عانس ولكن
بقلم إيمان فاروق
الفصل الأول ..
قرأة ممتعة أن شاء الله
_ انتي بقيتي عانس يا ست هانم يعني تحمدي ربنا أن في عرسان بتتقدملك.
_أنت اللي بتقولي الكلام دا يا أمي..للدرجة دي بقيت رخيصة في نظرك
_ كلامي مش معناه اني برخصك يابنتي..انا بس بفكرك بكلام الناس دول بيسمموا بدني كل ما يشفوني.. اشي هي المحروسة لسه مجلهاش عدلها واللي تقولي هي الابلة مش ناوية تفرح قلبك والا اللي تقولى احنا نزورها المشايخ..يمكن تنفك عقدتها.
_ وليه اصلا تديهم الفرصة أنهم يتكلموا معاك في مواضيع خاصة زي دي.
_ قدامي او ورايا بيتكلموا واظن انتي ناسية أننا فحي شعبي والكل بيدخل في حياة التاني وبيعتبروها اهتمام ..احنا كلنا اهل والناس بتتكلم من خۏفها عليك وبيعتبروكي بنتهم ..يابنتي ريحي قلبي دي البت نوال اصغر منك بعشر سنين وشايلة على كتفها وبطنها قدامها يعني هتبقى ام للمرة التانية.. وانتي فرصتك بتقل....
في ظل الالقاب التي تفرض علينا من خلال واقع نعيش بداخله ستخوض في هذه القضية من خلال قصتنا البسيطة التي تتحدث عن معاناة طويلة تعيشها هى الفتاة الطيبه التي تتعدي قطار الزواج وتلقب بعانس اي مجتمع هذا الذي يوصم فتاة لم يسبق لها الارتباط بهذا اللقب المشين فكلمة عانس توحي بالتقليل من شأن هؤلاء الفتايات اللاتي تجلسن الى سن تعدى الثلاثين . فهل تشيخ القلوب مع شيبة الرأس هل يحكم عليها بالؤد لمجرد انها تخطت الثلاثون .اي مجتمع هذا الذي ينظر للفتاة على انها سلعة في سوق حرة هذه بكر صغيره وهذه سيب مازلت في صغرها وهذه ارملة طروب وهذه عااانس .ما اوجعه لقب .ليتها تركت خلفها كل شئ ورحلت هكذا حدثها قلبها ولكن هناك عقل يؤيد فعلها معه .
مجتمع فقير في المشاعر يحاوط الكثيرات من من لم يحالفهن الحظ بالزواج لتفوز بلقب زوجه ولكنها بفضل القدر الذي لم يهبها هذا الأمر ينعتها بعض فقراء الحسن بلقب عانس وهى التي لم يصبها الدور فنحن مجتمع لا يفقه سوى في ان يطلق الالقاب ويتفنن بالالقاب هذه عانس وهذه مطلقة وهذه أرملة وهذه متزوجة ولم تسلم من ان يطلق عليها لقب ناشز لمجرد انها لم تحرز سوى الألم والقهر في حياتها الزوجية .. هناك قلوب ارهقها الجهاد في محاولة منها للحفاظ على لقب معين لا تريد أن تحرز اي القاب مشينة كهذا اللقب اللعېن .
انا فتاة تخطت الثلاثون بقليل لم يشاء القدر أن أزف الى اقرب الأشخاص الى قلبي عوض نعم اسمه عوض ولكنه لم يكن العوض .. بل كان هو صاحب الفضل في ان احصل على هذا النعت اللعېن كان حلم جميل وول رحل بعيدا عن أرض الوطن بعدما فشل في تحقيق اهدافه بها .. ترك عمله البسيط وهو يطمح إلى أن يصل هناك الى اعلى المراتب لكي يحصل على أموال كثيرة تعينه على اقامة حياة كاملة الرفاهية . تركني ورحل بعدما وقفت امامة اطالبه بعدم الرحيل . .فهناك طرق كثيرة كي نحسن من الوضع ولكن بعيدة عن الهجرة التي لا احبذها .. نعم انا كالسمك الذي لا يستطيع أن يخرج بعيدا عن الماء فلاعيش لنفسي بعيدا عن الوطن لا استطيع ان ابتعد دون انتماء .. انتمائي وولائي لهذه الأرض وهذا التراب الذي يحمل عبق الماضي فصباي وشبابي وحياتي كلها ملك ليك. الاهل والعزوة والاصدقاء .. كيف سأكون وأنا غريبة هناك .. لم اتحمل وقتها كل هذه المشاعر التي انتابتني فور تخيلي وانا اهاجر الى بلد آخر كيف سأكون وقتها وعدت بالذاكرة للخلف منذ عدة سنوات مضت كأنها لحظات على مخيلتي .
اجلس دوما خلف نافذتي لكي استرجع الذكريات الكثيرة التي تجمعنا سويا ..فكم عشنا من خلال تلك النافذه اجمل المشاعر الصادقة .
نعم عدت بذاكرتي قبل عشر سنوات قبل ان أصل إلي الثلاثون وأحرز اللقب ليحتل هو مخيلتي التي تمنت أن يكون هو زوجي في الدنيا والآخرة ولكنه خزلني هو الأخر وفر هاربا بعدما نسجنا سويا قصص كثيرة من العشق المتيم بيننا .. تذكرته عندما عاد بعد فترة التجنيد الخاصة به وبعد ان انهاها في همة ونشاط لقد احرز