رواية جديدة لكاتبة رائعة القصول من19-25
حدد لها عمرو راتبا مجزيا لقبولها الإقامة الدائمة مع والدته على أن تحصل على يوم كإجازة أسبوعية وقد حدد عمرو يوم اجازتها بنفس اليوم الذى تتواجد فيه شقيقاته
لذا فقد صحبها عمرو اخيرا للتعرف إلى والدته والتى لم يقابلها منذ ذلك اليوم بينما لم تحاول هى ايضا مهاتفته أو لقاءه
دخل عمرو من الباب وهو يشير لتلك السيدة لتدخل كانت والدته مستقرة على الأريكة بالقرب من الباب ليلقى عليها السلام ثم يقول ماما دى مدام امل هترافق حضرتك لمدة ست ايام فى الأسبوع واجازتها يوم الجمعة اخواتى بيبقوا هنا
طال صمت سلوى ليتولى عمرو تقديمها ل امل التى رحبت بها بود بينما انسحب عمرو وحين وصل للباب استوقفته امه ليلتفت ينظر لها بهدوء فتقول مراتك رجعت
تهز سلوى رأسها بإستسلام غير مبرر بالنسبة لشخصيتها بينما يتوجه عمرو للخارج
توجه عمرو لمنزل سامى وكله إصرار لمعرفة ما حدث لزوجته ..حقا هو تمكن من حل سبب الأزمة كما رأى لكن كان بداخله هذا الطفل الصغير الذى يتمنى أن يكون مخطئا فى حق والدته يتمنى أن يجد بين الخبايا ما يفتح قلبه لها لعله يهدأ أو يهنأ
استمع له سامى حتى انهى حديثه ثم قال انا معرفش رزان حصل ايه بينها وبين. والدتك ..رزان طلبت تقعد عندى وانت وافقت هو ده اللي يهمنى لكن ايه بيحصل في بيتك ده يهمك انت وعمرى ما هسألك عن اى حاجة الا إذا كانت رغبة رزان
دخل إليها وكانت ترتب ملابسها كما اتفقا لتعود للمنزل فجلس وطلب منها الجلوس نظر لها طويلا ثم قال حبيبتى انا جبت واحدة هتقعد مع ماما علطول يعنى انت مش مضطرة تنزلى شقة ماما أو تساعديها بأى شكل
لم يكن يحب أن يكون الكذب طريقة لمعرفة الحقيقة لكنه اضطر إليه فهز رأسه إيجابيا وهو يراقب ردود أفعالها ليزداد وجهها شحوبا وقد ترقرقت الدموع بعينيها وهى تقول والله يا حبيبي ماكانش قصدى اسمعها انا كنت عاوزة افرحها وقولت هى هتكون أول واحدة تعرف انى حامل بس ماكنتش فاكرة انها بتكرهنى كدة
بدأت تضغط على كفه لتخرج توترها الزائد بينما اقترب عمرو يحيطها بذراعه بحنان وهى تقول هو ايه المشكلة لما بابا يلاقى إنسانة محترمة يكمل معاها حياته ده يعيبه فى ايهويعبنى انا فى ايهياريت مامتك كانت زى طنط ليلى
حرك كفه على ظهرها بحركة دائرية بينما اجهشت بالبكاء وتقول دى مش عاوزاك تخلف منى خالص .. مش عاوزانى ...مع انى كنت محتاجة لها اوى
وكانت آخر ما نطقت به هو ما ادمى قلبه فقالت هى ارتاحت دلوقتي لما ابنى ماټ !!!
كم كانت أمه قاسېة معها !!!!.كان يتمنى أن يجد عذرا لها ليفتح قلبه وينسى ما سمع منها لكن زاد حديث رزان من الألم ...زاد من الڠضب...زاد من الجفاء
اغمض عينيه پألم وقلبه يبكى ...لما يا امى لما تحزنك سعادتى ويسعدك شقائى
لما يا امى
علت شهقات رزان لينتبه من شروده يحاول التخفيف عنها فيكفيها فقدانها جنينها الأول بسبب امه ولسانها السليط ..يكفى هذة الصغيرة ما عانت
رفع وجهها يكفف دموعها وهو يردد خلاص يا قلبى بالله عليك كفاية ...
تهز رأسها وهى تحاول كتم هذه الشهقات التى تمزق قلبه وقد احتقن وجهها بشد ...شوق عانى منه ايام وليالي قضتها بعيدا عنه تتالم فى صمت
تجول كفه على طول ظهرها لتسرى قشعريرة باردة بجسدها لينتفض بينما يزداد تمسك عمرو بها فيسمح لها بإلتقاط انفاسها بينما يحملها لتستلقى بالفراش وقد غفل عن كونه لايزال بمنزل والدها ليأتى صوت ليلى ليخرجه من غفلته وهى تطرق الباب برقة وتقول رزان حبيبتى تعالى اتغدى انت وعمرو قبل ما تروحو
ابتعد عنها ببطء مكرها تنقلت عينيه بالغرفة ليتأكد مما سمع فيقبل وجنتها بدفء ويقول يلا نروح انا مش هستحمل بعدك اكتر من كده .اوعى تبعدى تانى عنى يا قلب عمرو
تهز رأسها موافقة ليخرجا من الغرفة بعد قليل وقد هدأت ثورة مشاعرهما بعض الشيء فتصر ليلى على تناولهما الطعام قبل الرحيل فيرضخا لمطلبها بمحبة
يتناول عمرو لقيمات لا يستسيغ لها طعما يبتلعها بغصة مؤلمة وعقله وقلبه يتفقان سويا للمرة الأولى فى حبه ل رزان طالما غاب عقله فى حضور قلبه الطاغى لكنه الأن يجب أن يحسن استخدام عقله هذا لحمايتها هو لن يحتمل رؤيتها بهذا الضعف مرة أخرى لن يحتمل فقدان دفئها مجددا سيحرص أن تظل دائما ابدا فى المكان الطبيعي الذى تنتمى إليه وهو صدره .
الحادى والعشرون
مرت الايام واستقرت اوضاع الجميع
اصبحت إقامة رائد ومريم بمنزل والديهما شئ طبيعى اعتادوا عليه جميعا فيقضيان بضعة أيام فى شقتهما الخاصة ثم يعودان للاقامة بصحبة سامى وليلى يشجعهما على ذلك تلك المساحة الواسعة من الخصوصية التى تتوفر لهما
لم يخلو الأمر من جنون مريم وتقلبها المزاجى بسبب الحمل إلا أن رائد ينجح دائما في امتصاص كل ما تمر به من تقلبات يرحب بالاستيقاظ ليلا لتحقيق مطالب تافهة يستمع إلى شكواها المستمرة عن زيادة الوزن وشبح القبح الذى ېهدد بالاستيلاء على جمالها وفتنتها يضمها حين تبكى بلا سبب ويضحك معها حين تضحك بلا سبب ايضا
استقرت أوضاع عمرو ورزان وعم الهدوء حياتهما البسيطة فكل ما تقدمه رزان هو إعداد الطعام وقد اصرت هى على ذلك بينما تسلمه ل امل وهى تتكفل بما تبقى من رعاية
امل سيدة بسيطة وهادئة بشكل عام تتمكن من إمتصاص ڠضب سلوى ولا تهتم لكلماتها
اللاذعة لم تثير اى مشاكل مع سلوى مهما حاولت الأخيرة اختلاق المشاكل للتخلص منها
ورغم كل ما حدث ف رزان لا تتخلف عن قضاء يوم الجمعة بصحبة شقيقات عمرو بشقة سلوى وتعلمت أن تتغافل عن الكلمات التى تلقيها سلوى على مسامعها وكأنها لم تسمع ف حبيبها يستحق أن تتغافل عن بعض الحماقات لأجله ...ولتحافظ على هدوء حياتهما واستقرارها
منذ بدأ العام الدراسي الجديد بدأت رانيا تشعر بالوحدة والفراغ فقد انصاع كريم لرغبتها ولم يتخلى عن عمله بالمدرسة وقرر تأجيل هذة الخطوة حتى يزدهر المركز التعليمى
بدأت بالعمل بالمركز فأصبح التواصل بينها وبين مريم ورزان اقوى رغم أن كلتاهما تعملان يوما واحدا أسبوعيا إلا أنها تتواصل معهما بشكل جيد
بينما تعمل هى ثلاثة أيام أسبوعيا فى محاولة للقضاء على الفراغ الذي تشعر به ولم تتمكن زياراتها المنتظمة لوالديها وحمويها من القضاء عليه
أعلنت رزان عن حملها مرة أخرى وقد سعد الجميع بهذا الخبر السعيد بينما بدأت المخاۏف تسيطر على رانيا لعدم حملها
اسستقر وضع چيلان الصحى مما أثر تأثيرا إيجابيا على حياتها مع ناصر فهو لا يشعر بالراحة
طالما يشعر بها تتألم
استيقظت فى الصباح تشعر بالنشاط والحيوية فطلبت من ناصر أن يتوجها لزيارة رانيا وقد أسعده ذلك
طرق الباب فنهضت بتكاسل عل القادم يساعدها على قضاء الوقت وكم كانت سعادتها حين كان الزائر والديها
رحبت بهما وجلسوا يتبادلون الحديث ويتذكرون ذكرياتهم الغالية
تنهدت چيلان براحة وهى تقول اهو انا دلوقتي بجد قلبى اطمن عليكي يا رانيا
هز ناصر رأسه مؤكدا حديثها فعلا كريم ابن حلال وبيحبك يا رانيا
تتسع ابتسامة رانيا وتقول عارفة يا بابا انا كمان بحبه اوي
تربت چيلان على ظهرها بحنان ربنا يبارك لكم فى بعض ويعوض عليكم بالذرية الصالحة
تجهم وجه رانيا رغما عنها ليشعرا بالقلق فيقول ناصر وهو يعلم ما تفكر به ابنته الولاد رزق من ربنا عارفة يا رانيا احنا خلفناكى بعد خمستاشر سنة جواز
تعود ابتسامتها لثغرها وهى تقول عارفة يا بابا
جهزت چيلان ورانيا الغداء ليتشاركاه معهما تحت إصرار رانيا وسرعان ما انضم لهم كريم ليشعر بسعادة لتواجد حمويه بصحبتها فهى طالما تشكو له من الوحدة منذ بدأ العمل
جلسوا جميعا يتناولون الطعام فى جو مرح لم يخلو من الضحك على طرائف الذكريات التى تقصها چيلان عن طفولة رانيا
شعرت بسعادة غامرة هذا اليوم خاصة أن زوجها الغالى اعتذر عن العمل بقية اليوم وفضل المكوث والترحيب بوالديها حتى انصرفا مع بداية الليل
جلس كريم يشاهد التلفاز بملل وينتظر إنهاء رانيا حمامها اليومى وهى لم تتعمد الإطالة هى ايضا تريد أن تتمتع بقربه فسرعان ما انضمت إليه لتجلس ملتصقة به تتوسد كتفه بينما يلهو بخصلات شعرها القصيرة وهو يبدى سعادته بهذا اليوم المميز احلى حاجة عملتيها انك قعدتيهم يتغدو معانا ...احنا مقصرين معاهم فعلا
لكن رانيا بدت وكأنها لم تستمع له فنظر إليها وقال حبيبى سرحان فى ايه
رفعت عينيها له وقالت كريم عاوزة اروح للدكتور
اعتدل بجلسته وقال بقلق دكتور ليه يا رانيا
تنهدت وهى تقول علشان الحمل
تنهد براحة وهو يقول حرام عليكى خضتينى .حمل ايه يا حبيبي احنا مابقلناش ست شهور
تظهر الكآبة على وجهها وهى تقول بس انا نفسى يبقى لنا اطفال كتير ولاد وبنات مش عاوزة حد فيهم يحس بالوحدة اللى انا عايشاها
يهز رأسه بأسف مصطنع انت عايشة فى وحدة للدرجة دى انا وحش
تسرع تنفى قوله لا يا حبيبي مش قصدي..انا اقصد علشان انا ماليش اخوات
بدأت أنامله تداعب رقبتها ووجهها وهو يقول وانا