رواية روعة جدا الفصول من 30-32
ثانيا بقه انا مؤدبه ومحترمة ڠصب عنك....”
“بعد إللي عرفته معتقدش....” قالها وهو يشعل الموقد الكهربائي مره آخرة ليبدأ بأكمل طعام الإفطار
تجاهلت حديثه وهي تنهض قائلة...
“ سيب الفطار انا هعمله انا كويسه.... “
“لا شكرا..... انا هحضر فطاري بنفسي على الأقل لحد ما أيدك تخف....”
لن تجادله فهي تريد الاڼهيار الآن بعيد عن عينيه القاسېة....
“براحتك...”
“تعالي هنا راح فين.....” مسك يدها وهو يوقفها
بيداه الذي اطبقت على ذراعها....
“هكون راحه فين هطلع فوق.....ولا في حاجات تانيه هعملها...”
تقوس فمه بستهزء...
“هو انتي عملتي الاولاني لم هتعملي التاني....”
رفعت حاجباها بعدم فهم متشدقة...
“يعني إيه مش فاهمه...”
“ارجعي قعدي مكانك وانتي هتفهمي....”
تاففت بضيق فهي على وشك البكاء من تلك الطريقة
التي تعامل بها...
“مش عايزه اتزفت.....انا طالعه....”عرقل سيرها يداه القوية مرة أخرى وهو يقول بتحذير...
“ مش بحب اكرر كلمتي مرتين وانتي عارفه كده كويس..... إرجعي قعدي مكانك.... وياريت تسمعي الكلام من غير عند انا لحد دلوقتي بتعامل معاكي بالعقل فبلاش كلمة لا بتاعتك توصليني لمرحله
أنسى إني اتخلقت بعقل اصلا.... “رمقها بصلابة متوعدا اياها إذا عارضت للمرة الثالثة اوامرة...
بلعت ريقها لتعود ادراجها بوجها يكاد ينفجر من كثرة الغيظ من تلك الاومر المهيبة مثل شخصيته...
اللعڼة حتما سيموت أحدا من كثرة الغيظ والقهر والمتوقع هو أنا فقط انا المصاپة هنا!...
وضع الطعام ذو الرائحة الشهية أمامها على الطاولة ليبدأ بأخذ أول لقمة ليضعها في فمه موجه لها الحديث ....
“ كلي هتفضلي تتفرجي عليه.... “
توسعت عينيها من طلبه....
“عايزني اكل معاك....”
“دا.... إللي واضح.... يلا كلي.....”
قالت بتهكم...
“متأكد إنك عايزني اكل معاك يعني انت لسه فوق قايل إنك بتقرف حتى من قربي.... انت نسيت كلامك ولا أي...” نظرت له بتشفي...
“لا منستوش بس انا كان قصدي وأحنا ..” نظر لها بوقاحة لتفهم مغزى حديثه ليكمل بذات المراوغة اللعېنة...
“أما القرب ده فادا مش بيسبب اي قرف... فكلي بقه وبطلي جدال....”
“مش عايزه.....”
“براحتك....” لم يريد ارغمها فهو يشعر أنها تحبس الدموع بعينيها بل وتحارب بالقوة والثبات أمام وجهه.....
“انا قايمة....” قالتها بحزن وهي تهم بالنهوض مسك يدها المستندة على الطاولة بقوة وامتلاك وهو يقول...
“مش دلوقت.... خليكي قعده...”
“عايزني جمبك ليه انت مش خلاص كرهتني....” نزلت دموعها وهي ترمقه بعتاب مضيفه پقهر ....
“عايز ټنتقم عشان كدبت عليك.... طب هو انا ليه منتقمتش منك لما كدبت عليه وقولت إنك بطلت شغل مع عمك وتفجات بعدها بكام يوم إنك بتتفق على شحنة هروين وسلاح.....قولي انا ليه معملتش زيك ليه مكرهتكش زي مكرهتني... ليه موقفتش قصادك وقولت ھقتلك زي مقولتلي.... عارف ليه عشان انا حبيتك وانت لا.....”
اطبق على يدها بقوة بين يداه وهو يهتف بعصبية...
“حبتيني... الي هو إزاي يعني.... دا انا سامعك بوداني
وانتي بتقولي للي بيكلمك في التلفون.... زي ماتفقنا
جواد هو اللي هيبقى في صوره ...”
“انت فهمت غلط......”
“يعني إيه الكلام ده وكلامك بتاع إمبارح كان غلط برده .....” تشنجت قسمات وجهه وهو يرمقها بستفهام لا يخلو من الحدة
“كلامي كان عشان اوجعك زي موجعتني.... وبنسبة للحقيقة فبلاش تعرفها عشان هي لا هتغيرك ولا هتغير الا اتكسر مبينا....”وضعت يدها على فمها لتكتم شهقاتها مبتعدة عن المكان بأكمله.....
_____________________________________
يجلس في مكتب الشركة ينقر بقلمه الذهبي على سطح المكتب بشرود في حديثها المبهم الغير
مفهوم ترددت كلماتها مره اخره بذهنه....
كلامي كان عشان اوجعك زي موجعتني.... وبنسبة للحقيقة فبلاش تعرفها عشان هي لا هتغيرك ولا هتغير الا اتكسر مبينا....
دلفت السكرتيرة ميفي تلك الأوقات وهي تقول بعملية....
“جواد بيه....في واحده عايزه تقبل حضرتك برا....”
رفع جواد عينيه عليها وهو يسالها بهدوء...
“إسمها إيه....”
رفعت كتفها وانزلتهم سريعا وهي تقول بحيرة وحرج..
“بصراحة مش عارفة هي مش عايزه تقول إسمها....”
هز رأسه بضيق وهو يقول باقتضاب....
“طب دخليها ام أشوف مين دي وعايز إيه...”
اومات السكرتيره له لتذهب واقفه نحو أطار الباب الكبير وهي تمد يدها بعملية لتلك المراة قائلة بجدية...
“اتفضلي يانسه جواد بيه مستني حضرتك...”
كان يتطلع على الباب ليجد من تدلف إليه بحالة مٹيرة لشفقة بعيون حمراء يحتل اسفل عينيها هالت
سوداء بوجها تزايد به الشحوب وكانها أصبحت من الأموات حتى جسدها أصبح هزيل للغايةوقد تغيرت بطريقة تثير الريبة حولها !....
رفع جواد حاجبه الأيمن