رواية رومانسية القصول من 16-20
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
الفصل السادس عشر
استطاعت بعد نصف ساعة من فقدانها للوعي ان تفتح عينها ببطئ شديد و كأنها لم تعرف يوما كيف تفتح عينها رأت وجهه امامها مشوش و غير واضح ل تغمض عينيها من جديد حتي اثارت قلقه ل يربت علي وجنتيها مرة اخري و هو يتحدث بقلق قائلا
_ حبيبتي سمعاني .. فيروز قادرة تفتحي
فتحت عينها مجددا بثقل ظلت تنظر اليه برهة حتي اتضحت لها صورته بشكل واضح امسك بيدها يساعدها علي الاعتدال بجلستها و من ثم امسك بعلبة العصير الورقية الموضوعة علي
امتنعت عن الشراب و هي تبعد يده بما يحمله و قد اصبحت عيونها مليئة بالدموع تنهد واضعا العلبة بمحلها و هو ينظر الي عينها امسك بيدها يربت عليها برفق و رفعها ل يقبل باطنها و هو يهمس بلين
_ اهدي يا روز اهدي
هزت رأسها بنفي و هي تجهش بالبكاء ساحبة كف يدها عن يده تضعها علي وجهها و تبدأ باصدار شهقات عالية من داخل صدرها پألم يجتاحها لكنها تحدثت من بين تلك الشهقات قائلة
رفعت رأسها حين وجدته صامت لا يبدي اي ردة فعل ل تشير الي نفسها و هي تبتلع ريقها بصوت مسموع قائلة
_ واحد يجي يقولي انتي مش بنتهم و اصدقه كدا عادي انا بنت اكرم علام صح انا بنته
توسلت بأعين دامعة و هي تقول برجاء
_ قولي اني بنته يا شهاب عشان خاطري
_ روز انا
_ كنت عارف
ابتلع ريقه بصعوبة و هو ينظر اليها قليلا بصمت ل تهز رأسها بنفي و هي تتحدث بدموع قائلة
_ لا يا شهاب لا عشان خاطري أنت مكنتش عارف لا
_ انا كنت هقولك صدقيني انا لسة عارف اليوم اللي كان هيبقي كتب كتابك علي احمد
_ كنت هقولك صدقيني انا لسة راجع شغلي و انتي مبتكلمنيش و لا بتردي عليا هقولك امتي
_ انتوا خلتوني معنديش ثقة في اي حد خالص
لم يسمح لها حين حاولت الخروج عينه تتوسل قلبها ان لا تفعل به ذلك و هو يقول
_ فيروز انا مليش دعوة بكل دا انا ليا دعوة بيكي انتي عشان خاطري كفاية اللي احنا عدينا بيه
_ ابعد عن الباب عايزة اخرج
لا تعبير بنبرتها و كأنها تتحدث مع اي شئ اخر غيره شخصا غريب و هذا ما أثار ضيقه و غضبه قائلا بحدة
_ مش هتخرجي من هنا غير لما تفهمي ان انا مليش ذنب و لما خبيت عليكي كان الايام اللي كنت فيها في المستشفى و انتي بعد ما عرفتي اني فوقت لا جيتي و لا كلمتيني و كنتي بتكلمي شريف تطمني منه بس اقولك امتي و انا أساسا ورا ضهرك
بكت من جديد
_ مش هتخرجي من هنا غير لما نتكلم
ابتعدت خطوة الي الخلف و هي تنظر اليه بعتاب ليرفز هو پاختناق و هو يمرر يده علي وجهه بحدة عدلت من حجابها سريعا حين شعرت به ينزاح عن شعرها وضعت يدها بجيب ثياب العمل ل تخرج هاتفها حين رن مقاطعا نظراتهم المتبادلة ل تجد الممرضة المساعدة لها بالمشفي فتحت الاتصال و هي تمسح دموعها بكف يدها مجيبة عليها قائلة
_ الو يا ميرنا
انتظرت قليلا تستمع الي ما تقوله ل تتحدث هي قائلة
_ لا مش هرجع المستشفى ابعتيه لدكتور نهي يا ميرنا
ادمعت عينها و هي تنظر الي الارض قائلة
_ انزلي لشيماء في العناية و اديها الفون
ابعدت الهاتف عن اذنها حين قالت انها ستذهب اليها نظرت الي شهاب و هي تقول بهدوء مريب
_ ممكن تبعد عشان اخرج
هز رأسه بنفي و هو يستند بظهره علي الباب قائلا
_ لا مش هتخرجي
من جديد و دقيقة حتي وجدت شيماء تتحدث من الطرف الاخر قائلة بلهفة
_ أيوة يا دكتور فيروز انتي كويسة جريت وراكي و انتي خارجة بس ملحقتكيش كنتي بټعيطي جامد
تنهدت فيروز مجيبة و هي تحاول كبح دموعها التي لم تعد تتوقف
_ انا كويسة يا شيماء
صمتت تتنفس بهدوء و هي تضع يدها علي قلبها الذي يدق پجنون قائلة
_ ممكن تخلي طارق يكلمني
انتفض شهاب و اسرع يجلس جوارها و هو يصيح بصوت حاد متسائلا
_ طارق مين
وضعت سبابتها علي شفتيها تنبه ان يصمت الا انه مد يده ل يأخذ الهاتف و هو يقول
_ اسكت اية بقولك مين
قاطعت حديثها و هي تقول بهدوء بعد ان استمعت الي صوت طارق المرهق من الطرف الآخر قائلة و قلبها يطرق بقوة يكاد ان يخرج من داخل قفصها الصدري
_ انا فيروز يا طارق
_ فيروز
صمتت تتنفس تبتلع ريقها بصعوبة حتي اجابها طارق بعد صمت ل دقائق حتي تحدثت مرة اخري قائلة
_ شكرا .. شكرا انك عرفتني كل حاجة يا طارق من غيرك كنت هفضل طول عمري مخدوعة
انتشل منها شهاب الهاتف يغلقه و هو ينظر اليها بغيظ شديد ل تأخذ منه الهاتف مجددا و هي ترمقه پغضب ل يشير اليها بسبابته نحو الاريكة حين وقفت عنها و هو يقول بصړاخ حاد غاضب
_ اقعدي فهميني كل حاجة مين طارق دا و يعرفك منين عشان يقولك حاجة زي دي
جلست بلا مبالاه اعلي المقعد و هي تنظر اليه بضيق قائلة
_ طارق يبقي ابن خالي المفروض دا لو طلع فعلا كلامه صح كان في المستشفى بعد ما عمل حاډثة كبيرة و دخل العناية المركزة بقاله اكتر من شهرين في غيبوبة دايما رجلي تاخدني اطمن عليه في العناية و اقعد اتكلم معاه
فرك عينه بضيق من كلماتها التي تخرج بسلاسة منها و هي بلامبالاه تحرقه و پغضب وقف يدور حول نفسه حتي امسك بتمثال من الخزف يلقيه علي الارض حتي تهشم و اصبح فتات صړخت صړخة كتمتها بكف يدها نظرت اليه باعين متسائلة و ابتلعت ريقها بتوتر ل ينظر اليها و هو يقول
_ كنتي بتدخلي عنده لية يا فيروز
وقفت مرة اخري عن الاريكة تنظر اليه تقدمت منه بخطوات هادئة حتي وقفت امامه و هي تقول
_ و الله معرف لية بعد خطوبتي من احمد فجأة لقيت نفسي قدام العناية المركزة و دخلت عنده و بعديها بقيت اروح عنده و
اكلمه عندك و عن اللي حصل و عن اللي وجعني منك و من ياسمين علي كل حاجة فجأة فاق و مسك ايدي و قالي اني ايلين
ابتسم بغلظة و هو يقول بحدة
_ فخور بيكي و الله
تأففت و هي تلتفت تغادر الغرفة ل يلحق بها بعد ان خلع عنه مأزره اوقفها حين كادت ان يشير الي سيارة اجرة عابرة امامها تحدث و هو يشير نحو سيارته قائلا
_ تعالي هروحك
_ مش عايزة اروح معاك يا سيدي سيبني في حالي الله يخليك يا شهاب
قالت جملتها بصوت عالي لاول مرة تتحدث معه بتلك النبرة جذبها رغما عنها دون الاكثار بالحديث فتح باب السيارة ل تتنهد و هي تستقل سيارته ل يتوجه هو الي الجهة الاخري من السيارة ل يصلها الي المنزل ما حدث لها كثير و ما يحدث لها اكثر قلبه يتألم لاجلها و هي لا تدري ذلك لا تعلم أنه لا يريد أن يري دمعة واحدة منها بعد ذلك يكفي انه تسبب بهذه الدموع كثيرا
اخذت زينة درجات السلم و هي تركض و الفرحة العارمة هي ما تقودها الي ان تلقاه ل تختار
_ تعالي هنا رايحة فين دا انا هموتك بايدي ابعدي عن ابني يا بنت انتي عارفة لو مطلقتيش منه هعمل فيكي اية