رواية جديدة الفصول من 1-9
وعاودت النظر إلي العروسين وهي تتمني بداخلها أن يرزقها الله نصيبها ..
إنتهت فقرة الرقص الشعبي والذي أحياه والدها و الكثير من أقاربه و إنسجم فيها أصدقاء قاسم الذين حملوه عاليا وقفزوا في الهواء عدة مرات .. وجعلوه يقوم ب خلع چاكيت بدلته .. فأصبح بالقميص الأبيض فقط ... و جاءت فقرة الرقص البطئ والرومانسي الرقص السلو slow
مازحها هامسا
_ مش مصدق إنك ساكتة كدة!
رفعت عيناها إليه وقد تبدلت ملامحها إلي الشراسة
_ مش عاجبك!
إقترب وهمس أمام شفتيها قائلا
_ دا عاجبني أوي!
إقترب الناس منهم وقاموا بتوديعهم والتمني لهم أن يحيا حياة سعيدة
توجهت إلي قاسم وأمسكت يده في حرارة حتي تصافحه ويدها تتجول في تجويف يده من الداخل في خبث .. نظر لها عاقدا حاجبيه و شد يده وهو علي نفس حالته ولم يبتسم حتي مجاملة ..
وأخيرا وصلا سويا إلي بيتهما .. ترجل من سيارته وذهب مهرولا إليها وقام بإسنادها لكي تقف وتخرج من السيارة دون أن تتعركل ..
دلف إلي المنزل وقام بخلع رابطة عنقه وألقاها علي المقعد وإرتمي علي الأريكة لكي يستريح من تعب الفرح والرقص .. و عزم في قرارة نفسه أن يتركها حتي تدبر حالها وأن لا يكون مصدر إزعاجا لها...
قليلا ..
كل ذلك و قاسم بالخارج ينتظرها .. قام بخلع قميصه .. أشعل سجائره وظل يفكر في كيفية التعامل مع هذه الفتاة ... أيعاملها كزوجته أم ينتظر قليلا حتي ينضج فكرها و يتسني له معاشرتها ..
بعد نصف ساعة تقريبا ..
خرجت ترتدي فستان قصير من اللون النبيذي .. وخرجت تبحث عنه .
نظر لها وهو يبتسم نصف إبتسامة وقال ببرود
_ مفيش داعي إنك تشكريني!!
أمسكت طرف الأريكة پغضب وضيقت عيناها في شراسة وذهبت مبتعدة عنه حتي لا تتشاكل معه ..
_ الجولة الأولي .. Round One !!!
قطع شروده أصوات عالية تحت شرفة بيتهما .. عقد حاجبيه في عدم فهم .. إتجه ناحية الشرفة ونظر بالأسفل .. وجد أهلها جالسين وكأنهم ينتظرون شيئا ما .. استنتج قاسم سبب إنتظارهم .. وهو الإطمئنان علي فتاتهم الوحيدة .. دلف للداخل وظل يفكر في كيفية إخبار سارة بهذا الموضوع .. ولكن لا مفر له .. فذهب إليها وقام بالطرق علي باب غرفتها ..
بعد ثوان .. قامت بفتح الباب .. كانت تقف عاقدة ذراعيها في ڠضب وتنظر الناحية الأخري
وتتحاشي النظر إليه ..
حمحم حتي يجد صوته وقال بصوت رجولي ثابت
_ سارة! أهلك تحت..
نظرت له وقالت بعدم فهم
_ يعني أعمل إيه!
قال بطريقة أوضح
_ هما تحت عشان غرض معين .. يطمنوا عليكي!
فهمت مغزي كلامهم .. وعاودت النظر إلي صدره .. وتلقائيا عادت الحمرة تغزو وجهها وقالت بتلعثم وهي تقضم شفتيها
_ خليهم .. قاعدين .. عشان أنا مش ... ااااا .. بقولك ايه ! اللي في دماغك دا عمره ما هيحصل فاااهم!!
تسلل الڠضب إليه وهو يجدها تعود لعجرفتها السابقة .. فقال ببرود لا يعكس النيران الهائجة بداخله
_ ومين قالك إني عايز أعمل حاجة أنا تعبان أصلا .. أنا كنت جاي أسألك عندك عصير عنب أو كاتشب ولا أنزل أجيب!
جحظت عيونها بشدة وفغرت فاهها وهي لا تصدق ما قاله .. شعرت بجسدها يزداد سخونة وغليان من تصرفاته الباردة وغير المتوقعة ..
إبتعدت عن طريقه ذاهبة للمطبخ حتي تبحث عن أي شئ يستطيع مساعدتهم .. حتي وجدت مجموعة من أكياس الكاتشب فقامت بحملهم وتوجهت ناحيته وأعطته إياهم بغيظ وذهبت لغرفتها وأغلقت الباب في وجهه ..
أطلق صفيرا عاليا فها هو يفوز بالجولة الثانية .. أحضر ملاءة بيضاء وقام بإلقاء أكياس الكاتشب عليهم حتي بدا وكأنه دماء .. ثم خرج للشرفة ورفعها لهم في الهواء ..
ما هي إلا ثوان .. وأصوات الزغاريط و الأبواق والطبول تعالت
.. وفرحة الاب والام العارمة .. ثم ذهبوا مبتعدين حتي يتركوا لهم بعض الخصوصية ..
ذهب للداخل وقام بإلقاء الملاءة بعيدا عنه .. ثم ذهب إلي غرفتهما وقامت بفتحها دون الطرق علي الباب .. وجدها تجلس كالقرفصاء و تلعب في أصابع يديها ..
ما إن وجدته يدلف للغرفة حتي إعتدلت ودثرت نفسها بالغطاء حتي لم يعد أي شي منها ظاهرا .. رفع كتفيه في لا مبالاة ثم مدد جسده بجانبها .. دون التفوه بأي كلمة ..
لم تحتمل أكثر من ذلك وقامت بطريقة غاضبة إهتز علي إثرها الفراش .. نظر لها بعدم فهم .. وكان سيتحدث ولكن قاطعته قائلة بصوت عال وجرأة غير معهودة
_ إنت بني ءادم مستفز وبارد .. عمال تعمل حركات غلسة شبهك عشان تبين إني اللي عايزاك وانت مش فارق معاك!! لا فوووق يا بابا انت أصلا متدخلش دماغي ب نكلة!!
أظلمت ملامح وجهه وأصبح يتنفس سريعا وصدره يعلو ويهبط في ڠضب .. كان سيتحدث ولكن آثر الصمت فهو لن يضمن نفسه .. أمسك وسادته وذهب مبتعدا عنها في ضيق واضح علي تقاسيم وجهه .. ألقي الوسادة علي الأريكة وإرتمي عليها ومازال علي نفس حالته ..
أحست أنها قد تمادت معه قليلا .. بل كثيرا .. زفرت في ضيق ..و ما زاد الوضع سوءا أنها لا تستطيع النوم بمفردها لأنها تخاف من الظلمة ..
لعنت نفسها علي تفوهها بهذه الكلمات الغبية .. وذهبت له وهي تقدم قدما وتؤخر الأخري ..وجدته موليا لها ظهره وواضعا الوسادة علي رأسه .. لكزته بخفة في كتفه .. ولكن دون فائدة لم ينظر لها ..
قالت بصوت مسموع
_ قاسم!! أنا آسفة .
إستمع إلي ما قالته ولكن إنتظر قليلا حتي يستطيع تأديبها قليلا ... فإستمع إليها تقول بصوت متحشرج
_ أنا آسفة .. بس تعالي نام معايا ونبي عشان أنا بخاف أنام لوحدي!
نظر لها بنصف عين ..أمسك وسادته .. وتوجه إلي الغرفة بصمت رهيب .. ذهبت خلفه وهي تحارب دموعها لكي لا تتساقط وتظهر أمامه ضعيفة ..
_ تصبحي علي جنة يا مغلباني!!
وذهب هو أيضا في سبات عميق وهو يشعر بالسعادة بسبب قربها منه بهذا الشكل .. فهو كان متضررا