الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية جاسر من 1-5

انت في الصفحة 2 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

يراقبها ب متعة خالصة..ثوبها الصيفي المتطاير حول ساقيها الرشيقتان..كانت ترتدي نعومتها ..تنهد تنيهدة ممدودة تحمل الكثير من الرغبة في إحتضانها والهرب بها هى وطفلتهما..بعيدا عن كل ما يفرقهما...
جلس جاسر على أقرب مقعد ب الصالة الواسعة و وضع يده على صدره فوق قلبه مباشرة وكأنه يستشعر ذاك الوشم الذي وشمه على جسده..يدمغ جسده ب اسمها ليكون محرما على أي أمرأة بعدها..قطع سيل أفكاره إندفاع جلنار التي هتفت ب إشتياق وسعادة غير محدودة
بااابي...وحشتني جدا..جدا...
وأنتي وحشتيني أوي يا روح بابي
رفعت سبابتها وقالت ب تحذير طفولي رقيقمش تسافر تاني وتسبني..
قرص وجنتها ب خفةحاضر يا قلب بابي..مش هسافر وأسيبك...
ليسمع صوت روجيدا وهى تأتي من غرفة الصغيرة هاتفة ب حنق
كدا نسيتي شنطتك يا جلنار!
هتفت الصغيرة ب إعتذار mumأسفة أمي
إقتربت روجيدا منهما وقالت ب حنومش تعتذري يا جوجو...
ثم إقتربت أكثر ليأخذ الحقيبة من يد روجيدا ليهمس
يلا عشان منتأخرش
تساءلت روجيداأنت هترجع المنيا ع طول!
أماء ب رأسه دون أن يردف تقدمت خطوة أخرى وقالت ب إبتسامة
تسمعي الكلام يا جلنار ومش تزعلي آنة منك
ردت الطفلة ب طاعةحاضر يا مامي..مش هزعل آنا خالص...
فتح عيناه عندما إبتعدت عنهما وكأنها أخذت قطعة معها ب إبتعادها..تنحنح يجلي حنجرته ويستعيد رباطة جأشه ثم قال ب تحشرج
لازم نمشي عشان طريق السفر
أماءت ب خفوت وقالت ب رجاءخلي بالك منها..ومنك...
قالت الأخيرة ب همس لم يصله..ليومئ ب رأسه ثم أنزل الصغيرة وأمسك يدها..إلتفتا ليخرجا من باب المنزل..ولكن قبلا إلتفتت جلنار ثم أرسلت قبلة لوالدتها وقالت وهى تلوح لها
باي مامي..هتوحشيني
فعلت روجيدا المثل وقالت ب دموعوأنتي كمان يا قلب مامي...
رفعت نظراتها إلى جاسر الذي نظر ب دوره إليها ب إطمئنان ثم قال ب لهجة غريبة
أشوفك قريب يا روجيدا...
ولم يترك لها الوقت..ف أغلق الباب ورحل لتشعر هى ب الصقيع الذي غلف قلبها..ثم همست وقد إنسابت عبراتها إشتياقا وألما
بحبك يا أحلى قدر...
ما تبطل تدور وراه وأنت هترتاح...
نطق بها أحدهم وهو يجلس أمام ذاك الضابط الشاب..ف رد عليه ب برود
أنا مبدورش وراه قد ما المعلومات بتقع ف إيدي
أنحنى الشاب ب جسده إلى الأمام وتشدقيا شريف مش عليا..أنا عارف أنك عاوز توقعه ب أي طريقة...
نظر له المدعو شريف ب عيناه الرماديتان ب حدة ولم يرد..ف نهض عن مقعده ب جسده الضخم المعضل بما
يتحتم عليه من مهنته واضعا يده في جيبي بنطاله وتشدق ب فتور
واحد زي جاسر الصياد مش سهل..حاجات كتير بيعملها والكل عارف بيعمل إيه بس محدش بينطق يا مجد...
نهض مجد ليقف خلفه ثم وضع يده على منكبه وقال ب هدوء
أنت لسه منقول جديد يا شريف..ف أنت متعرفش حاجة
إلتفت شريف ب عڼف وقال ب ڠضبمعرفش حاجة!!...
ثم لم يلبث أن إتجه إلى مكتبه الراقي ب خطوات تنهب الأرض وأخرج منه بعض الأوراق ليتشدق وهو يبعثرها ب عصبية
أولا ټهديد شركاءه ف الشغل ب طرق غير مشروعة وأحيانا بتوصل للقتل
رد عليه مجد ب هدوءوأنت عارف كلهم كانوا أيه
لم يفقد شريف شراسته وأكملإختفاء جابر الهواري من أكتر من سبع سنين بعد رجوع جاسر الصياد من

سفره ب ساعات...
رفع مجد كتفيه ب لا مبالاه وقال ب هدوءه الذي أثار غيظ صديقه
صدفة..وبعدين برضو متنساش جابر الهواري كان أيه
إشتعلت عيناه أكثر وهو يهدرمش من حقه ېقتل..مش هو اللي ف إيديه مصير الناس...
تأفف مجد ب نفاذ صبر ثم ما لبث أن إتجه إلى صديقه ومال ب جسده إليه وقال ب نبرة ذات مغزى
ما تقول أنك بتعمل كل دا عشانها!!...
تحولت عيناه شريف إلى القتامة وقد تشنج جسده كله عقب ما تفوه به صديقه والذي ينظر إليه ب قوة وثقة..لم يحيد ب نظراته القاتمة عنه وقال من بين أسنانه ب تحذير
خد بالك من كلامك يا مجد عشان منخسرش بعض
عقد ذراعيه أمام صدره وقال ب ثباتمش دي الحقيقة ولا إيه!..من ساعة أما شوفتها لما فتحت قضية جابر مرة تانية وأنت مش عارف تشيلها من دماغك...
إزدادت ملامحه قتامة وقد تقلصت عضلات فكه ب شدة..رغما عنه شرد تفكيره ب ذكرى لقاؤه الأول بها..هنا في هذا المكتب بعد إنتقاله من مدينة الإسماعيلية إلى القاهرة..ومنذ أن إنتقل وهو ينبش في بعض القضايا المعلقة والتي غض البصر عنها ب محض إرادتهم..ذلك هو دوره..يقوم ب النبش في المحظور...
دلفت إلى مكتبه ب خطوات واثقة دون حتى أن تتكلف عناء الطرق على الباب..ثم وقفت أمام المكتب تقول ب صوتها الأنثوي القوي
النقيب شريف المهدي!...
رفع رأسه بدهشه وڠضب من دلوف تلك المتطفلة دون الإستئذان وهو ينتوي الصړاخ والإهانة..إلا أنه إبتلع ريقه ب صعوبة وهو يرى تلك الحورية ذات العيون الفيروزية القاټلة ب براءة..تقف ب شموخ وثقة تتحداه أن يتفوه بما كاد أن يتفوه به...
ظل يحدق بها من قمة رأسها إلى أمخص قدميها..لم يستطع منع نفسه من تأمل تلك الفاتنة التي تعد إحدى بطلات الحكايات الهاربة من كتاب الأساطير..سيدة يعرف أنه لن يراها مرة أخرى وهالة القوة المحيطة بها تجبره على الصمت وإنتظار حروفها الرقيقة لينصاع لما تقول مسلوب الإرادة...
أخرجته من تأمله العميق الذي لم تلحظه وهى تقول ب جمود
ممكن أقعد!
نظر إليها ب عينان متسعتان ثم تنحنح ليجلي حنجرته ويحاول إطفاء بريق عيناه الغريب عنه وقال
طب..طبعا أتفضلي...
أومأت ب رأسها ثم جلست ب رشاقة واضعة ساق على أختها..ليزفر ب ضيق وهو يراقب أناقتها..ولكن بلا مقدمات تشدقت ب جمود
ممكن أعرف جاسر الصياد محپوس ب تهمة إيه!...
إرتفع حاجبها ب دهشة..ثم ما لبث أن إبتسم ب قسۏة وقال ب جفاء
وحضرتك مين إن شاء الله!
رفعت أحد حاجبيها وقالت ب نبرة جافة تحمل الفخرحرم جاسر الصياد...
إرتفع حاجباه أكثر وقد قست معالمه ب قوة حتىأن يده كانت تقبض على القلم ب شدة حتى كاد أن يحطمه..ثم تشدق ب جفاء
أظن تهمته واضحة
لترد عليه ب تحدياللي هي!...
صمت قليلا يحاول السيطرة على إنفعالاته ثم
قال ب هدوء
القټل
لم تهتز عضلة لها وهى ترد ب ثقةمفيش تهمة قتل طالما مفيش چثة..مش دا القانون ولا إيه يا حضرة النقيب!
مط شفتيه وقال ب برودوأدينا بندور ع الچثة...
أخفضت نظرها قليلا ثم رفعته مرة أخرى غافلة عن توهج نظراته التي تابعت تساقط خصلاتها على منكبها لتغطي وجنتها..ثم قالت ب تحدي
دا لو فيه چثة أصلا...
عقد حاجبيه يتساءل بصمت لترد على سؤاله الصامت
مش ممكن يكون هرب بعد لما إتعرفت عنه كل حاجة...
لم يرد أيضا ولكن عيناه قد بدأت في التوحش..لتخرج هى عدة أوراق تضعها على مكتبه ولكنه لم يتكلف عناء النظر إليه أو حتى إلتقاطه..لتقول ب لهجة حازة تحمل الټهديد
أكيد أنت منقول جديد عشان متعرفش حاجة عن جابر الهواري..الملف دا فيه كل

بلاويه واللي جاسر هو اللي سلمها لدولة من تلت سنين..وللإضافة..خاله برضو ليه ف نفس طريق إبنه..دا من باب العلم ب الشئ...
لم تضف كلمة وهى تتأمل ملامحه الجليدية..ثم نهضت وقالت ب برود
أظن كدا مفيش تهمة والعسكري هيجي يقولك انهم ملقوش حاجة..وساعتها جاسر هيطلع وأنت هتخسر..بس دا يعلمك لما تحب تتدور ع الحق..متحاولش مع الناس الغلط..بعد إذنك...
ثم خرجت ب خطوات واثقة كما خرجت وهو يتأمل خصلاتها الكستنائية التي تتراقص على ظهرها...
مر على تلك الذكرى ما يقرب الثلاث سنوات وهو لا يزال يتذكرها ويعيدها مرارا على ذهنه حتى لا يفقد بريق عينيها الفيروزية التي أسرته في لحظة...
وقفت في صالة الإستقبال ب المطار تنتظر أختها الغير شقيقة .. وب الفعل بعد عدة دقائق أبصرتها قادمة في إتجاهها تلوح بيدها ب سعادة ثم ركضت هاتفة ب أشتياق
وحشتيني مووووت..موووت يا قلبي
ربتت روجيدا على ظهرها وقالت ب حنانوأنتي كمان يا بوسي...
أبعدتها عنها تتفحصها جيدا..لتجدها كما تركتهم منذ سنتان..وضعت يدها حول كتفيها وقالت
أيه أخبار روما والمنحة!!
ردت عليها بسنت ب حماسروعة..روعة جدا..خلصت المنحة وأشتغلت ف أكبر شركة تصميم هناك...
إستمعت لها روجيدا وهما يتحركان إلى الخارج وخلفهم العامل الذي يحمل الحقائب..لتتساءل فجأة
صابر يعرف إنك هنا!
بهتت تماما بسنت ولم ت بل نكست رأسها أرضا خجلا..هزت روجيدا رأسها ب يأس وقالت ب عتاب
ليه كدا يا بسنت!!..بتعذبيه معاكي ليه!
رفعت بسنت رأسها فجأة وقالت ب إستدراكأبدا والله..أنتي عارفة أني بحب صابر جدا..بس آآ...
صمتت ولم تجدما تقول..لتحثها روجيدا قائلة
بس أيه!
تنهدت بسنت وقالتمش عارفة..خاېفة يا روجيدا..أنا مريت ب تجربة صعبة أوي وكنت لسه طفلة..مش أكتر من أني خاېفة
لتقول روجيدا ب تقريربس صابر مش ھيأذيكي
الخۏف مش منه..أنا خاېفة من التجربة ك كل مش أكتر..خاېفة وهو مش مقدر دا
ضمتها روجيدا أكثر وقالت ب حنانفهميه..أنتي رجعتي وجاتلك الفرصة تفهميه وتعرفيه موقفك..صدقني صابر بيحبك بضمير
عارفة...
قالتها ب إبتسامة وتقرير..مر فترة صمت بعدما صعدتا إلى السيارة لتتنحنح بسنت قائلة
روجي..ممكن أطلب منك طلب!!
أومأت روجيدا ب رأسها دون حديث..لتقول بسنت ب تلعثم
في عشا عمل النهاردة بالليل ولازم أحضره..بس مش عاوزة أحضره لوحدي..فلو أمكن تيجي معايا!!..بليييييز...
إستدارت روجيدا تنوي الرفض ولكن بسنت كانت تنظر لها ب وداعة وبراءة..لتزفر ب قلة حيلة قائلة ب هدوء
طيب
تهللت أسارير بسنت وقالت ب إمتنانحبيبة قلبي..بصي هروح لمامي الأول وبعدين هفوت عليكي أخدك أنتي وجلنار
ردت روجيدا ب خفوتجلنار..أبوها أخدها..يعني هاجي لوحدي...
صمتت بسنت ولم تفتح مجالا للحديث..هى على دراية بما حدث وذلك الفراق الغامض بينهما...وأكملت السيارة سيرها إلى وجهتهم في صمت كاد يطبق على أنفاسهم...
كان جاسر يقود السيارة وسط ثرثرة الصغيرة عما فعلته أثناء غيابه في روضتها وخارج روضتها..إلى أن سألها ب أهتمام
ومامي بتاخد الدوا ف معاده يا جوجو!
أومأت ب رأسها وقالتأيوة..بتاخده في
معاده..بس ساعات هى بتنسى وأنا بفكرها
ربت على خصلاتها وقالشطورة يا جوجو...
إبتسمت الفتاه ب سعادة وأكملت ثرثرتها حتى تصاعد رنين هاتف والدها ليقول جاسر ب حنو
بصي يا قلبي هرد ع الفون ونكمل كلامنا
أووك...
قالتها صغيرته وهى تفتح عبوة العصير التي أشتراها لها والدها..وضع جاسر الهاتف على أذنه وقال ب هدوء
أيوة يا صابر..أه أنا وصلت..خير في إيه!
أتاه صوت صابر يهتفمعلش يا جاسر..في عشا عمل مع الوفد اللبناني
ليتساءل جاسر مستدركاأي وفد لبناني
بتاع المدام داليدا...
تأفف جاسر ب نفاذ صبر ثم قال
بس أنا مسافر مع جلنار..روح أنت
ليرد عليه صابر ب حنقمنا لو كنت فاضي كنت رحت..معلش يا جاسر تعالى ع نفسك
تأفف جاسر ب حنق ثم قالطيب..طيب..سلام...
ثم أغلق الهاتف وقذفه ب إهمال ليقول جاسر ب هدوء
حبيبة بابي..هتروحي معايا

مشوار قبل أما نشوف تيتة..أوكييه!!
هزت رأسها ب موافقة ثم قالت ب إعتراضاسمها آنا..مش تيتة
ضحك جاسر وقالطيب يا لمضة...
ثم أبدل جاسر وجهته وذهب إلى المطعم الذي أرسله له صابر عنوانه واسمه فيما بعد...
دلفت روجيدا ب ثوبها الأسود الذي يحصل إلى ما قبل ركبتيها ب قليل..كان ينسدل على جسدها ملتصقا به ليظهر رشاقة قدها..ذات ويتجمع أطرافه حول عنقها ب نعومة مطعم ب الأحجار الكريمة..عاري الظهر والأكتاف..ويحد

انت في الصفحة 2 من 12 صفحات