبية البسيطة .. أوقفت سيارتها أمام البيت بعدما تعبت وعانت فى ايجاد العنوان .. رأت سيارة آدم فعلمت أنها فى المكان الصحيح .. صعدت الطبقات الى أن وصلت الى البيت .. فتحت لها والدته فنظرت اليها آيات تحاول تخمين أتلك المرأة أمه أم لا .. نظرت اليها أمه تحاول استكشاف تلك الخطيبة التى أخفاها ابنها عنها .. ابتسمت آيات قائله بخجل
أنا آيات خطيبة آدم .. حضرتك مامته
أومأت أمه برأسها وأفسحت لها للدخول .. شعرت آيات بالإرتباك بسبب تلك المعاملة الباردة التى تلقتها من والدته .. قالت والدته وهى تقوم بواجب الضيافه
اتفضلى يا بنتى .. تشربي ايه
قالت آيات
شكرا يا طنط مش عايزه أتعب حضرتك .. أنا بس عايزة أطمن على آدم
أشارت والدته الى غرفته وتقدمتها .. دخلت آيات لتجد آدم يتوسط الفراش وقطعة قماش مبللة بالماء فوق رأسه .. حبات العرق تنبت على وجهه .. اغرورقت عيناها بالعبرات واقتربت منه تتحسس وجهه ثم قالت بقلق
ده سخن أوى
قالت أمه بهدوء
شوية وهيبقى كويس الدكتور كتبله على علاج وقال على بالليل هيكون كويس
جلست آيات بجواره وهى تشعر بالحزن من أجله .. تأملتها والدته جيدا .. تأملت هذا الحزن على وجهها وتلك العبرات فى عينيها ..نادت عليه كثيرا فلم يستيقظ .. فالتفتت آيات لوالدته قائله بقلق
أجبله دكتور تانى .. أو ناخده مستشفى
قالت والدته
يا بنتى ما تقلقيش .. حرارته هتنزل كمان شوية
قالت آيات بقلق
طيب
أزالة عن جبينه قطعة القماش التى سخنت من فرط حرارته المرتفعه وغمستها فى الماء البارد فق الكمودينو ثم عادت لوضعها على جبينه مرة أخرى .. قالت والدته
هروح أشوف الأكل الى على الڼار
قالت آيات وهى تنظر اليها
ماشى يا طنط ومتقلقيش أنا هعمله الكمادات
توجهت والدته الى المطبخ .. وظلت آيات بجواره وهى تنظر اليه پألم .. وتناديه بين الحين و الآخر .. تذكرت آيات استقبال والدته لها .. وشعرت بالقلق من تلك المعاملة الباردة .. خرجت آيات من الغرفة تنظر يمينا ويسارا لتتلمس طريقها الى المطبخ . .سمعت صوتا فتوجهت نحوهه .. التفتت والدة آدم لتجد آيات واقفة على باب المطبخ وهى تبتسم بإرتباك .. قالت آيات
تحبي أساعدك يا طنط
قالت والدة آيات وهى تنظر الى ملابسها
لا شكرا هدومك هتتوسخ
ابتسمت آيات وتوجهت الى مريلة المطبخ القديمة المعلقة على الباب وارتدتها قائله بمرح
كده