الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية جامدة الفصل 19-20

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

أسيا قلبها يهبط هى الأخرى قلقا على الغائبين جاء للجد أتصال هاتفى مقتضب من مراد يخبره فيه بأصابة كرم وأثنان آخران من العمال أحدهم فى حاله حرجة للغاية صړخت ليلي بفزع عند تلقيها ذلك الخبر يليها سميرة التى بدءت تصرخ بهيستريا قائلة 
أبنى لأ ..
حاول الجد تهدئتهم بكل ما أوتى من قوة وأخبارهم أن أصابة كرم سطحية ولكن هيهات لم يقتنع أحد منهم وأصرا على الذهاب برفقته إلى المشفى وأصرت أسيا هى الاخرى ففى تلك الحالة هو أولى الناس برؤيته أو على الأقل الوقوف بجانبه .
وبعد فترة ليست بطويلة وصل جميع أفراد الأسرة إلى الطابق الخاص فى مشفاهم حيث يتواجد كلا من كرم والعاملان وبمجرد رؤية ليلي لشقيقها ركضت فى اتجاهه قائلة بتوسل ودموعها لازالت تنساب فوق وجنتيها 
مراد عشان خاطرى متكدبش عليا .. كرم ماله !!.
مسح مراد فوق شعرها بحنان ثم قال مطمئا رغم نبرته المنكسرة 
مټخافيش .. كرم سليم كسر بس فى الدراع وهو بيحاول ينقذ العامل بعد ما وقع عليه اللوح الحديد..
مسحت ليلي وجهها بكف يدها وقد بدءت وشهقاتها فى الأنخفاض تدريجيا 
طب ينفع أشوفه !!.
ربت مراد فوق راسها عدة مراد ثم أشار لها بعينه قائلا بهدوء 
هو جوه تلاقى الدكتور خلص معاه .. أدخلى ..
ركضت ليلي حيث أشار مراد برأسه وركض الجميع من خلفها على رأسهم والدته سميرة يليها زوجها علي وتبعهم فائق وزوجته عزه وظلت أسيا تقف بعيدا نوعا ما تتابعه بصمت لم ينتبه لها مراد فقد كان فى حالة يرثى لها حيث لطخت ثيابه بالډماء والشحم وسائل أخر لم تتعرف عليه عاد هو يجلس فوق مقعده واضعا رأسه بين كفيه وهو يتذكر مشهد العامل وجسده الممزق و أصابته التى تصيب أشد الرجال بالأعياء نفض رأسه بقوة وأغمض عينيه لتقفز أمامه صوره حيه من جدران المصنع وقد دون فوق كل حوائطها بلا أستثناء 
مراد سويدى .. الأسوء لأعز ما تملك 
تحركت أسيا ببطء شديد تجلس فى المقعد المجاور له ووقتها فقط لاحظت الضمادة الطبية البيضاء التى تغلف كفه حتى معصمه الأسمر رفعت ذراعها بترو ولمست ساعده بحذر ورقة أجفل مراد من لمستها واستدار برأسه نحوها ليراها تنظر نحوه والدموع تملئ عينيها كم يحتاج إليها الأن كل ما يريد هو الاستناد برأسه على كتفها ولينتهى بعدها العالم لن يبالى حتى تنهد بأسى وهو ينظر إليها بعيون فائضة فحمله يزداد مع مرور الوقت عكس ما يأمله هالها مظهره المټألم فرغم كل شئ لازال فى
نظرها هو عامود تلك العائلة وأساسها فتحت فمها للتحدث إليه ولكن أوقفها خروج أحد الأطباء من غرفة الجراحة الواقعة فى أخر الرواق يتوقف أمامه قبل أن يقول بأسف 
مراد بيه أسف .. المړيض أتوفى ..
وضع مراد كفه فوق راسه وظل يمررها عدة مراد بعصبية شديدة فى نفس الوقت حيث يبدو أن زوجه العامل وصلت لتوها لتستمع إلى ذلك الخبر الصاعق وبدءت على الفور فى الصړاخ والنحيب على رفيق دربها الفقيد سادت حالة من الهرج والمرج على أثر ذلك الخبر الغير متوقع حاول مراد بكل طاقته أستيعابه والتعامل معه ليعود بعد حوالى ساعة يرتمى فوق مقعده وقد أخذت زوجه العامل إلى أحد غرف المشفى وتم أعطائها مهدء قوى حتى الصباح لتهدء قليلا و تستوعب تلك الصدمة وتتخطاها ظل مراد ينظر إلى اسيا الجالسة أمامه وصړاخ المرأة لازال يدوى بداخل أذنيه مع تلك العبارة التى تقفز مرارا وتكرارا أمام عينيه ماذا لو كانت هى المقصودة !! و ماذا إذا لم تكفى قوته لحمايتها كما لم تكن كفاية لحماية وأنقاذ ذلك العامل ! كيف سيتحمل فقدانها ! أو كيف سيستطيع العيش دقيقة واحدة دونها ! تنهد بحسرة وهو يشيح بوجهه بعيدا عنها لماذا يصر القدر على الوقوف فى طريق سعادته !. ولم يأبى الزمن أن يمن عليه ولو بالقليل من السعادة فكلما أراد الأقتراب منها والراحة بين ذراعيها يجد مئات الموانع والأسوار تبنى أمامه وتمنعه عنها !!! لقد فاض به حقا وعقله يحدثه أن يجذبها من يدها ويذهب بها إلى أخر العالم مبتعدا عن كل ذلك الهراء ولكن منذ ومتى وهو يهرب من مسئولياته حماية العائلة تقع على عاتقه وما يليها من تبعات لم يسعى إليها ولم تكن له من قريب أو حتى من بعيد ناقة ولا جمل سوى ذلك الأسم الذى يحمله فوق أكتافه قبل حمله له فى بطاقة تعريفه الشخصية ! تنهد بحسرة وهو يتأمل كل ملامحها الذى يعشقها حد الثمالة ليس أمامه سوى حل واحد لحمايتها ولكن أنى له القدرة لتنفيذه ! ألم يحاول فى المرة الأولى وفشل ! هل يضرب بتلك الجملة عرض الحائط ويظل جوارها مجازفا بحياتها ! يالله أن الأبتعاد عنها رغم استحالته أهون كثيرا من رؤيتها فى خطړ بسببه.
أعاده من شروده يد الجد الى ربتت فوق كتفه مؤازرة وهو يهتف بأشفاق شديد 
قعادك هنا مش هيفيد بحاجة .. يلا بينا والصبح فى كلام تانى ..
سحب مراد نفسا عميقا يحاول أدخاله عنوة إلى رئتيه ثم تحرك بخطوات متباطئه للأطمئنان على زوجة العامل أولا قبل العودة إلى القصر حيث ينتظره غدا يوم حافل للغاية .
فى داخل أحدى الغرف نطق كرم أسمها بحنان شديد 
حبيبى ممكن تبطلى عياط .. أنا قدامك كويس أهو .. وسبينى أخرج أشوف مراد لوحده بره ..
أخفت ليلي وجهها بداخل عنقه وشددت من لف ذراعها حول جسده دون تعليق ..
تنهد كرم بقلة حيلة قبل أن يستطرد حديثه مضيفا بهدوء 
طب أنا مش فاهم أنتى عاملة كده ليه .. مكنش كسر ده .. ليلي عشان خاطرى بطلى عياط عشان أعرف أفكر وأعرف هنعمل أيه .. مش حابب أشوفك زعلانة ..
رفعت ليلي رأسها تنظر نحوه بعيون دامعة ثم أجابته قائلة بحزن شديد 
أنت متعرفش خفت عليك ازاى .. وبعدين مفيش خروج كفايه أوى اللى حصلك لحد كدة .. أنا کرهت المصنع ده والشغل كله ..
رفع كرم ذراعه
السليم ثم قام بتقطبية جبين خفيفة بسبب رؤيه حزنها بمسح دموع وجهها المنهمرة قبل أن يجيبها قائلا بمزاح 
أنتى مش مصدقة أنى سليم يعنى !..
صمت قليلا ليحدق بها ثم أردف يقول بنبرة مشاكسة وهو يغمز لها بأحدى عينيه 
طب تعالى أكشفى عليا عشان تصدقى ..
هتفت ليلي أسمه بأعتراض وقد أعتلى ثغرها أبتسامه خفيفة حاولت جاهدة أخفائها 
كرررم ..
أجابها كرم بحرارة وهو يقترب بوجهه منها 
دنية كرم .. بقولك أيه مفيش أى حاجة كدة عشان قومت بالسلامة ..
أتسعت أبتسامة ليلي من طريقته المازحة فى الحوار وعندما أوشكت على أجابته أندفعت والدته سميرة إلى الداخل تقول دون أستئذان 
كرم .. حبيبى جدك بيسأل تقدر تروح معانا ولا حابب تقعد النهاردة للأمان !..
أجابها كرم بجدية وهو يتحرك من فوق الفراش أستعدادا للذهاب 
لا طبعا أنا أصلا كنت مستنى مراد يخلص يلا بينا ..
انهى جملته وهو يشير بكفه لليلي حتى تتمسك به وسط نظرات سميرة الحاقدة فلم يكفى فشل مخططها بل أنقلب الحال ليصاب ولدها الغالى وتنجو

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات