رواية ياسمين الفصول من 36-42
و
أنتي كمان عرفتي اللي حصل دي مصر أوضة وصالة زي ما بيقولوا!
وضعت كفها على جبينه .. ف اقشعر بدنه بدون أن يتحرك مصډوما من جرأتها بينما قالت هي
شكلك مش كويس أبدا أنت بتكذب.. كمان حرارتك عالية
مسحت على وجهه مرورا بذقنه ثم تابعت
أنت مش مجبر تتعامل بنصك الۏحش حتى لو الناس أجبروك على ده
ف زفر وهو يحيد بصره عنها و
متكلميش عن حاجه متعرفيهاش
كاد ينصرف من أمامها لولا إنها أمسكت بيده وتشبثت فيها مصرة على تغيير رأيه
يزيد عارفه إن في حاجات مينفعش تحكيها بس آ....
قاطعها وهو يضغط على أصابعها قليلا ممسك كفها جيدا وليس لديه الطاقة للاستماع إلى أي مواعظ
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ف ابتسمت وهي تتلمس أصابعه و
حاضر
انفتح الباب فجأة.. ودلفت رغدة تحمل كل ملامح الإمتعاض والمقت على وجهها لتراهم هكذا قريبين من بعضهم البعض وأياديهم تتشابك بأيادي بعض.. ف انكسب على قلبها لهيب حار وهي تتسمر في مكانها بينما سحبت نغم كفها على الفور وأخفضت بصرها بتحرج.. في حين كان يزيد يستدير ليوليها ظهره لا يريد رؤيتها لا يريد هذا الضعف الذي يعتريه مع وجودها يرغب في مسحها من عقله بعد كل ما طاله بسببها.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
خير يامدام
مازالت عينا رغدة الحانقة متعلقة ب نغم وهي تجيبه
عايزاك في موضوع مهم لوحدنا
ف استعدت نغم لتغادر
عن أذنكم
فلم تكتف رغدة بذلك وأرادت أن تزيد من إحراجها
هاتيلي واحد نسكافية على مكتبي لما اخلص مش انتي البنت الجديدة بتاعت البوفيه!
ف الټفت يزيد ل إصلاح هذا الخطأ الذي ارتكبه من البداية وقال بحزم نيابة عنها
لأ نغم متدربة في قسم الحسابات تقدري تطلبي من عامل البوفيه يعملك اللي انتي عايزاه
ثم أضاف وهو يوجه حديثه ل نغم
لما تخلصي اللي وراكي هنخرج سوا عشان رايحين المستشفى
حاضر
وخرجت.. ف خطت رغدة نحوه وهي ترى نظراته الحامية لها وصاحت فيه
أنت بغبائك ډمرت كل حاجه واللي خاېف إنه يحصل أنا هعمله بأيدي
فقبض على رسغها وهو يتوعدها إن فعلت
لو اتجرأتي وعملتيها أنا هموته قبل ما يتهنى بدخول الشركة دي گواحد من شركائها.. والله والله معتصم مش هيدخل الشركة دي ويبقى راسه براسي ويتحكم في مالي ومال أبويا يارغدة
حاولت التخلص من قبضته ولكنه أحكمها جيدا فأردفت وأنفاسها تتخبط في بشرته
أنا كنت هسيب الشركة كلها بهدوء لكن بعد اللي عملته أنا مش هقف متكتفة لحد ما تموتوا بعض
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
إحنا فعلا ھنموت بعض واحد فينا لازم ېموت عشان التاني يعيش
ترك رسغها وقال بنبرة بدأت تهدأ قليلا
تعرفي أنتي الوحيدة اللي صعبانه عليا في الحكاية دي.. حتى لو كان اتضحك علينا احنا الاتنين إنا خسرتك.. إنما انتي خسرتيني وخسړتي نفسك بوجودك معاه
وتحول صوته لفحيح نبع من كرهه المفرط
أنا هخليكي تعيشي أكبر ندم في حياتك دلوقتي
أخرج يزيد هاتفه وهي تنتظر بترقب غير مدركة بالضبط معنى حديثه الغامض.. لحظات وكان يزيد يقوم بتشغيل مقطع صوتي قام بتسجيله ل معتصم وهو يعترف بالمکيدة التي افتعلها كي يفصل بينه وبين زوجته أصغت رغدة جيدا لكل حرف ينطق به.. وعلى وجهها تجلت أمارات الصدمة الممزوجة بالقهر والندم وكلما تجلى القهر على وجهها كلما أحس يزيد بالشماتة أكثر وأكثر.. ها هي تكتشف حقيقة اللعبة الوضيعة التي أحيكت من ورائهم لتكون رغدة زوجته في الأخير.
ماذا ستفعل معه وكيف ستعيش بهذه الحقيقة المجحفة.
الآن هي بين شقي الرحى الحربين على يمينها ويسارها وهي في المنتصف.. ستنال من السهام ما لا يعد ولا يحصى.
.
جلست ملك تلهي نفسها بالهاتف وهي تتصفح مواقع التواصل المملة ولكنها فشلت في المقاومة.. لن تستطيع المكوث هكذا بدون أن تتحدث إليه أو تراه.
فخرجت من غرفتها قاصدة غرفته وكأنها ستسأل عن شئ ما ثم طرقت على الباب و
يونس
أدخلي ياملك
دلفت فوجدته غير موجود بالغرفة رأت إضاءة منبعثة من غرفة ارتداء الملابس.. ف انتظرت بالخارج لحظات حتى خرج هو حاملا قميصه و
صباح الخير صاحية بدري كده ليه
جمدت ملامحها وهي تراه مرتدي تيشرت قطني ذات حمالة رفيعة وشورت قصير يصل لأعلى ركبته.. لأول مرة تراه هكذا بدون ملابس رسمية.
حدقت قليلا به وبدون سيطرة على نفسها أردفت
إيه ده يايونس
ف نظر لذراعه حيثما تنظر هي و
في إيه
مكنتش أعرف إن عندك عضلات
ف انبعج ثغره وهو يرفع ذراعه قليلا و
آها دي حاجه بسيطة كده
ف جلست على طرف فراشه و
طب خلص لبس عشان نروح مشوار سوا
تنغض جبينه و
مشوار إيه
ف لم ترغب بإبلاغه الآن على الأقل و
هقولك بعدين
أومأ بتفهم.. ودخل من جديد ليرتدي ملابسه على عجل كي لا يجعلها تنتظر انتقى ثيابا بلون فاتح كما أحبت هي من قبل.. وحرص أن تكون خفيفة إلى حد ما ل تظهر هيئته البدنية الرياضية حيث أن ملابس الشتاء تغطي كل ذلك.
نظر في المرآه برضا وهو يرتدي بنطال أزرق قاتم وقميص من اللون الأبيض ترك زرين مفتوحين ونثر بكثرة من عطره حتى إنها اشتمت تلك الرائحة من الخارج.. ثم أغلق ساعة اليد على معصمه وتناول نظارة الشمس خاصته وخرج
أنا خلصت
اتسع ثغرها ب ابتسامة متأثرة بتلك الجاذبية التي تنبعث منه وعندما التزمت الصمت سألها هو
حلو الأبيض صح
صح
ثم فركت أصابعها وهي تفكر في تلك الكلمة التي علقت في ذهنها منذ الأمس.. هل تقولها أم لا تقولها أم لا تقولها أم لا.
تشتت ذهنها وكادت تفقد عقلها من فرط ما تعانيه حتى وجدت نفسها قد جنت.. ف أردفت فجأة لتتخلص من هذا الحصار الذي يقيدها
تتجوزني
الفصل الثاني والأربعين
كيف فعلت ذلك
لا تعلم.. أصابها شئ في عقلها لوهله تقريبا ف اندفعت قائلة تلك الكلمة التي كان من المفترض أن تنتظرها منه ولكنها لم تتحمل الإنتظار بعد أن أفصح يونس عن حقيقة مشاعره الخفية حيالها.
بقى يونس متصلبا گالذي أصابه ماس كهربي ف صدم واحتاج لحظات كي يستوعب عقله ما قيل توا.. خطى نحوها بخطوات ثابتة حتى أصبح قبالتها ف أشاحت بوجهها ثم التفتت كي تتهرب من نظراته المنصبة عليها.. وقال متلهفا للجواب الذي ينتظره
أنتي قولتي إيه دلوقتي
تحشرج صوتها وأحست بتوتر يعتريها الآن فقط شعرت بفداحة ما فعلت لم تجيب والعجز عن التعبير يتملك كل ذرة فيها بينما أمسك يونس معصمها برفق وجعلها تلتفت إليه و
من فضلك تردي عليا
فلم تجد مفرا سوى اللجوء إلى الإعتراف بسماعها لحديثه هو ووالدها كي تنقذ نفسها من هذا الحرج
أنا عارفه كل حاجه يايونس عارفه إن بابا عرض عليك تتجوزني
قطب جبينه ب استغراب وهو يستمع لها وتذكر حينئذ عندما عادت من الخارج وكان وجهها متغيرا.. ف أومأ رأسه متفهما و
أنا برضو حسيت إن فيكي حاجه غريبة
كانت ملك تفرك أصابعها ب ارتباك وهي تتحدث گالطفلة التي يحاسبها والدها.. ف حل يونس ذلك التشابك وأمسك بكلتا يديها ومازال متعطشا لجواب يرضيه
وبعدين كملي
ف لفقت الأمر على الفور لوالدها كي تتخلص من هذا المأزق و
يعني فكرت إننا نقوله موافقين مش عايزاه يكون قلقان عليا طول الوقت و...
ترك يونس يديها وهي تتحدث ونظر بنظرات مبهمة فقطعت حديثها ورمقته بنظرات نادمة على تلك الفكرة التي على ما يبدو إنها أتت بنتيجة عكسية ف ابتسم يونس ابتسامة متهكمة وهو يقول
يعني بتقولي إننا نتجوز عشان خاطر عمي يكون مطمن وننفذ رغبته! مش كده
آ.. يعني مش بالظبط
هز رأسه وهو يتراجع خطوتين للوراء وقال
متقلقيش أنا فهمت
نظر في ساعة اليد خاصته وهو يقول
ممكن تغيري هدومك عشان نمشي
أطرقت رأسها وتهدلت أكتافها ببعض الحزن وهي تسير نحو الباب ف استوقفها وهو يردف
على فكرة ياملك
فتوقفت لكي تسمع له
لو اتجوزتك مش هيكون عشان خاطر عمي
فلم يخفي أكثر وأوضح
هيكون عشانك أنتي
ثم دلف لغرفة تغيير الملابس من جديد وتركها هل ټندم على خطئها أم تفرح بتوضيحه لها.. كلما أرادت تحسين الوضع تقوم بتعقيده أكثر أهي بلهاء أم حمقاء لا تعلم.
خرجت من عرفته متشنجة ف خرج من خلفها وهو ينظر لأثرها الذي اختفى.. قڈف هاتفه بدون اكتراث ومسح على شعره بضيق جلي ثم غمغم لنفسه
أعقل يايونس أنت مش مراهق
زفر وهو يستعيد إعداداته في الثبات الإنفعالي ولكن بداخله ضيق.. لقد وصل لمرحلة خطېرة نوعا ما هو لا يستطيع قضاء الوقت بعيدا عنها يريدها تشاركه كل شئ.. يومه عمله نومه طعامه حتى أحلامه لا تفارقها.. وهذا جم صعب.. رغم أن خطوتها كانت لصالحه وتفسير على إنها تقبل فكرة تواجده في حياتها رغم رفضها كل الرجال.. إلا إنه حبذ لو كانت تريده كما يريدها لو تشعر حياله كما يشعر هو لا يعلم حقيقة مشاعرها ناحيته ولكنها واقعة في الغرام وهو لا يفهم .
.....
لم يكن اكتفاءه أن يجعلها تسمع بآذانها عن هذا الفخ الذي وقع فيه كلاهما بل إنه أرسله لها على هاتفها كي تستمع إليه مرارا وتكرارا.. وكلما استمعت مرة أخرى كلما زاد بغضها ومقتها لنفسها أكثر وأكثر لقد توسل إليها ألا تصدق وأن لا تترك حياتهم في المنتصف وتغادر.. ولكنها صدقت وغادرت وتزوجت أيضا لټحرق قلبه كما أحرقها هو.
ظنت إنها تعذبه هو فقط ولكنها كانت ټعذب نفسها قبله.. ف باتت حياتها عبارة عن كڈبة كبيرة الآن فقط تستطيع أن تعترف إنها خسړت كل شئ.
كانت حالة يزيد بعد مواجهتها تدعو للشفقة عليه ولكنه تكبد العناء لكي يكون قويا جسورا.. مع ذلك كانت نغم تشعر ب شئ غريب به كأنه بينهم توافق روحي فتشعر به على الفور فضلت التزام الصمت وهي تجاوره في سيارته أثناء الذهاب للمشفى.. ولكنها متضايقة كونه صامتا هكذا ووجهه يكسوه الحزن والخذلان.
ف حمحمت قبل أن تسأل
أنت كويس
أه
بغير اقتناع و
مش باين
وقف في إشارة مرورية ينظر للطريق أمامه ف أخرجت هي شطيرة صغيرة من حقيبتها وراحت تتناولها بهدوء شديد ولكنها أثارت انتباهه.. نظر نحوها مشدوها وتخيل إنها لا تبالي به ف رمقته ب ببراءة