رواية جاسر الفصول من 11-15
الصياد..لو فكرت تضربه ب طلجة بيردها عشرة...
صمت قليلا ثم عاد يهتف وهو يضع يده على ساق شريف
يوم لما سناء حاولت تجتل ولد الصياد اللي كان ب بطن أمه..حرج الجصر..وشتت العيلة..وفاتني هنا لوحدي..حتى إني أنا اللي دخلت خيتي السچن..لأنها بتستحجه...
نظر إليه شريف مطولا ب عدم فهم ليقهقه عبد الرحيم ثم هتف ب إبتسامة
مش جولتلك..لازمن حاچات ټندفن ومينفعشب ننبش وراها مرة تانية..ما راح تچيب غير الجتل والدم وأني راچل عمري ما عاد فيه كتير..عاوز أعيش الباجي الباقي لبنيتي
أثناء الطريق وهما يتبادلان أطراف الحديث..سمعا صوت بوق سيارة يأتي من الخلف..نظر سامح من مرآه السيارة الجانبية وهو يرى تلك السيارة تطلق بوقها ب جنون ليهتف ب تعجب
ماله المچنون دا!
رد عليه أمجد ب عدم فهم مش عارف والله...
إبتعد سامح عن السيارة يفسح لها المجال لتمر وب الفعل مرت ولكنها قطعت عليهم الطريق..ليوقف السيارة فجأة ف إرتد جسديهما إلى الأمام
متنزلش يا سامح...
ولكنه لم يستمع وهبط ثم توجه إلى السائق يتشدق ب ڠضب
أنت حمار ولا متخلف...
تفاجئ سامح ب إثنين يقدياه من من الخلف ف لم ينتظر أمجد أكثر و هبط هو الآخر من السيارة وب حوزته السلاح الخاص به..أطلق رصاصيتن ب الهواء ولكن باغته أحدا من الخلف لم يعلم من أين أتة وهو يضع السلاح ب رأسه ثم هتف ب لكنة بريطانية
إنصاع أمجد لما يقول حفاظا على أرواحهم..ليهبط أخر من السيارة ثم يتوجه إلى سامح والذي سأله وهو يحاول الإفلات من قبضتهما
ماذا تريد مني يا هذا!...
وقف رجلا ذو بشړة سوداء وعينان تنافسها ب السودا ثم قال ب قسۏة
أنا لا أريد منك..بل من شقيقك...
عقد سامح حاجبيه ولم يتخلى عن مقاومته وتساءل ب حدة
ليس من شأنك..فقط أخبره أن يبتعد وإلا ستكونون جميعا في عداد المۏتى
إبتسم سامح ب سخرية وقال هل تعتقد أنك تخيفني!
مال الرجل إليه وقال لا أريد إخافتك..بل تحذير شقيقك..ألا يقوم ب أي عمل متهور..وإلا سيتحمل المزيد منكم الأڈى...
ثم إبتعد خطوتان وأشار إلى الرجلين ب أن يقوما ب ضربه..كان سامح يقاتل ولكن كثرة عددهم هدمت عزيمته..ف كان بعد دقائق خائر القوى وصرخات أمجد ب تحذيراته هى ما تزين هدوء الصحراء
حاول الإتصال ب جاسر ولكن يد سامح منعته قائلا
متتصلش بيه..أنا كويس
هدر أمجد بس لازم يشوف حل..أنت كنت هتروح فيها
تأفف سامح وقال نروح الأول ع المستشفى وبعدين نشوف هنعمل إيه...
أومأ أمجد فلا حاجة إلى الجدال الآن
هو أحنا هنروح فين!
هنروح لآنا فاطمة
قفزت الصغيرة ب سعادة وقالت بجد!..وأنتي هتقعدي معانا!
ربتت على خصلاتها وقالت أيوة يا حبيبتي...
أخذت تقفز جلنار ب سعادة أكبر و روجيدا تبتسم إليها ب حنو..تعلم ما تعانيه من تشتت بين أبوين منفصلين ف هي ب حاجة إلى بعض الوقت من الإستقرار
أخرجها من شرودها صوت الهاتف..لتتجه إليه
ف وجدته رقم غير مسجل لديها..ضغطت على زر الإيجاب وقالت
ألو!
أتاها صوت أنثوي على الجهه الأخرى مدام روجيدا معايا!
عقدت روجيدا حاجبيها وتساءلت أيوة مين حضرتك!
أنا سمر أخت شريف..أكيد تعرفيني...
إرتخت معالم روجيدا لتبتسم وتقول ب ود
أها أيوة طبعا..شريف حكالي عنك
لتقول سمر ب مرح أتمنى يكون كل خير
ضحكت روجيدا وقالت متقلقيش...
ساد السكون عدة ثوان قبل أن تقول سمر ب نبرة عاذبة
بصي أنا هدخل ف الموضوع على طول..حضرتك فاضية
أيوة طبعا وبلاش حضرتك دي
إبتسمت سمر وقالت أوكيه..أنا شريف حكالي كل حاجة..عن طبيعة شغلك والدكتوراه وكله..وبعدين يا ستي أنا كلمت رئيس الجامعة وعميد الكلية عنك..طبعا هما مش ممانعين..بس هيحتاجوا يشوفوكي وطبعا يكون معاكي ورق الدكتوراه والماجيستير وكدا..أنتي خريجة جامعة إيه!
ردت روجيدا ب إيجاز هارفارد
عظيم...
قالتها سمر ب حماس ثم أكملت حديثها
نقدر نتقابل أمتى ونروح الجامعة!
ب أي وقت أنا فاضية
تمام..بعد يومين نتقابل..مناسب ليكي!!
أها مناسب جدا
إبتسمت سمر وقالت تمام..ب إذن الله معادنا بعد يومين..مع السلامة
مع السلامة...
ثم أغلقت الهاتف وإبتسامة حماس علت وجهها..نظرت إلى جلنار وقالت
يلا نستعد!
يلا...
قالتها الصغيرة وهى تسحب ثوبها المفضل..ثوب من اللون الوري يزينه فراشات من جميع الألوان..يحده من الخصر حزام نحاسي رفيع يجمع الثوب إلى الخلف..قامت ب تصفيف خصلات إبنتها على هيئة عدة جديلات صغيرة
أما روجيدا وقفت أمام خزانتها وقالت ب مكر أنثوي
مفيش مانع من شوية جنون يا جاسر...
أخرجت ثوب أحمر ڼاري يصل إلى ما فوق الركبة ب قليل..من خامة التل المبطن..ذو حمالات عريضة تخفي منكبيها ولكنها تظهر عظمتي الترقوة ب سخاء..ومن الأسفل عدة طبقات من التل لتكون تنورة قصيرة..صففت خصلاتها ثم أسدلتها على منكبها الأيمن ثم أحمر شفاه ذو لون أحمر باهت..نظرت إلى المرآه وإبتسمت ب ثقة حتما سيجن جاسر
بعد خمسا وثلاثون دقيقة سمعا صوت طرقات على الباب..لتجد جلنار قد ركضت وفتحت ثم صړخت وهى تحتضن جاسر
خرجت روجيدا وإبتسامة ماكرة تعلو وجهها و إزداد إتساعا وهى ترى عينا جاسر قد إسودت ب شيئين لطالما عرفتهم..توجهت إليه حتى وقفت أمامه وقبل أم يهتف سبقته قائلة
أظن إنك مش جوزي عشان تقولي ألبس إيه وملبسش إيه..ويلا عشان إتأخرنا...
وقبل أن تتحرك أمسك يدها ب يده الحرة ثم إقترب منها وهمس ب أذنها حتى لا تسمع الصغيرة
متقليش حسابك عشان هو أصلا تقيل..متفكريش إني كدا حاسبتك ع اللي عملتيه
نظر ب عنياه ب قوة وقالت متنساش الشنط وأنت نازل...
ثم جذبت منه جلنار تحت نظراته القاتمة ونظراتها اللعوب
إستقر الجميع ب السيارة وتوجهت إلى ميناء القاهرة الدولي..الصمت يطبق على المكان عدا صوت تنفس جاسر العالي وعيناه التي ترمقها من رأسها حتى أخمص قدميها وتزداد إشتعالا..بينما هى تدعي الامبالاه
وصلا إلى الميناء وقبل أن تهبط..منعتها يد جاسر قائلا ب تحذير وسوداوية
قسما برب العزة ما أنتي نازلة ب المنظر دا..خليكي متلقحة هنا..هجيبها وأجي...
فتحت فاها كي تعترض ولكنه منعها قائلا ب صرامة ونبرة لا تقبل الجدال
كلامي واضح..طالما مليش كلمة عليكي..مش هخلي جنس مخلوق يبصلك...
ثم هبط تحت أنظارها المذهولة ليغلق السيارة خافه لعدم ثقته بها..هتفت ب عدم تصديق
أنت مچنون...
ب الداخل كان جاسر ينظر إلى الوفود حتى حضرتت ضالته..سيدة وقورة ترتدي تنورة سوادء طويلة تصل إلى ما بعد ركبتيها مشقوقة من الأمام..وكنزة ماثلت لون التنورة يغلقها زرماسي كبير..يتبعها رجلان وأخرآن يحملان حقائبها..تشدق هو ب سخرية
شوفتي الإحتشام..مش المياعة اللي جيالي بيها حفيدتك...
وصلت تلك السيدة الوقور ثم هتفت ب لغتها الإنجليزية
أنت جاسر الصياد!
بلى سيدتي
عقدت ذراعيها أمام صدرها ثم قالت لقد جئت تلبية لما طلبت يا سيد ضخم...
الفصل الثاني عشر
الحياة ليست معزوفة سمفونية عذبة بل هى إيقاع سريع وأكثر خطۏرة
مد يده يصافح العجوز ثم قال ب إبتسامة ماكرة
وأنا ممتن لذلك سيدتي
ثم أخذ يدها لتتمسك ب مرفقه وسارت معه ب خطى وئيدة لتهتف وهى تنظر إليه
حسنا هذا سرنا وقد فهمت ما المطلوب مني يا سيد ضخم!
ضحك وقال لا شئ سوى أن تبقي معنا كثيرا وأنا أكمل ما يتبقى
أومأت ب رأسها وهى تبتسم ثم قالت
لم أتوقع أن تقع ب حب شرقي ولكنك شرقي مقبول سيد ضخم
ولما ذاك اللقب!
أشارت إلى جسده وقالت ألا ترى جسدك
ضحك جاسر العجوز تتغزل به وهذا ما لم تفعله روجيدا وصلا إلى السيارة حيث تقبع هى عاقدة يدها ب حنق الذي تلاشى ما أن أبصرت جدتها حتى أشرقت ملامحها أخفى الړعب المتسلل إليها
قام جاسر ب فك القفل الإلكتروني لتدفع الباب وتخرج إنحنت إلى جدتها ثم قبلتها ب عمق قائلة
إشتقت إليك كثيرا
ربتت جدتها على ظهرها وقالت وأنا أيضا عزيزتي
إبتعدت عنها روجيدا لتتحول ملامح جدتها إلى الصرامة
تتزوجين وتنجبين وتعيشين كل تلك الأحداث وأنا لا أعلم
إبتلعت روجيدا ريقها وقالت حسنا لقد حدث كل شئ سريعا
رفعت جدتها حاجبيها وقالت ب إستنكار سبع سنوات وكل شئ حدث سريعا! ما هى فكرتك عن سير الأمور ب طريقة عادية
زفرت روجيدا وهى تنظر إلى جاسر عله ينقذها من كل هذا ولكنه رفع منكبيه دون أن يرد لتقول هى ب حنق
أنا شايفة إني الوحيدة اللي بتلومني هنا
إبتسم ب سخرية وقال مټخافيش خد اللي بأس أريد فقط أن أراها
أومأت إليها روجيدا لتتجه إلى الباب الخلفي لتفتحه ف دلفت سوزان وصعدت إلتفتت الأولى إلى جاسر قائلة
هنعمل إيه!
رفع منكبه ب قلة حيلة وقال العمل عمل ربنا
نظرت إليه ب حنق وكادت أن ترفع ب صوتها إلا أنه إختفى تماما ثم همس
جدتك بتبصلنا إتلمي يا روجيدا أحسن
ثم تحركت بعيدا عنه وصعدت ب جانب جدتها أشار هو إلى حرس سوزان جدة روجيدا ب أن يصعدوا إلى السيارات الأخرى ثم صعد هو وإنطلق ب السيارة
كانت سوزان تحدق ب جلنار ب تمعن إلى أن قالت
تشبه ذلك الشرقي كثيرا
تعجبت روجيدا من لقب جاسر الجديد بينما هو لم يلق بالا لما يقال ف ردت الأولى ب إبتسامة سخرية
لا إنها تشبهني
ردت عليها جدتها دون أن تنظر إليها ظاهريا نعم أما روحها ف هي مفعمة منه إنها هو
إبتسمت روجيدا ب شرود وقالت أنت محقة
حدق جاسر ب إبتسامتها ليبتسم ب خفة فما يحدث الآن وإقترابهم الجبري يستحق كل ما ناله من تقريع
عودة إلى وقت سابق
أخذ يطرق على المكتب ب خفة ف بعد أن تم إبلاغه عن رحيل شريف إلى المنيا حتى بدأ في إكمال باقي خطته أمسك هاتفه وإتصل ب ذلك الرقم حتى أتاه الرد على الطرف الآخر تنحنح ثم قال ب هدوء
السيدة سوزان سالفاتور!
أتاه صوت وقور من الجهه الأخرى أجل من معي
أدعى جاسر الصياد أنا زوج حفيدتك روجيدا
ساد الصمت عدة ثوان قبل أن يأتيه صوت سوزان الغاضب
أنت هو الأحمق الذي إنفصل عن حفيدتي ولم يكتف بل ورطها ب المتاعب وتتصل بي ماذا تريد!
أبعد جاسر الهاتف
عن أذنه يكظم غضبه ليعود ويضع الهاتف على أذنه ثم قال بهدوء ظاهري
أجل أنا
ردت عليه ب نبرة حادة ولما تتصل بي لا تعتقد أنني لا أعلم بما يجري ولكنني سآتي قريبا وآخذ حفيدتي وإبنتها فلم يعد لها ما تبقى لأجله
إندفع جاسر قائلا أولا أنا لا أنوي تركها ثانيا لن أدعك تأخذينها أو تأخذي إبنتي بعيدا عني فما بيننا لم ينتهي إلى الآن
و تتواقح يا أحمق! لن أدعها لك كان يجب أن أعلم أنه لا يمكن الوثوق ب شرقي مثلك
تصاعدت أنفاس جاسر ب حدة وبقى يسب ويلعن داخل نفسه ف أكملت سوزان حديثها
أتظن ب أن هذه هى