الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية آدم الفصول من 4-7

انت في الصفحة 1 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

الحلقة 4 
انتى اتجننتى يا آيات .. ازاى هتطلعى الرحلة باباكى مستحيل يوافق 
صمتت آيات وهى تنظر الى صديقتها وبدا وكأنها تشعر بتردد كبير .. فهتفت أسماء 
آيات ردى عليا
قالت آيات بشئ من الخجل 
بابا مش هيعرف انى هطلع الرحلة دى
قالت أسماء بدهشة 
ازاى يعني مش هيعرف 
قالت آيات بعزم وإصرار 

هقوله انى بايته عندك عشان نذاكر للإمتحانات
نظرت اليها أسماء بصمت .. فقالت آيات تبرر لنفسها قبل أن تبرر ل أسماء 
أعمل ايه يعني مش قدامى حل غير كده .. مفيش فرصة تانية ممكن يشوفنى ويتعرف عليا .. عنده 300 بنت فى الدفعه ايه اللى هيخليه ياخد باله منى أنا بالذات
قالت أسماء ساخرة 
أمال راح فين أنا مش هلفت انتباهه مش هضربه على ايده عشان يحبنى
قالت آيات پحده 
أنا مش هحاول أقرب منه ولا هلفت انتباهه أنا بس هكون موجوده معاه فى مكان واحد .. حس بيا حس .. محسش خلاص
أومأت أسماء برأسها وقالت بلامبالاة 
حتى لو حاولتى تلفتى انتباهه أنا شايفاها حاجة عادية مفيهاش حاجة
قالت آيات بحماس وهى تخرج مع صديقتها من الكلية 
يلا عشان عندنا حاجات كتير لازم نحضرها قبل معاد الرحلة
اشترت آيات ملابس جديده من أجل الرحلة .. لتظهر بأفضل مظهر أمام آدم عله يتلفت اليها ويدق قلبه بحبها ..كانت متحمسة للغاية وسعيدة للغاية .. لم يعكر صفو تلك السعادة سوى الإحساس بالذنب الذى تشعر به كل حين وآخر .. بسبب اضطرارها الكذب على والدها .. كادت أن تتراجع عن الفكرة ككل .. لكنها تذكرت أن هذه هى فرصتها الوحيدة حتى يراها آدم بعيدا عن العلاقة الأكاديمية التى تجمعهما .. أقنعت نفسها قائله 
أنا مش هعمل حاجة غلط .. أنا بس هكون موجودة فى الرحلة .. وزيها زى أى رحلة .. مش هحاول أكلمه .. ولو اضطريت أكلمه هتكلم عادى .. لكن أنا مستحيل أقوله مشاعرى نحيته . .لازم تيجيى منه هو .. أنا مش هعمل حاجه غلط .. مجرد رحلة
ظلت تردد تلك الكلمات الى أن اقتنع بها ضميرها وراح فى سبات عميق
كانت إيمان فى هذا اليوم تشعر بتوتر بالغ فهذا هو اليوم الموعود .. اليوم الذى سيتصل بهم العريس ليعرف ردهم ويعلمهم برده .. استخارت الله كثيرا ودعته أن يبيض وجهها أمام عائلتها .. وألا يضيف چرحا آخر لحياتها التى امتلأت على آخرها بچروحا وشروخا وكدمات !
رن جرس الهاتف فإنتفضت فى وجل .. دخلت غرفتها لتجلس على فراشها فى توتر .. ضمت كفيها الى بعضهما البعض أمام وجهها وهى تردد 
يارب مفيش حاجة وحشة تحصل .. يارب
دقائق مرت كالسنوات .. قبل أن ينفتح الباب .. بمجرد أن طالعت وجه والدتها الحزين وعلامات الأسى على وجهها حتى علمت الرد .. الرد الذى توقعته قبل أن يغادر بيتهم .. الرد الذى تسمعه دائما .. والذى أصبح أمر مسلم به .. رفضها .. حاولت حبس عبراتها .. فلا ينقصها الآن سوى شفقة والدتها .. لكنها لم تستطع .. اڼفجرت فى بكاء مرير .. أغلقت أمها الباب وجلست بجوارها وأخذتها بين ذراعيها قائله 
يا بنتى وحدى الله .. بكرة ربنا هيبعتلك نصيبك لحد عندك
ثم قالت لتحاول أن تخرجها من حزنها 
وبعدين أصلا مكنش عاجبنى كان اتم كده وبارد ودمه تقيل
هبت إيمان واقفة والعبرات ټغرق وجهها وهى تصيح پغضب 
كفاية بأه كفاية .. مش عايزة أتهان أكتر من كده .. كل مرة تجيبولى عريس ويرفضنى .. كل مرة أطلع أدامه أكنى بعرض نفسي عليه ويايشترى ياميشتريش .. كفاية بأه ارحمونى أنا معدتش هقابل عرسان تانى .. ريحى نفسكوا بأه
وقفت أمها فى مواجهتها وهى تقول 
انتى اټهبلتى فى عقلك يا بت انتى
قالت إيمان بصوت باكى 
افهمى بأه وكلكوا افهموا مفيش واحد هيبص لواحدة زيي
ضړبت أمها على صدرها وهى تقول 
ليه ان شاء الله ناقصة ايد ولا ناقصة رجل ده انتى زى الفل
هتفت إيمان وهى تهزى من الڠضب 
مش شايفة أنا عامله ازاى .. مين هيرضى يتجوز واحدة شوال زيي
ثم فتحت دولابها بعصبيه وأخرجت ملابسها والقتها أرضا وهى تصيح 
بصى شوفى مقاسى كام .. عمرى ما دخلت محل إلا وألاقى البنت تقولى معلش يا مدام مقاسك مش عندنا .. مين هيرضى يتجوز واحدة زيي
اڼهارت على الأرض باكية فوق الملابس التى ألقتها أرضا .. صاحت أمها وهى تغادر الغرفة 
بت مچنونة صحيح .. لما يجيى أبوكى يبقى يشوفله صرفه معاكى
ثم أغلقت الباب خلفها بقوة
جلست ساندى مع صديقاتها فى النادى لتقول بتفاخر 
طبعا يا بنتى هو يقدر ميجيش .. اسألى ريم هى اللى شفته
قالت ريم صديقتها 
أها دخل الحفلة من هنا والبنات كلها كانوا هياكلوه بعنيهم .. بس سابهم كلهم وأعد مع ساندى
ابتسمت ساندى وقالت بتعالى 
وكمان جبلى هدية عيد ميلادى
قالت أحدى الفتيات بخبث 
طب ايه 
ضحكت ساندى قائله 
ايه ايه يا بنت انتى
قالت الفتاة 
يعني أنا شيفاه مهتم .. حفلة عيد الميلاد .. وهدية .. وكمان رجع فى كلامه وسمحلك تحضرى المحاضرات .. أكيد كل ده مش لله وللوطن
قالت ساندى بدلال 
الله أعلم
قالت فتاة أخر 
هتطلعى الرحلة يا ساندى 
قالت ساندى 
أهاا طبعا طالعاها
قالت الفتاة بخبث 
من امتى بتطلعى رحلات تبع الجامعة .. من أول سنة وانتى بتطلعى تبع النادى ومبترضيش تطلعى معانا
قالت ساندى بلؤم 
المرة دى هطلع
قالت الفتاة ضاحكة 
ايه هو اللى طلب منك ولا ايه 
قالت ساندى كاذبه 
أيوة قالى ياريت تطلعيها يا ساندى
ضحكت الفتاة قائله 
ده شكل دكتور آدم وقع ولا حدش سمى عليه
تعالت ضحكات الفتيات حول ساندى التى كانت فى قمة سعادتها لأنها محور حديث الفتيات .. و سبب غيرتهن
جلس آدم فى غرفته أمام حاسوبه يتصفح بتململ .. طرقت أمه الباب فأذن لها بالدخول .. دخلت وقدمت له كوب من الشاى فقال بعبوس 
شكرا يا ماما
ثم عاد لمطالعة حاسوبه وقد بدا شاردا حزينا .. فوجئ بأمه تجذب احدى المقاعد وتجلس بجواره .. نظر اليها ففهم أنها على وشك القاء محاضرة أخرى عليه فزفر بضيق وعاد ينظر الى حاسوبه مرة أخرى .. فقالت أمه 
مش هكلمك فى الموضوع اللى كل شوية أكلمك فيه .. انا هكلمك فى حاجة تانية خالص
لم يبى آدم أى رد فعل فقالت أمه بعتاب 
سبت الصلاة ليه يا آدم 
بدا وكأنه بوغت بالسؤال .. ظل ملتزما الصمت فقالت أمه بأسى 
ليه يا ابنى كده .. ده هى الحاجة اللى بتعصمك من الشيطان .. ليه تسيب الصلاة وهى عماد الدين يا ابنى .. ودى أول حاجة هتتسأل عنها فى قپرك .. لو كنت بتصلى وربنا قبل صلاتك هينظر فى عملك .. أما لو مكنتش بتصلى أو ربنا مش قابل صلاتك عملك كله هيضيع يا ابنى مهما كانت أعمالك دى كويسه .. طالما مفيش صلاة .. يبأه كل أعمالك دى هتضيع على الأرض
أطرق آدم برأسها دون أن يجيب .. فأكملت وقد اغرورقت عيناها بالعبرات 
أنا خاېفة عليك يا آدم .. خاېفة عليك أوى
ثم قالت 
ده ربنا قال إن من صفات المنافقين وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى .. فما بالك باللى مبيصليش خالص
ثم قالت بحنان 
تعرف يا آدم ان الصلاة هى الطاعة الوحيدة والفرض الوحيد من فرائض الاسلام اللى ربنا عرج بنبيه إلى فوق السماء السابعة وفرض عليه الصلاة من فوق سبع سماوات .. فرضها خمسين صلاة .. كل يوم خمسين صلاة .. لكن النبي صلى الله عليه وسلم طلب من ربنا انه يخففهم لخمسه بس فربنا استجاب له .. وبقت خمسة فى العدد وخمسين فى الأجر والثواب .. أما باقى الفرائض والعبادات سيدنا جبريل كان بينزل للنبى ويوحى له بيها .. شوفت بأه الصلاة مكانتها مهمة ازاى عند ربنا
تنهد آدم وعقد ما بين حاجبيه وهو مازال ينظر الى الحاسوب أمامه .. فنظرت اليه أمها وقالت باكية 
يا آدم النبي قال بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة .. أنا خاېفة عليك يا ابنى
أجهشت فى بكار حار .. الټفت آدم ينظر اليها وقد اغرورقت عيناه بالعبرات .. مد يده وهم بأن يضعها على أمه ليخفف حدة بكائها .. لكنه قام فجأة بعصبيه وحمل هاتفه وغادر البيت .. جلست أمه فى مكانها تكفكف دمعها وهى تدعو من اعماق قلبها 
يارب اهديه ونور بصيرته
جلست إيمان تشاهد التلفاز حاملة علبة حلاوة كبيرة تأكل منها بنهم شديد وعلامات الوجوم على وجهها .. اقتربت منها أمها هاتفه پحده 
وترجعى تقولى تخينة وأد الشوال .. حد يعمل عملتك السودة دى
قالت إيمان بحدة 
ايه أموت من الجوع يعني
قالت أمها بعصبيه 
ما قولناش تموتى من الجوع بس اهتمى بأكلك شوية .. اعملى رجيم .. مش طول ما انتى أعده وانتى عماله تلغى كده
تركت إيمان علبة الحلاوة بعصبية وصاحت قائلا 
مش طافحة
دخلت غرفتها وأغلقت الباب بعصبيه وجلست على فراشها وقد تركت العنان لعبراتها .. ثم قالت پغضب وهى تلقى بالوسادة أرضا 
مش عايزة أعجب حد أصلا .. محدش له دعوة بيا
جلست ساندى تطالع الحساب الشخصى ل آدم على الفيس بوك .. اتسعت ابتسامتها فى سعادة عندما قبل طلب اضافتها لقائمة أصدقائه .. بدأت المحادثة قائله 
ساندى هاى دكتور
آدم هاى ساندى
ازيك عامل ايه
بخير ازيك انتى
تمام .. عرفت انك طالع مشرف على رحلة العين السخنة
أيوة
مفاجأة حلوة .. على فكرة أنا طالعه الرحلة
كويس .. طلعتيها قبل كده
يوووه كتير بس مش تبع الجامعة .. بحس رحلات الجامعة مملة ومش بكون فيها على راحتى
معايا مش هتكون مملة
هههههههه اكيد طبعا .. متشوقة للرحلة أوى .. وأعرف أماكن كتير حلوة ممكن نزودها للبروجرام هبقى أقولك عليها يوم الرحلة
خلاص اتفقنا.. باى دلوقتى نتكلم بعدين
باى دكتور
ابتسمت ساندى ثم هبت واقفة وفتحت دولاب ملابسها وأخذت تفكر كيف تستعد لتلك الرحلة .. والأهم .. كيف تجعل آدم لا يرى سواها فى هذه الرحلة
كانت آيات واقفة أمام المكتبة تصور بعض الأوراق فأقبلت أسماء من خلفها وقبلتها قائله 
سورى اتأخرت عليكي يا

انت في الصفحة 1 من 11 صفحات