الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية جديدة لكاتبة رائعة القصول الاخيرة

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

السادس والعشرون
منذ ۏفاة سلوى وعمرو ينفرد بنفسه في شقتها يوميا ورزان تحترم حزنه وتكتفى بمحاولة التخفيف عنه وتترك له مجال واسع للانفراد بأحزانه لعل مواجهتها يريح قلبه من ألم الفراق وككل يوم انفرد بنفسه لكنه لم يطل فى الوقت لتجده بعد قليل يفتح الباب وينادي عليها اسرعت إليه لترى بعينيه لمحة من الأمل اشرقت ابتسامتها لأجلها فورا.

اسرع يمسك كفها وهو يتجه بها إلى الأريكة بحماس اجلسها ثم قال انا قررت اعمل صدقة جارية لماما .
تحمست رزان للفكرة وظهر حماسها بعينيها فورا وهى تقول فكرة هايلة يا عمرو هى فعلا محتاجة دلوقتي الثواب .
بدأ يشرح فكرته لها بحماس انت عارفة شقة ماما كبيرة اوى ومحدش هيستفاد بيها 
وافقته رزان القول معاك حق...بس هتعمل ايه بالشقة ازاى تبقا صدقة 
زاد حماس عمرو لتساؤلات رزان واسرع يجيب هعملها دار مسنين مجانا للناس اللى مالهمش حد يرعاهم 
زادت حماستها هى ايضا وهى تقول والله فكرة ممتازة يا عمرو...بس هتحتاج حد يشتغل 
اومأ برأسه وهو يردف مبدئيا مدام امل هى معانا بقا لها سنين وفعلا متمكنة من التعامل مع الناس فى المرحلة دى ..بس هنحتاج نغير شوية ونجيب فى كل اوضة سريرين ودولاب بس اظن مش هيحتاجوا اكتر من كده
ربتت رزان على كفه وهى تقول كويس كبداية وممكن بعد كدة نشوف لو هيبقا ليهم احتياجات نقدر نوفرها لهم ..لكن اخواتك يا عمرو
ابتسم عمرو لأول مرة ترى ابتسامته منذ فترة طويلة...لكم اشتاقت لها !!! 
اسرع إليها ينتزعها من فوق الفراش وهو يهزها صارخا بعيون محتقنة انت عارفة انت بتطلبى ايه فاهمة طلبك هيوصلنا لفين 
هزت رأسها إيجابيا ولم ترد لتزداد قبضته قسۏة وهو يقول پألم وقلب مجروح يعنى عندك استعداد تشاركي واحدة تانية فيا !!!! عندك استعداد انام في حضڼ ست غيرك !!! عندك استعداد يبقا ليا طفل انت مش امه !!! انا مش مصدق نفسي ..انت يا رانيا انت 
زاد بكاءها نحيبا هى ايضا تتمزق لكن لا مفر من ذلك الألم..ليس لأجل سلمى فقط بل لأجل كريم ايضا ...هل سيعيش عمره كله بلا أبناء !!! هل سينتظر للابد ذلك الأمل الذى لم يتحقق في خمس اعوام !!!! متى سيبحث عنه مع أخرى !!! 
زاد بكاءها من جنونه وغضبه لم تبك
إن كانت رغبتها !!! إنها أمه مؤكدا أنها ضغطت عليها بشكل ما لحظات ولم يعد قلبه يحتمل هذا العڈاب لم يعد قادرا على تحمل دموعها وألمها ليلقى بها بين ذراعيه يضمها بقوة مؤلمة وكأن هذه القوة ستوحد من جسديهما فلن تتمكن من مغادرته مطلقا .
امسك وجهها بكفين يشتعلان لا يدرى ڠضبا ام رغبة .لكنه اسرع يبتلع شهقاتها التى تمزق قلبه وتزيد من جنونه وغضبه ابتلعها بقوة يلجأ إليها للمرة الأولى منذ تزوجا لكن قوة غضبه لم تترك لعقله المجال ولم تسمح لقلبه حتى بالتحكم .
للمرة الأولى منذ ثلاثة أيام تغادر ليلى فراشها لتتناول العشاء برفقة زوجها الذى سعد كثيرا لمجرد رؤيتها تغادر هذا الفراش اللعېن اعدت مريم العشاء بينما كان طفليها بصحبة ماجد يراقبهما رائد فهو لا يزال يشك فى نوايا ماجد وغير مطمئن له بينما ظل سامى مرافقا ل ليلى 
كانت تجلس بالفراش تتطلع إليه بصمت وهو يجلس أمامها مبتسما ليتساءل ممازحا انت بتعاكسينى صح 
ابتسمت ليلى وهى تقول طبعا بعاكسك هو انا اطول اعاكس راجل حلو كدة 
ضحك سامى بملء قلبه بينما أمسكت كفه وهى تقول بإمتنان شكرا يا سامى ..مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه
قطب جبينه پغضب لم يتقن تصنعه وهو يقول انت شكلك عاوزة تزعلينى بجد..متشكرة على ايه يا لولى ..انا ممكن اعمل اى حاجة علشان تبقى كويسة 
لم يرى هذه الابتسامة منذ أيام مضت لكم يعشقها !!! اقترب منها وهو يقول بحنان لو عاوزة تشكرينى قومى من السرير ...ماتناميش كدة ابدا .
هزت رأسها إيجابيا وهى تقول هقوم يا سامى .طول ما انت جمبى مش هقع ابدا .
لم يشعر اى من رانيا أو كريم بمضى الوقت الذى كان الجنون هو المتحكم فيه فيبدو أن كل منهما كان بحاجة لهذا الجنون ليهدأ قلبه قليلا ابتعد عنها اخيرا يلتقط أنفاسه اللاهثة وهو يقول معاتبا ازاى فكرتى تضحى بيا ازاى هنت عليكى 
لم تجب رانيا فأمسك وجهها بكفيه ليرغمها على النظر إليه وهو يقول انت كنتى فى يوم امل مفقود لاتنين عاشوا لحبهم واتمسكوا ببعض وربنا حقق لهم الامل بعد خمستاشر سنة ..وانا مستعد استنا الامل ده خمسة وعشرين سنة...مستعد اموت قبل الامل ده ما يتحقق ..لكن مش مستعد أحاول احققه مع غيرك 
تاهت نظراتها تحتضن قسماته بلهفة وهى تقول المعجزات ما بتتكررش يا كريم ...ولو احنا عندنا الوقت نستنا طنط سلمى معندهاش كفاية عمو محمود مافرحش بولادك 
استلقى كريم فوق الفراش وهو يقول حبيبتى هاجس المۏت اللى عند ماما ده حالة نفسية ربنا يديها طول العمر وتفرح بولادنا .
اجهشت بالبكاء وقررت مصارحته فهى لن تتحمل هذا العبء وحدها لتقول وهى تشهق مش هاجس يا كريم طنط عندها سړطان خلايا كبدية زى ماما بالضبط 
اعتدل جالسا دفعة واحدة بفزع وهو يقول انت بتقولى ايه 
هزت رأسها تؤكد الحديث وهى تكفف
دموعها بكفيها هى طلبت مني محدش يعرف مش هتقدر تشوف الشفقة فى عنيكم .. دلوقتي بس حسيت امى اتعذبت قد ايه علشان انا محسش بۏجعها .
استلقت وهى تردد انا مش بضحى بيك زى ما انت فاكر ولا بضحى بحبك انا بحاول احقق لأم أمنية أخيرة ..عارف يعنى ايه تبقا مستنية المۏت ونفسها تشوف ابنك مفيش حل تانى يا كريم انت لازم تتجوز.
تنهدت لتخرج تلك النيران المستعرة بقلبها وهى تقول ربنا يقوينى وانت مش هتعمل حاجة حرام ولا عيب ده حقك ..التعدد حق للراجل ..واظن وضعنا حوله من مجرد حق لحق واجب .
نظر كل منهما للآخر هو لا يصدق أنها قررت أن تلقى به فى الچحيم وهى تنظر له تنتظر منه خيارا لم تضعه أمامه من الأساس 
كانت ليلة عصيبة طويلة على كليهما ظهرت آثارها على وجهيهما صباحا لم تغير رانيا موقفها وأخبرته فى الصباح أنها ستعلن موافقته لامه بشرط أن توافق على تلقى العلاج .وهذا ما حدث.
صحبت رانيا سلمى التى لم تتمكن من إخفاء سعادتها لموافقة كريم على الزواج مرة أخرى فوافقت فورا على التوجه للمشفى لتلقى العلاج .
جلستا أمام الطبيب الذى أوضح لهما أن اكتشاف المړض في هذه المرحلة المبكرة يجعل فرصة الشفاء اكبر وبعد أن شرح لهما طريقة العلاج أوصى ل سلمى بالعلاج المناسب لتلك المرحلة وافهمهما أن الالتزام بالدواء والفحص أساس العلاج في هذه المرحلة.
هاتفت رزان امل وطلبت منها الحضور لتحضر الأخيرة برحابة فأطلعها عمرو على فكرته فأثنت عليها وبدأوا فورا فى الإعداد لافتتاح الدار 
قدم الجميع المساعدات بالجهد وايضا مساعدات عينية فلا ضرر من مشاركة الثواب مع الأحبة 
انشغلت رانيا فى الأيام التالية بالمساهمة في ذلك المشروع الخيرى وتبرعت ببعض الاثاث من شقة والديها الراحلين وشاركت مريم ايضا حتى ليلى بدأت

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات