الجمعة 08 نوفمبر 2024

رواية ياسمين الفصول من 43-50

انت في الصفحة 2 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز


بحركة لطيفة منه أعجبتها أجلسها وحرص على ربط حزام الأمان بنفسه لها كي ينعم ببضع لحظات يكون فيها قريبا من أنفاسها نظر بطرف عينه ف إذ ب عيناها تناديه ل يطيل النظر أطال واستيقظ من غفوة مدتها عشر ثوان ليبتعد عنها أغلق الباب عليها وراح يلتفت حول السيارة شاعرا بحرارة جسده التي ارتفعت فجأة وهي يتحدث لنفسه 
إيه اللي بيحصل ده!!
واستقر في مكانه محافظا على ثباته كي يستطيع القيادة وإلا قد يقضي الليل بالمشفى معها 

كان يزيد أول الوصول حرص على الحضور مبكرا بطاقم رسمي أسود اللون ولكن كسر غموضه بقميص أبيض ناصع أضاء وجهه الباهت قليلا ورغم ذلك كان وسيما گعادته هذب ذقنه وجوانب شعره وحرص على استخدام مستحضرات العناية بالبشرة خاصته كي تستعيد بشرته رونقها ونقائها 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
وقف بالداخل بعد الترحيب بالوفد كله وتابع حال موظفيه الذي انبهروا بالمكان حيث كانت قاعة كاملة محجوزة بأسم الشركة لصالح حفلهم بأرقى وأحدث الفنادق في مصر 
ومن بينهم كانت نغم تلك الجميلة التي كانت تتألق في طاقم أسود به بعض اللمسات اللامعة يناسب تلك المناسبة رفعت شعرها للأعلى بدون أن تترك له ذيولا حيث تبين عنقها الجميل الذي تزينت نهايته ب عظمتي ترقوه مٹيرة للنظر إلى حد ما عيناها تعلقت ب يزيد منذ حضورها انشغل عقلها به وكأنها تحس به هو يتألم ولا يظهر به شروخ بازغة ولكنه صلبا قويا بنى مقپرة في قلبه ډفن فيها ضحكته ومرحه وترك شبحا يتعامل مع الآخرين تشفق عليه حقا ولكنه لم ينتبه لوجودها بعد وهي من تعمدت أن لا تظهر نفسها كثيرا فهي أتت إلى هنا مجبرة على ذلك 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
حضرت رغدة فتشتت أكثر كانت گنجمة لامعة في سماء امتلأت بالنجوم ولكنه لايرى سوى تلك النجمة الكبيرة التي تمثلها هي 
أخيرا سيتحدث إليها فقد سئم الإتصال بهاتفها الذي كان مغلقا طوال اليوم وقف أمامها بهيئته ف تخبطت رغدة أكثر وأكثر وهي تنظر إليه بنظرات كانت تنطر بها قديما 
شيك أوي گالعادة
ف تجاهل ما قالت وسأل 
تليفونك مقفول طول اليوم كنتي فين
ف نظرت حولها وهي تقول 
سؤال مش من حقك لكن هجاوبك
وتجلى القهر في عيناها وهي تقول 
كنت عند المحامي عشان أطلق من جوزي اللي خدعني وسرقني من نفسي جوزي اللي انت بعتله بلطجية يضربوه
شتتت ذهنه الذي قد أقسم من قبل أن لا ينخدع بها مجددا وراح يسأل ب اهتمام 
هتطلقي
ف أومأت و 
آها
فضحك ساخرا و 
خسارة كان نفسي تستني لما تشوفي وشه الحقيقي كله قدامك
شمتان فيا
فقال بغل يزغ في صوته بالرغم من قلبه الذي يكاد ينطق بأسمها 
جدا دلوقتي بقينا متعادلين تقريبا من هنا ورايح أنا اللي هتفرج على عذابك
وبقوة غير متوقعة كان يغرز أصابعه في رسغها ويقول 
قولتلك قبل كده طالما مش هتبقي ليا مش هسيبك تكوني لغيري أديني نفذت كلمتي
وترك ذراعها لم ترى في عيناه ذاك الحب بل رأت ظلاما هاله قاتمة تحيط بحدقتيه الكارهتين لها رغم ما يكنه 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
وقبل أن تبدأ مرافعتها عن نفسها كانت نغم تتصدر المشهد بحضورها المفاجئ ظهرت فجأة وأمسكت بيد يزيد ليلتفت لها وهي تقول 
بقالي شوية بدور عليك يايزيد
ف ابتسم قليلا لها و 
أنا هنا أهو
ف ازدردت رغدة ريقها وهي تلملم شتاتها وتستأذن 
عن أذنكم
وابتعدت على الفور بل إنها غادرت الحفل كله شاعرة بغصة تؤلم روحها 
في حين كان هو مذهولا قليلا من موقف نغم وقبل أن يسألها كانت تقول مبررة 
حبيت أساعدك
لم يترك يدها رغم كونهم بمفردهم الآن وسط جموع من الناس كل مجموعة تقف مع بعضها البعض وقال ممتنا 
شكرا
ولم تتخلى عن ترك نصيحة صغيرة قد يحتاج إليها 
مش كل اللي بنحبهم يستاهلونا يايزيد واللي بيختار البعد مينفعش نقعد نعيط وراه ونستناه
ف نظر نحوها وهي قصيرة القامة هكذا مقارنة بطوله الفارع كاد يسأل من أين علمت بشئ يخصه فكانت المبادرة منها لتجيب بدون أن يسأل 
أنا عارفه إنها كانت مراتك
فضحك مستخفا وهو يقول 
بتقولي إنك شغلتي استخباراتك يعني بعد ما رفضت أقولك حاجه صح 
ف تلوت شفتيها قليلا وهي تبعد ناظريها عن عيناه التي تتفرس بها و 
مش بالظبط تقدر تقول إني اهتميت شوية
نظر يزيد حوله فوقع بصره على شقيقه الذي يقف في مكان ما هناك وبجواره ملك ملتصقة به أثناء تحادثه مع أحد المتواجدين على رأس الوفد ف مط شفتيه وترك يدها وهو يقول 
تعالي نشوف جوز اليمام اللي هناك ده
واستبقها بينما سارت هي من خلفه ببطء قليلا متأثرة بالحذاء المرتفع الذي ترتديه 
كانت ملك تنظر حولها متحرجة قليلا كونها تقف في مكان گهذا لم تتواجد فيه من قبل وما زاد من الأمر أن يونس يقف على طرف فستانها بدون أن يشعر وهذا يجعلها ملتصقة به قليلا متحرجة من قول ذلك له ولكنها لم تعد متحملة نظرات البعض وهي بجواره وقريبة إليه لهذه الدرجة في حين كان هو في أوج استمتاعه بقربها على غير دراية إنها مجبرة على ذلك 
حمحمت ملك وتخلت عن صمتها أخيرا بعد أن انصرف ذلك الأجنبي من جوارهم وبقيا بمفردهم وقالت 
يونس آ الفستان
ف نظر يونس للأسفل ورفع ساقه عن الثوب وهو يعتذر 
آسف مخدتش بالي
حضر يزيد وهو يوزع نظراته الساخطة عليهم وقال متبرما 
لسه بدري ياصاحب الحفلة
ف ربت يونس على كتفه وهو يشيد بوسامته 
إيه يابطل الشياكة دي
ف عض يزيد على شفته السفلى وهو يشعر نفسه گالأبن 
يونس أنا مش أبنك عشان تقولي يابطل!
ثم نظر له و 
أنت اللي في قمتك النهاردة
ثم نظر ب اتجاه ملك وأردف ببعض الرسمية 
أهلا يابنت عمي
ف ابتسمت له بعفوية و 
أهلا يايزيد الحفلة حلوة أوي على فكرة
ف أحنى رأسه قليلا و 
تسلمي
ف رمقتهم نغم بغرابة من تعاملهم الرسمي الزائد وعلقت على ذلك 
هو انتوا لسه متعرفوش بعض ولا إيه! إيه الأسلوب ده
فأجابت ملك ببعض الضيق 
والله يزيد هو اللي عودني على كده محسسني دايما إننا ملناش علاقة ببعض
ف أحاد يزيد بصره صوب نغم و 
استغفر الله العظيم أهدي يانغم أهدي
لم يهتم يونس بكل ذلك وكان ذهنه يتجه لمكان آخر رغبة جامحة لم يرد كبحها ف عرض على ملك فورا 
أرقصي معايا
ف حدقت فيه قليلا و 
هه! نرقص!
ف قطع عليها يونس طريق الإعتذار أو الرفض وسرعان ما أمسك بكفها قائلا 
متقوليش مش بعرف ده مش محتاج تعليم
داعب يزيد ذقنه قليلا وهو يوزع نظراته عليهم معقبا 
فيا شئ لله كنت حاسس إن ده هيحصل
سحبها يونس برفق نحو ساحة المنتصف حيث كان يرقص الأغلبية وهي تسير معه مستحية كأن الجميع ينظر إليها وقف أمامها هنيهه ثم بسط 
طبعا مش محتاج أقولك أهدي وخليكي واثقة في نفسك
وضعت يدها على كتفه والأخرى تشابكت بكفه وتركت انسيابيتها تتحرك بلين مع حركته 
كانت نغم تتطلع إليهم بنظرات سعيدة كأنها هي التي ترقص حتى إنها تخيلت يزيد أمامها يتراقص معها بهدوء ويرمي على مسامعها أحب الكلام تنهدت وهي تنظر له كأنه في عالم آخر ولكنها لم تتردد في قول ذلك 
ما نرقص إحنا كمان
ف وجه نظراته نحوها و 
أفندم
فلم تكررها ونظرت بعيدا حتى إنها ابتعدت قليلا عنه متضايقة من فرض نفسها عليه أكثر راقبها ولم يحرك عيناه الساكنة عنها وعندما قرر أن يذهب نحوها كان أحد العاملين في الشركة يقترب منها ويعرض عليها 
ممكن نرقص مع بعض
فلم تفكر حتى بالأمر وعلى الفور وافقت كي تلهي عقلها اللعېن عنه قليلا 
ممكن
واصطحبها نحو ساحة الرقص على مرأى ومسمع من يزيد الذي حنق قليلا و 
إن شاء الله تتكفوا على وشكوا
ونظر نحو منظم الحفل وقد فكر في شئ ما وسرعان ما كان يخطو نحوه كي ينفذ فكرته فورا 
بم يترك يونس عينه تنحدر عنها بحظة واحدة وبدون أي حديث كان يطلعها على ما يخبو في قلبه تجاهها هي تعلم مدى حبه بعد اعترافه الأخير لها ولكنه هو الذي يحتاج الآن لأن تعترف به وب تربعه في قلبها 
أسبلت جفونها لحظات وعادت ترفع بصرها نحوه من جديد فكان يفاجئها بقوله 
عايز أعمل حاجه
فسألت بدون تخمين 
إيه
الفصل الرابع والأربعين
والبادئ بالظلم مستحقه 
أوقف يزيد منظم الحفل في اللحظة الأخيرة قبيل أن يغير الموسيقى الهادئة التي تناسب رقصة الجميع عليها بعدما لاحظ تلك اللحظات الفريدة التي يعيشها شقيقه ف 
ذم على شفتيه بضيق وهو يشير له ليتوقف 
أستنى
ثم غمغم متحدثا لنفسه 
يونس هيعمل مني كفتة لو قطعت عليه اللحظة
ثم نظر صوب نغم التي بدأت بالفعل مع ذاك الزميل الذي دعاها للرقص ولكن التوتر وعدم الراحة باديان عليها دعست على قدمه ف ابتسمت ويبدو إنها اعتذرت منه وتابعت الرقص ضحك يزيد ثم نظر حوله كأنه يتأكد إنه غير مراقب من أحدهم ثم همس 
أحسن ياكش تهرس رجلك صباع صباع تحت كعبها الطويل ده
وللمرة الثانية دعست عليها مجددا ف ابتعد هو على الفور وهو يعبس بوجهه مټألما فلم يمنع يزيد نفسه من الإڼفجار ضاحكا من فرط الشغف لمشاهدتهم أكثر ولكن على ما يبدو إنها اعتذرت عن الرقصة نهائيا 
ف أحاد يزيد ببصره عنها ونظر في اتجاه آخر وهو يتمتم 
وقال إيه كانت عايزاني أنا أرقص معاها عشان كنت أطبق وشها ده في بعضه لو داست بس على طرف الجزمة
وانحنت عيناه لينظر إلى حذائه الأسود اللامع ثم عاد يضحك مرة أخرى كلما تذكر كيف كانت دعستها ثقيلة 

ذهبت مجهوداتها كلها سدى وهي تكافح من أجل إبقاءه هنا كي لا يذهب إليهم ويفسد حفلهم عانت رغدة معاناة شديدة منذ أن واجهته بفداحة فعلته وقد جن جنونه وزاد مقته وبغضه ل يزيد بعد علمه بأمر ذلك التسجيل الذي بين يدها والأشد من ذلك إنها صرحت بشكل جاد تراجعها عن تحويل الأسهم له وكان هذا فتيل القنبلة التي سحبت مقبسها لټنفجر في أحضانها 
لم يكترث بأوامر الطبيب الذي ألزمه بضرورة الراحة وعدم بذل مجهود وفي وقت وجيز كان مرتدي ملابسه بمفرده وقرر الذهاب الآن لم تقو على منعه وكيف تمنعه وقد وصل هياجه العصبي ل جذوته ولم يرى أمامه سوى إنها خدعته 
سار نحو الباب بخطى متعرجة ف لحقت به ووقفت أمامه لتمنع هذا الجنون الذي سيرتكب 
مش هسيبك تخرج خلاص اللي بتعمله مبقاش في منه فايدة
ف صړخ في وجهها بدون أي تردد في ذلك 
خدتي اللي انتي عايزاه وخلتيني اتنازل
 

انت في الصفحة 2 من 12 صفحات