الجمعة 08 نوفمبر 2024

رواية ياسمين الفصول من 6-11

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

قضية الخلع وقضية العڼف
رمقها بنظرة غامضة وكأنه يقلب الفكرة في ذهنه قليلا ابتعد خطوات للخلف والجميع ينتظر أن يجيب حتى أفاض ب 
هطلقك عشان مش انا الراجل اللي يقبل يتخلع وملكيش عندي أي حقوق ولا طلبات
ف أسرعت قائلة 
مش عايزة حاجه حتى باقي هدومي مش عايزاها
انتي طالق
قالها ببرودة لم تصدقها قط وأتبع حديثه ب 
ورقتك هتوصلك وتاني يوم تروحي تتنازلي
الټفت موليها ظهره و 
وإلا هتندمي
وكأن صدرها الذي كان گكتلة من حميم أصبح باردا رطبا تساقطت عليه قطرات من ندى لم تصدق إنها الآن حرة هل يعقل أن الأمر انتهى هنا كيف وكيف ستنسى ذلك العڈاب الذي عاشت في بؤرته لا تدري لم تحس بالسعادة رغم ذلك وكأن فرحتها لم تكتمل بعد 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
خرج محمد من الشقة وصفق الباب ترجل على الدرج وهو يتمتم 
هتدفعي التمن غالي أوي ياملك أوي أفرحيلك يومين وبعدها هكون عملك الأسود 
الفصل السابع الجزء الأول 
أيام قلائل  
أيام فصلت بينها وبين لحظتها تلك تشعر بنفسها تتنفس براحة لم تستشعرها منذ فترة طويلة كأن هما كان يجثو على صدرها وتفتت بمجرد أن حصلت على وثيقة خلاصها  
مطلقة تلك الوصمة التي تعير بها النساء في مجتمعنا ولكنها وسام شرف لها تحس بقيمته الكبيرة  
جمعت ملك شعرها القصير بضيق وهي تتذكر تلك اللحظات المهينة التي تعمد فيها إذلالها نفضت رأسها محاولة نسيان ذلك الحقېر الذي كان زوجها يوما وتأهبت للخروج من غرفتها القديمة التي اشتاقت لها حينما كانت تقضي أغلب الوقت فيها برفقة عمتها هبه 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
كان إبراهيم يحلي بالخارج والحزن مخيما عليه گالذي انشغل عقله بأمر صعب لا يستطيع الخروج منه وقبل أن يهم بإشعال سيجارته كانت ملك تلتقطها من فمه و 
أمبارح طول الليل مبطلتش كحة بسبب السجاير يابابا كفاية
وجلست أمامه 
أحضر الفطار
كانت نظراته لها غريبة لم تفهم مغزاها الآن ولكنه لم يطل فيها أجفل بصره وهو يردف 
ناويه على إيه ياملك بعد ما نفذتي اللي في دماغك!
كانت تود لو إنها تخبره عن أحلامها وأمانيها ولكنها تعلم إنه ليس الإنسان الذي سيتقبل آرائها وطموحاتها الواسعة بسهولة ف قررت تأجيل الإفصاح له ريثما تكون مستعدة لمجابهته وحاولت أن تقنعه بعدم تفكيرها في المستقبل بعدما حدث معها 
مش عارفه أديني قاعدة معاك وواخدة بحسك
ف تنهد إبراهيم و 
بس انا مش هعيش ليكي العمر كله ياملك خلاص مش فاضل كتير
انقبض قلبها من تلميحاته الصريحة و 
بعد الشړ ربنا يبارك في عمرك يابابا 
ده مش شړ المۏت علينا حق وأنا خاېف أسيبك في الدنيا لوحدك
تضايق صدرها كثيرا من مجرد فكرة فقدانه وأن تكون جزعا لا حياة فيه ابتلعت ريقها وتناولت زجاجة المياه وهي تقول 
متقولش كده مش عايزاك تخاف عليا طول ماانت معايا كل حاجه سهله يابابا
أضاء هاتفها بدون صوت حيث كانت خاصية الصمت مفعلة به بدت مرتبكة مع رؤية الإضاءة وأسرعت تمسك به فسألها إبراهيم 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
مين بيكلمك بدري كده
ف نهضت عن جلستها و 
دي نغم هرد عليها جوا عشان كانت عايزاني في موضوع
ودلفت للداخل في عجالة وكأنه لم يقتنع تغير لون وجهها والتوتر الذي تجلى على معالم وجهها جعله يشعر بالقلق حيالها واستجاب لفضوله اللحوح وراح يتلصص عليها كي يستكشف ماذا تدخر خلف توترها 
وقف أمام باب غرفتها الموصد وحاول يستمع لبعض كلماتها الخاڤتة ف التقطت مسامعه عبارة واضحة 
مش هعرف اكلم معاك طول ما بابا موجود لما ينزل هتصل بيك
ارتفع حاجبيه وحدقت عيناه في ذهول خاصة حينما أستمع لباقي العبارة 
حاضر هاجي بس شوية كده
ذكرى سيئة للغاية هجمت بشراسة على عقله الآن كأنه يرى ويسمع صوت منار في اللحظات الأخيرة قبيل أن يكون رسول عزرائيل لها آلمته رأسه وأحس بنفس الحرارة تنبعث من صدره المستشيط ولكن الآن ابنته يبدو إنها سارت على النهج الذي سلكته والدتها الخائڼة ولكنه لن يسمح بتكرار المأساة من جديد لن يتركها تضيع من بين يديه سحب إبراهيم نفسه من أمام غرفتها بثقل شديد تكالب عليه وجلس يفكر كيف سيكشف حقيقة الأمر وماذا سيفعل 
تحسس صدره الساخن وهو يتنفس بصعوبة من قسۏة تلك المشاهد القديمة التي اعتقد إنه نساها ولكنها كانت محفورة بذهنه تحتاج فقط من يستثيرها 
خرجت ملك من غرفتها وأقبلت عليه وهي تردف ب 
أنا هروح لنغم شوية بعد الضهر يابابا
فأومأ برأسه 
ماشي متتأخريش وأنا هقعد النهاردة عشان مش قادر أنزل المحل
ونهض عن مجلسه و 
هدخل ارتاح شوية عشان كنت سهران طول الليل
ماشي
ولج لغرفته وأوصدها عليه تاركا إياها تعتقد إنها حرة كي تخطئ وتترك ثغرة من خلفها يستطيع بها إبراهيم الوصول للأمر 
كانت الإستعدادات على أهبتها لديه كي يسافر للعاصمة الألمانية برلين مساء اليوم لقضاء يومان سينهي فيهما عملا يخصه وضع يزيد تذكرة السفر المرفقة بجواز السفر خاصته في جيب معطفه ثم تركه جانبا وراح يتفقد شيئا هاما فتح خزانته الخاصة الكبيرة التي تأخذ مساحة نصف الحائط المقدر ب متران تقريبا وسحب مبلغ من المال النقدي ليتفاجأ بمشهد ما 
كان يضع بداخل الخزانة شاشة صغيرة تعرض ما تبثه كاميرا المراقبة المزروعة في غرفة مكتبه بالشركة رآها هي رغدة 
وهي تعبث في أدراج مكتبه تحفزت حواسه وراقب ما تقوم به بتركيز ودقة شديدين حتى استنبط إنها تضع ملف ما وتغلق الدرج ثم استعادت ثباتها وخرجت من الغرفة بحرص 
برقت عينا يزيد وهو يستعيد في ذهنه ماذا كان يوجد في درج مكتبه الثالث ابتعد قليلا وعقله منشغلا بما رأى يبدو إنها لعبة جديدة يستعد لها الثنائي المعادي له 
أوفض نحو هاتفه وبدأ يتصل بأحدهم ولكن الرسالة المسجلة أجابت عليه 
الهاتف المطلوب مغلق أو غير متاح برجاء 
لم يستكمل سماعها وأغلق المكالمة فورا ثم لجأ لأحد التطبيقات الشهيرة للدردشات الصوتية والمرئية وبدأ في تسجيل مقطع صوتي 
أفتح درج مكتبي التالت هتلاقي file على الوش شوف ده بتاع إيه وبلغني فورا
وأرسل المقطع شرد وهو ينظر لتلك الشاشة التي أنقذته للمرة الألف ثم غمغم ب عصبية 
هتعملي فيا إيه تاني يارغدة 
بعدما أوهمها إنه ذهب ليتابع أمور العمل بالمتجر الخاص به راح يتجسس عليها وحرص حرصا شديدا على أن لا تشعر بوجوده تلك الكلمات التي سمعها بمحض الصدفة أشعلت نيران الشك برأسه وجعلته يتذكر أمورا عصيبة أعتقد إنه نساها يوما 
ترجلت ملك من سيارة الأجرة أمام بناية راقية ثم دلفت للداخل بخطى متعجلة ترجل إبراهيم أيضا من السيارة التي كانت تقله أثناء مراقبتها وراح يتفقد تلك البناية الغريبة 
وقف بالخارج لحظات حتى خرج له فرد الأمن وهو يسأله 
أيوة ياحج بتدور على حاجه
فسأله على الفور 
هي البنت اللي لسه داخله دي طلعت فين
ف تنغض جبين فرد الأمن بذهول و 
وحضرتك بتسأل ليه تعرفها
فكر إبراهيم سريعا في كڈبة يبرر بها ولكنه لم يجد ف قلص على نفسه المسافات و 
دي بنتي وانا عايز اعرف هي جاية عند مين يعني لما خرجت كانت تعبانة شوية وانا قلقان عليها بس
أومأ فرد الأمن رأسه مصدقا ما قال وأفاض له 
دي بتيجي هنا لدكتور نفسي في الدور التاني ليها كام شهر كده بتزوره
ارتفع حاجبيه بذهول و 
دكتور نفسي!!
آه
وكأن تقلصا أصاب معدته فور عمله بأمر گهذا طأطأ رأسه يفكر قبل أن يعاود تساؤلاته 
طب آ يعني الدكتور ده كويس! أقصد يعني شاطر 
من ناحية شاطر فهو باين عليه شاطر أوي بس يعني آ عينه زايغة حبتين
ف اضطرب وهو يسأل بتخوف 
يعني إيه 
فأجاب فرد الأمن بصراحة مطلقة 
يعني بتاع نسوان من الآخر
گأنها كانت عبارة كافية لأن يصدر حكمه حيال ما سيفعله الفكرة ولدت في ذهنه منذ الصباح ولكنها ترعرعت الآن وترسخت في عقله أكثر عليه اتخاذ خطوة لحمايتها من نفسها خاصة بعدما حصلت على كامل حريتها 
غادر إبراهيم وفي صدره غصة مرة ومؤلمة غصة اعتاد عليها في زمن ما وها هي تعاوده من جديد 
ترك النادل المشروبات الساخنة على الطاولة وأنصرف بينما كان يزيد ناظرا لعمه الذي كبر أضعاف عمره من فرط الهم زفر وهو يسحب الكوب خاصته و 
أنا معاك في اللي بتفكر فيه بس مين قالك إن يونس هيوافق
تنهد إبراهيم و 
دي مهمة لازم يقوم بيها يايزيد ولا عايزني أتفرج على بنتي الوحيدة وهي بتحصل الڤاجرة أمها
مقولتش كده لكن انت متعرفش يونس زيي يونس مثالي شوية تربية كاريمان هانم ماانت عارف إنه قضى أغلب حياته مع نينة
كأن إبراهيم كان له نظرة أخرى ل يونس أوضحها قائلا 
يبقى انت اللي متعرفش يونس كويس الأسود اللي جواه بيطلع في الوقت المناسب بس لما يحتاجه وده الفرق بينكم
قطب يزيد جبينه وهو يترك الكوب و 
فعلا ده الفرق
ونظر في ساعة اليد خاصته 
معلش مضطر امشي فاضل ٣ ساعات على طيارتي ويونس قرب يوصل القاهرة لما يوصل هيكلمك تكون فكرت في كلامنا يمكن تغير رأيك
أومأ إبراهيم برأسه بينما نهض يزيد مستعدا للرحيل بدا وكأنه سيفكر في قراره جيدا مرة أخرى لعله بالفعل يتراجع 
جلس إبراهيم على المائدة بينما كانت ملك تعد الطعام له لا بد من مدخل قوي يستطيع به استدراج ملك لكي تبوح بما بداخلها حتى يكون حكمه أخير ومقنع 
جلست قبالته وقد انفتحت شهيتها رفعت بصرها نحوه لتجده واجما هكذا فسألته بعد أن ابتلعت طعامها 
مش بتاكل ليه يابابا
ف أجفل بصره و 
هاكل أهو بس عايز أسألك عن حاجه انتي عمرك ما كلمتيني عن أحلامك ولا نفسك في إيه!
ارتفع حاجبيها تلقائيا من سؤاله الذي لم تتوقعه قط وصمتت قليلا كأنها تفكر في الأحلام الكثيرة التي شيدتها أعلى ناطحات السحاب لاحت ابتسامة آمله في مستقبل مبهج سيعوض الأيام القاسېة التي مضت بينما ظل إبراهيم يتطلع لوجهها الذي أشرق وتفتحت فيه الزهور حتى خرجت عن صمتها قائلة 
عايزة أكمل تعليمي عايزة أعيش الحياة اللي استاهلها وكل البنات اللي زيي عايشينها
التقط والدها الملعقة وكأنه سيتناول ثم قال متعمدا استثارتها 
يعني مش هتفكري تجوزي تاني أقصد يمكن تلاقي الإنسان اللي يستحقك
ف أجفلت بصرها بتردد هل تخبره الحقيقة أم تخشاه گالعادة فقطع عليها تفكيرها ذلك مؤيدا الرأي الذي ستختاره هي كي يكون مقنعا 
يعني لو لقيتي اللي تحبيه ويحبك مفيش مانع تبدئي من جديد
ف انشرح صدرها بسعادة

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات