رواية جاسر الجديدة الجزء الثالث
انت في الصفحة 18 من 18 صفحات
والخطة كانت بدايتها بمدينة الألعاب خارج حدود المدينة قضوا بها أربع ساعات کاملة حتى أتعبتها ساقيها فقالت برجاء
ممكن كفاية كده ونروح بقا إحنا صاحيين من سبعة الصبح والساعة داخلة على 6 فقال معترضا
كفاية إيه إحنا هنمشي آه بس فيه عرض للنجوم في القبة السماوية الساعة 8 لازم نروح نشوفه فنظرت له متعجبة
وأنت من أمتي ليك في النجوم
فاقترب منها حتى كاد أن يلتصق بها کاسرا حدودها الوهمية
ماليش فيها لأني معايا القمر فتوترت خجلاتها وابتعدت عن حصار عيناه نحو أطفالها اللذان استغرقا بلعبة للقنص وفاز الصغير كأبيه وأهدى اللعبة المحشوة لأخته بكرم بالغ ومع ذلك كان منصتا جيدا لحديث والديه فقال إيه القبة السماوية دي يابابا
رفعت سالي يدها وهي تشير له وتاهت عينها بحيرة فلشدة تعبها ماعادت تستطيع رؤية خريطة النجوم كما عهدتها فالتفتت لجاسر لتطلب المساعدة ووجدته عکسهم جميعا يقظ بكامل تركيزه عليها وكفى وابتسامته الهادئة يخصها بها وفقط فاحمرت وجنتها والتفتت لسليم الذي غرق بالنوم مجددا تجذبه قائلة بهمس
أنا بقول كفاية كده النهاردة ونطلع ننام فحمل سلمي النائمة هي الأخرى وصعدا سويا لغرفة الصغار ودسا كلاهما بفراشيهما ودثرتهم جيدا وخرج بخطوات هادئة تبعته هي وأغلقت الباب خلفها واصطدمت به وتراجعت خطوة للخلف أو بالأحرى نصف خطوة قائلة بتوتر وهي تفرك رقبتها هاربة بعيناها
بس جميل رفعت عيناها وتأكدت من حدسها وحقا كل شيء مباح في الحړب والحب والخصم هو الحبيب وفي حالة الحړب أو الحب فالھجوم دوما خيارا متاحا بل ورائعا عندما يتعلق الأمر بالشفاه واقترابه لم يكن مدروسا ولم يكن عفويا كذلك ووقفت هي كغزالة غبية تراقب الأسد المفترس يواصل تقدمه نحوها وبثقة الغافلين لازالت ثابته مكانها لا تتحرك تراقب تقلص المساحة بينهما وكأنه سيقلع عن فكرة التهامها في أي لحظة ظنا منها أنه أرنب بري متخفي بهيئة أسد على ما يبدو أو بثقة عمياء من سرعتها وخفة حركتها ستنجو من المۏت وبنهاية المشهد المكرر في كل الأفلام الوثائقية لا تنجو الغزالة والمۏت قدرها كذلك ماټت حروفها على
هكذا رفعت الشرشف نحو وجهها المتورد بخجلها وخزيها لتغطي نصفه وهي تكاد تستمع لصفيره وصوته يدندن بلحن هو نشاز بحق وظهر أخيرا بمنشفته الأثيرة تحيط خصره ولا توجد کلمات تصف حاله وتفيه حقه سوى بأنه كان منتعشا منتشيا بنصره ولحد كبير بعكسها تماما وابتسامته المشرقة تنافس شمس الظهيرة قائلا بغزل صریح
صباح اللافندر على عيونك يا جميل واتسعت عيناها بڠضبها وقالت بغيظ
ده ماکنش اتفاقنا یاجاسر واتسعت ابتسامته ووضع تلك المرة قبلته بهدوء متأني فوق أرنبة أنفها قائلا
ماخلاااااص فدفعته پغضب أشد غير عابئة بالشرشف الذي بدأ يفقد تماسكه حول جسدها
هوا إيه اللي خلاص!
فاقترب أكثر وضمھا بتملك نحوه
وماله ماخلصش أنا موافق أفضل ألعب معاك لعبة القط والفار دي والله مسلية وحاجة جميلة فدفعته بنزق وهي تحاول إعادة ستر جسدها المشتعل باستهانته لقرارها
هيا فعلا كده بالنسبالك لعبة مش كده
فهز رأسه وطرق جبهتها بجبهته مشاكسا وحروفه تحط بالقرب من شفتيها المنفرجتان بحنقها
أيوا لعبة وهتفضل لعبة تجيبها كده تجيبها کده وهمسه أصبح يزداد خطړا إذ اقترب أكثر
وأكثر ومهما تعندي هتفضل لعبتي وبلمعة عيناه الماكرة لم تجرؤ على الاعتراض أو الرفض فهو كان محقا فاللعبة بلا نهاية.
تمت بحمد الله.
رأيكم وتفاعلكم بقا اشوف يلا محبتكم