رواية ياسمين الفصول من 43-50
مامتها هي السبب وانا مفهمتش إزاي مامتها هي اللي قټلتها!
ضاقت نظراته وعيناه معلقة عليها يستمع بتركيز تشتت ما أن انتهت عبارتها ولا شعوريا كان يستعيد ذكرى تلك الليلة الكاحلة التي قرر فيها كلاهما المبيت في الفندق بسبب كثرة أعمال التجديد في منزلهم ثم يذهبا في الصباح لمنزل العائلة حيث ينتظرهم والده حماد الجبالي كي يقيموا معه بضعة أيام
منذ ثلاث سنوات
استقر كلاهما في الغرفة الفاخرة التي قام يونس ب حجزها لقضاء الليلة بعد حضور حفل زفاف إحدى صديقات هانيا في الصباح نشبت المشاجرة الحامية بين هانيا ووالدتها بسبب رفض يونس للمكوث لديها حتى تنتهي أعمال منزلهم الجديد لم تكف غالية عن تحريض ابنتها ضد زوجها الذي لم تحبه قط فلم يسرق منها ابنتها فقط بل سرق انحياز هانيا له وهي التي كانت لا تترك والدتها يوما واحدا العديد من المشاجرات قامت بينهما وكانت هانيا دائما تنصف يونس الذي لم يبدأ قط بالعراك معها بل كانت تستفزه هي لأقصى درجة حتى وصل الأمر إنها دخلت في مناقصة ضد حماد الجبالي فقط من أجل إرهاق يونس ومضايقته وهنا كانت بداية حرب جديدة بين العائلتين
بينما كان يونس يقرأ !
ماليش تقل عليه أوي بس ريحته في مناخيري من الصبح
ف أخفض بصره نحو بطنها وقال عابثا
يبقى ولي العهد في طريقه لينا!
ف ضحكت بصوت مرتفع و
لأ لسه مجرد نفس بس
ف خطى نحو الفراش ومدد عليه ليتابع قراءة كتابه و
خلي بالك بابا مش هيصبر أكتر من كده ده بقى يفتح معايا الموضوع تقريبا مرتين في اليوم
قريب ياحبيبي ان شاء الله
مذاق الطعام ورائحته الذكية جعلتها تأكل بشراهه لم تعتادها خاصة مع وجبات الأسماك خاصة سمك الجمبري حتى شعرت ب اكتفاء معدتها وامتلائها عن آخرها ف تنفست بصعوبة وهي تنهض عن الطاولة وأردفت
مش قادرة آخذ نفسي!
ف نظر نحوها ب اهتمام و
من أمتى بتاكلي الكميات دي ياهانيا
ف بررت وهي تحاول أن تبدو طبيعية
مأكلتش كتير بس حاسة إن الأكل هو اللي كان تقيل عليا
ثم سارت نحو دورة المياه وكأنها ستتقيأ ركض يونس من خلفها ليطمئن عليها بينما كانت تضع هي وجهها أسفل الصنبور كي تهدأ حرارة جسدها التي ارتفعت فجأة واعتدلت وهي تقول
ف خمن يونس من جديد وهو يتمنى صحة تخمينه
أنتي حامل بجد ولا إيه
ف هزت رأسها بالرفض و
مستحيل أنا لسه كنت تعبانة من يومين مش هلحق
أخرجها من دورة المياه وساندها حتى الفراش مددت عليه بينما كان يقترح هو
طب هروح أشوف دكتور
ف أطبقت على يده رافضة و
لأ ملهوش لزوم هرتاح وهكون كويسة
وفجأة صړخت صړخة مدوية أفزعته وهي تقبض بكل أصابعها على بطنها
آآآآه آه مش قادرة بطني
ف هب يونس واقفا بتوتر وكأن عقله توقف عن العمل
كده مش هينفع لازم دكتور
بطني بتتقطع يايونس ألحقني
ف ركض ليخرج ولكنه تذكر أن الهاتف سيعجل من مهمته ف عاد من جديد ليتواصل مع الفندق ويطلب طبيب بشكل عاجل بينما كانت هي تتلوى في الفراش من فرط الألم الذي اعتصر معدتها ونشر البرودة في أطرافها وأنحاء جسدها كله ولم تكف عن الصړاخ المستغيث وقد تفشى الألم في بدنها كله
غالية متعرفش إني مش بحب السمك ولا باكله!
تنغض جبين ملك وهي تسأل بعدم فهم
يعني إيه
يعني طول السنين دي نينة عندها حق مش مجرد كلام في لحظة زعل
مش فاهمه حاجه!!
نهض يونس بعدما أضاء عقله عقب سنوات من تلك الحاډثة الأليمة التي أودت بحياة هانيا للمۏت تناول هاتفه وهو يبتعد عن طاولتهم ويجري مكالمة هاتفية هامة صدره وصل لمرحلة من السخونة لم يكن يتخيلها كأنه قدر يغلي على الموقد مجرد إحياء ذلك الموضوع جعله في حاله قد نساها نفخ متضايقا وهو يردف
أيوة ياعيسى عايز منك حاجه فاكر الفندق اللي قعدت فيه مع هانيا من ٣ سنين
وكأن ملفات الماضي لا يجوز لها المۏت ستنفتح يوما ما وبشكل ما ف الحقيقة لا ټموت ولا تفنى
ومع أول صبيحة له بدون معتصم والتفكير في شأنه ذهب لمقر الشركة بعدما فشل في الوصول إلى يونس يشعر ب اختلاف شديد كأن المكان أصبح حديقة غناء بكل أنواع الورود التي تشرق الوجه
توجه صوب الموظفة المسؤولة عن الطابق وسألها
مدام رغدة جت
لسه يافندم
ف أومأ رأسه ب الإيجاب وسار نحو الرواق المؤدي لمكتبه تصادف مع نغم في الطريق فسألته وهي متحاشية النظر إليه
مستر يونس لسه مجاش محتاجه أسلمه حاجه
تعالي سلميني أنا
واستبقها نحو المكتب يبدو إنه مشغول بالتفكير في أمر ما ولكنها لم تسأل كي لا تتلقى الجواب الذي تعرفه جيدا دلفت لغرفة المكتب ووقفت قبالته بينما كان هو يرفع سماعة الهاتف الخلوي
القهوة بتاعتي لو سمحتي
وأغلق الهاتف وهو ينظر نحوها
في حاجه تاني ناقصة ولا ده الملف كامل
كامل
ف تناوله منها ونظر نظرة سريعة
شكلك مش طبيعي في حاجه
أطالت النظر إليه بدون أن تجيب ف رفع بصره إليها ليجد نظراتها الغامضة تلك والملفوفة بالإختناق تنغض جبينه و
سمعاني يانغم
ف أطرقت رأسها و
آه سامعه مفيش حاجه
رن الهاتف ف أمرها أن تجيب نيابة عنه و
ردي على التليفون
والټفت هو كي يقوم بتشغيل شاشة التلفاز لمتابعة أخبار البورصة العالمية أجابت نغم وهي تقف جواره مباشرة و
ألو
أيوة ياريت تبلغي مستر يزيد إن مدام رغدة وصلت
ف ارتبكت نغم بدون أن ترد عليها لبعض الوقت في حين أن الموظفة أعادت القول
معايا
آه تمام
وضغطت نغم على زر الهاتف كي تفصل المكالمة وقالت
قهوة مظبوطة مش سادة
ثم وضعت السماعة بينما كان يقول هو
غريبة! المفروض إنها عارفه قهوتي
واستدار بالمقعد الضخم ليجدها أمامه مباشرة ف رفع بصره نحوها و
خلاص المكالمة خلصت اتفضلي
ف تحركت من جانبه وشقت طريقها نحو الباب لتخرج نهائيا وقفت لحظات أمام الباب تفكر في حيلة تمنع بها ذهابه إليها ولكنها لم تجد لم تكن يوما لها عمل مع الحيل والمؤمرات لذلك تجد صعوبة بالغة فيما يقودها إليه قلبها اللعېن
ذهبت لقسم البوفيه وحصلت على القهوة الخاصة به متحججة بإنه طلبها منها بنفسه وقررت أن تقدمها له بنفسها خطت خطوات مترددة نحو مكتبه وهي تفكر بالتراجع عن الهراء الذي تقوم به ولكنها وجدت نفسها أمام بابه وتستمتع لصوته المرتفع
يعني إيه بلغتيها ومقالتش!! أنا قايلك تبلغيني أنا
ارتجفت نغم من فرط الخۏف وهي تحس بخطواته التي
تقترب من الباب وسيتواجها الآن ف اضطربت أنفاسها و
يانهار مش فايت! أعمل إيه دلوقتي أعمل إيه
فتح يزيد الباب بينما كانت تستعد هي لفتحه منفذة الفكرة الخطېرة التي حطت على ذهنها اصطدمت به وانسكبت القهوة الساخنة المغلية على بطنها بالكامل ف صړخت من شدة ألم الإحتراق وسقط الكوب منها وهي تعاني اضطرب يزيد وتوتر وهو يراها بهذه الحالة حتى إنه قلق بشأنها وراح يفحصها خارجيا
إزاي ده حصل!
آآه ڼار بطني مولعة مش مستحملة
ف صاح بها فجأة
في حد يدخل على حد ھجم كده!
بكت من فرط الألم الذي عانته من الإحتراق حقا فلم يجد سوى مساعدتها على الفور قبل أن يتطور الأمر معها رفعها عن الأرضية وهو يصيح قائلا
متحطيش إيدك على الحړق
وركض بها نحو المصعد وسط نظرات الجميع المشدوهه بينما كانت هي تصرخ وتبكي متأثرة بالحړق الذي نال من منطقة البطن كلها و
الفصل السابع والأربعين
دماء لا تجف
وما الحب إلا هدية تمنح فقط لمن يستحقوها
كانت أصوات صرخاتها بالداخل تضايقه وهو يحمل نفسه المسؤولية كاملة بعد ما أصابها من إصابة يبدو إنها بالغة
وقف يزيد بالخارج بينما كان الطبيب يجري لعا تدخل سريع من أجل إنقاذ بطنها التي تشوهت بفعل الحړق والتهبت الطبقة الخارجية من الجلد مكونة طبقات من الماء داخلها
فتح يزيد هاتفه وقرر الإتصال ب ملك كي يبلغها بضرورة حضورها إلى المشفى كي لا تكون بمفردها ولكنه كان خارج نطاق الخدمة ف تأفف منزعجا وهو يهمس
ده وقته يعني
خرجت الممرضة وهي تحمل صحن من المواد المستهلكة والتي تم استخدامها بالداخل ف استوقفها يزيد وهو يسأل ب اهتمام
من فضلك هي عامله إيه دلوقتي
متقلقش هتتحسن الموضوع مش خطېر لكن هياخد وقت لحد ما يخف الدكتور هيبلغك بكل حاجه
ثم غادرت ووقف هو هكذا
تذكر أمر رغدة التي أراد اللحاق بها قبل تجمع ما بقى من أشيائها وتنصرف لا يوجد مبرر مقنع لرغبته في رؤيتها سوى إنه يريد التحدث أو يريد إثبات شئ ما
ولكنه لم يتم في كل الأحوال زفر يزيد حانقا و
وبعدين في الحظ ده!
لحقت ملك ب المقهى المتواجد بالمشفى كي تطلب لنفسها مشروب بارد يخفف عنها توترها قليلا وقبل أن تدخل كان يستوقفها أحدهم و
ملك!
التفتت لترى من ينادي وحدقت فيه وهي تبتسم قائلة
محمود!
مد يده ليصافحها بحرارة و
أزيك أنا متخيلتش أشوفك هنا!
الحمد لله كويسة
وذمت شفتيها وهي تعلن سبب بقائها هنا
آ بابا تعبان شوية ومحجوز هنا
ف عبس قليلا و
آسف مكنتش أعرف ألف سلامة عليه
ولا يهمك
تأمل بنظرات خاطفة ذلك التطور البادي على شكلها ثيابها الأنيقة شعرها القصير الذي يليق بها كثيرا وجهها النضر الذي تفتح وأزهر ثم أعلن إعجابه بصراحة وهو ېلمس طرف خصلة منه
بس انتي اتغيرتي خالص! مش مصدق إني شايفك بالشكل ده انتي انضميتي لقايمة الستات اللي بتحلو بعد الطلاق
ف ضحكت على مزحته غير مدركة العيون الصارمة التي تراقب وتتابع كل شئ