الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية غلطة وندم مروة البطراوي الفصول من 11-20

انت في الصفحة 1 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

غلطه_وندم
مروة_محمد
الفصل_الحادى_عشر
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات 
كانت صډمته في والداته من أكثر الصدمات التي مر بها في حياته وخصوصا أنها المتسببه في خړاب بيته...ليعجز لسانه عن نطق أي كلمه سوى النظر الي غاده بتعب وحزن وندم قائلا
أسف.
ليسقط بعدها علي الأرض وتتعالي الصرخات من فوق والنطق باسمه...في تلك الأثناء ذهبت حوريه خلفه الي المشفي ولكنه طلب منها أن تلزم حجرتها حتي لا تحضر المواجهه بينه وبين والداتهم...انتفضت حوريه من علي مكتبها اصر سماعها لصرخاتهم...هرعت اليهم لتجده مغشيا علي الأرض

لتهرع حوريه تنادي علي أسامه لينجدهم
جلست غاده بجواره تبكي وتحدثه في محاوله منها لافاقته لتنتحب قائله
أنا أسفه...فوق الله يخليك
رهبه فريال لاتقل رهبه غن غاده فقد أخذ كل جزء في جسدها يرتعش قائله
فوق يا حبيبي..حقك عليا...فوق يا ابني متحسرنيش عليك.
ولكن دون جدوى حتي جاء أسامه راكضا...ليرفعه أسامه ويضعه علي الاريكه يحاول افاقته ولكن دون جدوى ليتحدث بعمليه
للأسف الوضع مش مظبوط..لازم عنايه مركزة وفورا...ضغط القلب ضعيف جدا...دي غيبوبه واضحه نتيجه الضغط العصبي والنفسي....
لينادي أسامه علي الممرضين قائلا
حصلوني علي أوضه العنايه...متقلقيش يا طنط...وانتي يا حوريه...شهاب هيرجع احسن من الاول...لو اضطر الامر هسفره بره....
لتهز حوريه رأسها بحزن وتتجه خلف أسامه للوقوف أمام غرفه العنايه...التي قاموا بادخال أخيها فيها...تجد امامها غاده تسير ببطء غير مستوعبه ما حدث لتقوم باحتضانها والبكاء بين ذراعيها...أما عن فريال عاتبت نفسها كثيرا لانها بهذه الحاله من الممكن أن تفقد ابنها.
وبالفعل انتقل الي غرفه العنايه المركزة ومن حسن الحظ أنها من الغرف المكشوفه مغطاه بالزجاج ...لتتعذب أكثر غاده من رؤيته بهذه الحاله والخراطيم جميعها من حوله...وقفت أمام الزجاج تنظر اليه بحزن تبكي وتنوح علي حالته وتستمع الي ثراء التي نظرت نظرة تعالي واستحقار لغاده قائله
انتي السبب...ده انتي نحس.
منك لله يا شيخه...انتي اللي بوظتي كل ده...كان زماني لا رجعت وكان زمان شريف لسه خاتم في صباعي...طول عمرك بتبصي للي في ايدي.... بصيتي لشهاب وخلتيني أنزل والنتيجه الاتنين بيتخانقوا عليكي علي ايه مش عارفه
لتخرج حوريه في هذه اللحظه عن شعورها لتتقدم من ثراء وغاده وتقف بجانب أذن ثراء هامسه كفحيح الافعي
لمي نفسك احنا في مستشفي...وفي مرضي.
أما غاده فلم ترد عليها بل أغمضت عينيها وانصب كل تركيزها مع شهاب... ظلت تنظر اليه وتفكر كيف حدث له كل ذلك...لم تتوقع أن يصل الي هذه الحاله.
أخيرا خرج أسامه وأخبرهم بعمليه قائلا
مبدئيا الحاله مستقرة...بس مع الأسف هو دخل في غيبوبه وبارادته...علشان يهرب من المشاكل.
نظر أسامه الي غاده والتي سرعان ما وجهت أنظارها الي شهاب من خلف الزجاج غير مستوعبه لما قاله أسامه لا تود أن تبتعد بعينها عنه.
أغمضت فريال عينيها پألم تسأل أسامه بتوجس قائله
معقول يكون حصله زى ما كان حصله أيام ۏفاة والده...غيبوبه رفض الواقع...ياربي...ليفقد الذاكرة زى أيامها.. .
هزت ثراء رأسها ترفض ما تقوله فريال وتؤكد قائله
مستحيل ولو ده حصل..انا هفكره بكل حاجه....مش هسيبه
التفتت اليها غاده تنظر اليها باشمئزاز قائله
هو ده كل اللي همك...مش همك الحاله اللي هو فيها...يا شيخه حرام عليكي انتي .
تنهد أسامه يحاول فض الڼزاع قائلا
محدش عارف لسه أي حاجه ليه افترضوا انه فقدها
وضعت فريال يدها علي صدرها ترجوه قائله
أنا عايزة أدخله.
هز أسامه رأسه برفض قائلا
أنا أسف...احنا مانعيين عنه أي زيارة لحد ما يتحسن خالص...لأني مش هقدر أعرضه لأي موقف صعب تاني...وعلي فكرة انتوا السبب...فضلتوا تضغطوا عليه لحد ما وصل للحاله دي بس ممكن لما الازمه دي تعدي...تخفوا عليه شويه.
عادت غاده تقف أمام الزجاج تتطلع عليه
لا تتحدث مع أي حد حتي حوريه حاولت التحدث معها ووالداته أيضا حاولت استرضائها ولكن دون جدوى...رفضت أن ترد علي احداهما....ظلت ساكنه لا تستطيع أن تطالب في حقها فيه...يكفيها فقط الاطمئنان عليه والرحيل...لا تعلم الي أين ...ظلت ساكنه تنظر اليه فقط...وتفكر بكل ما مرت به معه...
flash back
ريحتك دي ممنوع حد يشمها غيرى ..أنا اتعلقت بيها من يوم ما كنتي طالعه ورايا علي السلم
ممنوع حد يشوف شعرك وهو مفرود غيرى
أنا مش بحبك وبس أنا بعشقك.
back
لان قلبها ورق من جديد اصر تذكرها لذكرياتها الجميله معه والتي شرحت قلبها ولكن عاد طيف ذكرى أخر موقف لها معه عندما علمت أن والداته هي المتسببه في كل ما حدث لتتأكد أنها أخطأت من البدايه عندما وافقت عليه...ولكن حسم الأمر ...فقط ينهض من رقدته هذه...ويطمأن قلبها عليه وستبتعد عنه وعن كل شخص أساء اليها.
غلطه_وندم بقلم مروة_محمد
ذهبت حوريه خلف أسامه في مكتبه تسأله بلهفه قائله
شهاب هيفضل كده لحد امتي.
رد عليها أسامه بجمود قائلا
كده أحسن ليه...جسمه هيرتاح.
أخذت تفرك في يدها بقلق قائله
أنا خاېفه أوى علي غاده...من ساعه اللي حصل وهي واقفه الوقفه دي..ومش راضيه ترد علي حد فينا...حتي أنا و ماما حاولنا معاها كتير مش بترد......أنا خاېفه عليها.
تنهد أسامه بحزن قائلا
الله يكون في عونها...هي اتعذبت كتير واستحملت منه...وأخوكي خذلها كتير برضه...بس هي كانت بتحبه وممكن علشانه تستحمل أي حاجه...لو كان بس وقف معاها.
زفرت حوريه قائله
بس أنا خاېفه من اللي جاي...حاسه انها بتفكر في حاجه...ويا ترى الحاجه دي هيكون ايه رد فعل شهاب عليها...أكيد هتسيبه ومش عارفه ليه عندي احساس أنه ھيتعذب أكتر.
هز أسامه برأسه قائلا
هنشوف.
غلطه_وندم بقلم مروة_محمد 
بالفعل مضي يومين وتحسنت فيهم حاله شهاب وتم نقله الي غرفه عاديه ..مع اصرار ورفض أسامه عدم دلوف أي شخص لشهاب...لخشيته من أن يعاودوا الضغط علي أعصابه مرة أخرى...دلف اليه أسامه بمفرده ليجده قد استفاق للتو ليذهب اليه بلهفه قائلا
حمد الله علي سلامتك يا وحش...كده تخضنا عليك...حاسس بايه دلوقتي في حاجه بټوجعك.
ليجد شهاب ينظر الي الفراغ أمامه بشرود ليقلق عليه أسامه قائلا بمرح
ايه يا شيبو....لسه مش فاكر حاجه يا أخويا...مش مهم...المهم تفتكر اني صاحبك وحبيبك...وأبوس ايدك افتكر شغلك في المستشفي انت والغلبانه أختك لأحسن أنا معتمد عليكم ولو نسيت دي تبقي ضيعتني فاكرني ولا ذهبت مع الريح
ليجد شهاب صامت لا يرغب في الرد عليه..فيتحدث معه بقلق قائلا
مالك يا شهاب.
رد عليه شهاب بقوة قائلا
أنا تعبت خلاص مبقتش قادر أفكر أو عارف أعمل ايه....
قطب أسامه جبينه قائلا
من ناحيه ايه قصدك...من ناحيه غاده مراتك.
قطب شهاب جبينه قائلا
انت كنت عارف انها مراتي
فابتسم أسامه بسخريه قائلا
.. أبويا قالي واستغربت انك مقولتش ده أنا كنت معاك خطوة بخطوة للدرجه دي خفت مني...خفت لأعرفهم انك معترف بيها كزوجه مخوفتش انك بكده تضيعها منك..ليه بتضيعها منك...قد ايه هي مظلومه في حياتها...ليه محاولتش تقولها انت دماغك فيها ايه وأكيد كانت هتساعدك
أغمض شهاب عينيها پألم وفتحها ورد بقوة قائلا
كلهم ضدي وضدها بدايه من أمي اللي قټلت فرحتي وبعتت جابت ثراء اللي محدش يقدر عليها غير شريف...شريف الملعۏن اللي ديما عينه علي اللي في ايدي.....ولا البيه المحترم خالي اللي رضي ان بنته تلعب وتلف وتدور...ولا السيد غانم اللي عايز يرمي بنته علشان يخلص منها ومن الحمل بتاعها...أنا ثراء دي متفرقش بالنسبه ليا جوازها ولا طلاقها...انت فاكر ان أنا مش عارف اني مش فارق معاها...هي جت تدمر سعاده غاده وبس ... ...ومش مهم ده
كله دلوقتي.. في الوقت المناسب كل واحد هيتحاسب علي اللي عمله ...المهم اني خاېف انها تسيبني
رد عليه أسامه بجمود قائلا
شكلها كده لأنها حاسه ان هي اتعذبت معاك كتير وانت خذلتها.
هز شهاب رأسه رافضا لهذا الحق يتحدث قائلا
لا أنا لا يمكن أستسلم أبدا...لغايه ما الحقيقه تبان...عارف أنا فكرت في ايه....فكرت أمثل اني فاقد الذاكرة....أه أنا همثل اني فاقد الذاكرة وهبدأ معاها من جديد...وانت هتساعدني انت و حوريه يا أسامه ...حوريه اللي انت بتحبها وكنت فاكر اني مش عارف.
ابتلع أسامه ريقه وتلعثم قائلا
أنا كنت مستني لحد ما انت تستقر وأجي أطلبها منك...والظاهر كده اني هخلل بسببكم.
رد عليه شهاب بجمود قائلا
المهم انتم هتساعدوني وهتقولوا اني فقدت الذاكرة واختارت الهروب وبالطريقه دي هكسب وقت لغايه ما أوصل لكل اللي أنا عايزه.
هز أسامه رأسه باستسلام
. ممكن فعلا تمثل انك فاقد الذاكرة...لأن والدتك قالت انك أيام والدك جالك اڼهيار وفقدت الذاكرة ...بس هتوضح انك فاكر ايه وناسي ايه مثلا.
تحفز قائلا
أنا هقولك...بص أنا هوضح اني مش فاكر غير يوم كتب كتابنا...هشيل من ذاكرتي حته رجوع ثراء...وكده أقدر أبدأ معاها حياة جديده...ولما حياتنا تتظبط...هبقي أقولها مثلت عليكي لأن ده الحل الوحيد علشان تفضلي معايا وساعتها كل الحقايق اللي مخبيها هتبان.
غلطه_وندم بقلم مروة_محمد
خرج اليهم أسامه وأعلمهم أنه ما زال في غيبوته...مع الرفض القاطع لزيارة أي أحد منهم اليه...جلست فريال قي زوايه تؤنب نفسها وتحمل نفسها الذنب في حق ابنها وغاده ...فنهضت من مكانها وذهبت الي غاده لتتفاجئ غاده بها وهي تقوم بطلب العفو منها قائله
سامحيني يا بنتي أنا جيت عليكي كتير.
تنهدت غاده بتعب قائله
أنا مسامحه حضرتك لأني عارفه انك بتحبي ابنك..
لتغمض غاده عينيها وتذرف الدموع ليس علي شهاب فقط بل علي والداته قائله
شهاب بكرة ان شاء الله هيكون كويس...حضرتك معملتيش حاجه وحشه...انتي كنتي شايفه حاجه معينه حلوة له....بصرف النظر عن الطريقه...بس خلاص اللي حصل حصل..احنا ندعيله يبقا كويس ومرتاح.
لتنظر فريال الي غاده باندهاش من حسن معاملتها حتي بعد ما قامت باهانتها لتقول برجاء
بس أنا غلطت في حقك كتير يا غاده...وربنا عمل في ابني كده...علشان ياخدلك حقك...وفي نفس الوقت...عمرى ما كنت أتوقع ان دي تكون رده فعلك بعد اللي حصل.
لتبتسم حوريه قائله
شفتي يا ماما بنات الاصول...انتي بس كنتي مش عايزة تشوفي غاده صح...وتشوفي قد ايه بتحب شهاب...ديما شايفاها...انها سرقته ...بس معلش ده حقها.
نظرت اليهم ثراء بغيظ قائله
والله حلو...يعني أنا اللي طلعت الوحشه في المسلسل الدرامي ده...طيب طالما بقا هفضل وحشه للأخر... .وهتشوفوا.
ثم استطردت بكل حقد وغل قائله
أحسن حاجه تعمليها دلوقتي انك تنسحبي يا غاده....المفروض ده كان يحصل من زمان.
نظرت اليها فريال قائله پحقد
اخرسي انتي...مش عايزة أسمع صوتك
زفرت غاده بحنق قائله
..هي صح...أنا وهو مينفعش نكمل مع بعض غلطه عمرى اني وافقت أتجوزه
جن جنون حوريه لتتدخل قائله
انتي اټجننتي عايزة تسيبي شهاب في الظروف دي يعني استحملتي ده كله ولما تعب عايزة تسيبيه
اتجهت فريال تربت علي كتفي غاده قائله
لا يا غاده...انتي لازم تفضلي مع شهاب وتكملي معاه...واعطي له فرصه جديده... وتبتدوا مع بعض من أول وجديد...
تنهدت غاده بتعب قائله
معدش ينفع...مبقاش عندي طاقه أبدأ من تاني معاه...سامحيني..أنا هستني لحد ما يبقي كويس .. وأول اما يتحسن...أنا همشي .
بعد سماع حوريه لقرارات غاده اتجهت علي الفور الي أسامه ليوقف غاده عن قرارها لتجده يتنحنح ويتدخل قائلا
غلط يا غاده...علي الأقل استني يتحسن ويخرج من المستشفي..ويبقي كويس...هو كده هيتعب أكتر...الله أعلم هيحصل ايه...اصبرى.
هزت غاده رأسها وهي
تفكر بشرود فيما هو قادم 
غلطه_وندم

انت في الصفحة 1 من 25 صفحات