رواية جديدة لكاتبة رائعة الفصول من 1-6
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
الفصل الاول
بنهاية القرن الماضى كانت احداث هذة القصة
فى أحد أحياء القاهرة الراقية حيث الأسر فوق المتوسطة تلك الطبقة الاجتماعية التى تحيا براحة فلا هم بالفقراء ولا الأغنياء بالتحديد بمنطقة جاردن سيتي يسير كريم وهو شاب فى السادسة والعشرون من عمره يعمل مدرسا للغة الإنجليزية في إحدى المدارس الخاصة ورغم من انتمائه لهذه الطبقة الإجتماعية إلا أنه رفض رفضا قاطعا اى مساعدة من والده فى بداية حياته واراد أن يبدأ مشواره بالحياة عصاميا
تعبر ملامح كريم عن تعجبه وهو يقول انا مش فاهم ماما بقت بتفكر ازاي
يأتيه صوت عمرو ابن خالته ورفيق عمره يا كريم خالتى خلاص حطت فى دماغها تجوزك يعنى هتجوزك
يجيب كريم بضجر وانا لا يمكن اتجوز بالطريقة دى يا عمرو
لم يصدق كريم ما يسمعه ليقول معترضا يا سلام وانا هجرب فى بنات الناس واتفرج يا تعجبني يا ماتعجبنيش !! أنا مارضاش كدة لاختى
فيحاول عمرو مرة أخرى إقناعه قائلا انت مكبر الموضوع علفكرة وممكن البنت هى اللى ترفضك
يعلم عمرو أن كريم محقا تماما إلا أنه يحاول إرضاء خالته التى لجأت إليه فيقول وافرض انك مالقتش واحدة ټخطف قلبك ماتجوزش!!!
ليجيبه ببساطة وتلقائية مش احسن ما اتجوز واحدة واظلمها انا مش حمل دموع ست ولا دعوة من قلب مكسور
يضحك كريم وهو يقول بالظبط يا صاحبى وقول لخالتك اللى هى امى أنى مش هتجوز غير لما قلبى يتخطف
يحاول عمرو نفى علاقة خالته بالأمر فيقول بتردد ايهخالتى!! وانا مالى !! انا بكلمك لمصلحتك
تعلو ضحكات كريم هههههههههه صعب يا عمرو تضحك عليا ..دا انا اخوك يالا
ليجيب عمرو بحرج يوووه الواحد مايعرفش يتكلم معاك ابدا
ليسعد عمرو بتغير مجرى الحديث فيسرع بالموافقة ماشى. نتقابل فين
فتح الباب ليرفع كريم عينه ظنا أن من فتحه رامى تلميذه إلا أنه لم يرى في مثل هذا الجمال من قبل
رانيا فتاة في الثالث والعشرين من عمرها تخرجت من كلية العلوم قسم كيمياء وهى ابنة عم رامى واتت لتساعده فى الدراسة أيضا هى فتاة ملتزمة على قدر كبير من الجمال حيث العيون البنية التى يختلط لونها فتبدو كلون العسل الجبلى وذلك الوجه الذى يشع بهجة وسرور وجه ابيض بخدين ممتلئين متوردين وثغر يبتسم اجباريا للجميع ليعبر عن قلب صاف نقى
ابتسامة عريضة احتلت وجهه وطلت من عينيه بصدق وهو يتفرس بوجهها ليزداد تورد خديها بينما عمرو لا يزال على الهاتف يقول انت يا بنى !! راح فين ده!! كريم انت معايا
لم يحيد بعينيه عن وجهها كالمسحور وهو يردد بلا وعى اتخطف
اعتلت الدهشة وجهها وظهرت بصوت عمرو وهما يتساءلان معا مين اللى اتخطف
قالتها رانيا بقلق بينما قالها عمرو بسعادة واردف صارخا ايوة بقا كريم اتخطف
افاق كريم من شروده ليحمحم ويقول طيب يا عمرو هكلمك بعدين
واغلق الخط وقال لها انا اسف المكالمة كانت ضرورية
تنهدت فى محاولة يائسة للهروب من خجلها وقالت اى خدمة
اقبل رامى من الداخل يستطلع سبب غيابها ويقول اهلا يا مستر اتفضل
ثم ربت على كتفها بأريحية انقبض لها قلب كريم وقال ده مستر كريم مدرس الانجلش
تنحت جانبا ليدلف بهدوء إلى حيث يجلس دائما بحيث لا يرى ما يحدث بقلب المنزل وسرعان ما انضم له رامى حاملا كتبه
بدأ كريم بشرح الدرس ل رامى وعقله مشتت وقلبه مضطرب ويتساءل كيف يتثنى له الحصول على معلومات عن هذه الفتاة ولما يتعامل معها رامى بأريحية وألفة هو يتردد على هذا المنزل منذ عامين وعلى علم بأفراد الأسرة جميعا فمن تكون صاحبة العيون العسلية !
اقبلت بعد قليل تضع أمامه صينية تحمل كوبا من العصير فأسرع ينظر لكفيها عله يجد إجابة اكبر تساؤلاته أهى مرتبطة
لكن لا امل فهذا القفاز البنى الذى يتلاءم مع ملابسها يحول دون ذلك بينما قالت رامى انا مروحة وبكرة نكمل
ليجيب رامى ببساطة ماشى يا ابلة
أشارت له بيديها ولا يراها كريم علامة سأخنقك وأذبحك فأخفض رامي. رأسه ضاحكا فقال كريم بجدية بتضحك على ايه
حمحم رامى وقال بأسف معلش يا مستر اصل رانيا بتستحلف لى هههه
ليجدها كريم فرصة ذهبية لعله يعرف من تكون فيتساءل رانيا مين
يجيبه رامى بعفوية رانيا بنت عمى اللى فتحت الباب لحضرتك
تبسم كريم لهذة المعلومة التى حصل عليها بلا جهد وقال بخبث ما انت لازم عملت مصېبة علشان كده بتستحلف لك
يبتسم رامي وهو يقول لا اصلها مابتحبنيش اقول لها يا ابلة هى اكبر منى بخمس سنين بس بتقولى بقيت اطول منى
كريم وهو يزداد سعادة فها هو رامى يقدم له مزيدا من المعلومات عنها بلا جهد منه صراحة معاها حق انت شكلك اكبر منها شكلها لسه في المدرسة
ليمنحه رامى المزيد والمزيد وهو يقول لا مدرسة ايه يا مستر دى مخلصة كليه علوم بتذاكر لى كيمياء
وهنا رفع كفه ملوحا وقد أحضرت رانيا حقيبتها وهمت بالانصراف فقال كريم بجدية طيب خلينا في الحصة سمع صوت إغلاق الباب فهرب قلبه من بين ضلوعه وبعد دقيقتين تماما استأذن قائلا رامى انا مضطر أنهى الحصة دلوقتي ممكن اعوضهالك بكرة
رامى وقد نهض أيضا تمام يا مستر مش مشكلة
يتحرك كريم بتعجل خلاص بكرة فى نفس المعاد
وأسرع كريم مهرولا ملبيا نداء قلبه ليتبعها فقد يكتب له السعادة معها أو يكتب له الشقاء على يديها الأهم عنده فى هذة اللحظة هو اللحاق بها قبل أن تختفى بقلبه الذى فر من ضلوعه للمرة الأولى لاجلهالطالما تمنى أن يقع في الحب لكنه لم يكن يعلم ان أمنيته ستتحقق هكذا بكل بساطة ولم يكن يعلم ايضا أن شعوره سيكون مبهما لهذه الدرجةفهو لا يفهم إن كان سعيدا أو لا والأهم أنه لم يعد يدرى ما يحدث لقلبه الذى يسيره لاول مرة.
هبط درجات السلم فى عجالة ليلحق بها قبل أن تبتلعها الشوارع الجانبية وقد لحق بها بالفعل ليسير متتبعا خطاها متسائلا إلى أين تتجهدخلت فى عدة شوارع جانبية قبل أن تدلف لأحد
البنايات العريقة توقفت خطاه هنا فلا يمكن اللحاق بها للداخل لكنها رآها تلوح لحارس البناية فهذا من المؤكد منزلها. او منزل اعتادت التردد عليه
استقلت المصعد دون أن تنتبه له بينما أقترب من الحارس قائلا بود سلام عليكم يا بلدينا
ليقف الحارس بإهتمام عليكم السلام يا استاذ .اى خدمة
يشير كريم للبناية ويدعى الضياع متسائلا مش هنا بردوا بيت الأستاذ عامر
يجيبه الحارس بطيبه شديدة عامرلا يابيه محدش هنا اسمه عامر
يعيد كريم المحاولة ازاى الأستاذ عامر الطحاوى عنده ولد اسمه رامى
ينتبه الحارس ويبدو على ملامحه التفهم لا يا بيه هنا بيت اخوه الأستاذ ناصر
ابتسم كريم بسعادة ايوة يبقا أنا لخبطت فى العناوين هنا بقا الأستاذ ناصر والد الآنسة رانيا
يهز الحارس رأسه تمام يا بيه هى حتى لسه طالعة حالا
انصرف كريم معللا موقفه بالاختلاط وهو مطمئن القلب فهى الان بحما ابيها وعليه أن يتأكد أن قلبها قد اصيب بمثل ما أصيب به قلبه عاد لمنزله بعد أن اعتذر هاتفيا عن باقى الحصص المقررة اليوم فهو بذهن شارد لن يفيد طلابه بشئ
عاد لتستقبله امه بنفس الحديث الذى أصبحت لا تسأم منه ابدا وهو العروس المنتظرة التى تفتش له عنها أجابها بإقتضاب أنه سيفكر جديا في الزواج إن توقفت عن التفتيش عن تلك العروس التى تتخيلها وتترك له هذا الخيار فهى حياته وعليه أن يختار مع من سيحيا
انفرد بنفسه فى غرفته يتذكر ملامحها البريئة وابتسامتها العذبة تذكر صوتها الرقيق الذى لم تغادر رنته أذنه وما يظنها ستفعل
مرت ساعات وهو هائم بلا قلب فى عالم تلك الفاتنة التى استولت على قلبه من نظرة واحدة ليعلن استسلامه ويغادر حصنه متجها إليها منتشيا من هزيمته أمام براءتها
لم يكن يعلم أن الهزيمة في الحب ستشعره بهذة السعادة ظن أنه سيتألم سيعانى لكنه يشعر براحة لم يجربها من قبل .ونشوة لم يتذوق حلاوتها مطلقا لمجرد أن أسلم قلبه لها
فماذا إن ملكته كله نعم سيسعى لذلك بكل ما اوتى من قوة .سيسعى إليها ليتملكها وتتملكه ليذوب كيانهما معا مخلفا كيانا متحدا
هذا هو الحب الذى حلم به ..هكذا أراد لقلبه أن يختطف قسرا
لم يخرجه من عالم أحلامه سوى رنين هاتفه الملح ليرفعه وهو على علم بالمتحدث ليقول بهدوء السلام عليكم..نعم يا عمرو
يتأفف عمرو وهو يقول عليكم السلام انت فين مش المفروض نتقابل
هى فرصته للعودة فقد يكون الحظ حليفه ويسعد بنظرة أخرى فجلس متأهبا وهو يقول بحماس استنانى على أول الشارع انا جاى لك علطول
وبالفعل كان أمامه فى دقائق معدودة ثم صحبه فورا إلى حيث مسكنها ليدور بالقرب منه كمراهق اخرق احب ابنة الجيران فإتخذ من قرب بابها ملجأ ومن تحت نافذتها مستقرا
بينما عمرو يدور معه ولا يدرى ما حدث لصديقه ليتبدل حاله بهذا الشكل بين غمضة عين و انتباهتها .ليحاول أن يحثه على الحديث متسائلا يابنى ريحنى بس وقولى احنا بنلف على ايه حاجة ضايعة منكولا تايه في عنوان
نظر له كريم ليرى بعينيه حماس لم يراه من قبل وهو يقول اه يا عمرو قلبى ضايع منى
يبتسم عمرو وهو يحثه على مواصلة الحديث قلبك !! قلبك ضايع ازاى يعنى
ولم يكن كريم بحاجة لتساؤلات عمرو فهو حقا يريد أن يخبره عنها يريد أن يتحدث عن هذا الحب الذى أتى فى لحظة واحدة فتنهد قائلا خطفت قلبى وخدته ومش عارف اوصل لها ازاى
يهز عمرو رأسه وهو يتذكر محادثتهما الهاتفية ايوة دى اللى قفلت فى وشى علشانها
ابتسم كريم وهو ينظر له فقال عمرو طيب تعرف ايه عنها
ليتحول حال كريم فجأة إلى كآبة واضحة وهو يقول ولا حاجة
نظر له عمرو پصدمة ولا حاجة نهائى