الجمعة 13 ديسمبر 2024

رواية جديدة مقتبسة من احداث حقيقيه الفصول من 26-30

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

يتحول الي كتلة من العناد والمشاكسة اذا تعرضت للأذى من شخص أحبته
انتهت صلاة الجماعة وبدأ المصلون في الخروج من المسجد.. تحرك سلمان بخفة يود العودة سريعا الي البيت كي يواصل استذكار دروسه فقد تأثر هو الاخر بمۏت حماد بتلك الصورة وعزم علي اصلاح نفسه واسلوب حياته هو بالفعل قد بدأ بالتغير وخاصة بعد عودة ميادة واحتواء شقيقه جاد له الا أن النفس تهوى الممنوع وتمل من المباح لذا كان يستشعر حنينا الي التسكع برفقة اصدقاءه السابقين ولكن بمۏت حماد ماټت لديه الرغبة في مغامرة وقتيه يتوقف لديها الوقت طيلة الحياة هو لن يجازف بمستقبله ويدمر حياة من حوله من اجل سعادة لحظية وطيش سينتهي
بينما هو يمشي عائدا استوقفه أحد اصحابه الذين يسعى لتركهم قائلا
يا سلمان ياسياف.. چري ايه ياخوي انت هربان ولا ايه!
سلمان بهدوء وههرب من ايه يا باسم
باسم مخابرش بس بجالك مدة مختفي وكل ما نتجابلوا تتهرب كيه ما يكون بينا عداوة لا سامح الله
سلمان لاه.. بس انت خابر ابن ابن عمتي الله يرحمه اټوفي وجبلها چواز چاد اخوي
بسام ماشي ياواد عمي.. ايه رأيك
نتجابلوا بالليل مع باجي الشلة ونسهر سهرة ملوكي هتعجبك جوي
سلمان لاه.. اني بطلت سهر وشرب.. كانت ساعة شيطان وراحت لحالها
ابتسم باصفرار قائلا
اكده يا سلمان.. كيفك اني بس حبيت اطمن عليك
تركه سلمان مبتعدا وزفر هو بكره فقد كان يرى بسلمان غنيمة سهل افتراسها والأن عليه ان يعيد حساباته كي يحصل علي ما يريد
أسرعت تبحث عنه خارج الغرفة پخوف ولهفة تخشى عليه من حزنه ويأسه الي أن ساقتها قدماها الي غرفة الطفل الصغير الذي كتب عليه ان يأتي الي الدنيا وحيدا ولا أحد يدري عنه شيئا سوى اسمه الذي نطقه حماد قبيل ۏفاته.. رحيم
وجدت نوح يحمله بين يديه بحزن ويبكي متحدثا اليه دون ان ينتبه الي اقترابها 
وضعت يدها فوق كتفه فالټفت اليه قائلا
شايفه صغير كيف.. معجول هجدر أربيه واحافظ عليه..
ميادة بحب هتقدر يا حبيبي.. هنقدر متخافش
نوح بتردد هنجدر ..
ميادة هنجدر يا جلبي.. اطمن يا واد عمتي اني جاعدة اهنه علي جلبك لحد ما أموت
احتضنها الي صدره وبينهما رحيم وبدأت أولى أمواج العشق في طريقها الي العودة....
نظر نوح الي ميادة بحب وامتنان ورغبة في ان يحظى بطفل منها وتمنى لو ان يضمها اليه الأن فلا تتركه مطلقا
2930
بسم الله الرحمن الرحيم 
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
 
وقد يبدو الثبات سهلا لكنه كالمشي علي حد السيف مؤلما حد المۏت مرهقا للغاية الا أن نهايته تستحق لذا ينبغي المحاولة وتكرارها مرة وأخرى الي أن نعتاد المشي فوق ذاك النصل دون خوف....
تملل سلمان في جلسته وشعر بالضيق من كثرة المذاكرة والضغط الذي يستشعره مع اقتراب امتحاناته حدثته نفسه انه لا بأس ببعض الترفيه لم لا يهم بالخروج ولقاء اصدقائه.. نهر نفسه فهو قد عزم التوبة والرجوع عن ذلك الطريق وتلك الصحبة..
وضع رأسه بين كفيه وبعد قليل أتاه اتصال من باسم وكأنه يدعوه الي العودة الي ذاك النفق المظلم.. تردد سلمان بين الاجابة والرفض بين الثبات وبين العودة..
تنهد بضيق فأصعب انواع الصراعات هي صراع المرء ونفسه ولأنها نفسك فهي الأدرى بك وبميولك ونقاط ضعفك لذا يصعب عليك التغلب عليها.. استعاذ بالله من شيطانه فانصرف مسرعا وبقيت نفسه وحدها تراوده وتجمل له واقعا ظاهره يحمل الكثير من المتعة واللهو الذي لا بأس به.. أوشك سلمان علي الاستماع الي نفسه فقد أرهقه الجدال معها لكنه استمع الي صوت والده يناديه بجدية قائلا
واد يا سلمان.. لساتك صاحي ولا نعسان..
سلمان بسعادة وكأنه قد وجد حبلا للنجاة يتمسك به قبل الڠرق لاه صاحي يابوي
فتح سلمان الباب مهرولا الي والده الذي ابتسم اليه قائلا
اني نازل المركز هشتري حاچة.. تاچي معاي
سلمان بترقب وامي هتجول ايه
فهد واه.. واني ممليش عينك اياك 
سلمان برفض لاه لاه مجصدش اكده.. اني بس عامل علي  المذاكرة
فهد هم ياواد اني سألت امك الاول وجالت خده يشم هوا وبالمرة اشتريلك هدمتين جداد ولا مرايدش 
سلمان مسرعا كيف يعني مرايدش.. دجيجة واكون عندك اوعاك تمشي
فهد ماشي ياواد فهد.. واجف مستنيك أها
غادر سلمان كي يستعد وبقي فهد بانتظاره وربما أتي فهد في ذاك الوقت لاحتياجه الي صحبة ولده وربما كان ولده هو من يحتاج الي وجوده والنتيجة واحدة.. احتواء وأمان لا يستشعره الولد الا بوجود أبيه....
 
تأففت ميادة ترغب في انهاء تلك المكالمة فقد أرهقها الجدال مع ذلك الرجل فهو لا ييأس أحد متعهدي الحفلات الكبار ذات صيت شائع وسمعة حسنة لكنه لا يكل ولا يمل من الوصول الي مبتغاه.. رأى بميادة وجها فنيا صاعدا وادرك أنها صفقة رابحة له لذا يسعى بجدية الي التعاقد معها لكنها أخبرته أنها ستتوقف عن العمل حاليا ربما تود البقاء بجانب نوح ومؤازرته وربما تخشى العودة الي الفن وهؤلاء الذين يتفننون في العبث بحياة صاحبي الشهرة تخشى ان يحدث ما يفسد حياتها مع نوح.. ربما غيرته وقوة شخصيته سببا لن تنكره وربما ما حدث قبل سفرها وتلك الاخبار التي نشرت حول حياتها سببا آخر
لقد صدمت ميادة من سرعة انتشار الخبر أنذاك فهي تعلم يقينا ان الشهرة والفن طريقهما ممهد بالمخاطر والشبهات الا أنها لم تهتم فيما مضى كما تهتم الأن.. هي بالفعل ابتعدت فترة ليست بهينة عن الصعيد وعاداته لكنها عادت وبداخلها خوفا من تلك العادات..
ترى هل تعتزل وتبعد ام تنتظر لتتضح معالم حياتها مع نوح فهي مازالت تخشى القادم وكأن الماضي قد تركهم وغادر لكنه ترك الخۏف مصاحبا لهم الي الأبد
 
مرت عدة أيام استطاعت خلالها احتواء ضعفه بجدارة فتحول ضعفه الي قوة واصرار علي الاستمرار ومتابعة حياته.. نعم لم يقل الألم ولن يختفي لكنه سيتعايش معه ويتقبل ما بحياته من نعم وأهمها وجودها جواره هي ورحيم جزء باقي لديه من شقيقه.. ربما كان نسخة مصغرة من حماد قبل أن تفسده الأيام والنفوس وينبغي عليه ان يحيطه بحبه وعنايته...
لم يعد يغفو نوح سوى بين يديها وكأنه يستمد من حضنها الدافئ عالما خاليا من الأحلام بحلوها ومرها وتبقي هي حلمه الأوحد الذي يشعره بالاكتفاء.. 
نظر اليها باشتياق فهو لم يقربها منذ ۏفاة شقيقه وعودتهما من الخارج..
اقترب منها بحذر خشية أن يوقظها فقد أرهقها رحيم الي أن استطاعت التغلب عليه وجعله ينام ابتسم بحب بعدما طمأنه الطبيب بشأن الصغير فرغم أن ولادته مبكرا عن مولده جعلت الاطباء يخشون عليه كثيرا الا أن ارادت الله كتبت الله النجاة وها هو ينمو ويكبر رويدا روايدا أمام عينيه وبين يدي ميادة
احتضنها بقوة ولم يعد يفصلهما سوى دقات قلبه التي تود ايقاظها الأن واستجابت هي فقد اشتاقت اليه كذلك
تحدثت اليه بخفوت وتساؤل قائلة 
انت كويس يا نوح
ابتسم نوح بعشق فتلك البحة المميزة بصوتها وطريقة نطقها لأسمه تختلف وربما هو من يتوهم ذلك فعندما نعشق نرى كل ما يفعله من نعشق مميزا
اقترب من شفتيها وغابا معا في عالم غابا عنها مطولا وعادا اليه بلهفة ورغبة في اقصاء مخاوفهما من القادم....
 
استمعت هيام الي مصطفي باهتمام بينما يقول
ان شاء الله السفر هيكون خلال شهر ونص انا جهزت كل حاجة بس لو مش حابة نسافر مع سهيلة ويزيد عادي قوليلي ده حقك
هيام بتساؤل مش هحب نسافر معاهم ليه
مصطفي عادي اغلب البنات بيبقوا محتاجين يحسوا باستقلال في بداية جوازهم ومش معني اني حابب وجودهم أفرضه عليكي
هيام مع ان كلامك مظبوط وفي بنات كتير كده بس انت قولت حابب وجودهم 
مصطفي اه طبعا.. سهيلة مش بس اختي ولا يزيد ابن خالي.. دول اهلي واصدقاء طفولتي...
هيام مبتسمة بص يا مصطفى.. لما تحب انسان مش لازم ټخنقه وتجبره يغير ملامح شخصيته ويعيش لابس توب غير توبه.. لما تحب انسان هتحب حبايبه لأنه في وجودهم بيبقي سعيد بيبقي روحه مكتملة.. مش هقولك اني مثالية.. اخفضت بصرها قائلة بحرج 
انا بحبك ومتفهمة لارتباطك بأهلك وهما يشجعوا اني ابقي منكم واندمج معاكم.. ناس بسيطة رغم انهم مش قليلين وبيحبوني وبيتعاملوا معايا باحترام واني مستحيل أمنعك عنهم او احاول اغيرك...
ابتسم مصطفى ابتسامة حزن وانكسار فقد استطاعت السابقة لهيام ابعاده عن سهيلة ويزيد ومحيطه الذي تربى بداخله عملت علي تغييره كليا وكأنها تصنع منه نسخة تنال رضاها واعماه حبه لها عن رؤية ما تسعى اليه وربما لم يهتم فما كان يشغله وقتها هي فقط...
نظر الي هيام واقترب منها مقبلا اياها بغته.. شهقت هيام بخجل من فعلته لكنه لم يبتعد بل احتضنها وهمس اليها قائلا 
أسف يا هيام. انتي أجمل من ان عقلي يستوعب أو يصدق انك بقيتي ملكي ومن نصيبي.. أسف علي غلطي في حقك
تحدثت بصوت مهزوز خلاص يا مصطفي اللي فات انتهي وبلاش تعتذر تاني...
مصطفي بصدق بحبك.. انا بحبك اوي...
 
لكمة قوية تلقاها باسم من احد الرجال المحيطين به والذين تربصوا به الي أن انتهي به المطاف في طريق معزول عن المارة فتكاثروا عليه وانهالوا عليه بالضړب الذي لن يؤدي الي ۏفاته بل سيتسبب له في الالام قوية كنوع من التأديب والتحذير 
دفعه احد الرجال پعنف ليوقعه أرضا هامسا بتحذير
الريس برهان هيجولك جدامك شهرين وترجعله الفلوس اللي عليك يا واكل ناسك.. المرة ديه أدبناك المرة الجاية هنجيب خبرك
تركوه وحيدا يتأوه لكنه لم يعتبر بل اعتبر أن ما أصابه خطأ اشترك به سلمان فهو قد وضع في اعتباره من قبل ان سلمان سوف يعطيه تلك الأموال فهو لديه الكثير لم لا يعطيه.. لم يكتب عليه الفقر بينما ينعم اخرون بالثروة والجاه..
لن يتراجع اما أن يختطف سلمان الي عالمه ويجعله صورة منه أو يرفعه سلمان الي عالمه ويحظى ببعض من أموال عائلة السياف
تحامل علي نفسه وحاول الوقوف علي قدميه متمتما ببعض الكلمات الغير مفهومة يسب ويتوعد لسلمان قائلا
كل دية من تحت راسك ياواد السياف.. هتشوف اني هعمل ايه يا اما هاخد منك الفلوس لاما هاخد روحك
مسدت رباب فوق رأس والدتها بحنو وحزن من هيأتها التي لم تعتادها من قبل.. امراة کسيرة الصمت يحيطها والقهر يعلو هيأتها.. صډمتها جعلتها تكبر بالعمر فجأة وكأنها قد تخطت الزمن وولجت في وقت مختلف.. ليست تلك شهيرة المراة القاسېة المعتدة بنفسها وهيأتها. حتي بعدما اصابها العجز ولم تعد تحملها قدماها لم تفقد كبريائها ولم يخفت جمالها هكذا...
لقد انتشر الشيب برأسها فجأة وكأنه استطاع اقټحام قلاعها وغزوها بشراسة
دموعها لا تجف وان جفت تغفو قليلا فتطاردها أشباح الماضي الذي لوثته يداها
تنادي بأسم ولدها كلما استطاعت ولا تنطق

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات