الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية جاسر الفصول من 11-15

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل_الحادي_عشر
الجنون ب الحب هو الوسيلة لتعقل...
ممكن تفرد وشك شوية يا صابر!..مش أسلوب ع فكرة...
نظر إليها ب ڠضب قبل أن يقول ب صوت جاهد أن يحافظ على هدوءه
أفرد وشي لما أكون جاي أقابل ناس الواحد يستفتح بيهم اليوم مش دول
تأففت وقالت يا صابر ما أنت إستفتحت ب وشي..عاوز إيه أكتر من كدا!!
وشك دا حاجة طبيعية..إنما هما...

لكزته وهي تنظر إلى أحد الجهات ثم قالت ب إبتسامة صفراء
طب بس بقى الناس وصلت...
لم تتحرك عضلة ب فكه وظل جالسا في حين نهضت هى وبادلت الحميع الإبتسام..وكان من بينهم مراد الذي ظل ينظر إلى صابر الجالس صلب وكأنه صخرة ثم قال ب إبتسامة
إزيك يا مدام بسنت!...
قالها وهو يمد يده كي يصافحها ولكن يد صلبة هى كل ما قابلته..نظر إلى يد صابر التي تضغط على كفه ب قسۏة ثم إبتسم ب إستفزاز قائلا
وماله أهلا يا صابر باشا...
نفض صابر يده عنه ب قوة وكأنه ينفض حشرة..ثم جلس دون أن يتشدق ب أي حديث..إبتسمت داليدا ب إحراج ثم قالت
يلا نقعد ونشرب شي الأول...
جلس الجميع وكانت يد صابر تمسك يد بسنت ب قوة دون أن تفلتها ليقول وهو ينظر إلى داليدا ب نفاذ صبر
معلش يا مدام داليدا..نمضي العقود ونمشي..عشان أنا وبسنت ورانا مشاوير كتير
أومأت ب رأسها ب تفهم وقالت ما في مشكلة..هلا بنمضي وبنفل بعدها...
أخرجت العقد من الحقيبة وأعطته إلى صابر الذي سمع صوت مراد يأتيه ب برود
إقرأ العقود الأول..لحسن نكون ضاحكين عليك
نظر إليه شزرا ثم قال مش بعيد على أمثالك...
نظرت بسنت إلى مراد ب أسف وإعتذار..ليومئ ب رأسه ك العادة وإبتسامة صغيرة تزين شفتاه..بينما صابر يقرأ العقود ب تدقيق ف إستمع إلى صوت داليدا وهى تقول
العرض..هيكون ب لبنان يوم الإفتتاح..يلي هتقدمه مدام دينا..مرته لمراد...
أومأ صابر ب رأسه دون أن يرد أو يرفع حتى رأسه بل ظل يقرأ العقود مما دفع بسنت لكي ترد بدلا عنه
تمام يا مدام..هنكون هناك ع المعاد...
إبتسمت إليها داليدا وكذلك مراد..ف سحب صابر يده وقام ب الإمضاء ثم أعطى العقود إلى داليا وقال وهو ينهض
كدا العقود تمام..وإمضتي موجودة..أنا عملت اللي عليا..تقدري تبلغي السكرتيرة ب معاد العرض والإفتتاح وهنكون هناك ع المعاد بعد إذنك...
ثم سحب يد بسنت خلفه ورحل دون أن يكلف نفسه عناء إلقاء السلام لتقول بسنت ب تذمر
كدا قلة ذوق..تسيبهم وتمشي من غير أما تقول كلمة حلوة!
رد عليها وهو لا يزال يجذبها مش عاوز أسمع صوتك يا بسنت عشان أنا على أخري
الله وأنا مالي...
إلتفت إليها على حين غرة..ف أخفضت رأسها وبقت صامتة..ليعود ويجذبها مرة أخرى ثم تمتم ب ضيق
جاسر يشيل إيده وأنا أتعك فيها...
فغرت روجيدا فاها وهى تنظر إلى جاسر الذي يبادلها النظرات الهادئة..ثم قالت إلى والدتها ب الهاتف ب عدم فهم
يعني إيه جاية مصر!!
يعني جاية تشوفك أنتي وجاسر..فيها إيه ميتفهمش!
وضعت روجيدا يدها على فاها وقالت طب هتيجي أمتى
أتاها صوت والدتها ركبت الطيارة من ساعتين و هتوصل على بالليل...
جلست ب صدمة على الأريكة وبقت مخفضة رأسها ثم تشدقت ب صوت خفيض
طيب يا ماما..مع السلامة
عاد صوت والدتها المحذر روجيدا!!..جدتك متعرفش إنكوا إطلقتوا..ولو عرفت هتقوم الدنيا وهيحصل مشاكل
خلاص عارفة والله..سلام دلوقتي...
أغلقت الهاتف ثم ألقته ب إهمال على الطاولة..وضعت يدها على رأسها وخللت أصابعها ب خصلاتها وقالت ب يأس
ليه كل حاجة جاية معايا عكس!...
جلس جاسر ب جانبها ثم تساءل
في إيه يا روجيدا!!
ردت عليه دون أن ترفع رأسها أنت السبب ف كل اللي بيحصلي...
وضع سبابته على صدره ثم

قال ب دهشة
أنا السبب!!..وأنا كنت عملتلك إيه!
قول معملتش إيه...
زفر و وضع يده على ظهرها لتزيحها..ف زفر ب ضيق مرة أخرى وتساءل
طب فهميني في إيه!..يمكن نلاقي حل...
رفعت رأسها إليه ثم قالت ب هدوء
جدتي جاية مصر
طب وفيها إيه!
ردت عليه ب إنفعال فيها إنها لو عرفت..مش هتسبني دقيقة هنا وهتاخدني على أمريكا ومش هقدر أعترض..ثم إنها هتجوزني لحفيد صاحبتها...
قست عيناه وقد بدت على ملامحه الشړ ثم هتف ب صوت حاد ك نصل السيف
وهو أنا هسمح ب كدا!
ضحكت ب سخرية وقالت وأنت ف إيدك إيه تعمله!..صدقني محدش هيقدر يمنع جدتي من حاجة
محدش هيقدر ياخدك مني...
نظرت إلى عيناه مطولا وهى ترى نظرات الإجرام والشړ تملأها..بجانب العزيمة التي يتضح منها عدم تخليه عنها..لتنزل عيناها عنه وأدارت وجهها إلى الجهة الأخرى
أتاها صوت جاسر الماكر
طب إيه رأيك..نخبي على جدتك وكأننا لسه متجوزين وتقضي الوقت معايا لحد أما تمشي...
عادت ب رأسها إليه وإنتفضت واقفة كمن لدغتها حية ثم قالت ب هستيرية
أنت أكيد إتجننت..فكرك مش هتعرف!...
نهض و وضع يديه ف جيبي بنطاله ليميل إلى مستواها ثم هتف ب ثقة وهو ينظر إلى عيناها ب قوة
طول ما إحنا مبنتصنعش..مش هتعرف
تشدقت ب عدم فهم مش فاهمة...
إقترب خطوتين منها ليميل إليها أكثر ثم همس وهو يمسك يدها التي ب جانبها
يعني لا أنا ولا أنتي هنبين إننا بنحب بعض..لأننا أصلا بنحب بعض
ضيقت عيناها وقالت وأنت لسه متخيل إني بحبك!
إبتسم من زاوية فمه وقال ب مكر لو مكنتيش بتحبيني مكنتيش حاولتي تخليني أغير عشان تشوفي ردة فعلي...
توترت ب البداية ونظراته العميقة تخترق روحها وقلبها لتبقى عاړية من جميع الأكاذيب أمامه..ف لم تجد بدا من إخفاض رأسها دليل على صواب حديثه..ف إبتسم هو ب إتساع ليقول ب نفس مكر الصياد
عرفتي بقى إنك مش منيعة قدامي!..عرفتي إني الوحيد اللي بعريكي من كل كڈبة أنتي فاشلة فيها أصلا...
ثم همس وهو يتعمق النظر إليها
زي ما أنا بكون فاشل ب الكذب قدام عنيكي..ببقى اضعف واحد ف الكون قدامك..إحنا زي القلب والشريان بيكملو بعض...
تعالت نبضات قلبها ولا تزال عيناه تأسر خاصتها..وبدا الصمت هو الأمثل ب الوقت الحالي..قبل أن تقطع هذه النظرات ب قولها اليائس
ثم إنه مينفعش نكون مع بعض..غلط وحرام..أنا مجوزلكش دلوقتي
إبتسم وقال عارف..متخافيس هحاول أمسك نفسي
ردت عليه ب سخرية ما هو واضح يا سي جاسر
ضړب كتفها ب كتفه وقال يا بت ثقي فيا...
ضيقت عيناه وهى تنظر إليه ب حنق ف ضحك لتقول هى ب حدة
دا أنا أثق ف تعبان ولا أثق ف ابن الصياد...
قهقه جاسر ب صوت عال ثم قال وهو يقبض على وجنتها ب لطف
تعلمي تثقي فيا عشان نقدر نعيش مع بعض الكام يوم
يا جاسر صدقني مش هينفع
رد عليها ب إصرار لأ هينفع..مفيش حل غير كدا..يا أحافظ عليكي يا تضيعي مني..وأنا بصراحة مش مرحب ب الحل التاني..لأني مش هسمح أصلا...
جذبت يدها من ثم جلست ب يأس على الأريكة واضعة وجهها أسفل يدها لتسمع صوته وهو يقول
ألحق أجهز بقى عشان أستقبل الحاجة أم جين...
عادت فاطمة بعدما أنهت حديثها مع جاسر ثم جلست ليتساءل سامح
خير يا أمي!
وضعت الهاتف وقالت خيريا حبيبي..مفيش حاجة...
إرتشف من كأس العصير خاصته ثم تساءل مرة أخرى وهو ينظر إلى والدته
أومال جاسر عاوز إيه!
بيقولي نوضب جناح الضيوف عشان في مين!
رفعت منكبيها وقالت مقالش...
اومأ سامح ب رأسه لتلتف فاطمة و تنادي ب صوت عالي نسبيا
كريمة!!...
أتت

المدعوة كريمة سريعا لتخفض رأسها وتقول ب إحترام
أيوة يا ست فاطمة
حضري أوضة الضيوف دلوقتي
حاضر يا ست فاطمة...
ثم رحلت لتنفذ ما قالت..تساءلت فاطمة ب حنو
فين مراتك يا سامح
نايمة يا أمي..بترتاح
ربتت على يده وقالت سيبها يا حبيبي..أنت عارف الحمل متعب...
رفع سامح يد والدته وقال ب إبتسامة
عارف يا أمي..عشان كدا هطلب منك تاخدي بالك منها ونص ساعة كدا صحيها عشان لازم تفطر وتاخد دواها
عاتبته والدته ب لطف إخص عليك يا 
عارف والله..بس تعملي إيه القلب وأحكامه
ربنا يخليكوا لبعض ويرزقكوا بالذرية الصالحة
اللهم أمين..يلا أنا رايح الشغل
طريق السلامة يا حبيبي...
ثم رحل وقبل أن يفتح الباب ويغادر وجد من يطرقه..فتحه ليجد عمته و زوجها أمجد..ليقول سامح ب سعادة
عمتي وأستاذ أمجد!..ياااه وحشتونا والله...
إحتضنه أمجد ب قوة ثم إتجه إلى عمته وقبل رأسها لترد عليه ب إبتسامة
إزيك يا بن خوي
قال سامح ب مرح أنتي ظبطي الراديو ع اللهجة الصعيدي..ما خلاص بقى يا عمتي كله ظهر...
كت رايح ف مكان!
أها أنا رايح الشغل
ليقول أمجد ب إستحسان كويس أنا كمان نازل القاهرة عشان شغلي..بس قولت أوصل عنيات الأول
خير ما عملت...
نادى سامح على أحد الخدم ليقوموا ب حمل الحقائب إلى الداخل ثم ذهب هو وأمجد إلى الخارج وذهبا إلى خارج القرية
كان على أعتاب باب القرية ليوقفه حارسين قويين البنية ليسألاه ب تفحص
مين حضرتك!...
أخرج شريف إليه بطاقة هويته..ليعتدل الحارسين ب وقفتهم ثم قالا
أهلا يا باشا بس خير!
رد عليهم شريف ب نفاذ صبر عندي شغل يا بني وسع
تنحنح أحدهم وقال بس لازمن يعرف البيه
نطق ب حدة عبد الرحيم بيه...
تأفف شريف ب ضيق ولكنه أشار إليه ب يده كي يقوم بما يريد..بقت أصابعه تطرق على المقود ب لحن رتيب حتى جاء أحد الحرس وقال ب إحترام
البيه مستنيك ب البيت...
أومأ ب رأسه ولم يرد..ف أفسح له الحرس المجال ليدلف..هو يعلم الطريق جيدا فقد جاء إلى هنا سابقا
بعد مدة قصيرة من القيادة وصل شريف إلى ذلك المنزل الذي يقف أمامه شخص يرتدي جلباب من اللون الرمادي ويضع على منكبه شال من الحرير الخالص وينتظره ب إبتسامة
ترجل من سيارته و وضع نظارته الشمسية على وجهه ليقابله عبد الرحيم ب إبتسامة وقال ب ترحيب مفرط به
يا ألف أهلا وسهلا..خطوة عزيزة يا باشا
صافحه ب برود قائلا متشكر
ربت على منكبه وقال إتفضل يا باشا..لازمن نضيفك...
حاول شريف الإعتراض ولكن عبد الرحيم إعترض قائلا ب إصرار
أنت ف قرية الهواري..يعني أصل الكرم..ميصوحش تمشي من غير أما نعمل واچب
تسلم يا حج عبد الرحيم...
دلف شريف إلى الداخل ب صحبة عبد الرحيم الذي نادى على خادماته لكي يقوموا ب تحضير طعام الإفطار..وتحت إصرار الأخير لم يجد الأول بدا من الإعتراض
بعدما تناولا الطعام إتجها إلى الشرفة وتبادلا أطراف الحديث عن القرية وما يحدث ب الجوار حتى تساءل شريف
بس إيه سبب العداوة بينكم وبين عيلة الصياد...
وضع عبد الرحيم كوب الشاي خاصته ثم قال بعد تنهيدة عميقة
ياااااه..الحديت ده هياخد وجت كتير
ليرد عليه شريف وأنا مواريش حاجة
ربت على منكبه صدجني بلاش تعرف..فيه حاچات لازمن ينجفل عليها بالضبة والمفتاح ومنچبش سيرتها واصل
بس أنا عاوز أعرف...
نظر عبد الرحيم إلى حديقة منزله عدة ثوان ثم عاد ينظر إلى شريف وهتف
يبجى لازمن تعرفها وحدك
صدقني هعرفها..مش أنت وجاسر أعداء!
رفع حاجبيه ب دهشة وقال ومين جال كدة!..أني وچاسر من بعد ما خيتي فاتت

على السچن وإحنا لا بنعرف بعض ولا بنكلم بعض..التار خلص لحد إهنه
ومش عاوز ټنتقم لأختك اللي ماټت ب السچن دي!...
نظر عبد الرحيم إلى عيني شريف ثم قال ب هدوء
فكرت كتير يا باشا..لكن صدجني..مش سهل إنك تلاعب ولد

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات