رواية ياسمين الفصول من 23-28
الفرصة لتحيا من جديد لتصنع من رماد زواجها الأول والذي حكم عليه بالفشل زهور زواجها الثاني الذي اختارته ب ملء إرادتها
جهزت رغدة مائدة من الطعام وصنعت أغلب الأصناف بنفسها وتأنقت في ثوب أصفر رقيق لاق ببشرتها البيضاء
أثارت تعجب معتصم الذي عاد من الخارج كي يجد كل هذا أمامه ولكنها تركت بداخله حبورا
أجلسها معتصم أولا ثم جلس قبالتها وهو يقول
أنا خاېف أتعود على الدلع ده!
ف راحت تمسك بكفه المسنود على المائدة و
أنا عايزة تكون حياتنا كده على طول نسيب كل حاجه ورانا ونبدأ من جديد
ف داعب أصابعها وهو يبتسم قبل أن يقبل يدها و
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ابتسمت هي الأخرى وهي تسحب يدها وبدأت تضع شرائح اللحم المطهو في طبقه ثم وضعت الأرز ثم صنعت طبق لنفسها وبدأت تتناول منه
لم يطول هدوءهم وحديثهم الذي شمل موضوعات شتى حيث رن هاتف معتصم بعد أن تجاهل الكثير من الرسائل امتعض وجهه وهو ينظر لأسم المتصل وسرعان ما ترك الطعام وأجاب
خير
يبدو إنه في مكان صخبت أجوائه الموسيقى الأجنبية العالية وصوت الضوضاء ومن بين ذلك استطاع معتصم أن يستمع لصوت يزيد المبتهج الذي أتاه من بين هذا الضجيج
إيه يامعتصم! مش تسأل عني طالما لقتني غيبت يومين عن المجموعة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
بالعكس أنا مرتاح طول ماانت بعيد
ده مؤقتا بس المهم في رسالة مهمة أنا سايبهالك أبقى شوفها سلام ياأبو الصحاب
أغلق يزيد وفي داخله رضا شديد عما فعله كان يضحك بهيستريا يود وبشدة لو إنه يرى وجهه الآن
حينئذ كان معتصم يتفحص صندوق الرسائل الواردة فوجد صورتين واحدة منهن جمعت بين يزيد و frank في الإحتفال بالتوقيع كان يزيد يتبع صيحات الموضة في الصورة ويخرج لسانه من طرف فمه والأخرى هي صورة العقد الذي تم توثيقه وتوقيعه من كلا الطرفين
أبن الك ال
لم تحرك رغدة ساكنا فقط تناولت كأس المياه وارتشفت منه بهدوء يغالب شعور الحزن والقهر بداخلها فلم تنجح محاولاتها لفصل اثنتيهم عن بعضهم البعض وذهبت مجهوداتها سدى ظل معتصم يصيح بكلام كثير أغلبه السب واللعڼ فضاق صدرها أكثر
نفذ اللي في دماغه ومضى معاهم بس انا مش ه اهنيه على المشروع ده هيلاقيني زي الخازوق طالع في كل حاجه
قذفت رغدة كأس المياه ف تهشم ونهضت عن مكانها وهي تردف
يوم واحد حبيت نكون في هدوء لكن مفيش فايدة هوسك ب يزيد هيخلص علينا يامعتصم
فصړخ في وجهها
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
فهزت رأسها بالنفي و
أحنا اللي بننتهي وانت مش واخد بالك
وزجرته بنظرة أخيرة قبل أن تدخل لمخدعها كي تترك نفسها للبكاء من جديد لم تفلح لم تفلح بدون يزيد في أي شئ حتى لم تفلح في اختيار زواج آخر
ها هي تشهد على لحظات التعاسة التي أقسم يزيد أن يجعلها تعيشها لقد نفذ قسمه بالفعل ف هي بالفعل لا تعيش سوى معنى التعاسة
خرج يونس من غرفة إبراهيم برفقة الطبيب بعدما اطمئن عليه كان يبدو عليه الإعياء الشديد وجهه الذي نحف ف تبينت تجاعيده وجسده الذي أصبح هزيلا أكثر مع التعرض للعلاج الكيميائي أصابه الحزن الشديد لرؤيته في هذه الحالة خاصة إنه لا يردد سوى برغبته الملحة كي يعود إلى منزله لا يرغب بأن يقضي لياليه الأخيرة كما أسماها في فراش بالمشفى
تحدث الطبيب إليه بشفافية شديدة موضحا مدى سوء حالته
إحنا بنحاول نطبق الخطوات اللي ينفع تتعمل مع حالته زي ماانت عارف مينفعش أي تدخل جراحي في حالته المتأخرة لكن لازم أعرفك إن الوضع مش مطمئن بالمرة
أجفل يونس وقد أصابه الإحباط بعدما تأمل عبثا بأن تتحسن حالته
مفيش أي حلول تانية حتى لو سفر برا
مفيش أي حاجه هتتعمل أكتر من اللي بنعمله أستاذ إبراهيم تهاون كتير أوي لحد ما السړطان تفشى وأصبحت السيطرة عليه مستحيلة
هز الطبيب كتفه بقلة حيلة و
آسف بس دي الحقيقة
وانصرف
جانب آخر
سئمت ملك مشاهدة التلفاز وحدها ف انضمت إلى كاريمان في غرفتها الخاصة كي تجلس معها كانت كاريمان تحيك أشياءا من خيوط الصوف الملونة تريكو ف أعجبت ملك كثيرا بالفكرة وأحبت أن تراقبها كي تتعلم كانت كاريمان توجهها وتشرح لها تفصيليا ماذا تفعل
بعد كده نحط اللون الأزرق من أول النص عشان تطلع زي الصورة
تطلعت ملك للصورة وأبدت رأيها المعارض
أنا شايفة الأصفر هيكون أجمل هيديها روح
ف ابتسمت كاريمان وهي تؤيد رأيها الصائب
Doğru صح هنجرب
ثم تابعت ما تقوم به وهي تعرض عليها
إيه رأيك في كورس تطريز وتفصيل حاجه جديدة وتشغل وقتك
ف أعجبت ملك بالفكرة كثيرا و
أنا موافقة أوي
دخلت خديجة إليهم وهي تحمل دواء ضغط الډم وكأس من الماء و
معاد دوا الضغط ياهانم
ناولتها كأس الماء وهي تتابع
يزيد لسه واصل من شوية ومستني يونس في الجنينة
أشاحت كاريمان بيدها وقد تنازلت عن محاولاتها كي تجعل انتماءه للعائلة بقلة حيلة و
خليه لوحده ولد متمرد
ملك عمي بېموت تعبان ومحتاجك المړض بياكل من جسمه وأمنيته الأخيرة ياخدك في حضنه
رمقه يزيد بنظرات غير مقتنعة من أداءه و
هتقولها كده!! أنا متهيألي لو وقفت قدامها مش هتنطق بكلمة واحدة
ترك يونس تجسيد المشهد وقد أحس بقنوط لقد قرر إبلاغها بهذا السر كي يقع عن عاتقه ذنب أن ېموت إبراهيم بدون تراه ابنته للمرة الأخيرة وأن تقول له إنها سامحت في حقها ولكنه فعلا سيفشل في إبلاغها
تحرك يونس بعشوائية وهو يتنفس بدورات غير منتظمة و
أمال هقول إيه!
ثم نظر لشقيقه و
طب ما تقولها انت!
أنا!! ده أنا آخر واحد ممكن يبلغها خبر زي ده
نفخ يونس ب انزعاج و
ليه
عشان انا الحقيقة مش طايقها ومش طايق فكرة إنها تتبرى من ابوها لمجرد إنها عاشت ظروف وحشة مهما كان ده كان بيدور على مصلحتها أنت مشوفتش نظرة عينه وهي في المستشفى بټموت كان مستعد يديها اللي فاضل من عمره وهي بكل سهولة كده تقول مش عايزه أشوفه!
ف دافع يونس عنها مستميتا
اللي عاشته مكنش سهل يايزيد محتاجة شوية وقت جرحها يلم وبعدين هي متعرفش الوضع الصحي بتاعه
فأحاد يزيد بصره غير راضيا عن وجهة نظره
ده كلام فارغ ياعم
تنهد يونس وهو يختم حديثه
خلاص هقولها ملك عمي تعبان ولازم تزوريه
ف صحح له يزيد وقد أحس بۏجع من تلك الحقيقة المؤلمة
قصدك عمي بېموت ولازم تروحيله للمرة الأخيرة
يونس!
الټفت كلاهما على صوت ملك الذي أتى من خلفهم انقبض قلب يونس من ملامحها المتغيرة ووجهها الشاحب حينما كانت هي تقترب منه بخطى شبه متعجلة ووقفت أمامه تسأله بعيون لامعة على وشك أن تفيض بالدموع
حقيقي بابا بېموت
الفصل السادس والعشرين
حتى الأحلام ستجدها تحمل رائحة واقعك الذي لا ترغب فيه
وصلت سيارتي يونس و يزيد أسفل العقار الذي تم نقل إبراهيم إليه بعدما خرج من المشفى طوال الطريق كانت ملك تجلس بالمقعد الأمامي لم تحرك حتى شفتيها بكلمة واحدة منذ أن علمت ب تفاصيل الحكاية وإنهم كانوا يسترون الأمر عنها لم تلفظ سوى بعبارة آمره ب أن يقلوها إليه في
الحال فلم يتردد يونس في تنفيذ رغبتها كي يجمح على الأقل ڠضبها ونظرات اللوم والعتاب في عينيها والتي لم يتحملها
أوقف يونس السيارة وأغلق الإضاءة ثم الټفت نصف التفاته وهو يردف
هتقدري تنزلي لوحدك
لم تنظر حتى إليه فتحت الباب وبدأت تعتمد على نفسها وهي تترجل عن السيارة فكان أسبق منها حيث وقفت عن جلستها فوجدته أمامها مباشرة يغلق الباب بدلا عنها ثم أردف
حالته متتحملش أي عصبية يعني بلاش دلوقتي عتاب وزعل أنسي كل حاجه مؤقتا
رمقته بنظرات جامدة مستنكرة مخاوفه وكأنها لا تهتم لأمر والدها
أنت مش هتخاف على بابا أكتر مني أنا اللي بنته مش انتوا
ثم نظرت بطرف عينها ل يزيد الذي لم يصمت أو يراعي الضغط المتشكل عليها وراح يبدأ بالصياح
بقولك إيه اللي بتكلمي عنه ده مش مجرد عم ليا يعني آ
أشار له يونس كي يصمت ف انقطع حديثه وهو يبتعد عنهم زافرا بحنق بينما ابتسمت ملك ب سخرية شديدة و
سيبه يقول اللي في نفسه أنا اتعودت منه على كده
وضع يده على كتفها وكاد يقودها للداخل برفق و
طب يلا بين
قطع ما بقى من عبارته وهو يراها تبعد ذراعه عنها و
أكيد هيكون ليا رد على إنك خبيت عني موضوع زي ده مش هعديها كده
وتجاوزته كي تصعد بمفردها كما كانت دائما وهو ينظر إليها بضيق جلى بينما استنكر يزيد لطفه الزائد معها و
شوفت! أول حد هتتمرد عليه هو انت مبسوط بإنجازات الدروس بتاعتك
حدجه يونس بنظرات مخټنقة قبل أن يستبقه ليصعد خلفها موفضا ظن إنها لا تملك مفتاح الشقة ولكنه تفاجأ بها دخلت الشقة وتركت لهم الباب مفتوحا ف دلف كلاهما وتركا لها مهمة الدخول إليه بنفسها
منذ أن رأته والتقت به وهي بنفس الوضعية
كانت ملك تنام برأسها على صدره وبين ذراعيه ټشتم رائحته وكأنها تشبع الليالي التي ستقضيها بدونه
بصعوبة شديدة كانت تمنع الدموع من أن تفيض ف تضعف من حالة إبراهيم التي بكى مجرد أن رآها حاولت أن تعطيه القوة التي تفتقدها هي
مجرد كأنه أراح صدره التي يشكو آلامه كل يوم وبدون أن تشعر بعثت عليه الحبور لقد كان يفتقد رؤية وجهها حتى وها هو يتحقق أكثر مما تمنى
قرعات على الباب دخل بعدها يونس وهو يحمل زجاجة مياه نظر لحالتهم تلك بنظرة خاطفة كي لا يضايقهم ثم أشار لزجاجة المياة و
في معاد دوا لازم تاخده ياعمي
ف قال إبراهيم بدون أن يتحرك من مكانه
مش عايز حاجه يايونس أنا كده كويس
ف اعتدلت ملك على الفور ليوخزها ذراعها المصاپ واعترضت بدورها
لأ هتاخده يابابا
دنى منه يونس وناوله زجاجة المياه ثم أخرج شريط من الأقراص وأفرغ قرصين و
أنا كلمت دكتور معرفة هييجي الصبح يديك الحقنتين
دخل يزيد حينما كان إبراهيم يترك زجاجة المياه ويردف
مبقتش محتاج خلاص يايونس ملك لما تقعد معايا مش هبقى محتاج حاجه
وكأن يونس ذعر فجأة واضطربت حواسه وهو يقول على الفور
لأ ملك مش هينفع تقعد هنا
تحولت نظرات الجميع المدهوشة نحوه بينما سارع هو بالتبرير كي يبعد عنه أنظارهم المتهمة
ملك لسه بتتعالج والدكاترة محذرين على المجهود عشان العملية كمان حالتها النفسية لازم تكون كويسة
ثم استدعى ذكر جدته ليكون مقنعا
نينة اتعودت عليها خلاص وملك كمان
ثم نظر نحو ملك وتابع
وملك كمان اتعودت على نينة
أجفل إبراهيم بصره لا يدري ماذا يقول بينما أثار الأمر حفيظة يزيد الذي استدرج شقيقه لخارج الغرفة بلباقة
تليفونك كان بيرن يايونس تعالى شوفه
كأن يزيد هو طوق النجاة الذي ظهر كي يخرجه من هنا وينقذه من هذا التوتر خرج يونس في أعقابه بينما كان إبراهيم ينظر بحنو