رواية جديدة من 14*17
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الفصول من 1417
خرجت سارة إلي الصالة المتواجد بها آسر و فرح في ناحية .. و بيجاد و أيلين في الناحية الأخري ..
ذهبت سارة إلي فرح ووقفت أمامها بضع دقائق .. ثم إرتمت بأحضانها و أخرجت ما بداخلها من كبت وحزن حملته في قلبها الأيام الماضية .. فقد كانت فرح هي السبب بعد الله عز وجل في حل مشكلتها التي ظنت لوهلة أنها لن تنحل إلا بالعڼف ..
نظرت لها بأعين دامعة وقالت
_ شكرا جدا يا فرح .. بجد لولاكي كان الموضوع مش هيتحل خالص.
قالت فرح وهي تمسح أنفها بالمنديل
_ بس متقوليش كدة إنت جميلة وتستحقي كل خير ..
قالت أيلين بصوت عالي
_ خدوني أعيط معاكوا!!
نظر الثلاثة رجال إلي بعضهم في قلة حيلة .. فقاسم قوس شفيته للأسفل في عدم فهم وبيجاد رفع كتفيه في لامبالاة وملامح آسر كانت ترتسم الملل ..
توقف الفتيات عن البكاء .. ثم وجهت سارة الحديث إلي كل من هو موجود بالصالة
_ أنا بجد مش عارفة أقول إيه بس فعلا شكرا لكل حد موجود عشان إنتوا فعلا ناس جدعة أوي ..
_ لا عادي .. أكتر من كدة وربنا بيزيح!
إبتسم قاسم في هدوء وكتف يديه وظل يراقب ما يحدث في صمت ..
أردف آسر في جدية موجها حديثه لسارة
_ إحنا إخواتك أي وقت تحتاجينا هتلاقينا في ظهرك ..
قال بيجاد في مرح
_ أيوة رقمي مع قاسم .. رني عليا لما تحتاجيني ومش هرد!
حمحم آسر وقام من مقعده وقال وهو يذهب للخارج
_ طب أنا هستأذن بقي عشان الوقت إتأخر ..
قامت فرح بتلقائية ووقفت خلفه لكي تغادر هي أيضا ..
شاور بيجاد بعينيه لأيلين للذهاب .. وفهمت مغزي نظرته وبالفعل قامت هي أيضا ..
ذهب قاسم لغرفته وإرتدي معطفه الأسود .. وكان يهم بالخروج .. فأوقفته سارة متسائلة
_ إنت رايح فين
وقف قاسم يفكر برهة .. وقال لها في هدوء
_ إلبسي أي حاجة عليكي بسرعة وتعالي معايا.
إنفرجت أساريرها وبالفعل ذهبت سريعا وإرتدت معطفا وذهبت ووضعت كف يدها في يده الكبيرة .. شدد علي يديها وحاوطها بذراعه وإستقلا السيارة وفي بالها تدور عدة أسئلة عن ماهية المكان الذي يذهبه
وجد فرح تسير في خوف ويسير وراءها رجلان يبدو عليهما الخبث ..
ذهب سريعا خلفها وجذبها ناحيته وسارا من طريق آخر ..
قالت في تساؤل
_ أستاذ آسر حضرتك بتعمل إيه هنا
قال في هدوء
_ مفيش كنت هروح ولقيت الوقت متأخر فقولت أوصلك بعدين أروح ..
قالت في خوف
_ لا لا .. لحسن حد يشوفنا!
قال في جدية ونظر حوله في الشارع المظلم
_ لا والله ما تقلقي هبقي وراكي مش همشي جمبك أطمن بس إنك وصلتي بيتك .. وكمان مش شايفة الشارع عامل إزاي!
قالت في شكر وملامح طفولية
_ متشكرة جدا يا آسر ..
لم يعلم لماذا أحب إسمه عندما لفظته ولكن كل ما أراده أن يستمع إليه مرة أخري ..
نفض عن تفكيره هذا الأمر ووبخ نفسه علي ما يفعله مع فتاة صغيرة منحته الأمان والثقة
ظل يسير خلفها حتي وصلت لمنزلها .. لوحت له من بعيد حتي يطمأن وصعدت هي المنزل ..
نظر حوله في تفكير وهو يقول
_ طب مين اللي هيروحني دلوقتي!
ذهبت أيلين لمنزلها وكانت ستخلد إلي النوم ولكن إتصال هاتفي منعها ..
قامت بالرد وجدته مدير المستشفي يهاتفها لكي تأتي لأن هناك حالة طارئة .. نظرت إلي الوقت المتأخر ولعنت حظها فهي لن تحظي ببعض الراحة بعد هذا اليوم الشاق ..
إرتدت ملابسها سريعا وذهبت دون أن تخبر بيجاد .. ولسوء الحظ أن بيجاد قد ترك هاتفه في المستشفي وذهب لكي يجلبه ..
وضعت يدها علي باب المستشفي وكانت ستفتحه ولكن فتح بمفرده .. وظهر من خلفه بيجاد !!!
نظر لها في صدمة ممزوجة بالضيق والڠضب وقال بنبرة حادة وهو ينظر لساعته
_ إيه اللي جابك هنا في الوقت دا!
قالت في تلعثم وهي توزع أنظارها في أنحاء المستشفي
_ والله حالة طارئة ڠصب عني..
قال بصوت أعلي
_ تقوليلي!!
إنتبه لعلو صوته .. فإقترب منها وقال بهمس وهو يجز علي أسنانه
_ إتفضلي قدامي أما أشوف أخرتها!
ذهبت أمامه ودلفت لغرفتها وإرتدت معطفها الطبي وقال بصوت متحشرج
_ بطل تكلمني بصوت عالي أنا مغلطتش!!
قال وهو يغلق الباب وقال في ڠضب طفيف
_ بطلي إنت
جر شكل وأنا مش هعلي صوتي تاني!
إلتفتت برأسها ناحيته وقال في ضيق وملامحها تحولت للعبوس
_ وأنا جريت شكلك في إيه دا شغلي وعلطول بيحصل حالات طارئة معايا مش بعند معاك يعني ..
قال بصوت جهوري وظل يضرب بيده علي الطاولة
_ انت مش شايفة الوقت ولما يجرالك حاجة هقف مبسوط وأصقفلك يعني!
قالت بصوت أعلي ولم تنتبه إلي دموعها المتساقطة في غزارة
_ و إنت قلقان ليه وهو إنت كنت ولي أمري!
تفاجئ من ردها القاسې وقرر ألا يتحدث معها وتركها وغادر دافعا الباب في ڠضب مما أحدث جلبة عالية .. جلست علي المقعد في ضيق وهي تري أنها قد بالغت في ردها نوعا ما .. ولكن هو من تجرأ وألقي اللوم عليها ..
ذهبت إلي غرفة الطوارئ وجدته يجلس علي مقعد الإنتظار .. تحاشت النظر إليه وذهبت للغرفة ..
ما إن دلفت للغرفة وجدت جسد رجل مغطي بالملائة الزرقاء وصوت جهاز قياس نبضات القلب كان عاليا .. إقتربت ورفعت الملائة من علي وجه المړيض ..
شهقت عاليا ووضعت يدها علي فمها وتراجعت للخلف ولم تنتبه إلي عربة أدوات الجراحة فتعركلت بها وسقطت العربة وسقط كل ما بها علي الأرض وزعت أنظارها ما بين العربة والمړيض ..
ثم خرجت سريعا ونبضات قلبها تتزايد في عڼف وشعرت بأن أناملها قد شلت عن الحركة ..
فزع بيجاد من مظهرها المړتعب تقدم ناحيتها متناسيا غضبه وقال لها في تعجب
_ إيه يا أيلين مالك
نظرت له ووضعت يدها في يده وقالت بصوت مرتجف وجسدها ظل ينتفض في مكانه
_ اااا .. المړيض .. المړيض!!
قال لهل بيجاد في عدم فهم وأدخلها بأحضانه وحاول تهدأتها
_ ششششش اهدي اهدي .. المړيض ماله!
قالت وهي تحاول إلتقاط أنفاسها
_ ط... طليقي!
صف قاسم سيارته بجانب المقاپر وترجل من السيارة وذهب وأنزل سارة في حنان بالغ ..
أمسك يديها وكأنه يستمد منها قوتها وإتجها ناحية المقاپر ..
وجدت باب أسود حديدي كبير مغلق وإشرأبت بعنقها حتي تري ما بداخله وجدت مكان في غاية الجمال زهور بكل مكان وبكل الألوان كأنها حديقة بستان وليس مقاپر ... جاء بعض الهواء النقي وتلاطم بوجهها ولا تعرف لماذا شعرت بالأمان وأن هناك شعور يدغدغ أوصالها ..
فتح الباب وأدخلها معه وكل ثانية ينظر