الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية رومانسية لكاتبة رائعة القصول من 8-11

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

ساعتها و هو في غيبوبة
ادلت شيماء بالتفاصيل ل تنظر فيروز نحو الغرفة و من ثم نحو شيماء و هي تقول بتنهدة 
_ ربنا يشفي كل مريض يارب
ذهبت فيروز الي قسم الاسنان ل تبدأ عملها بنشاط تزيح عن رأسها تفكيرها ب لما اخذت قدميها الي تلك الغرفة بالتحديد لما العناية المشددة و من بداخلها هي حتي لا تعلم من يكون او اي شئ عنه هزت رأسها بنفي تنفض افكارها المستمرة بصړاخ داخل عقلها و توجهت ل بدأ عملها و التركيز به فقط
خرج شهاب من غرفة العمليات يرفع يديه قليلا الي الاعلي بعد ان اغرقها بالمعقمات الطبية و توجه نحو غرفته خالعا زيه الطبي و يرتدي ملابسه ل يجلس علي المقعد التابع لمكتبه تنهد بتعب و هو يريح ظهره الي الخلف تمتم بالحمد لله عز و جل فقط نجحت العملية رغم ارهاقه تلك الايام و عدم توازنه لاحت ابتسامة طفيفة علي شفتيه و هو يستمع الي صوتها الذي يطن باذنه دون مبرر و بشكل متتابع مبهج ل قلبه المحطم و روحه المهلكة صوتها و صوت ضحكتها و كأنها تهمس باذنه الآن 
_ مش قولتلك انك هتنجح فكر فيا دايما هتنجح يا شهاب
زادت ابتسامته اتساعا و هو يرد عليها بنبرة اكثر سعادة و كأنها بالفعل جواره و كأنها بالفعل تهمس له الآن و كأنها تشجعه و تزيد من حماسه 
_ خليكي دايما جنبي و انا هنجح يا عيون الفيروز
الټفت الي الجهة اليسري مبتسما و لكن تلاشت ابتسامته رويدا رويدا و هو يجد الغرفة خالية الا منه كل هذا و كان يتهئ له فقط انها جواره و انها تحدثه انطفأت روحه و عاد الحزن يخيم علي ملامح وجهه الرجولية الصلبة قضب حاجبيه بحدة و عاد الي ذاته و هو يغمض عينه بقوة و يلتفت الي الامام من جديد اخرج هاتفه علي غرفة الدردشة الخاصة بهما راجع كل كلمة بينهما حتي وجد رسالة صوتية منها فتحها و وضع الهاتف علي اذنه حتي يكون صوتها بداخل روحه قبل اذنه استمع الي صوتها الضاحك قائلة 
_ فاكر لما قعدت تعاكس و انا مش عايزة ارد لحد ما زهقت منك كان في ايدي شنطة في الشوز بتاعي الجديد رميتها فيك و جريت
انتهت الرسالة الصوتية و بدأ هو بالقهقهة بصوت عالي و ذات بحة مميزة لديه كرر الرسالة عدة مرات و بكل مرة يضحك بذات الطريقة نظر إلي الهاتف يفتح احد الرسائل الاخري ل يستمع الي صوتها الباكي هذه المرة و هي تتحدث قائلة 
_ مش هعرف انام و انت زعلان مني عشان خاطري يا شهاب متزعلش مني رد عليا و ريحني بقي
استند علي الهاتف بجبهته و هو يغمض عينه پألم هذه هي فتاته الصغيرة حبيبته الرقيقة كانت تبكي لاسباب لا تذكر بينهم فماذا حدث لكي صغيرتي بعد ما فعلته بكي ضغطت جبهته علي رسالة اخري دون ان ينتبه و هذه المرة كان الألم يمزقه الي اشلاء صوتها السعيد الذي يشدو باذنه و فرحتها العارمة الظاهرة بنبرتها قائلة 
_ خلاص وعد مش هنزعل من بعض تاني ابدا روحي كانت بتروح مني لما مردتش عليا اياك بعد كدا متردش عليا يا شهاب اياك افتكرت انك هتبعد عني و دي اكتر حاجة كانت هتوجعني يا شهاب
ابعد الهاتف عنه ينظر إليه مطولا حتي اغلقت شاشته الابتعاد فقط كان سيؤلمها اذا ماذا عن ما حل بها ماذا عن زواجه من شقيقتها ماذا عن علمها بحمل ياسمين ماذا عن خذلانها و ألمها الآن بالفعل هو تألم عند خطبتها بالفعل لم يتحمل و لكن مهما كان من شعر او سيشعر به لن يكون بمثابة واحد في المائة من ما شعرت هي به من شعورها بالصدمة من ما فعله يعلم انها تحتقره الآن و لكن هو لازال يعشقها و لن تكون بحياته انثي من بعدها حين شرد بتفكيره بزواجها كان يريد ان يدفن تحت سابع ارض قبل ان يري ذلك اليوم فماذا عنها و عن ما
عانته صړخ متأوها بقوة و كأنه زئير من ليث جريح ليس بيده حيلة و هو يلقي الهاتف من يده بقوة علي سطح المكتب اعاد ظهره الي الخلف و هو يتنفس بقوة حد اللهاث واضعا يده علي صدره و هو يشعر بالاختناق ل يهب واقفا عن المقعد يدور حول نفسه بالغرفة و هو يجذب خصلات شعره هو لا يتحمل كيف هي تتحمل لاحت الي ذاكرته مشهدها امام احمد و هو يضع بيدها تلك الحلقة الذهبية التي تسمي رابط زواج هز رأسه نافيا يرفض الاستسلام ل تلك الفكرة و هو يهمس مقتنعا 
_ انا مش اناني يا فيروز انا موجوع موجوع اوي و حاسس بوجعك لو ليا الحق اقولك لو ليا الحق ارجعك لحضني تاني لو ليا حق هاخدك و نمشي نروح دنيا بعيد عن العالم المقرف دا صدقيني مش اناني يا فيروز
ظلت يتمتم پألم بكلمات عديدة مشابهة ل تلك الكلمات و كأنه يحدثها هي و كأنها امام عينه الآن ابتسم ببهوت و هو يهمس 
_ دا انتي عيون الفيروز
في جلسة عائلية بسيطة احتفال باستلام فيروز للعمل وقف الجميع حول الطاولة المستديرة الموضوع عليها الكعك و به شمعة علي شكل رقم واحد انحنت قليلا و نفخت الهواء ل تطفئ الشمعة و يصفق الجميع لها ابتسم اكرم و هو يقبل رأسها قائلا 
_ مبروك يا حبيبتي
احتضنته فيروز و هي تقول بسعادة 
_ الله يبارك فيك يا بابا .. شكرا انك دايما جنبي و بتساعدني
مسد علي رأسها ل تبتعد و تلقت التهاني من والدتها السعيدة أيضا و بفتور من قبل ياسمين و بهدوء من قبل شهاب التي لم ترد بأي حرف بل اكتفت ب امأ صغير من رأسها التفتت الي احمد حين سمعت صوته الهادئ الحنون قائلا 
_ مبروك يا روز
نظر الي والدها ل يجده غير منتبه ل يرفع يدها يقبل كف يدها برقة وسط خجل فيروز الشديد و هي ترد بهدوء 
_ الله يبارك فيك يا احمد
سحبت يدها قبل ان يراها والدها و لكن كانت هناك اعين اخري مراقبة بل مدققة بشدة بكل حركة تصدر عنهم ابتعد عنهم و هو يشعر بالضيق و قد زادت وتيرة أنفاسه لكن ايضا غير مسموح له حتي التعبير و التنفيث عن ما بداخله نظر نحوهم من جديد بطرف عينه ل يجدها تضحك الي جواره و تبدو سعيدة للغاية فرك وجهه پغضب في حين ذهبت إليه ياسمين بصحن يوجد به بعض من الكعك و الحلوي و وقفت امامه مبتسمة قائلة 
_ اتفضل يا حبيبي
تنفس بقوة و هو يقول بحدة 
_ مش عايز حاجة
وضعته امامه علي الطاولة امامه و جلست بالمقعد المجاور له و تتحدث اليهم بهدوء قائلة 
_ مش احمد كلم بابا علي التجهيزات يا حبيبي عارف قولتله انك ذوقك حلو اوي و انك ممكن تروح معاه تنقي عفش الشقة
صمت و لم يتحدث حتي تقدم منه احمد جالسا بالقرب منهم و خلفه الجميع مدت فيروز يدها بالملعقة ل والدها تطعمه في حين تحدث احمد قائلا 
_ انا فعلا ناوي انزل اجيب العفش و هيبقي مبسوط لو كنت معانا يا شهاب بما انك جهزت شقتك قبلي و فاهم
تلقائيا وجهت أنظاره نحوها ل يجدها تتبادل المزاح و الضحك مع والدها ل يعود ببصره نحو احمد متسائلا بما يلوح بخاطره قائلا 
_ هو مش لسة بدري علي العفش يعني ممكن تجيب العفش قبل الفرح بشهر مثلا
يتسأل متمزقا يريد اجابة لما العجلة بالامر هو بالتأكيد لن يذهب معه الي اي مكان و يعلم ما ترمي اليه ياسمين و لكن هذا السؤال يلح عليه ل يجيب احمد بهدوء و هو يضع الصحن الخاص به علي الطاولة 
_ لا مش بدري و لا حاجة مانا اتفقت مع عمي الخطوبة ٦ شهور بس باذن الله و انا عايز انزل اشوف الانترية و السفرة و اوضة النوم عشان لو مفيش حاجة عجبت روز هنعمله عمولة
سيتوقف قلبه حتما الآن تأكله نيران ثائرة بداخله جملة تخرج من احمد ببساطة و سلاسة الا انها بمثابة خناجر تغرز بقلبه بلا
رحمة الخطبة ستة اشهر و يريد ان يشتري غرفة نوم يشترك بها مع حبيبته و يدللها امامه ايضا اندفعت الډماء باوردته و هو يهب واقفا قائلا باقتضاب 
_ ان شاء الله
الټفت الي اكرم و هو يقول بهدوء 
_ انا مروح بقي يا عمي
ل ينظر اليه اكرم باهتمام قائلا 
_ لية يا ابني لسة بدري
فرك شهاب عينه و هو يتحدث قائلا 
_ معلش عندي عملية بكرا بدري و لازم انام .. تصبحوا علي خير
تقدم شهاب نحو الباب و لحقته ياسمين و هي تسحب حقيبتها تتعجل بالرحيل خلفه توجهت انظارها نحوه تعلم ما تقوله ملامح وجهه تعلم نفضت جسده تنبعث منها الڠضب الشديد تنهدت بضيق و هي تنظر نحو الباب الذي خرج منه و قد شردت في شئ ما حتي انتبهت الي احمد الذي وقف يستعد للرحيل هو الاخر
وقف يراقب من داخل سيارته حين وصلت الي المشفي محل عملها و حين نزلت من سيارة احمد بعد ان ودعته كان داخله يثور و كأنه يريد ارتكاب چريمة الآن هل يصح ان يذهب إليه و يشرع بقټله يقسم انه سيرتاح و لن يندم بمثقال ذرة واحدة علي ما فعله صك علي اسنانه پغضب و هو يخرج من سيارته يلحق بها بعد أن ذهب احمد و قبل ان تخطي خطوة داخل المشفي نادي اسمها بحدة دق قلبها بقوة بين ضلوعها لا تعلم هل بالفعل ينادي باسمها ام انه مجرد تهيئ انه موجود اغمضت عينها بقوة و هي تتنفس ثم فتحت عينها قبل ان تلتفت ببطئ و هدوء الي الخلف وجدت امامها هيئته غاضبة لكنه لا يقل و لو نسبة بسيطة عن ڠضبها الآن صكت علي اسنانها و هي تقول پغضب 
_ نعم جاي هنا لية .. عايز مني اية 
طالعها بأعين متفحصة و بقلب مفتور تحدث 
_ هتتجوزيه مبسوط و انتي معاه وافقتي بسهولة انك تتجوزي بعد ٦ شهور
قطعته فيروز بحدة و هي تنظر اليه بذهول لازال يتحدث كيف له ان يكون وقحا الي ذلك الحد رفعت سبابتها أمام وجهه و هي تصيح به بعصبية 
_ ملكش دعوة بيا انت سامع انا بجد مشوفتش

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات