رواية قصة حقيقية القصول من 26-30
قال..
بكل صراحة السلسلة جميلة جدا.. لقد أحبتها وزرعت بهجة جزئية في قلبها.. ولكن مقابل هذه البهجة كان هناك ضيقها من إضطراره لسفره.. وكما قال قد يعود مساء الغد وقد يعود بعد الغد..
دغدغت الإبتسامة ثغرها وهي تتذكر توصياته لها المتكررة بعدم إفتعال المشاكل في سفره.. لا يريد اي مشاكل او تهور من قبلها.. لم يكن يقصد الا المشاكل التي حدثت بينهما في المرة السابقة حينما سافر..
لتذهب وتعود الي سالما حبيبي.
أجابها لتحاول الوصول الى وجهه وهي تقف على أطراف أصابع قدميها دون ان تفلح فهتفت بحنق كطفلة مدللة
محمد.. اخفض رأسك قليلا.
ضحك بعبث مدركا لما تريد الوصول اليه هذه القصيرة التي بالكاد تصل الى منتصف صدره ثم بخفة كان يضم خصرها بكفيه ويرفعها عن الأرض لتماثله طولا.. فقبلته آلاء على شفتيه قبلة سريعة ثم ابتعدت لتنظر اليه بخجل وسعادة كمن فعلت انجاز يستحق التقدير!
اليه أكثر.. يريد ان يخفيها بين أضلاعه فلا يراها احد غيره.. لا يود التحرر من سحر محراب جمالها.. يريد ان يتعبد به بكل حرية.. دون حد او حدود.. ويريدها هكذا مستجيبة تكاد تذوب بين ذراعيه وتختفي بين عظامه..
لم يعد يعلم اين المكان وفي اي زمان.. لا يعي شيئا الا انها هنا.. في مكانها الذي تنتمي اليه قبل ان تولد حتى.. يهب نفسه قبلها هذه العاطفة الحارة التي تزلزل أعماقها.. وأخيرا بصعوبة وبقدرة من حديد ابتعد عنها مجبرا ليأخذ أنفاسه كما فعلت وغمغم بصوته الثخين
كفى هذا عيب.. هيا غادر.
همست ليهز رأسه مؤيدا
ضحكت آلاء بسبب سؤاله اذا كانت تريد منه ان يتصل بها فيديو حتى ترى اين هو ورفضت.. ثم هزت رأسها وضحكاتها تتزايد بسبب فضيحته لها بجنونه امام صديقه..
في صباح اليوم التالي..
بدى اليوم واضحا لها منذ بدايته اذ انها استيقظت مريضة.. جسدها يكاد ېصرخ من شدة الألم والدوار يعصف برأسها..
ما خطب صوتك
أشعر بالتعب قليلا.. ربما هذه انفلاونزا.
غمغمت بنبرة واهنة ليهتف بعصبية
بالتأكيد بسبب اهمالك بنفسك.. كيف لك ان لا تمرضي اذا كنت ترتدين ملابس خفيفة والطقس بارد ولكنك كالأطفال الصغار يجب ان يبقى دائما هناك أحد ما فوق رأسك يراقب أفعالك!
قالت آلاء بضيق.. والحيرة تملأ جنبات عقلها بسبب غضبه الغير مبرر حسب اعتقادها..
كفى كفى.. لقد فهمت.. ايا كان انا سأعود اليوم مساءا وانت عودي الى الشقة قبل العصر.
توطدت الغصة في حلقها.. ما باله يعاملها بهذا الأسلوب وكأنها تتصنع المړض! الا يصدق نبرة صوتها المرهقة..
محمد لماذا تعاملني بهذه الطريقة الى اين تريد ان تصل
لا اريد ان اصل الى أي مكان.. ماذا فعلت حتى تقولي هذا الكلام ام انك تريدين إختلاق المشاكل
أغلقت الخط مستنكرة تصرفاته كلها.. تارة تفكر انه لا يصدقها وتارة أخرى تقنع نفسها انه لديه بعض المشاكل في العمل لا غير.. تعلم انها مهما حاولت فهمه لن تنجح.. فمحمد كل ساعة بمزاج مختلف حتى كادت تبصم انه لديه انفصال في الشخصية.. شخصيته معقدة.. صعبة جدا.. وتحتاج لصبر جبار حتى تتأقلم معه وتتابع دربها برفقته..
قضت يومها نائمة.. لا تقوى على الحراك ودرجة حرارة جسدها ترتفع في استمرار.. وبعد ان استيقظت طلبت من شقيقها محمود ان يصطحبها الى عيادة الطبيب التي سبق وعينت معه موعدا لها ومن ثم يعيدها الى شقتها.. وكما توقعت كان لديها إنفلونزا..
في تمام الساعة التاسعة مساءا كانت تستيقظ من ديمومة النوم.. زمت شفتيها بضيق حقيقي فلا زال لم يعود بعد ولا يوجد منه ولو اتصالا واحدا..
إتصلت به وهي تحس بحزن على نفسها من تصرفاته.. لماذا يعاملها بهذه الطريقة القاسېة على الرغم من كونها لم تفعل شيئا..
ردت تحية السلام بعد ان طرحها ببرود وصمتت ليقول بهدوء
سأخبرك شيئا ولكن لا تغضبي مني.
أخبرني ولنرى.
ردت بجفاء صريح ليقول محمد بحسم
لا زلت لم انهي عملي.. كنت اعتقد انني سأنهي عملي قبل الساعة السادسة مساءا ولكنني لم اتمكن ولذلك سأعود غدا.
ماذا!!! هل انت جاد لماذا جعلتني اذا اعود الى الشقة كنت اخبرني أن ابقى في منزل اهلي.
هدرت ولم تعد تطيق تصرفاته هذه.. فوصلها صوته الحاد بلمح البصر
ما الأمر سيدة آلاء طيلة الوقت تريدين الذهاب الى منزل اهلك.. انت لست صغيرة حتى
ولكنني مريضة ولا استطيع البقاء لوحدي.
قالت آلاء بهدوء قسري كي لا ينفلت لسانها ويسوء الحال بينهما كما حدث المرة السابقة حينما سافر.. فهتف محمد بصرامة لا تقبل النقاش
كفى آلاء.. ليلة واحدة لن تؤثر.. ما دمت عدت الى الشقة إبقي بها.. ماذا تريدين مني ان افعل لك مثلا وهيا مع السلامة.
حدقت بالهاتف بذهول.. هو لا يصدقها.. لا يصدق انها مريضة.. يعتقد انها تتدلل.. رباه ماذا تفعل لن تتمكن من العودة الى منزل اهلها فالوقت متأخر ووالدها مريض وأمها تعتني به ولا ينقصها هموم.. لم يكن امامها أي خيار غير شقيقها محمود فإتصلت به ليأتي ويقضي هذه الليلة برفقتها.. ولم يعترض فزوجته وإبنه نائمان في منزل اهلها وهو لوحده في شقته..
كانت تشعر بالكمادات الباردة التي يضعها محمود على رأسها بعد تدهور حالتها في الليل وارتفاع درجة حرارة جسمها..
تطلعت اليه بعينين ذابلتين لتحس بالشفقة عليه وهي تراه نائم على طرف السرير بإرهاق..
لقد غفى صباحا وهو يقوم بعمل الكمادات لها بينما زوجها لم يسأل عنها..
لا تتذكر تفاصيل ليلة أمس فقد كانت مريضة بحق.. والتعب بلغ مبلغه منها وإندس الألم في ..
تنهدت بأسى ثم همت ان تنهض عن السرير قبل ان يوقفها صوت شقيقها
الى اين انت ذاهبة دعيني أفحص درجة حرارتك.
لقد اتعبتك معي.. أشكرك.
همست آلاء بإعياء ليؤنبها محمود بلطف
أصمتي وكفى غباءا.
ثم تنهد براحة
حمدا لله.. انخفضت درجة حرارة جسمك.
قبل ان ترد عليه كانت تهم بالإستفراغ فركضت الى الحمام يتبعها محمود قائلا بحنو
على ما يبدو ان الإنفلونزا نزلت الى معدتك.. الآن سأعد لك الفطور حتى تأخدي بعد ذلك الدواء.
تناولت طعامها وأخذت دوائها ثم عادت الى الفراش لتجد محمد يتصل بها مرة أخرى.. ولكنها لن تدعه يحلم بسماع صوتها.. الآن فقط تذكرها.. بعد ان تركها ټصارع مرضها لوحدها طيلة
بعزم على جعله يشعر بتأنيب الضمير كانت تنادي شقيقها محمود ليرد على اتصاله بحجة انها لا تستطيع الحديث معه.. وفي الواقع هي فعلا كانت مرهقة وغاضبة ولا تطيق سماع صوته..
بعد ان انهى محمود المكالمة قال
اخبرني انه سيعود اليوم العصر.. وكان يعتقدك تتدللين لكي يعود.. لم يعتقد انك صدقا مريضة.
غادر محمود الى عمله بعد ان اطمئن عليها واخبرها انه سيعود للاطمئنان عليها مرة أخرى بعد الظهر..
سمعت صوت جرس المنزل فدون ان تنتبه الى ما ترتديه كانت تفتح الباب لأنها واثقة ان هذا ليس الا محمود ولكن الصدمة الجمت حواسها وهي ترى كريس يقف قبالتها! ما الذي أتى به الى شقتها!!!!
إنتبهت بسرعة الى نظراته التي انحدرت من وجهها الى جسدها لينظر اليها برغبة لا تخطئها العين.. لم يكن ينظر فقط بل بدى وكأنه يختزن بما يراه في خزان خياله..
لم تعطيه مجالا اكثر ليدقق بتفاصيل جسدها الذي يكشف له الكثير مما يطوق لنيله.. شورت قصير وبلوزة دون اكمام.. حجبت جسدها خلف الباب ثم نظرت اليه بعد ان أخرجت رأسها فقط وزمجرت بجهامة
نعم كريس ما الذي أتى بك الى هنا ماذا تريد
آه فقط لو تخرج يدها لټصفعه على فمه الذي يبتسم بسماجة وټحطم له أسنانه البيضاء.. ولكنها لن تتهور الآن بينما هي لوحدها في الشقة.. ولم يغفل كريس عن كرهها الواضح ونفورها منه فقال
منذ يومين لم تأتي الى المدرسة.. رغبت ان اطمئن عليك كما وانني سمعت صوت شخص غريب معك في الشقة.. هل انت لوحدك ام ان هناك احد معك
انا مريضة ولذلك لم أتي الى المدرسة.. ولا.. انا لست لوحدي.. شقيقي الكبير معي ولكنه الآن في الحمام.. هل تريد شيئا آخر
هتفت آلاء بضجر وقد قصدت الكذب حتى لا يتجرأ ويحاول طرق باب شقتها مرة أخرى.. فقال كريس بهدوء
لا فقط رغبت ان اطمئن عليك.
وانت فعلت ما تريد ولذلك...
ودون ان تبالي بقول الى اللقاء اغلقت الباب الا انه سريعا كان يهتف قبل ان تغلق الباب كله