الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ادم الفصول من 8-11

انت في الصفحة 1 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

الحلقة 8 
جلس آدم فى أحد المطاعم وتحت يده ملف أخذ يطرق عليه بأصابعه فى توتر وهو ينظر الى ساعته بين الحين والآخر .. أقبلت عليه ساندى تتهادى فى خطواتها .. حيته قائله 
هاى دكتور .. اتأخرت عليك
قال آدم بإبتسامة مجاملة 
مش كتير
قالت بمرح وهى تجلس أمامه على الطاولة 
سورى يا دكتور الطريق كان زحمة مۏت

أومأ آدم برأسه وبدا بأن عقله مشغولا بشئ آخر .. طلب لها مشروبا .. تحدثا قرابة النص ساعة فى موضوعات شتى عن الجامعة والدراسة والعمل .. الى أن قال آدم بجديه 
ساندى كنت محتاج منك خدمة
قالت ساندى بلهفه 
طبعا انت تؤمر يا دكتور
أمسك الملف الذى كان يستند اليه ذراعه ووضعه أمامها قائلا 
دى دراسة جدوى لمشروع قرية سياحية فى العين السخنة .. الدراسة دى عملتها من كذا سنة .. أرباحها خيالية ومضمونة جدا
ابتسمت ساندى قائله وهى تتفحص الملف 
طبعا طالما حضرتك اللى عاملها تبقى ممتازة يا دكتور آدم
قال آدم وهو ينظر اليها بتمعن 
الدراسة دى أنا محتاج ليها ممول
ثم قال بضيق 
كنت المفروض انى أنا هكون أحد الممولين فيها بس مش هينفع دلوقتى أشارك فى راس المال
ثم قال بلهفه 
أنا عارف ان والدك رجل أعمال ومش بس كدة .. عنده شركة سياحية كبيرة ومنافس قوى فى السوق
ابتسمت ساندى بتفاخر وهى تقول ضاحكة 
فعلا بابا حقق اسم كبير أوى فى عالم السياحة
قال آدم بجدية 
وعشان كده أنا حابب انه يمول المشروع ده .. المشروع ده من أضخم المشاريع اللى اتعملها دراسة جدوى .. وكمان المكان نفسه خيالى مش ممكن تتخيلى روعته ... وكل شئ موجود فى الملف ده
قالت ساندى مبتسمة 
طيب وليه حضرتك متعرضش على بابا المشروع ده بنفسك
قال آدم مبتسما وهو يرجع ظهره للخلف 
ما أنا هعرضه بنفسي ..ربس انتى متخيله رجل أعمال زى باباكى بيتعرض عليه كام مشروع وكام دراسة جدوى .. ايه اللى يخليه يلتفت لمشروعى وياخده بجديه
ضحكت ساندى بدلال قائله 
عايزنى أكون واسطة يعني
ابتسم ابتسامته الساحرة وهو يقول بلؤم 
بالظبط كده
ابتسمت وهى تقول بخبث 
أخبار نتيجة الإمتحان المفاجئ ايه 
ابتسم آدم ولمعت عيناه وهو يقول 
امتحان مفاجئ ايه اللى بتتكلمى فيه .. قولى أخبارك امتحان الفاينال ايه
ابتسمت ساندى وقد لمعت عيناها عندما أخرج آدم ورقة من جيبه ووضعها أمامها .. نظرت آيات بفرحة وعدم تصديق الى الاسئلة الموجودة فى الورقة ثم نظرت الى آدم قائله بمرح 
يا سلام عليك يا دكتور .. كده تمام أوى وشكلنا هنعمل مع بعض أحلى بيزنس
ابتسم آدم وقال محذرا 
الورقة دى ليكي انتى بس ولو اتسربت يمين ولا شمال .. انتى عارفه أنا ممكن أعمل ايه يا ساندى
قالت ضاحكة وهى تضع الورقة فى حقيبتها 
ليه هو أنا مچنونة ولا ايه .. أسربها عشان ياخدوا درجات عاليه .. انا مالى انشاله الدفعة كلها تسقط .. المهم انى ضمنت الفول مارك
ابتسم آدم قائلا 
استنى منك رد امتى 
قالت بحماس 
بابا مسافر وراجع من السفر خلال اسبوعين ان شاء الله ويمكن أقل كمان .. أول ما ييجي مش هخليه يقوم من على الملف غير لما يقراه كله .. وأنا واثقه فيك يا دكتور وعارفه ان أكيد بابا هينبهر بدراسة الجدوى اللى عملتها
اتسعت ابتسامة آدم وهو يقول 
اتفقنا يا ساندى
جلست آيات فى كافيتيريا الكلية تنقل احدى الأجزاء التى فاتتها من المحاضرة الى دفترها .. اقتربت منها أسماء فرفعت آيات رأسها لتنظر اليها ببرود ثم عادت تكمل كتابتها .. جلست آسماء فى المقعد المجاور لها وقالت 
آيات مالك فى ايه .. انتى مخصمانى ولا ايه 
قالت آيات ببرود دون أن تنظر اليها 
مفيش حاجة
قالت أسماء پحده 
لا فى .. مش معبرانى .. بتحضرى المحاضرات من غيري .. بتصل بيكي بتردى بالقطارة .. فى ايه يا آيات .. من يوم المكالمة اللى كنتى مضايقه فيها وانتى بتعامليني وحش
نظرت اليها آيات پحده وقالت 
كنت فاكراكى صحبتى .. كنت فاكراكى بتخافى عليا بجد .. بس بجد أنا اټصدمت فيكي يا أسماء
قالت أسماء بدهشة 
ليه كل ده ايه اللى حصل فهميني 
قالت آيات بصوت خاڤت حتى لا تلفت نظر أحد ممن حولها 
لما قولتلك على اللى حصل بينى وبين آدم أعدتى تقوليلى عادى ومفيهاش حاجة وكل المخطوبين بيعملوا كده .. تعرفى ان دي حاجة النبي قال عنها انها ژنا وانها طريق بيودى للژنا .. وانتى حتى مفكرتيش تنصحيني وتقوليلى لا يا آيات اللى حصل ده غلط .. لا فضلتى تقولى انى طفلة فى ابتدائى وان ده طبيعى طالما بنحب بعض
ثم جمعت أشيائها من فوق الطاولة وحملت حقيبتها وهى تقول قبل أن تغادر 
بجد اټصدمت فيكي يا أسماء
رحلت آيات لتترك أسماء متجمدة مكانها .. لحظات ونهضت هى الأخرى سارت تبحث عن آيات الى أن وجدتها تخرج من باب الكلية فتوجهت تجاهها بسرعة وجذبتها من ذراعها بشدة وجعلتها تلتفت اليها ثم صاحت بحنق 
وأنا كنت هعرف منين يعني ان كده غلط .. ليه أسألتى الظن فيا وقولتى انى مش بحبك ومش بخاف عليكي .. أنا معرفش ان كده غلط .. ما كل الناس حولينا بيعملوا كده ومن غير خطوبة حتى .. ليه شوفتيني وحشة كدة يا آيات
ثم اغرورقت عيناها بالعبرات وهى تقول بصوت باكى 
احنا صحاب من أربع سنين عمرك شوفتيني أذيتك ولا عملت حاجة تحسسك انى مش بحبك .. ها ردى عليا .. أصلا أنا مليش صحاب غيرك وربنا يعلم انى بحبك أكنك أختى وحتى مش بحاول أتعرف على بنات تانية لانى حسه ان انتى صحبتى بجد .. وعارفه انك بتحبينى زى ما أنا بحبك .. تيجيى دلوقتى تقوليلى انى مش خاېفة عليكي .. والله ما اكنت أعرف .. أنا افتكرت الموضوع عادى ولما لقيتك مضايقة وبتعيطي قولت اهونها عليكي شوية عشان مبحبش اشوفك مضايقة
ثم قالت پألم 
بس شكرا اوى يا آيات شكرا اوى على الكلام اللى سمعتيهولى ده .. أنا صاحبه وحشة وژبالة ابعدى عنى بأه
قالت ذلك ثم توجهت الى بوابة الكلية وهى تحاول مداراة دموعها التى تجمعت داخل عينيها .. وقفت آيات فى مكانها تنظر اليها وهى تبتعد .. ثم تنهدت بضيق شديد وجلست على أحد المقاعد بوجوم
طرقت آيات باب مكتب آدم ودخلت وقد بدا على وجهها العبوس قالت بهدوء 
آدم هعطلك عن حاجة
قال وهو ينهض ويقف أمامها 
لا أبدا
وقف ينظر اليها والى المكياج الذى كان يغطى وجهها .. والى التيشيرت الضيق الذى أبرز تفاصيل جسدها .. وضعت الكتب من يدها ووقفت أمامه وقد عقدت ذراعيها أمام صدرها وهى تقول بضيق 
اتخانقت مع أسماء
قال آدم وهو يشعر بالملل من الإستماع الى المشكلة 
اټخانقتوا ليه 
قالت آيات بحنق 
أنا اتغبيت أوى معاها وقولتلها كلام مكنش ينفع أقوله وهى مضايقه منى دلوقتى
قال آدم ببساطة 
خلاص كلميها واعتذريلها وصالحيها
قالت آيات بحزن 
خاېفة مترضاش تصالحنى
فقال آدم بنفاذ صبر 
يعني عايزانى أعملك ايه يعني .. أكلمها بدالك وأقولها معلش صالحى آيات
شعرت آيات بالصدمة من الإسلوب الذى خاطبها به .. فرسمت ابتسامة على شفتيها بصعوبة وأخذت كتبها وقالت بصوت حاولت أن يبدو طبيعيا 
معاك حق هكلمها وأعتذرلها .. شكرا يا آدم وآسفة عطلتك
خرجت مسرعة وأغلقت الباب خلفها وهى تشعر بقطرات الدموع فى عينيها .. لكنها سيطرت عليها ومنعتها من الإنهمار
دخلت والدة إيمان المطبخ لتجدها واقفة وتغلى شيئا ما ذو رائحة قوية فقالت لها وهى تتشمم الرائحة المنبعثة من الطنجرة 
ايه ده بتعملى ايه يا إيمان
قالت إيمان بوجوم دون أن تنظر اليها 
شوربة كرنب
قالت أمها بإستغراب 
ايه شوربة كرنب دى 
قالت إيمان بهدوء 
عشان التخسيس يا ماما
قالت أمها وهى تتأفف من الرائحة 
بس دى ريحتها صعبة أوى يا إيمان هتشربيها ازاى دى
قالت إيمان بنفاذ صبر 
هشربها وخلاص
قالت أمها وهى تنظر اليها 
طيب اتغدى الأول ده أنا عاملة صنية مكرونة بالبشاميل من اللى بتحبيها
قالت إيمان بحنق وهى تضع الشوربة فى طبقها 
مكرونة بشاميل ايه يا ماما بقولك هشرب كرنب عشان أخس .. يعني أقرف نفسي بأم الشوربة دى عشان آكل شوية مكرونة يضيعوا كل اللى عملته
قالت أمها وهى تغادر المطبخ 
أنا مالى يختى هو أنا اللى هاكل ولا انتى .. انتى حرة اعملى اللى تعمليه
جلست إيمان ممسكة بطبقها أمام التلفاز وهى تجبر نفسها على شرب هذا السائل ذو الرائحة القوية
نظرت أسماء من العين السحرية لتجد آيات واقفة أمام الباب .. ترددت قليلا قبل أن تفتح لها .. نظرت آيات اليها بحزن .. فبادلتها أسماء بنظرة عتاب .. دخلت آيات وأغلقت الباب قائله بحزم 
بصى وقبل ما تقولى أى حاجة .. حقك عليا .. أنا غلطت فعلا وقولتلك كلما صعب .. اعملى فيا بأه اللى انتى عايزاه بس مش ماشية من هنا غير لما تقوليلى انك صالحتيني
ابتسمت أسماء ونظرت اليها بعتاب قائله 
يعني لو قولتلك مش هصالحك مش هتمشى وهتفضلى أعده هنا على طول
ابتسمت آيات قائله 
أيوة
قالت أسماء بلؤم 
طيب مش هصالحك .. عشان تفضلى معايا هنا على طول
عانقتها آيات قائله 
متزعليش منى يا سمسم والله بحبك أوى ومقدرش أستغنى عنك خالص
فى تلك اللحظة تعالت أصوات أبوى أسماء بالصړاخ ودخلا فى احدى شجاراتهما .. فصړخت أسماء فيهما 
اقفلوا عليكوا الباب فى ناس هنا
نظرت آيات اليها بحزن .. فقالت أسماء بضيق 
آيات امشى دلوقتى
أومات آيات برأسها وقد تعالت حدة أصواتهما .. أغلقت أسماء باب غرفتها عليها ونامت على فراشها تضع فوق رأسها وسادة تكتم بها تلك الأصوات التى تمنت أن تخرس للأبد
جلست آيات فى حجرة المعيشة تضع اللاب توب فوق قدميها وهى تنظر الى صورة آدم التى تحتفظ بها على حاسوبها .. قفز قلبها فرحا عندما وجدت اتصالا من آدم ردت قائله 
ألو
قال آدم والذى كان جالسا أمام حاسوبه 
ازيك يا حبيبتى عاملة ايه
قالت بهدوء 
الحمد لله ازيك انت
قال بلامبالاة 
الحمدلله .. بتعملى ايه
ابتسمت وهى تقول 
أعدة بتفرج على صورتك
ابتسم بسخرية

انت في الصفحة 1 من 12 صفحات