رواية ادم الفصول من 8-11
وهو يقول
فرحتيني
اتسعت ابتسامتها وهى تقول
لما بحس انك وحشنى ببص للصورة عشان أحس انك معايا
قال آدم بلامبالة
وأنا كمان عايز صورة ليكي عشان لما تكونى مش معايا أبصلها وأحس انك معايا
قالت بلهفه
طيب استنى هبعتلك صورة دلوقتى
قال ببرود
ماشى يا حبيبتى
أخذت آيات تنظر الى عشرات الصور التى تحتفظ بها فى حاسوبها ثم قالت
صمت آدم وقد انشغل بالحديث مع ساندى عبر الفيس بوك .. قالت آيات وهى تنظر الى الصور
انت شكلك مبتحبش الميك آب .. أبعتلك صورة من غير ميك آب
قال آدم وتركيزه مع ساندى
ابعتى اللى تحبيها وأكيد هتعجبنى
ابتسمت آيات وهى ترسل الصورة وقالت
خلاص بعتها
صمتت قليلا ثم قالت
قال آدم بسرعة
لا أبدا برد على واحد صحبى مسافر
قالت آيات بحزن
طيب شوفتها
قال كاذبا
أيوة شوفتها .. زى القمر يا حبيبتى
عقدت آيات ما بين حاجبيها وقد شعرت ببروده .. فقلت بهدوء
طيب يا آدم أنا هقفل دلوقتى عشان تتكلم مع صاحبك براحتك
قال آدم بسرعة
لا يا حبيبتى أنا معاكى خلاص
أنا أصلا هنام دلوقتى .. خلى بالك من نفسك ومتسهرش كتير عشان محاضرة بكرة .. تصبح على خير
تصبحى على خير
قبل أن تغلق قال آدم
آيات .. بحبك أوى
ابتسمت قائله
وأنا كمان بحبك أوى .. باى
أنهت آيات المكالمة وهى تشعر بالحزن .. أحيانا تشعر بقرب آدم منها وبحبه الكبير لها .. وأحيانا تشعر به بعيدا غريبا باردا .. اعترفت لنفسها بأنها حتى الآن لم تستطع فهمه .. اعترفت لنفسها بأنها تشعر بشئ غريب فى قلبها .. شئ يقلقها ويشعرها بالخۏف .. شئ يجعلها تفتقد جزءا من شعورها بالأمان .. شئ القلق ملازما لها .. تمنت أن تستطيع فهمه .. وأن تستطيع احتوائه .. وأن تستطيع أن تجعله لا يقوى على فراقها .. ولا يتمنى إلا قربها
أغمض عينيه وبداخل رأسه صورة ل سراج تجمعه بإبنه .. عاصي
توقفت سيارة آدم أمام الفيلا .. ركبت آيات قائله بإبتسامة
معلش اتأخرت عليك
ابتسم قائلا
عادتك ولا هتشتريها
ضحكت بعذوبه قائله
بأه كده يا آدم ماشى
انطلق فى طريقه فقالت له
قال لها
فين
قالت آيات
هوصفلك الطرق
طلبت من آدم التوقف أمام أحد فروع جمعية رسالة .. نظر آدم الى المنطقة السكنية حوله .. فقالت له آيات
مش هتأخر عليك هسلم بس حاجة وأرجع على طول
رآها آدم تتوجه الى داخل الجمعية فشعر بالدهشة .. انتظرها حتى عادت وركبت بجواره .. سألها بإستغراب
كنتى بتعملى ايه هنا
قالت آيات بشئ من التردد
أنا مشتركة فى الجميعة
قال آدم وهو يفرس فيها
مشتركة فيها ازاى يعني
قالت آيات
بكتب الكتب على الكمبيوتر وبجيبهالهم على سي دي وهما بيحولوها لطريقة برايل عشان الناس اللى فقدوا بصرهم يعرفوا يقروها ويستفيدوا منها
شعر آدم بالدهشة وهو يستمع اليها .. أدار المحرك وسار فى طريقه دون أن يتحدث اليها .. توقف أمام أحد المطاعم ونزلا معا .. جلست آيات على المقعد المجاور له وانتظرا احضار النادل لما طلبا .. قالت له آيات وهى شارده
تعرف يا آدم ساعات بحس اننا محظوظين أوى .. ربنا ادانا حاجات كتير حلوة وفى ناس كتير أوى محرومة منها
نظر آدم اليها وكأنها يحاول استكشافها .. أكملت دون أن تنظر اليه
ربنا خد منى ماما الله يرحمها .. ودى حاجة صعبة أوى انى أتحرم منها ومن حضنها .. بس ربنا عوضنى بأب حنين أوى .. بيحبنى وبيخاف عليا .. بس فى ناس ربنا حرمها من الاتنين من الأب ومن الأم .. أو بيكونوا عايشين بس مش حنينين وطيبين
ظل ينظر اليها صامتا .. فنظرت اليه قائله بحزن
واحدة صحبتى كده .. باباها ومامتها عايشين بس مش حنينين عليها .. مش بيعرفوا يتفاهموا معاها ولا بيعرفوا يتفاهموا مع بعض على طول خناق وزعيق .. بتصعب عليا أوى
وجدت آدم صامتا فقالت بسرعة وهى ترسم ابتسامة على شفتيها
معلش صدعتك بكلامى .. عارفه انك مبتحبش تتكلم فى المشاكل
نظرت أمامها تتطلع الى المنظر الذى يطل عليه المطعم .. أما آدم فإستمر فى تفرسه فيها .. ومشاعر كثيرة متناقضة تتصارع بداخله .. فكر أنه بعد أقل من اسبوعين سيكشف أوراقه .. وسيخبر آيات بالحقيقة وبالسبب الذى دفعه لخطبتها ولكتب كتابها .. رغما عنه قفز الى رأسه سؤالا .. ترى ماذا سيكون شعورها وقتها .. ماذا ستشعر بعدما تعلم أنها كانت جزء من خطته للنيل من عمها وابتزازه .. ماذا ستشعر بعد أن تعلم أنه ما تقرب إليها إلا من أجل استعادة حقه المسلوب .. زفر بضيق وهو ينظر اليها پغضب .. أراد أن ېصرخ فيها .. لماذا أنت طيبة هكذا .. لماذا أنت صادقة هكذا .. لماذا لا تكونين مثل ساندى و مثل بوسي ومثل باقى الفتيات من طبقتك .. لماذا لا تكونين مانيكان للعرض مثلهن .. لماذا تلك البراءة التى لم تستطيعي اخفاءها جيدا خلف مكياجك وملابسك المٹيرة .. لماذا أحببتيني لهذه الدرجة .. لماذا لا تكونين كعشرات الفتيات اللاتى ينجذبن الى وسامتى وعملى وثرائي دون الإهتمام بما أحب وبما أكره .. لماذا تتسللين الى داخل عقلي لتكتشفيه .. لماذا لا تكتفين بما أظهره لك .. لماذا تريدين المزيد
.. لماذا لا تتركيني وشأنى لأكمل خطتى كما خططت !
حانت من آيات التفاته اليه لترى علامات الضيق على وجهه ..فقالت بلهفة
آدم فى حاجة مضايقاك
زفر بضيق قائلا وهو يحاول التصرف بطريقة طبيعية
شوية مشاكل فى الشغل متشغليش بالك
ابتسمت له ونظرت فى عينيه قائله
معلش يا حبيبى بس انت ان شاء الله هتقدر تحلها .. معلش مفيش شغل مفيش فيه مشاكل .. متضايقش نفسك
تطلع اليها للحظة ثم أبعد عيناه عنها وهو يشعر بذلك الشئ يعود ليجثم على صدره مرة أخرى
طلب آدم من آيات الإنتظار أمام المطعم حتى يحضر سيارته التى صفها على بعد عدة شوارع بسبب زحمة السير .. سمعت آيات ضحكات لشابين بالقرب منها فلم تلتفت اليهما سمعت أحد الشابين يتجرأ عليها بالكلام بكلماته المبتذلة .. التفتت ونظرت اليه نظرة محذرة إلا أن الفتى وجد فيها دافعا ليزيد من مضايقتها .. شعرت بالحنق وهى يمينا ويسارا وهى تقول فى نفسها
انت فين يا آدم
اقترب الشاب منها فالتفتت اليه تقول پحده
احترم نفسك خطيبي جاى دلوقتى ولو شافك هيبهدلك
قال الشاب بمياعه
يا خسارة هو القمر مخطوب .. ينفع كده يعني تكسر قلبي ده دبت فيك خلاص يا جميل
قالت پغضب وهى تبتعد خطوة للخلف
قولتلك احترم نفسك
قال الشاب مبتسما
أحبك وانت متعصب .. هو فى كده .. حتى وانت متعصب زى القمر
توقف آدم بسيارته أمام آيات التى لاحظ علامات الخۏف على وجهها واقتراب الشاب منها .. بمجرد أن رأت آيات سيارة آدم توجهت اليها مسرعة وركبت ورمقت الفتى بنظرة غاضبة فتجرأ الشاب وأرسل لها فى الهواء تحت مرئى من آدم .. انطلق آدم بسيارته يشق طريقه بين السيارات .. كنت تلهث وكأنها كانت تجرى .. نظر اليها ليجد جبينها المعقود و نظراتها الغاضبة .. قال وهو يتظاهر بأنه لم ينتبه لما حدث
فى حاجة
أخذت نفسا عميقا وحاولت الابتسام وهى تنظر له قائله
لا يا حبيبى مفيش حاجة
ثم التفتت لتنظر من الشباك المجاور لها وقد عقدت حاجبيها مرة أخرى وتبدلت نظرة الڠضب الى نظرة حزن .. لم يكن ضيقها بسبب الشاب الذى ضايقها فحسب .. بل بسبب آدم الذى لم يهب لنجدتها أو لتلقين الفتى درسا .. تنبهت آيات جيدا لنظرات آدم التى رأت ووعت ما يحدث .. ومع ذلك لم يحرك ساكنا وكأنها لا تخصه .. وكأنها ليست خطيبته وحبيبته وكرامتها من كرامته .. وكأنها لن تصبح بعد عدة أيام زوجته وعرضه .. شعرت بالحزن فى قلبها .. ترى ألا يغار عليها الى هذا الحد .. اى رجل فى مكانه كان تصرفه سيكون مختلفا .. كان سيثور ويغضب ولربما تشاجر مع الفتى من أجلها .. لماذا حتى لا يطيب خاطرها بكلمة .. لماذا يتظاهر بأنه لم يرى ما حدث .
راقب آدم تعبيرات وجهها .. تنهد فى ضيق .. شعر بالإختناق .. شعر بأنه لم يعد يتحمل تلك الأيام التى تفصله عن يوم كتب الكتاب .. لتنتهى لعبته
عادت آيات الى منزلها لتلقى بنفسها على فراشها حزينة دامعة العينين .. قال لها آدم قبل أن تخرج من السيارة
بحبك يا آيات
ولأول مرة تمسع منه تلك الكلمة دون أن يقفز قلبها فرحا .. شعرت بشئ يسلب فرحتها بها .. شعرت بها وكأنه يقولها لأنه يجب أن يقولها .. شعرت وكأنها كلمة ألقاها لسانه دون أن يمررها على قلبه .. أخذت تتسائل .. ترى أيحبنى بالفعل .. لماذا إذن أشعر بالخۏف والقلق والحيرة من نظرات عينيه ونبرات صوته .. ترى أندم على ارتباطه بى .. أيرانى غير مناسبة