رواية قصة حقيقية القصول من 26-30
شيء آخر.. غدا سأصبح جارك المقرب.
بأقصى ما لديها من قوة كانت تغلق الباب ثم اتبعته بإوصادها للباب بالمفتاح ثم هتفت بصوت عال تعلم جيدا انه سيصل الى كريس
محمود.. اين هاتفي
لم تكن تتوقع ابدا ان الطارق سيكون كريس.. هذه هي المرة الأولى التي يتجرأ ويطرق باب شقتها..
لامت نفسها اكثر من مرة لأنها فتحت الباب دون ان تتساءل عن هوية الطارق ولكنها ظنت انه في المدرسة فخلال هذا الوقت تكون كل الطلاب في المدرسة.. تبا لها ولغبائها.. حمدا لله ان محمد ليس موجودا والا كان سيتشاجر معها على استهتارها كما يقول..
رفعت صوت التلفاز الى اعلى درجة حتى لا تسمع صوتهما وحتى يعلم كريس انها ليست لوحدها ثم إتصلت بمحمود لتطلب منه عدم المجيء اليها فقد أصبحت بحال أفضل ولأن صديقتها ستأتي اليها حتى تدرسا معا..
إنسجمت مع صديقتها في الدراسة الى أن قررت اخيرا ان تأخذ استراحة بسيطة ثم التقطت هاتفها التي سبق ووضعته صامت لتبتسم بإستهزاء حينما وجدت خمس مكالمات فائتة من محمد.. اخيرا تذكرها! مشكور.. لقد أرهق نفسه بإتصالاته..
كنت تبدين في غاية الروعة.. الى الآن صورتك المٹيرة لا تفارق خيالي.. يحق لزوجك ان لا
هذه السڤالة لا تطاق ولا تحتمل.. كلما تفكر انها ستكون محاطة بهذا الإنحطاط عن كثب تكاد تجن..
غادرت صديقتها يارا بعد ان أمست الساعة سادسة مساءا لتقرأ رسالة كريس مرة أخرى فتشعر بإشمئزاز من نفسها ومنه اكثر حتى كادت ان تتقيأ كل ما في معدتها.. لقد تجاوز حدوده اكثر مما يجب وعليها ان تضع حدا له في اسرع ما يمكن..
لم يتأخر رده فبمجرد ان سمع صوت رنين هاتفه كان يرد عليها بصوته الحانق
أين كنت اتصلت بك خمس مرات.. الم تري او تسمعي صوت الهاتف
لا لم اراه لأنني كنت ادرس مع صديقتي ووضعته على وضعية صامت والآن فقط رأيت اتصالاتك واتصلت بك.
خير ان شاء الله.. لماذا اتصلت هل تريد قول شيئا لا زلت لم أسمعه بعد
لا فقط اتصلت للإطمئنان عنك.. كيف تشعرين الآن
قال محمد بجدية فردت بمنتهى اللامبالاة بسؤاله
حمدا لله بخير.
حمدا لله.. انا انهيت عملي والآن سأغادر المانيا.
حسنا مع السلامة.
تجاوزت الساعة الحادية عشر ولا زال لم يأتي على الرغم من كونه اتصل بها في تمام الساعة السادسة.. بما انه يريد ان يتحاقر فهي ستكون أحقر منه.. لا بأس!
ضحكت بمرح وهي تدثر جسدها جيدا بغطاء السرير وبعد اقل من نصف ساعة شعرت بباب الشقة الرئيسي يفتح.. هذا رائع! لقد بدأت الحفلة وهي اكثر من متشوقة لما سيحدث الآن..
تأكدت من وضعية هاتفها على الصامت ثم وضعت الهاتف بعيدا عنها.. سمعته يطرق باب الغرفة ربما للمرة السابعة قبل ان تبتعد خطواته ويلكم المزهرية المسكينة لتتساقط متحطمة على الأرض.. ثم أصوات تحطيم أخرى وأخرى..
إغضب.. إغضب..
انا أريدك ان تغضب..
أثلج بعنفك حرارة غيظي..
أضرب.. حطم..
حتى يحتد كرهي..
ويسود حقدي..
أمطر أذني بطبول تهشم الزجاج..
وإفرد عضلاتك على قلبي..
أخفني.. أرعبني..
وأبق هذه الذكرى في عقلي..
انسيني كلمات الحب والهيام..
فأنت رجل قاسې جبار..
مصيره على اعتاب كبريائي الإنهيار..
إبتسمت بتشفي.. يستحق هذا الڠضب.. يستحق هذه الثورة.. بل يستحق أكثر من ذلك.. وعلى صوت غضبه ستنام ومن قال انها لن تتمكن من النوم.. بل ستنام قريرة العين.. ولكن... لعڼة
فتحت باب الغرفة وركضت متوجهة الى الحمام دون ان تركز بالشخص النائم في الصالة.. وخلال دقائق معدودة شعرت به يقف فوق رأسها.. غسلت وجهها بهدوء ولم ترفع رأسها لتواجه وجهه المحتقن بغضبه..
هذه خطيتي.
علق محمد پقهر لتتجاهله وتسحب المنشفة المعلقة على الباب ثم جففت وجهها وسارت الى الخارج ليهتف بحنق
ليسلمني الله.. اجل لقد عدت الساعة الثانية عشر ووجدت زوجتي موصدة باب غرفة النوم عليها.
كادت حقا ان ټنفجر ضاحكة ولكن لا.. يجب ان تستمر بتجاهلها له.. فتابع محمد وهو يلحق بها الى الغرفة
على اساس انها لا تعرف انني قادم اليوم.. حتى بطانية لم تترك لي وبكل حقارة قصدت فتح النوافذ وإغلاق التدفئة.
وضعت الدثار عليها وكأنها لم تسمعه وهي تكبت بعناء ضحكاتها فهدر محمد بعصبية
ألست أتحدث اليك
محمد لاااااا! انا اشعر بالبرد.
اذا انت تعرفين كيف تتكلمين.. ظننتك خرساء.
هتف محمد بغيظ لتغمغم آلاء بضجر
لا حول ولا قوة الا بالله.. ماذا تريد مني الآن يا محمد الا تشعر بالتعب من السفر فلماذا هذا الكلام الزائد بدلا من ذهابك الى النوم
لماذا لا تردين علي حينما أتحدث اليك
ليست لدي طاقة للرد.. اشعر بالنعاس الآن وغدا في الصباح سأرد عليك.
إرتفع حاجبه بتهكم
لا والله! لماذا أوصدت باب الغرفة عليك
خفت من البقاء لوحدي في الشقة وإعتقدت انك لن تأتي.
قالت بنبرة ذات مغزى ليهتف بخشونة
مهما قلت لن أصدق.. فكلامك كله كڈب!
استغفر الله العظيم.. لا تصدقني ولكن اعطني الآن الدثار.. انا ريد ان انام فلدي مدرسة غدا منذ الصباح.
غمغمت بضيق ليحدجها بنظرات مشټعلة ثم القى الدثار عليها وهتف
انت تستحقين ان ادعك تخرجين للنوم في الصالة ودون دثار ولكن كلامنا ليس الآن بل غدا صباحا.
إستغفرت آلاء الله عدة مرات ثم سحبت طرف الدثار بخفة ودثرت نفسها هي الأخرى.. وحرارة جسدها تلقائيا وصلت اليه ليقول ببرود دون ان يستدير اليها
جسدك حار جدا.
لم تعقب على كلامه وشدت دثار السرير اكثر اليها ليهتف بأسمها بعصبية قبل ان يلتفت اليها ويضع يده على وجهها فيجدها تكاد تحترق من حرارتها المرتفعة.. تغلب قلقه على غضبه فقال
درجة حرارتك مرتفعة جدا.. لماذا لا تقولين لي
أبعدت يده عن وجهها بضيق وهمست
يدك باردة.. أبعدها عني ودعني أنام.
خرج من الغرفة بسرعة ثم عاد بدوائها بعد ان وجده في المطبخ وقال بصرامة يخفي بها قلقه وخوفه عليها وهو يمد لها قرصا من الدواء وكوبا من المياه
هيا اشربي هذا الدواء.. ماذا لو حدث لك شيئا بسبب هذه الحرارة
شربت الدواء وبسهولة شديدة كانت تنغمس في نوم عميق مرهق..
عادت الى الشقة مبكرا فبسبب مرضها لم تستطيع البقاء والحضور اكثر.. لم يكن هناك اي مشاحنات بينها وبين محمد فقد استيقظت لتجده قد غادر..
طمست ضيقها في صدرها حينما دلفت الى البناية ووجدت كريس وليبان ينقلان الأغراض..
مرحبا.. كيف حالك
كان هذا صوت كريس بينما تصعد السلالم لتحدجه بإحتقار فكلمات رسالته الخسيسة لا زالت تضج في أذنيها..
أضاف ليبان بإبتسامة مٹيرة للإشمئزاز
يبدو ان الصف ليس جميلا دوننا.
واصلت بصعودها السلالم دون ان تأبه بكلامهما او بالرد عليهما.. ثم دخلت الى شقتها وأوصدت الباب خلفها ففي وجودهما يجب ان تبقى على حالة تأهب دائمة..
دعكت جبينها ألم ثم غيرت ملابسها وأعدت الغداء قبل ان تقف قبالة النافذة وتنظر الى السماء..
طقس اليوم خلاب فرغم برودته الا ان السماء صافية.. زرقاء بطريقة تأسر الوجدان.. وهذا الجو لا يحث الا على الخروج وهي ستخرج.. يجب ان ترفه عن نفسها قليلا بعد مرضها الذي أتعبها لما يقارب الثلاثة أيام..
ستنتظر محمد ريثما يأتي وبعد ذلك ستخرج ولذلك جهزت نفسها لتكون على قيد الإستعداد للخروج..
فور ان وصلها صوت المفتاح الذي وضعه في الباب يتحرك كانت تخرج اليه لتجده واقفا في الصالة..
نظر محمد اليها بنظرات يصعب التكهن بمعانيها خاصة بوجهه الخالي من الملامح.. ولكن سؤاله الحاد أبلغها ان مظهرها هذا لا يرضيه
الى اين انت ذاهبة
وعليكم السلام!
قالت آلاء بجدية ذات معنى فهتف بها بنبرة صلبة
لقد سألتك سؤالا فأجيبي عليه.. انا لم القي تحية السلام! انا اسألك الى اين انت ذاهبة
الى مركز المدينة.. كنت انتظرك حتى أغادر.
ردت آلاء بتوتر فقال محمد بصرامة قبل ان يدلف الى الغرفة
ممنوع!
لحقت به وهي تقول بحنق
نزع ملابسه العلوية عنه وهتف بجديته المخيفة
لقد قلت لك ممنوع يا آلاء أم انك فقط تريدين إختلاق المشاكل والست مريضة فإلى اين ستخرجين وتعلمي حينما اقول كلمة نفذيها دون جدال.. ممنوع تعني ممنوع.. فإجلسي في المنزل بهدوء وجهزي لي الآن الغداء.. أريد ان أكل.
للحظات سلطت عليه حمم نظراتها الثائرة قبل ان تخرج من الغرفة لتنفذ له ما يشاء..
جلس محمد يتناول طعامه بينما إنزوت هي في الغرفة والضيق يكتنف قلبها من كل جانب.. ما هذه الحياة بحق الله
كاد ان يسقط الهاتف من يدها وهي تسمع صراخه بأسمها.. أسيستمر بإرعابها وهو يصيح باسمها بهذه الطريقة التي قد يتوقف بسببها قلبها عن عمله