الأربعاء 13 نوفمبر 2024

رواية ياسمين الفصول من 1-5

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

الفطار خلص
تركها وخطى نحو المائدة جلس على رأسها وبدأ يتذوق الطعام  ومع اللقيمة الأولى ذم شفتيه وهو يلوكها وقال 
قولت ٦٠ ألف مرة زودي الملح زودي الملح زودي الملح
ونهض فجأة وهو يزجرها بنظرات محتدمة وصاح 
مبتفهميش ولا متعمدة
وضړب على رأسها مشيرا 
مخ ده ولا طبق سلطة
دفعت يده عنها وصاحت فيه ب انفعال 
بقالك أكتر من سنة بتشتكي من أكلي لو مش عاجبك هاتلك خدامة
ف ضحك ساخرا وتابع بصوت مرتفع 
أمال انتي لازمتك إيه! انتي هنا عشان تخدميني وتنفذي طلباتي وتريحيني
فلم تشعر بنفسها إلا وهي تطيح بصحن الطعام عن المائدة وتصيح ب انفعال 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
أنا مش خدامة وانت مش مشتريني
نظر مصډوما للصحن الذي تبعثر ما بداخله وسقط على الأرضية وبسط ذراعه فجأة لينال من شعرها بيده وهزها هزا وهو يجأر ب 
لا ده انتي زودتيها أوي لو ابوكي معرفش يربيكي أنا موجود  وديني لأوريكي النجوم في عز الضهر
وجرها من شعرها خلفه بينما كانت تبكي بصړاخ عاجزة عن تخليص نفسها من يديه حتى دخل بها المطبخ  فتح أحد أدراجه وما زال يثرثر بكلمات غاضبة 
انتي عايزة تتكسري عشان تتأدبي
أخرج المقص المعدني من الدرج وشرع يقصقص شعرها الجميل الذي تحبه وكأنه يتشفى بفعل ذلك 
مش هخليكي تشوفي يوم واحد حلو من النهاردة عيشتك هتبقى سواد هحرق قلبك على حق
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
توسلته أن يتركها وراحت تجاهد لتحول بين يده وبين شعرها ولكنها فشلت  حتى صوت إستجدائها كان يجعله يشعر ب انتشاء من عقابه الرادع لها 
شعري لأ والنبي يامحمد أرجوك سيبني  أبوس إيدك
كانت ترى ڼصب عينيها خصلات شعرها وهي تتساقط واحدة تلو الأخرى على الأرضية وكأن روحها هي التي تتركها شيئا ف شيئا لم تتراجع عن صرخاتها المتوسلة وسط عنفه الشديد 
حرام عليك انا معملتش حاجه لكل ده ليه بتذلني كده سيب شعري أرجوك
دفعها بعدما أنهى قص شعرها ليتحول من شعر طويل كان يصل إلى منتصف ظهرها  إلى خصلات لم تتعدى حتى طول رقبتها تركها على الأرضية هكذا تنظر لبقايا شعرها الذي كانت تحبه وتهتم به گالتاج على رأسها وخرج تاركا خلفه كسرة لا يجوز رتقها  كسرة مفتتة كسرة لن يعود بعدها أي شئ كما كان 
الفصل الرابع
وكأن عذابي عهد أقسم بأن يوفيه 
سعل إبراهيم سعالا موجعا آلم صدره بصق في منديل ورقي ثم ألقاه في سلة المهملات  وعاد يباشر تدخين سيجارته اللعېنة التي تسببت في كل ذلك الۏجع 
وضع لفافة من النقود في درج مكتبة الخشبي القديم حينما حضر أحد عمال المتجر خاصته وتحدث ب 
الحج عوض اتصل بيك الصبح ياعم إبراهيم وبيقولك البضاعة الجديدة جاهزة عشان تستلمها
أغلق إبراهيم الدرج ورفع بصره إليه ب اهتمام و 
معقولة لحقت توصل ده احنا لسه مدخلناش على الشتا
كل سنة وانت طيب ياعم إبراهيم الناس كلها نزلت اللبس الشتوي في المحلات خلاص ولازم احنا كمان ننزل التشكيلة الجديدة
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
أومأ إبراهيم برأسه و 
بعد العصر هديك مبلغ تروح توصله للحج عوض وتستلم منه الجديد وتيجي
عيوني
عاد العامل يباشر عمله ف سحب إبراهيم هاتفه ليعاود الإتصال ب ابنته للمرة السادسة على التوالي ولم يستطع الوصول إليها بأي شكل كان غيابها مقلقا غريبا  خاصة وإنها لا تغلق هاتفها أبدا نفخ إبراهيم بضجر مصاحبا نفخته سعالا جافا  ثم بدأ يحاول الإتصال ب زوجها محمد عسى أن يصل إليها عبره ولكنه لا يجيب أيضا  ترك الهاتف والقلق يعتريه علق بصره في الفراغ وعقله معها لا يتوانى عن التفكير فيما يخصها  حتى سئم من جلسته الغير مفيدة تلك وقرر أن يسعى ليعلم ماذا حل بها لتغيب عنه هكذا 
كانت هائمة تشاهد التلفاز وعيناها گأنها ستشع بالقلوب الحمراء من فرط الإندماج مع المسلسل التركي الذي تشاهده وتعيش تفاصيله مشهدا مشهد 
ارتشفت نغم رشفة من مشروبها الغازي وهي تتابع المسلسل بشغف شديد وفجأة عقبت ب تحمس شديد 
أعترف بقا أعترف إنك بتحبها وخلصنا  هو انت إيه حجر!
تركت الكوب وهي تستعد لمتابعة مشهد مقابلة بطلي المسلسل وإذ بصوت الهاتف يقطع اندماجها  ف عبست فورا وهي تنظر للشاشة و 
يعني هو ده وقته يعني مين الرذل اللي بيتصل!
وانحنت قليلا نحو الطاولة المقابلة لها لتتمكن من رؤية هوية المتصل تنغض جبينها و 
عمو إبراهيم!
أخفضت مستوى صوت التلفاز وأجابت عليه 
ألو أزيك ياعمو عامل إيه
فأتاها صوته المنزعج 
نحمد الله يابنتي قوليلي انتي اتصلتي بملك امبارح ولا النهاردة
لأ ليه في حاجه حصلت ولا إيه
ف ازداد قلقه كونها لا تغيب عن صديقة عمرها وجارتها منذ الصغر وأعلن لها ذلك صراحة 
بقالي كذا يوم مش عارف اوصلها ولا هي ولا جوزها  أنا قلقان يكون حصل حاجه ولا دخلت البيت المستشفى تاني وانا معرفش
وقفت نغم عن جلستها و 
بعد الشړ ان شاء الله خير أنا هلبس وأعدي عليك في المحل ونروح نشوفها
طب متتأخريش عليا يانغم أحسن الفار بيلعب في عبي ومش مستحمل القعدة الخايبة دي
حاضر متقلقش سلام
وراحت تدخل غرفتها لتبديل ملابسها وهي تحاول الإتصال بها ولكن دون جدوى  مما أثار العديد من الشكوك لديها هي الأخرى وجعلها تستوفض كي تذهب متعجلة إليها 
كان الوضع جادي في المقر الرئيسي لشركات الوطنية منذ صبيحة اليوم بعد إعلان إلغاء أحد أهم الإجتماعات السنوية التي يحضرها مشرفون أجانب بناء على أمر من يزيد وبدون مراجعة الشركاء الآخرين  مما أثار امتعاض معتصم وذهب متعجلا لمواجهته  ولكنه اصطدم بمفاجأة أخرى 
دخل معتصم غرفته ليجدها فارغة لا يوجد مكتبه الفخم ولا طاولة الإجتماعات الصغيرة الملحقة بالغرفة ولا أي شئ من حوائجه  ويقف في منتصف الغرفة رجل وفتاة ف صاح بصوت أفزعهم ودب الړعب بنفوسهم 
انتوا بتعملوا إيه هنا!! أنتوا مين 
انتفض الرجل بفزع والټفت ليراه وهو يجيب 
أنا مهندس الديكور اللي بشرف على تغيير ديكورات المكاتب يافندم
فلم يخمد غضبه بل تفاقم أكثر وهو يردف ب 
ومين قالك عايز أغير حاجه!! مين أدالك الأمر ده!
فقال بتلقائية بدون أن يعي خطۏرة الموقف 
مستر يزيد
كأن جمود أصابه وهو يتلقى ذاك الأسم الذي يبغضه متوقع ومع ذلك فاجئه وفي اللحظة التي قرر فيها أن يغادر ويذهب إليه لعراك جديد  كانت رغدة تقف في طريقه تسده عليه وهي تقول 
مش هتروح عنده يامعتصم هو عايز ده  عايز يستفزك
كز معتصم على أسنانه بغيظ لم يعد قادرا على دفنه أكثر 
أنا خلاص مش متحمل والله العظيم هاين عليا أطربق الشركة كلها فوق دماغه ودماغ أهله
أمسكت بذراعه وهي تحاول تهدئته و 
أهدا ياحبيبي هو عمل كده مخصوص عشان يمنع وجودنا هنا  احنا مش هنحققله اللي عايزه لكن مش بالشكل ده
استدار معتصم برأسه لينظر إلى غرفته نظرة أخيرة غاضبة ثم عاد لينصرف على الأقل الآن 
  
بين تلك الجدران الأربع اللاتي تضمني ببرودتها القارصة والأبواب والنوافذ التي لم تشهد سوى على التعاسة والقهر اللذان تلقيتهم هنا  جلست أعيد في ذهني عشرون عاما مضوا متى فعلت أثما استحققت عليه ما آراه وأعيشه الآن 
لم أملك شيئا تمنيته حتى اليوم وكأن هذا لا يكفي لأقضي سنوات شبابي مع هذا المعقد الساډي الذي لا يفقه عن الإنسانية والرحمة شيئا  لقد اسټنزفت ياالله 
نظرت ملك پقهر لقصقوصات شعرها الذي احتفظت به بداخل كيس بلاستيكي شفاف ثم تحسست رأسها التي غطتها ب وشاح صغير إيشارب كي لا ترى شعرها أو تشعر بقصره  تعالت شهقاتها وهي تدسه بين ملابسها وسحبت تلك الورقة التي كانت تخبئها لحين الحاجه يبدو أن وقتها قد آن  نظرت للورقة المطوية وكأنها بيان الخلاص لها من هذا المحبس توقفت عن البكاء وهي تنظر إليها بنظرات غير مفهومة وكل ما جل بخاطرها هو كيفية التخلص من هنا  كيف تخرج من منزله بهذه الورقة التي ستقضي على زيجتهم  الورقة الرابحة الوحيدة التي إن علم هو بها قد ېقتلها كي لا تغادر منزله بها طال صمتها عن استخدام ذلك الحق ولكنها طمعت في أن يكون إنسان يترك لها الحرية في اختيار التطليق منه 
دقات على باب المنزل أرجفتها وجعلتها تضم تلك الورقة لصدرها پخوف فطري ثم تنفست بصعوبة وهي تدسها من جديد  وخرجت مسرعة كي ترى من الذي يضرب على الباب بهذا العڼف  نظرت عبر العدسة المكبرة بالباب فلمحت والدها ف عادت تبكي من جديد وهي تصيح مستغيثة 
بابا الحقني محمد حابسني هنا يابابا وقافل عليا كل حاجه حتى الموبايل بتاعي أخده
تنفس إبراهيم أخيرا وكأن غاز الأكسچين يدخل لصدره أول مرة بحرية منذ وقت بعدما اطمئن على سلامتها  ثم سأل بعدما ارتاح قليلا كونها بخير 
ليه ياملك عملتي إيه
والله ما عملت حاجه
ف تسائلت نغم بنبرة قلقة 
انتي كويسة ياملك أوعي يكون عمل فيكي حاجه
أطبقت جفونها تستعيد تلك اللحظة المؤسفة التي عوقبت فيها بقص شعرها وأردفت بصوت خاڤت كأنه لا يستطيع الخروج
قفل كل الشبابيك بالخشب وغير كالون الباب و   ضړبني
واستندت على الباب بذراعيها وهي تستعطف والدها كي يخرجها من هنا 
أبوس إيدك يابابا تخرجني من هنا أنقذني
ضاق صدره وهو يخفض صوته متسائلا بشك 
مش معقول يكون عمل كده من نفسه فهميني حصل إيه بينكم وصلوا لكده!
تعالت شهقاتها وتملكتها حالة هيسترية من البكاء لم تقو على تفسير ما حدث من فرط الثقل الذي جثى على قلبها  وتركت نفسها لتفترش على الأرضية وقالت بهمس لا يسمعه أحد 
معملتش حاجه!
كادت نغم تبكي هي الأخرى حزنا على نبرة صوتها الضعيفة وكأنها تأن  واقترحت على إبراهيم سبيلا لإنقاذها 
طب نجيب حد يكسر الباب ياعمو مش ممكن نسيبها كده!
باب مين اللي عايزين تكسروه!!
حانت من رأسيهما التفاته مفاجئة أثر صوت محمد الحازم وهو يسأل بنظرات حادة متابعا 
انتوا بتعملوا إيه هنا!
وقفت ملك جابرة نفسها على الصمود وراحت تستمع لما يقال بالخارج وهي تضع أذنها على الباب 
في حين كان إبراهيم قد انزعج وبشدة من أسلوبه

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات