عاصفة الحب
انت في الصفحة 27 من 27 صفحات
يدها مبتسما
مش بتقولي انا ليك وملكك
ولم تشعر بعدها إلا وهي ملكا له بالفعل
وقفت أمام منزله تنظر للحديقه التي تحاوط المنزل لتجده يحمل طفله ويلقيه بالهواء ثم يلتقطه والطفل يضحك بصخب وسعاده من مداعبته
سقطت دموعها أسفل نظارتها السوداء كحال باقي ملابسها
فرغم حزنها على فراق والدها وجرحها الذي لم يندمل
أتت للمرة الاخيره لتغلق تلك الصفحه من حياتها
فهو لم يعد يفكر بها حتى بعدما جاء اليه فريد إيطاليا ليلتقي به ويخبره بكل شئ كي يجمعهم ولكن هو أصبح رجلا آخر غير الذي أحبته
طارق وفادي نفس الرجل ولكن أحدهم كان يرى الحب اسمي شئ أما الآخر والذي عليه الآن لا يرى الحب الا هراء والنجاح والوصول للقمه هم الأهم
أمسكت يده وهو يقودها لأول يوم دراسي لها بالجامعه لتكمل دراستها في تخصصها
كانت تشعر بالفخر وهو يعرفها على بعض الاساتذه.. فمن لا يعرف طبيب مثله
يلا ياحببتي سيبي ايدي انتي كبرتي خلاص
قالها مازحا ..لتضحك على تشبثها الطفولي به ولكن المكان جديدا عليها حتى الأشخاص لا ترى نفسها منهم
يوسف خليك معايا
وأنفرجت شفتيه بضحكه وقوره وضم وجهها بين راحتي كفيه
والله انا خلصت دراسه لحد ما استكفيت يلا قطتي شاطره ومبتخافش
فوكظته بخفة على صدره فأرتد للخلف ضاحكا
حسابنا بعدين ياشوشو
يامجنونه انتي حامل
..
الكل كان ملتفا نحوها بعدما عادت من المشفى بصغيرها
امينه تجلس جانبها تحتضن الصغير وتبكي وتشم رائحته
الحمدلله عيشت وشوفت ابنك يابني
ونظرت لفارس ونجاة
عقبالك ياحبيبي
تآلمت نجاة وهي تخاف أن لا تصبح أما وتعطي فارس تلك السعاده التي تراها اليوم في عين فريد
واندفعت سلمي نحو الصغير بعدما عادت من عملها
حبيب قلب عمتو وصل بالسلامه
ضحكاتهم صدحت بسعاده حقيقيه لتسأله والدته
هتسميه ايه يافريد
لتلمع عين فريد وهو ينظر لزينه التي تفتح عيناها بتعب ثم لصغيره
بعد مرور عام
الظلام كان يحاوط الغرفه وحلما يصارعه أحدهم لم يكن ذلك الحلم الا مقتطفات من الماضي عاد عقله لصورة والده ووالدته وصورة لبعض اصدقائه وصوره أخرى لفتاة تلوح له بيدها وصړاخ رجلا به أنه لا يليق بأبنته وسيارة تقترب منه وصړاخ اخر شريط من الماضي مر في غفوته ومع كل ذكرى كانت أنفاسه تعلو والعرق يتصبب من فوق جبينه وانتفض من نومه فزعا وهو يفتح عيناه بصعوبة
انه هو طارق وليس فادي من عاش بأسمه لما يقارب الخمسة أعوام.
..
لطمھا الصغير على خدها كي تتركه من ذراعيها لتهتف كاميليا
بتضربني ياابن أحمد
سهر وأحمد فين ياماما
تنهدت كاميليا بتعب من ملاحقة الصغير الذي يحبو
خرجت تتغدا بره هي وأحمد
وتركت الصغير ارضا بعد أن لطمھا ثانية
انا مش عارفه الواد ده طالع لمين اختك كانت هاديه
فتعالت ضحكات شهد وهي تحضر رضعة صغيرتها
اكيد طالع لأحمد
فهتفت كاميليا بتأكيد
انا قولت كده برضوه أمتي هتنزلي مصر يابنتي ياريتني ماجوزتك بعيد عني عايزه احضنك أنتي وبنتك
شعرت شهد بحزن والدتها فهي أيضا اشتاقت لها
وارادت اسعادها
ما انا متصله اقولك اني نازله اول الشهر ياماما
كانت سعاده كاميليا لا توصف بتلك اللحظه ولكن قطعها الصغير الذي أسقط الفازة التي دفعت فيها مالا كثيرا عليها ولكنها أرادت أن تشتريها
وتغلق شهد معها وضحكاتها تعلو لتتعلق عيناها بصغيرتها المتعلقه بين أحضان والدها ويهبط بها الدرج فأقتربت منه تأخذها
حبيبت ماما اكيد جوعتي
فداعب يوسف رأس صغيرته التي تشبهه تماما
هي جاعت وابوها كمان جاع
لتعلو ضحكاتها مجددا وكأن هذا اليوم هو يوم الضحك معها
..
سقط ثم نهض يركض نحو والده وقبل أن يلتقطه بين ذراعيه ليلقيه كالعاده لأعلى سقط الصغير أرضا لتضحك امينه عليه بعدما ركضت نحوه بطعامه
زينه وسلمى لسا مرجعهوش
لتنظر
الصغير ضاحكه وقد خبئ وجهه في كتف والده بعد ان حمله حتى لا يتناول طعامه
لا ياحبيبي ما انت عارف اختك مطلعه عينيها عشان تشتري حاجتها ياا مش مصدقه انها كلها أسابيع وتتجوز
لتدلف سلمي وزينه معا تلك اللحظه فتركض سلمي نحو شقيقها
فريد هقولك على خبر يفرحك
فأندفعت زينه نحوها تضع بيدها على فمها ولكن الكلمه قد خرجت وانتهت المفاجأة
زينه حامل
لتضع امينه يدها علي فمها بسعاده وهي لا تصدق سترى طفلا اخر لابنها
دلفت نجاة لغرفته بالمشفي وهي تشعر بالحماس فاليوم ستعرف نوع طفليها
لتتجمد نظراتها علي المرأة والرجل الذي معها لم تكن المرأة إلا زوجته والرجل هو طليقها
برودة دبت في اوصالها ليهتف الواقف
نجاة
تعجب فارس من معرفتهم ببعضهم وقبل أن يسأل عن شئ اقتربت نجاة منه تحتضنه
عطلتك ياحبيبي
فنظر فارس إلى الرجل الذي ألتف نحوهم ثم غادر خلف زوجته مطأطأ الرأس ..فقد اتي اليوم مع
زوجته للفحص بعد ان اخبرهم احد اقاربهم عن ذلك الطبيب الماهر في تخصصه
انتي تعرفيهم يانجاة
فأغمضت عيناها وهي تلمس بطنها تتذكر يوم طلاقها
ده كان طليقي
نهضت من فوق مقعدها ببذلتها العمليه الانيقه تنتظر الضيف الذي لم يرد أن يصرح عن هويته لسكرتيرتها
طرقت بحذائها ذو الكعب العالي على الأرض وهي تقف تطالع باب غرفة مكتبها المغلق
وانفتح الباب لتهتف بثقل
طارق
فأبتسم طارق وأقترب منها يهتف بلهفة وشوق
ايوه يانادين طارق مش فادي النويري
حكايه مر فيها كل شئ حزن وسعاده كسر وجبر خذلان وايد تسند وتمحي الآلم
امسك يدها يتجه بها نحو احد الطاولات بعدما باركوا لنادين وطارق علي زواجهم
وازاح لها مقعدها ليجلسها كالأميرات فأبتسمت بدلال
فريد متكسفنيش
وجلس جوارها يضحك على خجلها حين يغدق عليها بحنانه أمام الناس
بدلعك ياحببتي مدلعش يعني وبعدين تيجي تقوليلي فين الاهتمام والدلع بتاع زمان
فنظرت إليه ثم مالت نحوه بغنج
لو مكنتش انت هتدلعني مين هيدلعني
فضحك بقوة وهو يطالع الجالسين حولهم
زينه نلم نفسنا ياحببتي وبلاش الجنون اللي بيظهر فجأه ده.. ما انتي من لحظة كنتي مكسوفه
فألتصقت به أكثر ورفعت يدها نحو رابطه عنقه تتظاهر في أحكام ربطها له ولكنه كان يفهمها
فنهض وجذبها من يدها ثم سحبها خلفه برفق
يبقى كده نروح بيتنا احسن
تمت بحمدالله.
بقلم سهام صادق