رواية نزيلة المصحة
انت في الصفحة 72 من 72 صفحات
ياحبيبي نورت بيتك.
إبتعد عنها وقد تطايرت عيونه حائرةتبحث عنها في كل مكان.
فأشارت له سعاد للأعلي فعرف أخيرا موقعها.
فأنزل قاسم وذهب مسرعا إليها.
وبمجرد أن فتح باب الغرفه.. إستكان قلبه النابض بشوق وهو يرى سمرائه تجلس أمام المرآه وتمشط شلال الحرير الأسود المتدفق علي متنيها وصولا لخصرها ليكمل لوحة حسنها بهاء.
ووقفت هي فور أن رأته وظلت تنظر له في المرآه وإبتسامتها الساحره تزداد وتزين وجهها كلما إقترب منها أكثر.
واستمر هو في التقدم رويدا رويدا..الي أن أصبح خلفها تماما وقام بإحتضانها وضمھا اليه وحاوط خصرها بكلتا يديه ومسد بحنان علي بطنها المرتفع قليلا. والذي تسكنه قطعة منهوأردف هامسا بجانب أذنها
________________________________________
الي بيزيد يوم عن يوم
أنهي جملته وهو يديرها نحوه بهدوء كي يري ذلك البريق المتلألئ في عينيها والذي يحبس أنفاسه حين يتناغم مع إبتسامتها الجميله. فيظل يتأملها بحب يفيض من عينيه.
نعم فهو قد وقع أسيرا لسمرائه الهادئه. وأصبحت تتغلغل في ثنايا روحه. ولا يستطيع الإستغناء أو الإبتعاد عنها قيد أنمله.
عوضها بمحبة نابعة من أعماق قلبه عن كل مارأت. وكل مامرت بع وعمن فقدت بسببه.
علمها أن القلب يستطيع العشق مرة أخري حين يجد من يشاطره الحياة بأدق تفاصيلها.
فأصبحت شمس سعادته لا تشرق إلا من سمار بشرتها. وفرحته لا تنبع الا من بريق عينيها. وراحته العظمي تتحقق وهو يراقب إبتسامتها الدائمه.
كان يظن في البدايه أنه هو العوض لها عما إقترفت يداه في حقها.
ولكنه إكتشف مع مرور الوقت.. أنها هي من كانت عوضا له وتعويضا عن وحدته السابقه وعن أي شيئ سيئ حدث معه طيلة حياته.
أعمت عيونه عن جميع إناث الكون. وإكتفت منه منه غزلا بكلمة واحدة..حين يقولها لها
تنفرج أسارير قلبها..
بمذاق القهوة.
فهي تعلم عشقه للقهوة. وتتيقن في كل مره يناديها فيها ب ياقهوة قلبي
بأن لها مكانة في قلبه لم ولن يصلها أحد. تماما مثل مكانة قهوته لديه.
أما هو فكان يراها بالفعل قهوته ولم يكذبها القول فهي حقا هادئة دافئة مريحة منعشه. بقربها تختفي جميع الضوضاء التي برأسه. ويحل محلها فقط الهدوء والسلام. تماما كقدح من القهوة.
أخذها وهبطا إلي الأسفل لتناول الغداء سويا.. وبعد الإنتهاء من وجبة غداء شهيه طبخت بيدها له بكل محبه.. شكرها عليها عشرات المرات وتغزل في طيب مذاقها عشرات أخرى..
خرج الي الحديقة.. التي تخلص من كل الورود التي كانت فيها
بورود جديده..زرعها بيديه من أجلها هي فقط.
فأخذ يتفقدهم بسعادة وهو يراها في كل زهرة فيهم
ويري قاسم صغير قلبه في كل برعم يزهر.
ثم جلس بعد أن إطمئن أن جميع وروده وشتلاته بخير.
وهم في قراءة جريدة اليوم الموضوعه علي المنضدة..لحين وصول سمرائه بمجرد أن تعد له قهوة عقله اللعېن.
فتح الصحيفة وإعتدل في جلسته سريعا حين وقعت عيناه علي خبر يتصدر العناوين الرئيسيه.
مقټل إبن رجل الأعمال الوحيد صاحب شركات الهادي فى ظروف غامضه . وقيدت الحاډثه ضد مجهول.
فرفع عيناه عن الصحيفه وهو يتأمل عدالة السماء!
فها هو هادي يختبر ما حكم به علي غيره ويتلقي القصاص العادل علي كل مافعل..
مع أنه من وسط جرمه قد أسدي للبشرية خدمة جليله بقټله لكريمه..والتي لم يكن يليق بها سوي القټل.
وخاصة بعد الذي عرفه حمزه مؤخرا.. والذي حرص علي الإحتفاظ به لنفسه. فلا ود تحتمل اكثر. ولا سعاد تقوي علي فاجعة جديدة.
وقرر أن يترك كل شيئ علي حاله مبهما. ويترك المياه راكدة كما هي فالبوح بمصائب جديده لن يزيد النفوس إلا عكارا ويقلب أوجاع قد بدأت تستكين.
وتبسم وهو يلقي الجريدة من يده ويستقبل سمراءه التي أتت له بقهوته وهي تتهادي بخفة وتتمايل..
فتتمايل معها خصلات شعرها الفرحه بفعل نسمات الهواء فيتمايل معها قلبه طربا.
تمت...