رواية آدم الفصول من 4-7
يويو
هتفت آيات بحنق
اتأخرتى كده ليه .. بقالى ساعة واقفة أصور فى ورقى وورقك
قالت أسماء وهى تتفحص الأوراق التى فى يد آيات
شوية بنات وقفت أتكلم معاهم .. بنستعد للرحلة
ثم التفتت تنظر الى آيات قائله
على فكرة ساندى طالعة الرحلة
قالت آيات بلامبالاة
ما تطلع
قالت أسماء بتردد
بصى فى حاجة كدة عرفتها .. مش عارفه أقولهالك ولا لأ
قولى طبعا حاجة ايه
ترددت أسماء قائله
خاېفة تضايقي
قالت آيات بقلق
قولى يا أسماء قلقتيني
قالت أسماء بتهكم
دكتور آدم حضر عيد ميلاد ساندى من كام يوم فى بيتها وجبلها هدية كمان
اتسعت عينا آيات من الدهشة وهى تمتم قائله
ازاى يعني .. ده طردها أدامنا من المحاضرة
معرفش يختى .. ده اللى سمعته
قالت آيات بعدم تصديق
أكيد اشاعة
قالت أسماء بتأكيد
لا يا بنتى مش اشاعة أنا كنت واقفة مع ريم والبنات وعرفت كمان انه طلب منها انها تطلع الرحلة دى
شعرت آيات بحزن شديد .. واغرورقت عيناها بالعبرات وقالت وهى تحاول أن ستتجمع رباطة جأشها
خلاص انسى أنا مش عايزة أطلع الرحلة
انتى غبية يا آيات هتسيبيلها الجمل بما حمل
التفتت آيات تنظر الى أسماء بحيرة وضيق قائله
أمال أعمل ايه يعني .. خلاص هو طالما بيحبها خلاص ربنا يهنيهم
هتفت أسماء بحدة أكثر
يا بنتى هتجننيني .. بطلى شغل العبط بتاعك ده .. أنا لو منك هروح الرحلة وأدب صوابعى فى عنيها أحاول ألفت انتباهه وأخليه يسيبها ويجيلى على ملا وشه
أنا مش هعمل كده .. مش هلفت انتباهه .. هو لو محسش بيا من نفسه خلاص .. انا كنت طالعة الرحلة بس عشان بس أديله فرصة للكلام لو هو حابب يتكلم معايا .. لكن طالما مهتم ب ساندى فخلاص هو حر
قالت أسماء بغيظ
يا بنتى ومين قالك انه مهتم ب سادى أصلا .. مش يمكن كدبت وقالت للبنات انه طلب منها تطلع الرحلة .. عايزة ترسمى نفسها يعني
لازم تطلعى الرحلة دى .. عشان حتى تعرفى آخرة الموضوع ده ايه .. وتحطى النقط على الحروف بينك وبين نفسك .. اتفقنا
نظرت آيات الى أسماء قليلا .. ثم قالت
خلاص اتفقنا
شردت آيات وهى تتساءل .. ترى أهناك شئ بينهما .. أيحبها .. تمنت أن تكون الإجابة .. لا
وقف آدم يودع زياد قائلا
عانقه زياد قائلا
وانت كمان يا آدم .. هستنى منك زيارة زى ما وعدتنى .. بجد هتقضى يومين حلوين فى شرم
ابتسم آدم قائلا
خلاص اتفقنا ان شاء الله .. خد بالك من نفسك
ربت زياد على كتفه قائلا
وانت كمان يا آدم خد بالك من نفسك
أوقف آدم سيارته أمام الكورنيش وأخذ يتمشى وهو ينظر الى النيل ويتأمله .. وقف وأسند ذراعيه على السور وهو يتأمل ظلام السماء .. شعر بأنه ينظر داخل قلبه .. فحال تلك السماء كحال قلبه .. ظلام فى ظلام .. ثم نظر الى القمر الذى لا يظهر منه سوى هلال صغير .. تماما كقلبه .. يشعر بوجود ضوء صغير يحارب ليظهر ويتغلب على الظلام .. لكن آدم لا يسمح بهذا الضوء بأن يكبر وينير ظلام قلبه .. لا يسمح ولا يريد .. يريد قلبه أسود كما هو .. كيف سيحقق انتقامه ان اختفى هذا السواد .. يريد أن يرجع حقه ممن نهبه .. لا يريد أكثر من حقه المسلوب .. فلماذا يلام على ذلك .. لماذا يلام على رغبته فى استرداد حقه .. شعر بأنه يقترب شيئا فشيئا من هدفه .. خطوة وراء خطوة وسيصل الى مبتغاه .. عليه فقط .. الصبر .. والإنتظار
فى صباح اليوم الموعود .. يوم الرحلة .. لم تستطع آيات النوم من فرط حماسها .. كانت تتمم على حقيبتها للمرة التى لا تتذكر عددها .. اتصلت بها أسماء قائله
أيوة يا آيات نتقابل فى مكان الباص
قالت آيات بحماس
تمام يا أسماء .. يلا سلام
توجهت الى سيارتها ووضعت حقيبتها .. تذكرت محادثتها مع والدها منذ يومين حين قال والدها
طيب وليه أسماء متجيش تبات هنا وتذاكروا سوا
مامتها مش راضية
يعني هى مامتها مش راضية .. وانتى ملكيش أهل
قالت آيات بسرعة
لا مش قصدى يا بابا .. قصدى ان فى بيت أسماء طنط موجودة .. أما هنا فأنا وحضرتك عايشين لوحدنا .. فعشان كدة الأحسن أنا اللى أروح أبات معاها
فكر عبد العزيز قليلا ثم قال
مش عارف يا آيات مش حابب حكاية البيات دى
ألحت آيات قائله
عشان خاطرى يا بابا بجد محتاجين نذاكر سوا .. خلاص الإمتحانات قربت وأنا بركز أكتر لما بذاكر مع أسماء .. عشان خاطرى يا بابا وافق دول هما ليلتين بس .. عشان خاطرى وافق يا بابا .. وكمان لو تحب خليك معايا على الموبايل على طول نطمن على بعض
وافق عبد العزيز مرغما وهو يقول
أعمل ايه يعنى .. خلاص يا بنتى
عانقته آيات فى سعادة قائله
ميرسي يا بابا
قال عبد العزيز محذرا
ممنوع الخروج بعد 10 يا آيات .. وياريت متخرجش أصلا انتى رايحه تذاكرى مش تتفسحى
قالت آيات بحماس
متقلقش يا بابا متقلقش
انتبهت آيات الى اشارة المرور التى أرغمتها على التوقف .. توقفت وهى شاردة فيما تفعل .. زفرت بضيق .. فلم تتصور أن يصل بها الحال الى الكذب على والدها بهذا الشكل والسفر الى بلد أخرى والإقامة فيها دون علم والدها .. لكنها أخذت تقنع نفسها بأنها لن ترتكب أى شئ خطأ .. هى فقط تريد استغلال فرصة لن تتكرر .. تريد أن تكون قربه تريد أن تفهم مشاعرها وتعرف هل هناك أمل فى أن يشعر بها يوما .. أم أنها تجرى خلف سراب .. أرهقها التفكير فزفرت بضيق وأدارت المسجل لتنساب نغمات احدى الأغنيات الى أذنيها
وصلت آيات لمكان التجمع .. رات مجموعات صغيرة بدأت فى التزايد رويدا رويدا .. بحثت بعيناها عن آدم فلم تراه .. أقبلت نحوها فتاتين فابتسمت ووقفت تتحدث معهما .. سمعت صوت سارة قادمة فالتفتت لتقع نظراتها على آدم خفق قلب آيات بقوة .. وارتسمت رغما عنها ابتسامه على شفتيها .. حاولت اخفاء تلك الإبتسامه لكنها لم تستطع .. كانت تشعر بشعور لذيذ وبسعادة غامرة .. اقترب آدم من الجمع وألقى عليهم التحية وسألهم قائلا
جاهزين يا شباب
قال أحد الطلاب بحماس
طبعا جاهزين يا دكتور
نظر آدم الى الساعة وقال
طيب على العموم لسه خمس دقائق وعايزكم تقفولى صف ومتطلعوش الباص إلا لما أتمم عليكم
قالت احدى الفتيات ضاحكة
ايه شغل ابتدائى ده يا دكتور
ابتسم آدم ابتسامته الجذابه التى خفق لها قلب آيات قائلا
ده نظامى .. لو عندكوا اعتراض ممكن اعتذر عن اشراف الرحلة وأخلى دكتور مسعد يطلع بدالى
صاح الجميع فى استنكار
لا أبوس ايدك يا دكتور
اعمل الى انت عايزه يا دكتور بس بلاش دكتور مسعد
ابتسم آدم والټفت يبحث بعينيه عن ساندى .. لكنه لم يجدها بين الحضور .. كانت آيات واقفة تتأمله .. التحمت نظراتهما .. فجفلت .. وأخفضت بصرها فى توتر .. ألقى آدم عليها نظرة لامبالاة وماهى إلا لحظات حتى حضرت ساندى و أسماء واكتمل العدد .. نظرت آيات پحده الى ساندى الواقفه تتحدث بميوعه مع آدم وقالت ل أسماء بحنق
شايفه واقفه تكلمه ازاى
قالت أسماء
سيبك منها
وقف الجميع صفا وتقدم كل طالب ليخبر اسمه ل أدم الذى وقف بجوار باب الأتوبيس من الأسفل .. تابع آدم الكشف الذى بيده وهو يستمع الى اسم كل طالب على حدى .. اتى دور آيات فنظر اليها منتظرا أن تقول اسمها ليبحث عنه فى الكشف .. قالت بتوتر وهى تنظر اليه مبتسمه
آيات عبد العزيز حسان اليمانى
تصلب جسد آدم وهو يستمع الى اسمها .. رفع رأسه ونظر اليها بتمعن قائلا
انتى من عيلة حسن اليمانى
شعرت آيات بالسعادة فلربما يعرف أحد أفراد عائلتها وتجد مدخلا للحديث معه .. قالت بحماس
أيوة
قال آدم بلهفه وعيناه الزرقاوين تكاد تخترقانها من فرط امعانه فيها
سراج حسن اليمانى يقربلك ايه
ابتسمت آيات قائله بحماس
ده يبقى عمى
تجمدت ملامح آدم وظلت نظراته مثبتة عليها كالليزر .. شعرت آيات بالتوتر من نظراته التى لم تستطيع تفسير معناها .. قالت بإرتباك
اطلع الباص
أومأ برأسه دون أن يرفع بصره عنها .. صعدت وضربات قلبها تزداد اضطرابا .. وقف آدم لحظات جامدا .. ثم ما لبثت تعبيرات الڠضب أن ظهرت على ملامحه واشعلت نظراته وهو يتمتم بصرامة
عمك !!
جلست آيات بجوار أسماء وقالت لها بلهفه وسعادة بصوت منخفض خشية أن يسمعها من حولها
دكتور آدم اتكلم معايا
ضحكت أسماء قائله
صلاة النبي أحسن .. ده احنا لسه بنقول يا هادى
ثم غمزت بعينها قائله
يا يويو يا جامد
ثم قالت
احكيلى قالك ايه
قالت آيات بحماس
سألنى على عمى سراج
قالت أسماء بإستغراب
عمك .. وهو يعرفه منين
قالت آيات بسعادة
معرفش .. بس مش مهم .. المهم انه اتكلم معايا يا أسماء
التفتت آيات تنظر الى آدم الواقف بجوار الأتوبيس الټفت فالتقت عيناهما .. خفق قلبها .. لكنها هذه المرة لم تشح بوجهها .. وهو أيضا لم يفعل .. حاولت أن تفهم معنى نظراته وسببها .. لكنها لم تستطع .. ولم تحاول كثيرا أن تفهم .. فكل ما كانت تشعر به الآن هو السعادة .. السعادة لأنه أخيرا الټفت اليها
صعد الجميع وانطلق الأتوبيس بهم فى طريقهم الى العين الساخنة .. كان آدم يجلس فى الأمام على بعد ثلاث مقاعد من مقعدى آيات و أسماء .. الټفت ينظر فى اتجاه آيات فانتبهت لتلك العينان الزرقاوان اللاتات تتفرسان فيها .. شعرت بإرتجافة فى أوصالها .. ثم عاد لينظر أمامه مرة أخرى .. ضحكت أسماء ضحكة خافته ووكزت أسماء فى ذراعها قائله
ايه يا آيات ده .. لحقتى وقعتيه
قالت آيات بإرتباك
والله ما عملت حاجة
قالت أسماء بلؤم