رواية جامدة الفصل 19-20
عشان خاطرى تعالى ننزل ناكل وبعدها أعمل اللى أنت عايزه
رفع كرم أحدى حاجبيه يتأملها بتمعن قبل أن يقول بصرامة
ماشى بس أفتكرى أنك قلتى أى حاجة ومرتين ها
حركت ليلي رأسها موافقة بحماس فعاد كرم يقول
طب ننزل نفطر ونطلع تانى ومش عايز أسمع أعتراض من أى نوع
فتحت ليلي فمها لتجيبه ولكن أوقفه صوت رنين هاتفها الذى دوى بداخل الغرفة تحرك كرم من فوقها ينظر إليه بعبوس ثم قال مستنكرا بتقطيبة جبين
ألتقطت ليلي الهاتف من يده على الفور لتجيب شقيقها بترحاب قبل أن تستمتع إلى حديثه بأثارة شديدة ثم أغلقت الهاتف وهى تبتسم بسعادة راقب كرم ردود فعلها بتعجب شديد والضيق يعلو ملامحه ثم سألها بنبرة حانقة
ممكن أعرف مبسوطة اوى ليه كده !
ضيقت ليلي عينيها فوقه لوهلة قبل أن تهتف بعدم تصديق
أجابها كرم
مانتى متضحكيش معاه وتقفلى من غير ما اعرف ليه ومش عايزانى أضايق !!
دوت ضحكة ليلي عاليا على ملامح وجهه المتجهمة بطفوليه ثم قالت
امممم طب ممكن متكشرش وأنا أقولك قال أيه وبعدين ما هو قالى أنه بلغك وطلب منك محدش يعرف باللى حصل إمبارح
هز رأسه كرم موافقا قبل أن يقول بأستسلام
قالت ليلي بسعادة وهى تحاوط وجهه بكفيها
فيها كل حاجة حلوة
هنا هتف كرم بتحذير
ليللللللي !!!!!
دوت ضحكة ليلي من جديد وقد أسعدتها كثيرا غيرته الغير مبررة ثم قالت بتأثر وعيونها تلمع بسعادة
لا أنا بقول مفيش فطار النهاردة ولا نزول
هذا ما هتف به كرم بجدية
فى المساء وبعد عودة مراد بدقائق بسيطة ألتف الجميع حول طاولة الطعام من جديد كانت أسيا تجلس جواره بذهن شارد تحاول الخروج من تلك الأزمة التى وضعت نفسها فيها فخلال النهار تفاجئت بأحد زملائها فى المشفى يهاتفها ويطلب منها بيأس شديد أن تتخذ مكانه غدا لعده ساعات حتى ينتهى من أمر غاية فى الأهمية ولا يحتمل التأجيل وبعد عدة محاولات فاشلة للرفض من طرفها وتوسلات من قبله وجدت نفسها تبادر بالقبول دون الرجوع إلى مراد الذى طلب منها بشكل قاطع المكوث فى المنزل هذان اليومان لقد كان الامر فى بدايته يبدو بسيطا عند التفكير به ولكن الأن وكلما راجعت نفسها وخاصة بعد ما حدث مع ليلي تكتشف خطأ قرارها تنهدت بحيرة لا تدرى ما العمل فهى على يقين أن ما فعلته سيغضبه كما انها لا تستطيع العودة فى قرارها إذا الحل واضح ستواجهه وتخبره بما فعلت وتتحمل نتيجة اندفاعها ففى الأخير مراد لديه حل لكل شئ أليس كذلك ! أما عنه هو فلم يلاحظ
مراد بعد أذنك أنا كمان خلصت وكنت عايزاك فى حاجة
هنا انتفضت ليلي من مقعدها تقول بأستماته وهى تشير بكفها لمراد ليستأنف حركته
أجابتها بأستغراب وقد توجهت بكليتها نحوها
طيب ثوانى بس هقول لمراد حاجة مهمة وارجعلك
أنهت حديثها وألتفت مرة أخرى نحو موضع وقوفه لتتفاجئ به أختفى من أمامها تهدلت أكتافها بأحباط ثم عادت تقول ل ليلي بخفوت
تمام تعالى نقعد بره
ضغطت ليلي على كف كرم الجالس جوارها يتابع ما يحدث بين زوجته وشقيقها بصمت كعلامة على توديعه قبل أن تركض نحو الخارج لأشغال أسيا فى الساعة القادمة
بعد مرور نصف ساعة تأففت أسيا وهى تراقب ليلي الجالسة قبالتها فى أحد أركان الحديقة المنزوية قبل أن تهتف بأستنكار
فى أيه يا بنتى أنطقى بقالك نص ساعة مقعدانى فى الحتة الغريبة دى تحت الشجرة ومش بتتكلمى
أجابتها ليلي وهى تحرك ساقيها مدعية عدم الفهم
مالها يعنى الشجرة ماهى جميلة أهى
حدقتها أسيا بعدة نظرات مستنكرة قبل أن تقول بأستهجان واضح
حلوة !!! ده أحنا لو بنستخبى من حد مش هنقعد بالمنظر ده !!
أصدرت ليلي صفيرا متقطعا كانها لم تستمع إلى حديث صديقتها فسارعت أسيا تنحنى بجسدها أستعدادا للذهاب وهى تقول بحنق
تمام خليكى انتى قاعدة تحت الشجرة كده وأنا هروح أشوف مراد
أنتفضت ليلي من جلستها بعجالة ويدها تجذب ذراع أسيا بلهفه لتعاود الجلوس وهى تقول بتوسل
خلاص والله أقعدى عايزة أقولك حاجه مهمة
نظرت أسيا إليها بتشكك قبل أن تعاود الجلوس أمامها مرة أخرى بتأهب واضح فتحدثت ليلي تقول بخجل شديد وهى تبتسم بحرج
أسيا أنا وكرم أتصالحنا إمبارح
شهقت أسيا بسعادة واضعة كفها فوق فمها لعدة لحظات بعدم تصديق ثم سرعان ما جذبت ليلي لاحتضانها وهى تغمغم بسعادة
أخيرا يا ليلي !!! مش متخيلة أنا فرحانة أزاى
تركتها ليلي على مضض ثم أجابتها وعيونها تلمع بدموع السعادة
ولا أنا أسيا أنا مش مصدقة اللى حصل من إمبارح أنا وكرم !!
تنهدت بوله قبل أن تستطرد حديثها بهيام
أنا بحبه أوى أكتر من نفسى مشفتيش إمبارح كان بيدافع عنى پجنون إزاى فى اللحظه دى حسيت أن كل حاجة تهون بس أبقى معاه
تنهدت أسيا هى الأخرى بحرارة وعينيها تسبح فى الفراغ فسارعت ليلي تقول بعدما شعرت بحزن صديقتها
وأنتى كمان على فكرة مشفتيش مراد كان هيتجنن عليكى لما عرف اللى حصل
رمقتها أسيا بعدة نظرات معاتبة ألتقطتها ليلي على الفور فعادت تقول بصدق
صدقينى والله دى الحقيقة أنتى بس مش عايزة تشوفى ده
قاطع حديثهم صوت مراد الذى أشرأب بقامته ينظر إليهم من فوق وهو يقول بحنق واضح
أنا مش فاهم فى أيه بقالى ساعة بدور عليكم !!!! أيه المكان الغريب ده !!
كانت أسيا هى أول من أعتدلت فى جلستها قبل نهوضها لتقف أمامه تلتها ليلي التى قالت بامتعاض وهى تدفع جسد
أسيا نحوه قبل تحركها مبتعدة
أنا غلطانة أنى سبتك براحتك أتفضل اهى عندك اهى وأنا هروح أشوف كرم
حاوط مراد جسد أسيا الذى أصطدم به بقوة من دفعة ليلي العڼيفة وهو ينظر فى أثرها بتوعد أما عن أسيا فبعدما تمسكت بذراعيه لدعم جسدها سألته بعدم فهم
هو فى أيه ! ليلي مالها غريبة النهاردة
أجابها بعدما أحتضن كفها وضغط فوقه يحثها على التحرك
سيبك منها وتعالى معايا
فى غرفتهم دلف مراد أولا وأسيا تتبعه ولازالت كفه محتضنة كفها حتى سار بها إلى مدخل الشرفة وتوقف بجسده أمامها يمنع عنها الرؤيه ثم قال بترقب وهو يبتعد ببطء تاركا لها المجال لتنظر براحة
أيه رأيك !
شهقت أسيا بعدم تصديق وهى تفتح فمها ببلاهة لا تصدق ما تراه أمامها فأمامها وتحديدا بداخل شرفتهم الخاصة كان هناك تليسكوب فلكى عملاق يقبع فى منتصفها بشكل واضح ومثير للحماس حركت أسيا رأسها عدة مراد غير مستوعبة لما تراه أمامها هل ما تراه أمامها حقيقة !! جائها صوته الحنون ليقاطع تفكيرها ذلك قائلا بنعومة
عشان تعرفى تشوفى النجوم والقمر براحتك كل يوم ومن غير ما حد يزعجك
تابعت