الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية قصة حقيقية القصول 6-7-8

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

تنام الا على همساته.. تصاعد الترقب والخۏف في انحاء روحها لتحاول تهدئة نفسها بصعوبة.. ثم اخيرا يرحمها جسدها وهو يتهاوى على السرير لتجذبها دوامة النوم اليها على الأقل لساعتين..
إستيقظت اخيرا لتنزل الى الأسفل فتجد معظم اولاد العائلة جالسين.. القت تحية السلام عليهم باليد ليقول ابن عمها علي بمزاح قبل ان يجذبها الى حضنه ليضمها ويقبل رأسها
هل تعتقدين انك اصبحت كبيرة حتى اصبحت تسلمين علينا هكذا وتخجلين منا هل هذا سلام
لم تعرف ماذا ترد او ماذا تفعل حينما بدأوا بقية اولاد عمها يسلمون عليها بنفس الطريقة.. سيطر الإحراج عليها لتتطلع الى محمد وتزدرم ريقها بتوتر من ملامحه الغامضة.. ولكن هي تعلم نهاية هذا الغموض الظاهر على ملامحه..
كور قبضته بعصبية شديدة ورغبة عاتية تسيطر عليه ليخطفها ويلقنها درسا لا تنساه حتى تتجرأ وتسمح لهم مرة اخرى بالإقتراب منها.. لا زالت لم تتعلم على ما يبدو من الدروس السابقة.. والأدهى انه الآن يجلس كالمقيد لا يستطيع الإنفراد بها ولا يستطيع حتى ان يمنعهم من الإقتراب منها لأنهم ضيوف في منزلهم وسيقيمون احتفالات الزفاف في منزلهم.. مكبل بأصفاد شرسة.. وهذه القيود تكاد تقتله ولا طاقة له للتحمل..
وصل الى اذنيه ردها الذي لم يحد من غضبه اطلاقا.. خاصة وهي تضحك لهم
ذلك لا يصح.. انتم تحرجوني.. بالتأكيد انا كبرت وايضا اصبحت عروس ويجب ان يكون السلام فقط باليد لا غير.
علق رائف متفكها
اجل لقد غيرتك بلاد اوروبا واصبحت لا تسلمين علينا كما يجب.
اقترب علي منها مرة اخرى ليضمها ويقول بصوت عال
والله اشتقت لك.
ثم همس لها بصوت مرح لم يسمعه غيرها
سيقوم محمد اليوم بشوي البصل على اذنيك.
رغما عنها اطلقت ضحكة صاخبة فبالكاد سيطر محمد على نفسه حتى لا ينهض ويكسر لها ولعلي اسنانهما معا.. 
همست آلاء غير منتبهة الى ما يدور في عقل زوجها في الوقت الحالي
ليس هو فقط.. انظر انت الآخر الى زوجتك.. ستجعلك تنام اليوم في الشارع.. انظر اليها لترى الشرارات التي تخرج من عينيها.
لا تقلقي انا اعلم كيف أرضيها.
قال علي ضاحكا لتتساءل آلاء بحيرة
لماذا تقوم بفعل بهذه التصرفات
لا شيء.. فقط رغبت بالتأكد من جيناته الوراثية.. اخشى ان تكون أوروبا قد غيرته ودعته ينسى اصله ولكن حمدا لله جيناتنا متأصلة بدمائه ومتينة جدا ايضا.. الآن اطمئننت عليك وتأكدت ان أوروبا لم تؤثر عليه.
همس علي وهو يتطلع الى تجهم محمد براحة لتهتف آلاء بغيظ
وكأن ذلك ينقصني حقا! دون ان تتأكد اشعر انني متزوجة من رجل من قرية فلاحية وليس كأنه متربيا في اوروبا!
حمدا لله! الآن انا مطمئن عليك.. لماذا هل تريدين ان تستمري بحريتك يا جميلة يجب ان يأخذك أحد من العائلة حتى يصونك.. فتيات العائلة لا يأخذهن الغريب.
قال علي متفاخرا لتمط شفتيها وتتمتم
اذهب الآن لترى زوجتك وانا سأرى محمد.. فعلى ما يبدو اننا سنسهر اليوم معا في الشارع.. او ربما سيتم قتلنا معا.
دنت من محمد بخطوات مترددة وحينما توقفت قدميها قبالته وقبل ان تجلس هتف بنبرة باردة
امشي امامي الى الحديقة.
ما الأمر عيب ان نخرج بينما جميعهم جالسين.
همست بنبرة منخفضة تود التهرب منه.. خائڤة ان تقف برفقته فيغضب عليها.. خاصة فيما يتعلق بغيرته تخاف..
من بين اسنان تصطك ببعضها البعض من شدة العصبية هتف بټهديد
الآن امشي امامي قبل ان اجذبك بنفسي امام عيونهم دون ان أكترث لأحد.
سارت امامه وخطواتها تتباطأ رغما عنها ثم اخيرا وقفت قبالته وهي تحدق به بترقب سريعا استهل بالإضمحلال حينما هدر بنبرة حادة
ما هذا الذي فعلتيه في الداخل اليس لديك اي ذرة احترام لي انت تعلمين جيدا انني لا اسمح بهذه التصرفات فكيف تسمحين لهم ان يسلمون عليك بهذه الطريقة وبل تدعين علي يعانقك امام الجميع وتقفان تتهامسان وتضحكان كأنكما عاشقان! هو يعتبر غريب وذلك حرام فكيف تسمحين لنفسك بأحتضانه انت لم تحترميني امام الجميع بسلامك عليهم وكلامك وضحكاتك مع علي وكأنك تعتقدين نفسك طفلة صغيرة.
استرسل محمد بإنفعال
كل تصرفاتك خطأ آلاء.. متى ستعقلين وتعرفين حدودك مع الجميع اعرفي ما هي حدودك جيدا وافهمي انك لم تعدي كما كنت قبلا.. انت الآن زوجتي وانا محال ان اقبل ان تتنقل زوجتي من حضڼ الى آخر.. بإمكانك السلام عليهم اذا اردت باليد فقط.. اما عناق وقبلات فهذا الشيء ممنوع.. هل تفهمين ام لا
لا تصدق كمية الڠضب الذي يزأر في مقلتيه! الا يبالغ قليلا فهؤلاء من افراد عائلتها كما من عائلته ايضا.. 
محمد ما خطبك على رسلك قليلا فهؤلاء اخوتي وانا تربيت معهم في نفس المنزل وهم يعتبروني أختهم الصغيرة.. لذلك لا يوجد حاجة لكل هذه العصبية!
حدجها بنظرات تشي بمدى جنون عصبيته قبل ان ينطلق مغادرا الى الداخل لتزفر بوهن.. على ما يبدو ان الحزن في سبيله الى وصالها.. فمنذ اليوم الأول وها هي المشاكل تبدأ..
سارت خلفه ثم جلست برفقة فتيات العائلة مخفية تماما الضيق الذي يود ان ينهمر من مقلتيها.. الإختناق طوق عنقها وكأنه يلتف حوله بأغلال شرسة..
حرارة بغداد وترابها بالإضافة الى الدخان المتصاعد من سجائر واراجيل الشباب.. كل ذلك اخذ يطمس انفاسها بسبب مشاكل التنفس التي تعاني منها منذ سنتين..
رفعت نظراتها الى محمد لتجده اكثر من ېدخن بسبب عصبيته.. بأنامل مرتعشة متعبة كتبت له توقف عن الټدخين 
وكأنها قالت له العكس تماما فبعناد صار قبل ان يطفئ السېجارة يشعل أخرى جديدة.. طلبها منه كان سببها شعورها بالضيق في صدرها لا شيء آخر..
استمر الحال ليزرخ ثقل غريب لأول مرة تحس به فوق صدرها.. غمامة سوداء انتشرت حولها.. تسرب الوهن الى قدميها لتعجز حتى عن النهوض وهي لا تعلم لماذا من الأصل تود النهوض فالجو في الخارج لا يختلف عن الجو الكاتم في الداخل..
اشتدت شراسة سعالها لتسعل بقوة شديدة واللون الأزرق يسري عبر وجهها ليحتله فينتبهوا جميعهم اليها ويتساءلون بقلق
ما خطبك
انهمرت دموعها پذعر وألم واجابت بشفتين مرتعشتين
لا استطيع التنفس!
كان اول من دنى منها هو محمد ليحملها دون تفكير مسبق ويضعها بالسيارة في حضنه ليتبعه شقيقها ووالدها وابن عمها.. لم تشعر بذراعيه التي كانت تضمها پذعر من فقدانها ولا بصراخه على ابن عمه ليزيد من سرعته حتى يصلون المستشفى بسرعة.. لا! فقط اختنقت بعجزها لتبدأ بتذكر ماضيها وكأنها تودعهم.. فوضى مؤذية اضطرمت في صدرها فيحتد ضيقها واختناقها.. لم يصل بها الأمر مسبقا الى الطوارئ.. كانت هذه المرة الأولى.. 
اغمضت عينيها منهكة ليحملها محمد مرة اخرى ويقف بجوارها بينما ينعشونها بالأوكسجين الى ان تحسن تنفسها وغادرها الإختناق اخيرا.. ولكن قبل ان تغمض عينيها لتنام استنبطت اللوم الذي يرمقها به.. ومع ذلك صمتت كما فعل هو الأخر..
کرهت العودة الى وطنها الذي تعشقه.. کرهت هذه الأجواء وهذا الزواج.. کرهت كل شيء.. فمنذ البداية المشاكل تحدث بينها وبين محمد وشعورها بالإختناق من الطقس الحار المليء بالتراب وناهيك عن عدم استطاعتها النوم..
دلفت الى المطبخ حيت تجلس نساء العائلة لتقول عمتها أمينة
على ما يبدو ان موافقتك لبعض الناس فقط.. قبل فترة بسيطة تحدثت الى والدتك وقالت انها لا تزال صغيرة وتريد ان تنهي دراستها وبعد اقل من أسبوعين سمعنا انه تم عقد قرآنك.. هل اتفقتما معا ام اننا لسنا ذات المستوى!
تطلعت آلاء اليها بعدم فهم.. عن ماذا تتحدث هذه بحق الله سمعت خالتها ترد عليها لتصمت كحمقاء تنتظر ان يفهمها احد ماذا يجري..
الرجل يحبها ووقف امام نصف العالم قائلا يريدها.. ماذا تريدين منا ان نفعل والأهم من ذلك هي ابنة عمه وابنة خالته ايضا فكيف تريدينها ان ترفض وتقول له لا الجميع يعلم انها له منذ زمن طويل.. ولكننا تركنا هذه الموضوع جانبا الى أن آن اوانه.. واعتقد يا امينة ان هذا الكلام لا يصح قوله في هذا الوقت.
تجاهلتها امينة لتتطلع الى ابنة شقيقها وتردف
والله يا عمتي لو انك اردت ان تبقي مقيمة في الخارج لن نعترض.. كان سيخطبك ويقيم برفقتك في بلجيكا.. لن نمنعه وانت في نفس الوقت تتابعين دراستك.
لأول مرة ارى عمة تقوم بمعاتبة عروس لانها رفضت ابنها قبل زفافها بيومين! 
تشدقت سميرة بنبرة قوية لتهتف والدتها
اعتقد ان هذا الموضوع تم اغلاقه مسبقا.. فلماذا تتحدثين عنه الآن
بما اننا رأيناكم سنتحدث عنه.
تمتمت امينة بغيظ لتقول الاء پضياع
عمتي انا لا افهم عن ماذا تتحدثين
ما شاء الله حتى انهم لم يخبروك فكيف يقولون انك رافضة 
هدرت امينة بغيظ مكتوم لترد عليها آلاء بتفهم
حتى لو اخبروني يا عمتي كنت سأرفض بالتأكيد لأن كلام والدتي صحيح انا لم اكن افكر بالزواج ولكن الطريقة التي طلب محمد مني الزواج بها مختلفة وعلى ما يبدو انني من نصيبه.
اذ كانت امها موجودة وانا كذلك وتقومين بهذه التصرفات فماذا ستفعلين حينما نسافر وتبقى لوحدها معكم.
علقت سميرة بجدية وهي تحدج امينة بنظرات قوية فقالت الأخرى
عيب هذا الكلام.. هي ابنتنا ايضا فماذا سنفعل بها نحن فقط نتحدث لا غير.
انسحبت آلاء بهدوء لتجلس في غرفتها مع محاولاتها الفاشلة بالنوم.. تكاد ان تجن لتعلم من من ابناء عمتها طلب يدها للزواج.. ولماذا لم تخبرها والدتها
شهقت فجأة حينما قاطع سيلان افكارها اقټحام محمد لغرفتها ثم دون اي مقدمات جلس بجانبها وتساءل 
لماذا لم تخبريني
بعينين واسعتين هتفت مصډومة
ماذا اخبرك كيف دخلت الى الغرفة
اتسمت ملامحه بالۏجع وهو يغمغم بينما لا تزال تفيض حدقتاه بالړعب من فقدان أمنية حياته التي جاهد كثيرا لينالها
لقد ظننت انك حينما قلت توقف عن الټدخين كان قصدك ان تعانديني او انك تشمئزين من رائحتها.. لماذا لم تخبريني هل تعتقديني غريب عليك يا آلاء كدت ان اموت من شدة ړعبي عليك البارحة لاتفاجأ في المستشفى ان سبب تدهور وضعك الصحي واختناقك هو الټدخين وسوء الطقس.
لا اعلم! لقد ظننتك تعرف.
همست بنبرة واهية ليهدر بنبرة مخټنقة بائسة وراحتيه تطوقان وجنتيها فتنهل حدقتاه من الإرتشاف من عذوبة وجهها المرهق 
من اين سأعرف يا الاء من اين سأعرف انك مريضة ولديك مشاكل بجهاز التنفس هل تعلمين مقدار المي حينما اعرف فجأة ان وضعك الى هذه الدرجة حساس ومن الممكن ان تخرجي من حياتنا في أي لحظة!
صمتت واخفضت رأسها لتغور مقلتيها وتتلألأ الدموع في مقلتيها.. ليس بسبب كلامه بل لأنها تكره مرضها هذا پجنون لأن سببه كريم.. وليست لديها اي رغبة بمعرفة احدهم سبب مرضها هذا.. 
تنهد مرهقا وكأنه ادرك انها لا تحب الحديث

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات