رواية جديدة لكاتبة رائعة القصول من19-25
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
التاسع عشر
أعاد عمرو سؤاله بينما إلتزمت رزان الصمت فترة فشعرت ليلى انها لا تريد التحدث أمام سامى الذى يقف متأهبا فى انتظار اجابتها لتقول بهدوء سامى تعالى نجيب ينسون من تحت الدكتورة قالت رزان تشرب سوايل كتير
نظر سامى لها بشئ من الحدة لتربت على كفه وهى تومأ برأسها ليضطر سامى أن يرضخ لرغبتها ويتوجه معها للخارج فيعيد عمرو سؤاله مرة أخرى لتتنهد رزان بحزن وهى تتذكر كلمات سلوى القاسېة هى لم تعد تحتمل أن تراها وتتعامل معها وتتظاهر أن شيئا لم يكن لا يمكنها أن تنسى ما حدث ففقدانها لجنينها كانت سلوى سببا رئيسيا به
تساؤلات وتساؤلات كلها مؤلمة بدأت تشعر بالدوار يغزو رأسها من جديد لتريحه على صدر عمرو وهى تتمتم انا تعبانة يا عمرو عاوزة انام....مش قادره اتكلم دلوقتي
يغمض عينيه پألم ويحاول أن يبدو صوته بلا هذا الألم وهو يقبل رأسها قائلا نامى يا قلبى انا مش هتحرك
يكاد يفقد صوابه حين يصل لهذه النقطة من تفكيره
خرج سامى بصحبة ليلى مكرها وسار بصمت ...لم يخفى عليها غضبه ....لكن عليهما اعطاء عمرو ورزان مساحة خاصة
حين عادا كانت رزان تغط فى سبات عميق بينما عمرو لايزال جالسا خلفها يضمها بذراعيه وقد غفا هو أيضا
نظرت ليلى ل سامى وابتسمت ليهز رأسه بقلة حيلة ويغادر الغرفة تتبعه بصمت لتخبره بضرورة أن ينال هو أيضا قسطا من الراحة لكنه أبى أن يتزحزح خاصة بعد طلب رزان الذى زاده حيرة واكثر من مخاوفه لذا فقد جلس على أحد المقاعد أمام الغرفة وجلست ليلى بجواره فحسب وسرعان ما أسندت رأسها إلى كتفه و نامت بوداعة
قرر أن يتركها تعود مع والدها حتى يتبين حقيقة الأمر.... وحقيقة ماحدث لها ...
اسندها برفق لتستلقى بالفراش ودثرها جيدا ثم توجه للخارج لتقابله اعين سامى التى لم يحول الإجهاد دون نظرة متقده ټحرق عمرو وتزيده ألما ..فعينى سامى تؤنبانه بشدة منذ الأمس ...تتهمه بصراحة بعدم العناية بصغيرته الغالية
هكذا ببساطة ....دون أن يتمسك بعودتها معه....دون أن يطلب منها إعادة التفكير
زادت حيرة سامى ليهز رأسه دون أن يتكلم ليتحرك عمرو فورا إلى الخارج
عاد للمنزل وجمع القليل من اشيائها فهو لا نية لديه لتركها ببيت والدها ...فقط حتى يتحقق
أثناء نزوله حاملا تلك الحقيبة التي أعدها دخل لتفقد والدته ...وجد المنزل هادئ وهى نائمة لم يشعر برغبة في ايقاظها ...بل تعجب من نومها براحة وهو يعانى هذه المعاناة...إن سامى لم يغمض له جفن منذ الأمس ...يتألم لالم ابنته فكيف تنام امه قريرة العين بعد ما حدث دون أن تسأل عنه وعن زوجته ولو مرة واحدة
لذا فقد غادر بصمت
افتقد كريم دفء جسدها بين ذراعيه ففتح عينيه ببطء وتكاسل تلفت حوله لم يجدها بالغرفة اعتدل جالسا لينهض عن الفراش متوجها للخارج
وجدها تجلس بصمت شاردة ويبدو الحزن على وجهها ...ترى ما احزن حبيبتههل هى متأثرة بما حدث ل رزان أم أن هناك أمر آخر يحزنها
جلس بجوارها بهدوء نظرت له وابتسمت ليبادلها ابتسامتها ثم يقول حبيبة قلبي زعلانة ليه
تهز رأسها وهى تقول مش زعلانة
قطب جبينه بجدية مصطنعة ليقول ازاى مش زعلانة هتضحكى عليا بردو
تنهدت بحزن اخرج كل ما يعتمل بقلبها لتقول كريم هو انا اتأخرت أوى فى الحمل
اتسعت عينيه وارتفع حاجباه بدهشة وهو يردد حمل!!!! حمل ايه يا قلبىاحنا متجوزين من أمته علشان تفكرى كدة
اقتربت تخبأ رأسها فى صدره كعادة اكتسبتها مؤخرا حين تشعر بالحيرة أو الحزن لتقول رزان وعمرو اتجوزو بعدنا وكمان مريم حامل ...حتى ضحى حامل
جذبها لتلتصق به وهو يقول يا قلبى دى ارزاق وبعدين اديكى شوفتى رزان حصل لها ايه
تردد رانيا بحزن ربنا يعافيها ويعوض عليها
ترتفع راحة يده لتحيط وجنتها بدفء تعشقه ثم رفع وجهها ليقول وهو ينظر بعينيها بمرح لكن أنا بقا عاوزك تنسى الموضوع ده خالص دلوقتي
تجهم وجهها ليبتسم وهو يقول انا عاوز استفرد بيكى كام سنه كدة مش عاوز حد يشاركنى فيكى ابدا
ابتسمت حين فهمت مقصدة لينضم كفه الاخر محيطا بوجهها وعينيه تتجول على ملامحها بعشق واضح ..تبادله نفس النظرات العاشقة ....تعشق كل ما فيه تلك الابتسامة الراضية بعينيه حين يتطلع إليها والتى تخبرها دائما أنه اكتفى بها من العالم
وصل عمرو للمشفى كان سامى وليلى بالغرفة يحتسيان القهوة بينما صغيرته لازالت نائمة يغلف الإرهاق ملامحها ويحتل الشحوب وجهها البرئ
دلف وألقى عليهما السلام ثم وضع الحقيبة جانبا وقال بهدوء انا قاعد برة
وخرج دون إضافة كلمة أخرى
نظرت ليلى ل سامى الذى يزداد تعجبه وقلقه كاد أن يتحدث لتشير له ليلى بالصمت وهى تشير برأسها ل رزان النائمة فهما لا يريدان لها المزيد من الضغط والتوتر
مر نصف ساعة قبل أن تتأوه رزان وهى تتحرك بضعف ليسرع لها سامى وليلى التى ربتت على كتفها بحنان وقالت حبيبتي انادى لك الدكتورة
هزت رأسها نفيا وقالت لوالدها پخوف ظاهر بابا عمرو فين
هى تتلهف عليه وهذا واضح فلما تريد هجره اذا !!!
ابتسم سامى وهو يربت على خدها الشاحب ويقول قاعد برة حبيبتى
توجه بحديثه ل ليلى وقال ليلى من فضلك نادى عمرو
تحركت ليلى فورا للخارج وما أن فتحت الباب حتى هب عمرو واقفا لتريحه تلك الابتسامة التى تعلو وجه ليلى وهى تقول رزان بتسأل ليك
ابتسم براحة هى لا تكرهه ...كان يعلم هذا...هى لن تهجره ....قلبه لم يصدق انها ستفعل ...هناك ما يحزنها ...ربما فقدها للجنين ....ربما شيئا اخر ...اى كان ما يحزنها سيكتشفه قريبا ليعيد صغيرته الغالية إلى حيث تنتمى بين ذراعيه
دخل إليها مسرعا فتلقته عينيها بلهفة وهى تشعر بالراحة فهو لم يتخلى عنها.....هو لن يهجرها كما قالت والدته هو يحبها ..يعشقها ...قلبها لم يخطئ حين وهبه نفسه بسخاء
اقبل عمرو يبتسم لها بحنان ويرى لهفتها بعينيها يتناول كفها الرقيق فيضمه بحب وكفه يتلمس وجهها بحنان وهو يقول عاملة ايه دلوقتي
تهز رأسها دون أن تتحدث فتتسع ابتسامته بهدوء وهو يبثها الأمان الذى تحتاج إليه ويجلس بطرف الفراش دون أن يترك كفها لينهض سامى قائلا انا نازل تحت وراجع
تسرع ليلى إليه وتقول طيب خدنى معاك امشى رجليا
ويغادرا الغرفة تحت نظرات عمرو الذى يعود بناظريه إلى رزان فورا يحتضن ملامحها المرهقة بين نظراته شئ من العتاب الذى يخجل أن يصرح به
لما لا تصرح له بما تخفى بقلبها ...لما تتالم بصمت دون أن تشتكى
تطيل النظر إليه على غير عادتها ثم تقول بصوت متقطع انت مش هتسبنى صح!!!!
ينظر لها بدهشة الازالت تشك بحبه لها!! ألا زالت تظن أنه قد يهجرها!!! يالك من حمقاء صغيرتى !!!
كيف لا تشعرين بتلك النيران المشټعلة بصدرى
يبتعد عنها حين يزداد اضطراب تنفسها ليهمس بالقرب من اذنها عرفتى اقدر اسيبك ولا لأ
تنظر له بحزن كيف تخبره فتفر دمعة من براعم عينيها يسرع عمرو يتلقيها بإصبعه ويقول مش عاوز اشوف دموعك تانى ....كل حاجة هتبقى كويسة
توجه الجميع ليعود رزان بالمشفى لكن ما أثار انتباه عمرو هو زيارة شقيقته سما التى كانت تتهرب من عينيه وكأنها تعلم شيئا تخاف أن يكتشفه أو يراه بعينيها
مر اليوم واستقر وضع رزان لتاذن الطبيبة لها بالعودة للمنزل فيصحبها عمرو لمنزل والدها بقلب حزين
قضت رزان بمنزل والدها عدة أيام انتظم عمرو فيها على زيارتها وقضاء الساعات معها فى محاولة منه لاخرجها من حالة الحزن التى تسيطر عليها اخبرها مرارا أنه لم يتمنى إلا سلامتها لم يهتم لأمر الجنين مطلقا ...هى اهم عنده من العالم أجمع
اخبرها أنه يفتقدها بشدة ....يفتقد دفئها بين ذراعيه....يفتقد خجلها وشوقها وحيرتها...يفتقد براءتها يفتقد كل ما فيها فيكون جوابها الصمت دائما ....فلايجد أمامه سوى الاستلقاء لجوارها عدة ساعات ينعم بدفئها ويستنشق براءتها قبل أن يغادر عائدا إلى حيث أمه المتذمرة دائما
لكن اليوم حدث ما لم يتوقعه عمرو مطلقا
صعد الدرجات بتثاقل يجر قدميه وصل لشقة والدته دلف بصمت حيث كانت سلوى بغرفتها ومعها ابنتها سما التى تقول برجاء يا ماما علشان خاطرى لازم تروحى ل رزان على الأقل علشان خاطر عمرو
تنظر لها سلوى شزرا وتقول بت انت ماتجيش هنا تانى مش كل يوم نفس الموال قلت لك مش رايحة على الله تحس على ډمها وماترجعش
تتنهد سما وهى تقول انا مش فاهمة انت بتكرهيها ليه البنت زى النسمة . يا ماما حرام عليكى كفاية على عمرو كسرة العيل اللى راح عاوزة مراته تسيبه كمان
تتألف سلوى وهى تقول اه عاوزاها تسيبه ...هى من الأول ماتستاهلش ابنى ...وانا هجوزه ست ستها هو مش كان عاوزها وخلاص زمانه شبع منها
اتسعت عينا عمرو بفزع اهكذا تراه والدته!!!
شهقت سما حين وجدت عمرو أمامها ينظر لامه وكان عمره زاد عشرات السنين
ارتبكت سما وألجمت الصدمة سلوى بينما قال وهو يشير لصدره انت شيفانى كدة!! شيفانى شهوانى ووضيع للدرجة دى !!!
تلعثمت سلوى وهى تقول انت مش صممت تتجوزها
قاطعها عمرو قائلا بحزن علشان بحبها ...بحبها ومقدرش اعيش من غيرها...واذا كنتى فاكرة انى سبتها عند ابوها استغنيت عنها تبقى غلطانة ...انا سبتها ترتاح وماكنتش عارف ايه تعبها لكن دلوقتي عرفت ...وعرفت ضغطها كان عالى ليه
نظرت له سلوي فقال لها بحزن انت قتلتى ابنى يا امى