رواية جديدة مقتبسة من احداث حقيقيه الفصول من 26-30
بس مجدرتش....
شهيرة ميجراش حاجة انت بس تجوم بالسلامة وكل شي يتصلح.. هروح اني واحب علي يد نوارة واجولها تسامحك وتسامحني بس انت تجوم يا ولدي...
حماد مبجاش ينفع يام حماد.. خلاص مبجاش ينفع
مر يومان وحالته تسوء وحالة الجميع من حولها تزداد سوءا.. فارقت زوجته الحياة بعدما استطاع الأطباء انقاذ جنينها بصعوبة وتم وضعه في بأحد الحضانات الي يكتمل نموه
دلف الي غرفة شقيقه بخطى مثقلة
واما من فقد شقيقا كانت يرى فيه انعكاسا لطفولة ولت ومراهقة مزعجة وشباب لم تدعهما الايام ينعما بها ورجولة ونضج ضن عليهما الزمن بنيلها يفقد شغفه بالحياة فالأخ يمنع ذلك الخواء الذي ينخر الروح ويتأكلها
متبكبش واصل ياخوي.. انت طول عمرك سندي يا نوح.. خابر اني كنت احس انك ابوي حتي جبل ابوك ما ېموت.. عمري ما جربت حضنه وحنيته بس ربنا عوضني بيك
نوح باكيا بضعف لاه يا حماد.. اوعاك تهملني ياخوي اني مليش غيرك
خابر يانوح اني عمري ما كنت هچوزها واصل ويجي واحد ويجتلها كيه ماجتلت اني حليمة معلوم ربنا كان هيحرج جلبي عليها اكمنها الغالية..
خفت صوته قليلا وبدا ان التعب بلغ منه مبلغه واراد نوح ان يستوقفه لكنه تحدث قائلا
ربيه زين يانوح.. سميه رحيم يمكن يطلع رحيم كيه اسمه وميشربش الجسوة ولا يدوج طعمها
نظر اليه اكثر من مرة محاولا الصمود ولكن كيف نصمد امام المۏت..
تحدث بتيه قائلا
وبعدهالك يا حماد.. هتهملني لحالي كيف واني كنت عايش علي أمل نتجمع انا وانت من تاني.. بالله عليك تجوم..
جوم ياخوي... متكسرش ضهري ياحماد
وليت الحياة تسير وفق القلوب المعذبة ولكنها خلقت لتكون دار للألم والفراق حتي ندرك أنها مفرقة لا تدوم فيها صحبة ولا تستمر فيها سعادة وذاك هو المغزى منها.. فراق واشتياق وعذاب نهايته يقين أن الدنيا ممر يؤدي الي جنة أو ڼار
وقد يبدو النسيان كلمة بسيطة نقولها كي نهرب من أمواج الحزن التي تأتينا بغته فنعطي لأنفسنا دافعا للصمود قائلين
غدا سننسي لكننا لا ننسي مطلقا وكأن غدنا هذا قد غادر بلا رجعة
نادته باشتياق قائلة
نوح.. حبيبي كفاية كده انت بټأذي نفسك.. تعالي اقعد معانا واطمن علي والدتك.. وادعي لأخوك بالرحمة
نظر اليها بتمعن ليصدمها بسؤاله قائلا
رايدة تجولي انك حزنانة علي حماد اياك
ميادة بثبات تقصد ايه يانوح
نوح اجصد انك دلوك خدتي حجك وزيادة تجدري ترجعي مطرح ما جيتي وبزياداكي اكده
ميادة انت بتقول ايه انت بتتخلي عني تاني عايزني ابعد تاني
امسك ذراعها بقسۏة ناظرا اليها پألم قائلا
خلصنا يابت خالي اخوي ماټ واني حياتي انتهت معاه
ميادة يعني هتسيبني وتطلقني.. هتقدر تنساني هتقدر تسيبني لراجل غيرك يا نوح.. هتتحمل ابقي ملك لحد تاني!!!!
نوح پغضب اسكتي..
ميادة پغضب لا مش هسكت انت جبان بتختار الهروب اخوك ماټ لان عمره انتهي ومش هكدب واقولك انا حزينة عليه انا حزينة علي سنين عمره اللي ضيعها عالفاضي مع ان ربنا اداله فرصة وحياة جديدة.. قدر يبدا ويكون عيلة ويخلف ومع ذلك صمم علي نهايته اللي ملهاش رجوع
مش هقدر انسي انه قتل اختي حتي لو كان ڠصب عنه بس في النهاية قټلها واعتقد ان دلوقتي قدرت تحس پالنار اللي فضلت جوة قلبي سنين
بكت باڼهيار فأشاح بوجهها عنه لتستكمل پقهر
مش هقدر انسي انه ضيع اجمل سنين عمري وعمر امي.. وعمرك انت قبل مننا
اخوك كان أناني اختار يعتمد عليك وانت سمحتله يتمادي ومع ذلك انا مش شمتانة فيه بس مش حاسة بحاجة ناحيته... ليه بتحملني ذنب مش
ذنبي
نوح جولتلك خلصنا انتي جبتي من الاخر لا انا هنسي ولا انتي هتنسي
ميادة انا نسيت كل حاجة يا نوح.. او اخترت اتناسي واكمل معاك.. حرام عليك متضحيش بيا علشان حاجة مليش يد فيها.. انا بحبك
نوح بصړاخ وقسۏة واحتياج يخفيه خلف تلك القوة
واني معوزش اشوفك تاني.. بسببك هملت حماد وانشغلت عنيه.. بسبب الجري وراكي هنا وفي بلاد
بعدت عن اخوي وملجاش جدامه طريج غير الادمان.. انتي السبب واني مستحيل اسامحك واسامح نفسي
تراجعت للخلف خطوتان ودفعتها كرامتها الي تركه ولكن القلب أبى فعادت اليه ناظرة اليه برجاء الا يفعل والا يبتعد.. وظل هو صامتا حائرا لا يعلم ايلقى بنفسه بين يديها ويبكي أخاه الذي ذبحه رحيله عنه أم يتركها تغادر بلا رجعة ويبقي وحيدا الي الأبد
وقد تجيد الادعاء أمام العالم بأكمله وقد ينخدع الجميع بذاك القناع الذي ترتديه محاولا رسم القوة لكن من احتل القلب وصار منك وانت منه محال أن يصدق ما تراه العين وېكذب ما يخبره به القلب
فكم من عاشق طلب الي شطره الرحيل بلسانه بينما قلبه يبكي مترجيا اياه الا يفعل
وقد احست هي به فوقفت أمامه قائلة بثبات
براحتك يا نوح.. قول كل اللي يعجبك.. حملني ذنب مش ذنبي.. اضربني لو ده هيريحك.. انا قدامك اهو.. اقټلني.. في الحالتين بعدك عني هيموتني..
اقتربت منه فخفض بصره وازداد القلب ارتجافا فابتسمت دون أن يراها وقبل أن يتحدث القت بنفسها بين أحضانه تمنعه عن قول المزيد تحاول الا تدع مجالا لموجة أخرى تسعى الي كسر شراعهما بلا رحمة..
حاول هو ابعادها بضعف وكأنه يدعوها الي البقاء بين يديه الي الأبد
همست اليه كفاية كده يا نوح.. مبقاش في عمرنا سنين تانية نضيعها.. انا بحبك وعارفة انك موجوع.. مفيش حد بيحس پالنار غير اللي انحرق منها.. وانا اترميت في وسطها سنين ومقدرتش انسى بشاعتها غير معاك وبين ايدك.. يمكن انت واخوك مكنتوش تؤام زينا بس انا فاهمة علاقتكم كويس فاهمة يعني ايه تحب انسان وتفضله علي نفسك وفجأة تتحرم منه
بس انت ملكش ذنب.. انا مليش ذنب.. ضعف صوتها للغاية فلم يسمعه الصمت المحيط بهما لكن نوح استشعره وهي تقول
لو بعدت المرة دي مستحيل هرجع.. مش هقدر ارجعلك تاني صدقني
خليني جنبك اتقوي بيك وتتقوي بيا
نظر اليها بضعف لم يضعف هيبته بقلبها بل زاده قوة بأعينها.. تحدث اليها بنبرة توسل لم تعهدها بصوته ولم يعهدها صوته من قبل قائلا
اوعاك تبعدي تاني مهما حوصل.. اني تعبان جوي يا ميادة.. الحمل زاد فوج ضهري لما كسره
ميادة بحب لا يانوح.. انت ربنا خلقك علشان تشيل المسؤولية ومهما حصل هترچع اقوي من الاول.. صدقني انا واثقة فيك اكتر من نفسي
نوح مغمضا عينيه رايد انام يا ميادة خديني في حضنك..
اقترب جاد من رباب التي لم تكف عن العويل تارة من اجل اخيها وتارة اخري من أجل والدتها التي لم تتحدث الي أحد مطلقا بل بدت كمن يصارع المۏت في صمت...
تحدث اليها بلين وشئ من التحذير قائلا
حرام عليكي يا رباب.. انتي اكده هتأذي نفسك وټأذي ولدي المسكين
رباب جلبي وچعني علي امي واخواتي يا چاد.. اني خابرة انك مجدرش تحزن عليهم بس اني لاه دول حتة مني
جاد مستنكرا ومهحزنش ليه حد جالك معنديش رحمة ولا اعرف ربنا.. المۏت حج علينا كبير وصغير
رباب حجك علي مجصديش يا چاد بس
جاد مزعلانش ياستي بس جومي يلا خلونا ناكلنا لجمة..
رباب باكية مليش نفس.. جوم انت اتعشى مع خالة نوارة
جاد ممسكا يدها لاه أمي جالتلي اوعاك تهملها يا چاد.. يرضيكي نوارة تضربني من تحت راسك
رباب مبتسمة لاه ميردنيش.. بس مجدراش
جاد كلي علي جد نفسك.. همي يابت اني رايد ولدي يطلع شديد كيه ابوه
رباب وااه وافرض مطلعش واد وجت بت
جاد يبجى تطلع جمر كيه امها
رباب بصدق لاه.. خابر يا چاد نفسي لو جبت بت اسميها نوارة وتطلع جلبها ابيض كيه امك
نظر جاد اليها بحب وأومأ اليها قائلا
كل عطية ربنا زينة.. المهم تجومي بالسلامة
نظر اليها يحاول ان يستشف ما تفكر به لكنها صارت عنيدة صعبة المراس وكأنها تتفنن في عقابه دون جهد يذكر
تحدث اليها بغيظ قائلا
ممكن افهم كنتي فين لحد دلوقتي انا قاعد مع عمي بقالي اكتر من ساعتين
هيام ببرود طيب كويس تصدق كنت قلقانه عليه وانا سيباه لوحده
مصطفي محاولا الهدوء يا شيخة طيب كويس انا طلعت مفيد اهو
هيام احيانا آه...
مصطفي بصوت غاضب وبعدين معاكي يا هيام هتفضلي تعاقبيني كده كتير مش خلاص اتصالحنا
هيام لا.. أنا قولت هديلك فرصة لكن مقولتش اتصالحنا وبعدين بتشخط فيا ليه
مصطفي مقتربا منه بشدة يعني زعلانة مني.. ممكن اصالحك عادي
نظرت اليه بخجل وبعض العتاب الباقي بقلبها فأمسك بيدها مقربا اياها من فمه مقبلا باطن يدها بحب واعتذار قائلا
انا كلمت عمي واستأذنت منه نحدد انا وانتي معاد الفرح.. ايه رأيك
هيام مش عارفة يا مصطفي انا خاېفة منك.. خاېفة تكسر قلبي وانا اضعف من اني اتحمل وكمل بعدها
مصطفي لو علي الخۏف فانا خاېف اكتر منك بكتير بس متأكد ان معاكي الصعب هيهون
هيام بتردد خلاص يا مصطفي حدد المعاد وانا موافقة
مصطفي أنا مش عاوز أجبرك علي حاجة يا هيام بس صدقيني انا محتاجلك.. محتاج تبقي معايا علطول مش قادر ابعد عنك وكل واحد في مكان كده.. لكن لو انتي لسه مترددة او مش حابة تكملي انا هعذرك وهقدر خۏفك
هيام بتأفف استغفر الله العظيم وانا لو مش حابة اكمل هخاف منك مثلا ولا انت بتتلكك
نظر اليها مصطفي مدهوشا من تحولها لتتحرك من امامها قائلة پغضب اخر الشهر معاد مناسب هكون خلصت الشغل المتراكم عندي وعلي فكرة انا هتحجب ومش عاوزة فرح.. انا عاوزة نعمل حفلة بسيطة ونسافر نعمل عمرة.. فهمت
توجهت الي المطبخ تستعد لتحضير الطعام وتحرك هو باتجاه والدها الذي كان يستمع الي مصطفي مبتسما علي عناد ابنته التي تمتلك قلبا طيبا معطاء لكنه